تحية الى مدبر أبرشية مار بطرس الكلدانية، سيادة المطران مار شليمون وردوني الجليل الإحترام،
لكي لا يكون انشقاق في الجسد، بل تهتم الأعضاء اهتماماً واحداً بعضها لبعض، فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرم، فجميع الأعضاء تفرح معه. (1 قورنثية -12: 25).
كثرت رسائل سيادتكم لنا، فرأينا ان تسمعوا منا رسالة واحدة قبل أن تنتهي مهمة تدبيركم الرسولي لنا ونحن شهوداً على هذا التدبير الذي سجله التاريخ. فنشكركم على حوبا وشلاما، ونصلي أن يحفظكم الرب يسوع المسيح بشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء وكل القديسين وآباء وشهداء كنيستنا الكلدانية العزيزة المضطهدة، وان يحفظ أكليروس كنيستنا الكلدانية بكامله من أقوى كبيرهم الى أضعف صغيرهم، آمين.
(كان بودنا ان نبعث هذه الرسالة الى موقع البطريركية المزدحم، ولكننا لم نرد ان نتعبكم كما وضحتم ذلك في رسالتكم لنا قبل أيام). ان رسالتنا المتواضعة هذه والجريئة تأتي نداءً لإنقاذ ما تبقى من أصالة ميراثنا الروحي الرسولي والإنساني، ونحن نوجهها الى كل من له ضمير حي لا أكثر. اذ انها صادقة بكل معانيها وهي لا تخص علاقتكم معنا كأسقف واحد لأبرشية واحدة فقط، وإنما هي بالحقيقة علاقة الأب بالأبناء جميعهم، وعلاقة كل الأبرشيات مع رؤسائهم ورئاستهم، لأن قضية أبرشية مار بطرس العامرة بإنجازاتها الروحية في سان دييكو أصبحت مثالاً وعبرةً ولكن بكل أسف ضحية لسياسة السلطة وقوتها كما يشهد كل الأسافقة والكهنة والمؤمنين الكلدان وحتى غير الكلدان هنا في أميركا وفي كل مكان.
بالإتفاق التام وبمساندة ومشاركة أصوات المسيحيين الكلدان الأمناء والأصلاء والمؤمنين بقيامة المسيح المصلوب من أجل خطايانا، نرفع نداءنا ونعلن عن أسفنا الذي لا يوصف، وألمنا الذي لا يُطاق، ومعاناتنا التي يشهدها العالم الكلداني بأجمعه وهو ساكت على الظلم الذي تمارسه السلطة الكنسية القائمة عكس العدالة والمساواة: أولاً ضد العضو الإكليروسي المتصل بها من الداخل، وثانياً من الخارج، ضد القطيع المؤمن والبريء الذي قد أوكل أبسط ثقته بالراعي الذي من واجبه ان يحميها قبل كل شيء من خطر الذئاب ومن مخاطر الإنحراف عن الطريق الأمين محافظاً ومدافعاً ومُهتماً بكل قواه كي يُرجع وبكل فرحٍ حتى ولو الخروف الضال الى كنيسته وبين أخوته.
إننا يا سيادة المدبر الرسولي وبكل ألم وأسف ومعاناة لم نلمس ولم نشهد هذا المثل الأعلى في اجتماعاتكم معنا، ولا في ابتسامتكم المطبوعة على وجوهكم، ولا في مواعظكم الباردة في روحيتها والمتناقضة في وعودها مدة الأشهر المعدودة التي لم تستطيعوا حتى ان تبقوا فيها معنا بل تركتونا حائرين ولم تواجهوا مؤمني الأبرشية أجمعهم لأنكم لا تعرفونهم كما قلتم في آخر موعظة لكم، لذلك تلجؤون الى مكالمتهم عبر الإنترنت دائماً وقت الحاجة، وكالعادة تناقضون ما تقولون، حيث جاء في رسالتكم “لقد تعبنا من الكتابة والقراءة في وسائل الإنترنت والتواصل الإجتماعي”، فهل ان الكتابة لكم حلال ؟؟؟ أم أنتم خائفين من أصحاب الحق مثلنا والذين تدعونهم بالمعارضين لأنهم ينشرون الحقيقة بثبات والتي تعتبرونها بتفكيركم الأناني لتخدرون عقول المؤمنين النائمين والساذجين بأنها تؤدي الى هدم الكنيسة وتقسيمها؟!؟!؟! أهل حقاً ان كلامنا هذا يؤدي الى هدم الكنيسة وتقسيمها اليوم؟؟؟ أم ان الخبر التشهيري العاجل يومياً على الإنترنت على صفحة أخوية الرحمة الإلهية بإدارة مسؤول كنسي لسنوات عديدة ضد المطران سرهد اسقف الأبرشية لتحريض الناس لإزاحته عن منصبه قبل تقاعده، وأساليب الكلام غير اللائق والتعليقات اللاأخلاقية ضد الكهنة المظلومين وخطيئة تشكيك المؤمنين بكهنوتهم، ألم يكن هذا حقد وبغض دفين كما وصفتم في رسالتكم؟؟؟ ألم تكن غايتهم لهدم الكنيسة وتقسيمها وتفريق صف المؤمنين بموافقة غبطة البطريرك وانتم معاونه وبموافقة خوري الخورنة وحتى عند مجيئكم مدبراً رسسولياً ؟؟؟!!! بالتأكيد انكم تشملوهم بالذكر في رسائلكم الموجهة بالعموم لأنهم أيضاً من مؤمني أبرشية مار بطرس، أم أنكم تقولون شيء ولا تقصدوهُ؟؟؟ فالويل لكل من باع أبرشية مار بطرس الكلدانية العزيزة جوهرة الكلدان بثلاثين من الفضة ولم يخنق نفسه!
يا إخوان: الرب وحده هو الحاكم الديّان، والرب وحده هو صاحب الميزان، نعم! ميزان العدالة والإيمان.
يا سيادة المدبر الرسولي: أن جرح ضربتكم بخَنجَرَيْ “حوبا وشلاما” عميق جداً، وقولكم منذ وصولكم سان دييكو – بابل الجديدة بأنكم جئتم “لتعدلوا”، ولتزرعوا أرضاً غير مبذورة”، “ولا أحد يقف في طريقكم”، “للسير في خطتكم”، هذا كله كلام غير مسيحي. ما هذا الإنتقام والإحباط الجماعي العلني؟؟؟ يا لللأسف ويا للخجل!!!!!!! ان يقف اسقفا بجلالتكم على المذبح المقدس، وفي اول ترحيب به ينطق بهذا الإسلوب الإرهابي المدمر وهو في هيكل الرب وقدام القربان المقدس، وأمام وكلاء المسيح الجالسين المُعجبين به من أساقفة وكهنة، وأمام الرهبان والتلاميذ والراهبات والشمامسة، وبالأخص أمام قطيع الكلدان المؤمن في سان دييكو وكأنهم غير أحياء ولا وجود لهم في تلك الكاتدرائية بالذات، وأمام بقية مؤمني الأبرشية بصورة عامة، وأمام آلآلاف من مشاهدي الترحيب على الإنترنت. بالحق كانت نية غير صافية!
يا للخزي لرئاسة كنيستنا الكلدانية إن كانت تعتبر هذه خطة تعديل وإصلاح وبناء ومحبة متبادلة في حفظ وصايا الرب يسوع. ويا للخجل من رئاسة ترفض وتدمّر وتهين اسقفاً وهو الراعي الصالح والأمين بكل معنى الكلمة، وتبعد كهنة أمينين وأصلاء وتقطعهم أغصاناً من شجرة واحدة مبنية بالأصل على صخرة المسيح وليست مُلكاً لأي رئاسة ولا لأي مسؤول او وكيل. والخزي الأكبر ان هذه الرئاسة البعيدة عنا في عالم آخر غير مسيحي تقودنا اليوم بإسلوب يفتقد المحبة الأبوية والروحانية المُلهمة لنا نحن الأبرياء ذوو النوايا الحسنة والضمير الصافي الخالي من كل حقد وعداوة أو بغض دفين، نحن أبناء ومؤمني أبرشية مار بطرس الكلدانية العزيزة التي بنيناها صخرة بصخرة 14 سنة بمشيئة الرب أولاً ومن ثم بروح المحبة والعطاء والخدمة الحقيقية لربنا يسوع المسيح ولكنيستنا، وثانياً بدعم الخيّرين الذين جئتم تبيعون وتتقاسمون نذورهم وتبرعاتهم السخية التي لم تكن لهدم الكنيسة وتقسيمها، بل لبناء الأبرشية ومنجزاتها الروحية والإجتماعية التي لم يفكر بها ويتوصل اليها اي بطريرك او اسقف كلداني، وإنما أسقفها الأول مار سرهد يوسب جمو بإيمانه وتضحياته حفظه الرب ركيزة للإيمان المسيحي، وعموداً للحق، ورمزاً للتضحية، وعلماً أصيلاً للكلدان وحقوقهم في العالم كله. ولا ننسى النخبة الأمينة والأصيلة من الكهنة والرهبان الغيورين الذين كانوا معه وساندوا منجزاته بكل أمانة ولهذا تم إضطهادهم والتشهير بهم وإبعدهم وتحريض المؤمنين ضدهم وحتى اليوم لأنهم والمطران سرهد يؤمنون بأن إنقاذ ما تبقى من إرثنا هو بالمحافظة على ما تبقى من شعبنا وهويتنا وطقسنا بعيداً عن البلد الذي يضطهدنا وأبادنا.
إن كان الشيطان (ولم نراه) يريد ان يغربلنا كما قلتم لنا في رسالتكم، فهذا ليس أمر لا نتوقعه أن يحدث، فالمسيح (الذي رأيناه) تكلم معنا بأمثال ومنها حصاد الزوان عن القمح، وهو نفسه سيغربلنا يوم الدينونة كما نقول في نهاية عونيثا دپثولتا: دپَرشين طاوي من بيشي….، فتحضروا يا مؤمنين ولا تخافوا! هذا ونشكر سيادتكم جزيلاً لنصائحكم التي عملنا بها قبل ان نسمعها منكم بأجيال لأننا تعلمناها منذ صغرنا، حيث تقولون في رسالتكم وتنصحون مؤمني أبرشية مار بطرس: “إخوتي أخواتي الاعزاء ليبارككم الرب ويحفظكم من كل سوء لكي تكمّلوا حياتكم الروحية بإيمان حق وباستقامة الضمير طائعين رؤساءكم الروحيين الذين وضعهم الرب ليقوموا بخدمتكم ويساعدونكم…..”، نعم ونعم، اننا حقاً كنا طائعين لرؤسائنا الروحيين والرب يشهد على ذلك، وطائعين كذلك لكل الكهنة في أبرشية مار بطرس وليس فقط للأساقفة، وجميعهم يا سيدنا ومدبرنا الرسولي (الذي حقاً قلت: جئتُ عندكم ولا أعرفكم) يشهدون على طاعتنا وإيماننا وإستقامة ضميرنا، وهذا كله من فضل الرب. فنحن طائعون ولسنا متنكرين ولا مجهولين، وإنما فقط نناشد ونسأل الرئاسة وكل المطارنة الكلدان الذين سيصوّتون بضمائرهم وبقوة الروح القدس بعد يومين لإنتخاب اسقفاً لأبرشية مار بطرس اليتيمة التي بدأ تقسيمها منذ أن بدأتم تقرأون او تطلعون او تسمعون ما كان يَنشر (طائعين الرؤساء الروحيين) في صفحة أخوية الرحمة الإلهية على الإنترنت ولسنوات عديدة… فهل يا ترى طاعتهم لمرجعياتهم ولرؤسائهم مقبولة مثل طاعتنا للرب التي فوق كل شيء؟؟؟ صلواتنا لكم ومعكم جميعاً.
هنا ومن هذا المنطلق الروحي والواقعي والمهم والفاعلي يجب أن نعترف ونقول ونحث ونشجع ونطالب ونصلي بأن يكون اسم الأب الفاضل القس العزيز اندرو يونان من بين أسماء الآباء المرشحين للأسقفية على أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية لغرب أميركا لانه من قلب الحدث، ولعوامل أساسية وهي:
-
1- الأب اندرو من مواليد أميركا وهو شاب كلداني- امريكي يفهم حضارة البلد الذي تأسست وتتوسع فيه وما يحتاجه مؤمنو أبرشية مار بطرس.
-
2- الأب اندرو ليس هارباً ولا راهبا،ً وليس له علاقة بالأمور التي لا تنفع أبرشية مار بطرس، ولا تخصه اي قضية من تلك التي اخترعتها السلطة الكنسية لأسباب بانت شخصية وإنتقامية.
-
3- الأب اندرو مؤهل دينياً ودنيوياً: لاهوتياً وطقسياً ولغوياً واجتماعياً لرعاية المؤمنين بالأخص شباب المستقبل لأبرشية مار بطرس. ومن المفروض ان لا يكون سبب توقيفه عن كهنوته والذي كان بدفاعه عن مبدئه الإيماني واللاهوتي مانعاً لترشيحه للأسقفية، اذ انه وافق على تطبيق القداس الجديد، ولا تنطبق عليه أي من الأسباب غير العادلة التي وقع ضحيتها الكهنة الآخرون.
إننا نعمل بكل تواضع وطاعة كما يريد الرب منا مدافعين عن الحق من أجل إظهار الحقيقة التي يدفنها الشيطان بكل قواه من أجل ان يغلب نفوساً ضعيفة واحياناً ساذجة مقيّدة في سجن التواضع الخامد من أجل إرضاء الآخرين، او من منطلق الطاعة العشوائية للرؤساء من دون ان ندري إن كانوا حقاً أُمناء أم منحرفين. ليست شيمتنا ولا غايتنا الطعن ببعضنا البعض يا سيادة مار شليمون كما كتبتم، فنحن ليست لنا منافع شخصية ولا أرباح تجارية ولا مناصب كنسية لنساوم من أجلها، لكنه حان الوقت ومن حق الكلدان في العالم (فقط الذين تهمهم كنيستهم وهويتهم وحريتهم الإنسانية) أن يتعرفوا على ما يجري خلف الكواليس في مسرح السلطة الكنسية ومعاونيها، ورابطة الرئاسة الكنسية ومطارنتها، وسفينة كنيسة القوة وسفراتها التي تصارع الأمواج ولكنها لم تتمكن من إنقاذ حتى ولو طفل واحد غريق من بين 200,000 من أبنائها المسيحيين الكلدان الذين طردوا وتمت إبادتهم خلال ليْلتَيْن، والمسكين قبطانها مشغول يخطط كيف يدمر كل منجز او تقدم روحي وانساني يقوم به أي اسقف كلداني غيره، فقط لأنه ليس بإسمه! يا لها من محبة أبوية فائقة الرحمة… ونحن في سنة الرحمة!
ختاماً، ان رسالتنا القلبية تنبض حقاً بما نشعره نحوكم من محبة أخوية وأبوية طالبين لكم حوبا وشلاما أينما حللتم في مشاريعكم الإنسانية التي تفتخرون بتأسيسها ودعمها، كما إفتخرتم أيضاً بطاعتكم بتنفيذ مخططكم التدميري الروحي والكنسي والطقسي والحضاري لأرقى وأمثل صرح وبرج روحي وكنسي كلداني أصيل خارج العراق لربما سيكون منارة يخدم ويرفع شأن الكلدان في العالم كله شعباً وهويةً ولغةً وطقساً وإرثاً.
وفي النهاية نشكركم على الذكرى الطيبة التي سنبقى حائرين بها بما كانت تعنيه كلماتك بين طياتها؟ اذ كنا نتمنى تواجد المدبر الرسولي أكثر بيننا حتى نتعلم منه سياسة “الطابور“، وتصليح “فيوس“، وسلاحكم “حوبا وشلاما”. ولكم من مؤمني أبرشية مار بطرس الكلدانية كل التقدير.
لاحياة لمن تنادي,,,,
أوف أوف يا حوبا وشلاما ما ودلاخ
الاها ساتر الن