وسن جربوع
بعد مدة سبعة أشهر من الصمت والصلب والتهجير يبدو ان سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو لا يزال حياً ومستمراً في دعوته الكهنوتية ورسالته الإيمانية التي أوكله الرب بها لأيصال بشرى الإنجيل والخلاص للمؤمنين.
لم تكن هذه الفترة الإنتقالية إنعزالاً ولا اعتزالاً بقدر ما كانت انفراداً في مواجهة ومراقبة تفاصيل واقعية منها ما حدث من صُنع اللـه استسلاماً لطاعته ولمجده وغيرةً للأمانة، ومنها ما حدث بسبب تدميرٍ بإسم اللّـه والإجبار على طاعة غيره ولمجدهم.
لكن العناية الربانية هي أقوى من ما يخططه التدمير البشري، فيَظهر أمامنا هذا الإنسان المصلوب واقفاً متواضعاً على قدميه بقوة ايمانه وأصالته وأمانته للرب ولكنيسته، مواصلاً مسؤولياته التبشيرية بكل ثقة ووفاء، وواهباً كل ما لديه من أصالة وفهم وعلم وحكمة وعطاء وبذل الذات من أجل خلاص النفوس، وها هو يخطو من جديد كما هو معروف عنه ويشهده تاريخه.
لا بد وأن يكون هناك مغزى في هذا التفاعل الواضح تجاه المطران سرهد، وعدد المشاهدات الفعلية التي هي في ازدياد مستمر بما يفوق سبعة آلاف مشاهد على صفحات التواصل الإجتماعي وذلك لمشاهدة القداس الالهي الذي أقامه سيادته في الساعة 6:00 من مساء السبت 24 ديسمبر ليلة الميلاد المبارك قدام المذبح المقدس المنصوب في غرفة الاستقبال الصغيرة التي تسع لحوالي 20 شخصاً لا أكثر في داره الخاص، بالإضافة الى كرازته القيمة (كالمعتاد) التي بيّن فيها بالمناسبة ترابط العلاقة الوجودية بين ولادة الطفل يسوع وبين دورنا نحن الكلدان أبناء أبراهيم في حدث هذا الميلاد العجيب، لأن “الوقت حان كما الوعد وملء الزمان”.
ترى ما هو المغزى من هذه العدد الهائل من المشاهدات؟؟؟ وما هو السبب الذي حرك المؤمنين لهذا الحضور وان كان غير مباشر، ولكن تفاعله الإجتماعي والروحي كان مباشراً وحياً لهذا القداس الإلهي الكلداني التقليدي والمثبت الذي يحتفل به المطران سرهد ويصونه كما صاغه واحتفل بطقسه رسولي المشرق مار ادي ومار ماري.
حضر هذا القداس الإحتفالي عدد من الكهنة الأفاضل وعدد من الشمامسة والمؤمنين، إذ تم بث القداس مباشرة ومن ثم نشره في صفحات التواصل الإجتماعي التي تظهر في الصور أعلاه، وأيضاً في مواقع كلدانية اخرى من قبل الأخوة الكلدان الأعزاء الذين دفعهتم غيرتهم وأصالتهم لأن يحضروا هذا القداس شخصياً ويسمعوا بأنفسهم هذه الكرازة من هذا الأب الروحي الذي يقضي وحدته في صومعته وعبادته الإنفرادية نتيجة لإخلاء دير مار يوسف للرهبان وغلقه (بحجة بيعه) حيث كانت امنيته ان يعيش في داره الخاص وسط الدير بقية عمره. علماً ان المطران سرهد هو الذي كان قد أسس هذا الدير الكلداني الأبرشي للرهبان عام 2015 إستجابة للدعوات الرهبانية العطشى، وقد تم شراءه بمساعدة ودعم وسخاء ونذور العوائل الكلدانية المباركة فرحين لتحقيق هذا الإنجاز الروحي الفريد من نوعه.
فما هو المغزى من عدد مشاهدات هذا القداس؟؟؟
وما هو الشيء المُفتقد لدى المؤمنين الذي جعلهم ان يتجاوبوا بهذا النشاط الروحي الفعلي مع هذا القداس وهذه الكرازة التي يؤكد فيها المطران سرهد بأن مركز ومحور وجوهر الكرازة هو الرب يسوع المسيح وحده فقط، ولا أحد غيره، لأن المسيح هو رأس الكنيسة، وما يدور في حياتنا في هذا العيد المجيد بكوننا جسد المسيح وأعضائه يجب ان يتمركز حول الطفل يسوع ومغارة بيت لحم فقط لنكون قريبين من أمنا مريم العذراء ومار يوسب المربّي الأمين مع المجوس والرعاة الذين تبعوا الكوكب الموعود به كي يَصِلوا الى الحقيقة التي آمنوا بها وشاهدوها أمامهم وبشروا بها، هليلويا!!!
اتمنى ان يكون هذا القداس الأصيل في مثل هذه المناسبة المقدسة دعوة جديدة للمؤمنين ليقوم سيادته بالإحتفال في مناسباتهم الدينية في مكان وموعد ما، وحبذا في كنائس تقليدية على ريازة الكنيسة الكلدانية.
هذا ومن الجدير بالذكر ان المطران سرهد كان قد اطلق قبل عيد الميلاد بأيام قليلة دعوة عالمية لقيامة الأمة الكلدانية ثقافياً وروحياً تحت عنوان ” الوقت حان، إستيقظوا أيها الكلدان” (لاحظ الرابط أدناه)، وذلك لتأسيس مجلس (كونكرس) كلداني من أجل إحياء الشعور بالوعي الكلداني، والسير نحو تكميل أهدافنا، وتنظيم عملنا لأداء دورنا الكلداني ثقافياً وروحياً بسبب الخطر الوشيك الذي يجعلنا نفقد الى الأبد ثقافتنا المدنية والدينية الفريدة من نوعها بخصوصيتها الروحية النابعة من عمق الحضارة النهرانية (قبل أكثر من 7000 سنة).
رابط دعوة المطران سرهد:
الوقت قد حان إستيقظوا أيها الكلدان
Time is ripe Wake up Chaldeans!
إن تـوق المشاهـدين الـ ( سـبعة آلاف ) إلى مشاهـدة قـداس الراعي الجـلـيـل المطران سـرهـد جـمـو ، وأنا أحـدهم …. خـيـر شـهادة حـية وساطعة معـروضة أمام ذوي الـوجـوه الصفـراء