الكاتب: حمورابي الحفيد
قبل 15 عاما من اليوم شن الاسلاميون الحرب على رموز الحرية والاقتصاد في نيويورك مدشنين حرب تبدو لا نهاية لها مع العالم الحر وليس هناك من يجرا على التنبوء بنهاياتها، حيث بدا الامريكان بالرد والدفاع عى النفس بالهجوم على معاقل القاعدة في افغانستان ثم تلاه احتلال العراق لكن المتحقق من الحرب لم يتفق مع ما في البيدر من حصاد، حيث لم تتحسن الامور قيد انملة لا بل تفاقمت وتزايد النشاط الارهابي الاسلامي على الساحة العالمية ولم يعد احد على الارض في مأمن من بطشه حيث كان في البداية مقصورا على ما يسمى بالقاعدة وبعد هذه السنين من العمل العسكري والمخابراتي نجد اليوم ان الجبهة توسعت وبدل قاعدة واحدة اصبحت قواعد من داعش ونصرة وفتح الشام والجهاد الاسلامي وجيش محمد وانصار الله واحزاب الله وعصائب وبدر وغيرها بالعشرات على جناحي الاسلام سنيه شيعيه والمبارزة على اشدها اي منهما هو الاقرب في ولائه وتطبيقه للفكر المحمدي.
لقد كلفت الحرب حتى اليوم الولايات المتحدة وحدها 14000 مليار دولار بجانب عشرات الالاف من الجنود القتلى والمعاقين وذوي العلل النفسية دون اي نجاح يذكر لا بل مزيدا من التعقيد واستحالة تحقيق اية نتيجة لان المشكلة هي عقائد وفكر وثقافة وتراث وتاريخ قبل ان تكون عسكرية فلو ادرك المخططين للحل العسكري ان الاولية يجب ان تبدا بالتوجه الى الحضانة والمدرسة التي تربي وتخرج من يريد القضاء على الحرية والحياة على الارض وذالك بمسائلة رعاة الفكر الوهابي والخميني الجهادي بشقيه والتوقف عن اعداد الاجيال القادمة من الجهاديين، لكان الامر مختلفا اليوم دون اية تكاليف بشرية او مالية، فمحاسبة من يدير ويرعى ويمول هذه العقيدة هم من يجب ان يسالوا على ما يفعله الرعاع عند اكتمال تاهيلهم للاجرام لكن مع شديد الاسف الى اللحظة لا زال رعاة هذا الفكر هم حلفاء مدللين عند الامريكان، لهذا سيستمر انتاج الاجيال القادمة من الجهاديين ما دامت مدارسها وكتبها ومناهجها وحواضنها بكل الخير وتحت حماية دول تنعم بغطاء ما يسمى الشرعية الدولية.
فان استمر الوضع على ما هو عليه حتى اللحظة فالانتاج سيكون اكثر غزارة كلما تصاعد الجهد الحربي ضد التنظيمات الارهابية ، حيث لا امل بالسلام الا عند ارغام جهابزة وصناع ومن يرعى ويمول الارهاب على مراجعة كتبهم ومناهجهم وخطابهم وتنقيح ارثهم، دون هذا التوجه سيستمر النزيف الى قيام الساعة الى ان يصبح كل الدين لله.
واهمون او حمقى هم القادة والساسة الذين يحلمون بالقضاء على داعش بطائراتهم وغواصاتهم وجحافلهم من المقاتلين وعلى كل الجبهات في الوقت الذي يباركون ويشرعنون الروافد التي تمد شرايين وجودها بما تحتاجه من غذاء ومنعة وقوة ايمان واخلاص على ما تربى عليه المسلم وما لقن به من معارف.
لهذا يكون مردود العمل العسكري في خدمة داعش وليس العكس، حيث تضع المسلم السلبي في محكمة الضمير الاسلامية امام مسوؤليته في نصرة دينه اي شعوره بالذنب لانه تقاعس عن نجدته والانتصار له امام الهجمة الكافرة التي تشن على المخلصين والامناء على دينهم وعلى راسهم مجاهدي داعش من نيل هذا التكريم، لانهم امناء مخلصين لما تربوا عليه وتعلموه، مترجمين ذلك في حياتهم وممارساتهم اليومية بكل امانة، وان نصرة دين الله امانة وفريضة في عنق كل مسلم غيورعلى دينه، لهذا عندما يتصور المعتوهين من قادة العالم انهم يقضون على داعش بنجاحهم في قتل او اغتيال افراد من قياداتها، اذ فاتهم ان هذا يعتبر فخر لداعش في تضحياتها في الدفاع عن دين الله ومما يجد المسلم المتخلف عن اللحاق في صفوفها مجبرا لان يؤدي الفريضة عليه في الاقتداء بداعش وترجمة منهجها على واقع حياته عملا بالآية الكريمة ان وجدتم اعوجاجا فقوموه بأيديكم او فكركم او لسانكم (وفقا للرؤية الاسلامية كل شيء غير الاسلام هو جاهلية وكفر وظلال).. وهذا اضعف الايمان..انصر اخاك ظالما كان او مظلوما.
فعليه ان يختار افضل طريقة تتناسب وامكاناته اما بالالتحاق في صفوفها في جبهات القتال او ان يتصرف وفق ظروفه كان يقود شاحنة مجمدة في اكبر تجمع من الكفرة والمشركين لينهي حياة اكبر عدد منهم مكملا بذلك ايمانه ومريحا لضميره الاسلامي وينال منه رضا ربه بما فيها التكريم الفردوسي في احضان حور العين والغلمان المخلدون.
فماذا يعني مقتل بضع عشرات من داعش ليصبح حافزا لدى الالاف من المؤمنين وهم منتشرين في زوايا الارض الاربعة لنصرتها فاذا تجاوب مع التوجه الداعشي 5 بالمئة من 1،5 مليار على اقل تقدير فتصور العدد الهائل الذي سيرفد داعش امام كل نصر موهوم يتصوره من يقود الحرب على داعش مع بقاء كل روافدها جارية على بركة لله!!!؟؟؟
فعندما تقر كل الجهات الدولية كذبا ان داعش ليس هو الاسلام، فان كان الاسلام كله خير وبركة فمن اين ولدت داعش وعلى اية تعاليم تعيش؟؟؟
اذا كانت الدول والجهات والافراد التي ترعى وتمول وتربي الانسان الداعشي تزكى من اعمال داعش فأقرأ الفاتحة على الانسان.
ما هي الروافد التي تعمل على ديمومة داعش وتفريخ الاجيال الجديدة من مجاهديها منها الاتي:
1– اخطرهم هو من يروج لمقولة هذا ليس هو الاسلام، لان هذه الفئة وربما تشكل الاغليبية من المسلمين يروجون لهذه الكذبة لانهم يريدون بقاء الموروث القائم على حاله وهذا هو الديمومة وضمان الذخيرة الغير النافذة لها للاستمرار والتجدد والخروج بثياب اخرى وتسميات جديدة وما اكثرها في السايلوات الاسلامية ربما الخرسانية هي الوليد القادم لداعش وهي في فترة الحمل في جبال طورا بورا.
2– الدول، كالسعودية ودول الخليج وايران وتركيا اردوغان وقطر واثرياء الخليج والمجتمعات التي ترعى وتمول بتسخيركل امكانياتها المالية الغزيرة للمدرسة والتعاليم التي تصنع الدواعش من مناهج مدرسية ومراكز اسلامية وجوامع وحسينيات لان ليس في مخزونها الفكري غير ما تفعله داعش.
3– القرآن بالاخص المدني منه..واعدوا لهم.. قاتلوهم ليخزيهم الله باديكم..لا تاخذكم بهم رافة.. والكتب والسنة المحمدية والاقتداء بها كأسوة حسنة.. اتيتكم بالذبح.. اتيتكم بالرعب..جعل الله رزقي تحت ظل رمحي.. وغيرها من الحديث الصحيح والمضاف ومؤلفات الفقهاء بدعم وتمويل نشرها لانه يزرع البذور التي تتغذي عليها الشخصية المسلمة لكي تصل لدرجة الصفاء الروحي بان تتدعشن ووراء هذه المصادر دول عديدة تضع كل امكانياتها لانجاح ونشر هذه الخدمة.
4– الازهر كاخطر مؤسسة للتعليم الارهابي ووعاء لتفريخ الجهاديين والجوامع والحسينيات بما تتبناه من خطاب اسلامي نقي بهدف تنشات الشخصية البدوية المتوحشة لتكون حارسة لدين الله من التشويه او التشبه بالآخرين او التلوث الحضاري.
5– جيوش الشيوخ السنية والمرجعيات الشيعية في تعبئة المسلم بكل ما يحوله الى مخلوق خارج عن كل ما له علاقة بالبشرالاسوياء وزخات الفتاوي التي لا تنقطع لحظة واحدة في شحن المسلم بما تحمله من قوة تدميرية مثل اللهم مكن المسلمين من رقابهم والاية الكريمة التي تقول ان رميت فلست انت بالرامي اذ انها يد الله هي التي ترمي وتقتل وغيرها.
هذا عدا الفتاوي الازهرية بان من حق الرجل ان ياكل اعضاء من جسم زوجته ( طبعا بالاقساط ) او كانت نساء الرسول تعطر وجوههن ببصاقه او ترطيب الصحابة بشرتهم بغائط صلعم، او حق المجاهد من نكاح امه او اخته او شرعنة الزواج بمن تبلغ الثالثة من عمرها وجواز التمتع بالرضيعة وما تيسر من اليسر الرباني، لان الاسلام دين يسر وليس دين عسر، فاي انسان ينتظر من مخلوق يعبا بكل هذا التوحش اليومي، حتى صلاته هي حرب على البشر جميعا اذ كل دعائها هو لعنة الله على اليهود والنصارى والبوذيين والشيوعيين والدعاء الى ان ترمل نسائهم وتيتم اطفالهم ويزرع السرطان في احشائهم وتدمر بيوتهم على روؤسهم كل هذه البركات يدعوها المسلم كل يوم خمسة مرات كعبادة فما يحتاج اكثر ليصبح في ديمومة مفخخة وكينونة متفجرة.
6– تربية المسلم البيتية والمجتمعية والعبادية على ان كل العالم هو عدوه وان غير المسلم لا حق له في الحياة او التملك عملا بمبدأ دار الاسلام ودار الحرب او من امن بغير الاسلام دينا فهو من الخاسرين وغيرها من التعاليم الصحيحة قرآنيا بشكل خاص واسلاميا بشكل عام.
7– التاريخ الاسلامي الذي ترجمه المسلمون بامانة في ابادة المجتمعات والاعراق التي تمكنوا من ابادتها او الابقاء على قسم منها لكون بقائها هو في خدمة الاسلام الى ان تنتفي هذه الحاجة ثم ليس من اشكال في افنائها.
فاذا كان المجتمع الدولي قد اعترف بكل ما تقدم على انه عقيدة ودين وطريقة ايمان بالله، وللمسلم الحق والحرية في ممارسته لها، فلماذا يعلن العالم الحرب على داعش ظلما وهي التي تطبق بامان كل ماتقدم، وما الذي تفعله داعش لم يفعله سيد المرسلين وماذا تفعله داعش ليس قانونا في جزيرة العرب وغيرها من دول صناعة الموت كباكستان وافغنستان والصومال وجميع الانظمة الاسلامية دون استثناء، وجميعها معترف بها وعضوة في هيئة الامم المتحدة ليس هذا فحسب بل اعضاء منها في مجلس القضاء على حقوق الانسان وعمل السعودية على تجريم الحرية على الارض بتشريع قانون او قرار اممي بما يسمى ازدراء الاديان المقصود فقط الاسلام لان ازدراء الاديان الاخرى جار على قدم وساق منذ اربعة عشر قرنا ونيف والى اللحظة ومن جميع المنابر الاسلامية وخلال الصلاة الخمس اليومية ومن على جميع المآذن.
فان اريد الانتصار على داعش يجب اولا العمل على تجفيف الروافد اعلاه وكل المنظومة الفكرية التي تغذيه بمصارحة داعميه والكف عن خداع الذات والناس بتسميات تظليلية مجافية للحقيقة حتى في قناعة اغلب المسلمين كتسميات مثل القاعدة والنصرة والاسلام السياسي كل هذا للهروب من الحقيقة لهذا ان اريد مواجهة الحقيقة كما هي:
يجب ان تسمى الاشياء باسمائها انه الاسلام وليس داعش
ان داعش هي الوليد الطبيعي للتربية والتعاليم والقيم الاسلامية وان المشكلة هي في الاسلام وليست في المسلمين وهم اول ضحاياها، لانه الاسلام هو الذي يمنعهم من الاندماج مع باقي البشر، لانه الاسلام هو الذي يمنعهم من الحداثة لانها جاهلية، انه الاسلام هوالذي يزدري المعرفة والعقل .
ايها السادة ان داعش هي الاسلام الحقيقي بكل تراثه الفكري وتاريخه وتطبيقاته على الارض فلماذا الكذب على الجميع غدرا بالانسانية واغتيال مستقبل اجيالها.
عليه تتطلب المواجهة ان تصارح الدول والمؤسسات التي ترعى وتمول هذه المؤسسات بان هذا التعليم هو خطر على الحياة على الارض ويجب مراجعته بالكامل وان العالم المتحضر لا يقبل به او بتبريرات واهية كالقول انه دين وحرية الاديان مكفولة، هنا اسال اية حرية للاديان في بلد اسلامي؟؟
موخرا حكم على مسيحي في السعودية ب 100 جلدة كحكم مخفف ولم يدق عنقه بجريمة عثر لديه على نسخة من انجيل تصور مدى الحرية الدينية التي تطالب يها مملكة الشر؟
ان العالم يجد نفسه ملزما في الدفاع عن نفسه والانسانية جمعاء لان الخطر داهم ويستفحل امره في كل يوم واختفى الامان من وجه الارض، حيث اينما وجد حتى جامع صغير وشيخ خرف يختفي الامان والسلام من حوله، لان ليس في جعبته الا ما ذكر فيما تقدم وما لم يذكر هو امر واخطر.
لان الاسلام بني على مقدسات كل فحواها هو الجريمة بدا بالقتل (الجهاد) وانتهاءا بالسلب والسبي وهذه اخطر الجرائم وفق كل الاعراف الانسانية والقوانين الوضعية انها وسيلة تسلط وارتزاق عن طريق الجريمة المباركة قال صلعم اني احلت لي الغنائم (السرقات) من دون الانبياء.
وقوله ان اردتم الفوز ببنات الاصفر فاغزوا تبوك وغيرها من احاديث في قمة الاخلاق والشرف.
لتشمل الرعاية الالاهية الانسان بان ينقذه من هذا الوباء المبيد للحياة على الارض بكل اشكالها فكل شيء غير الاسلام هو ضلالة وجاهلية..
اللهم اشهد اني قد بلغت.. تحياتي.