أبرشية مار بطرس في سان دييكو، جوهرة ومنارة الكلدان،
هل إنحرفت وفشلت؟؟؟ أم دُمِّرَتْ!!!
تأتي مقالتي هذه صافية في نياتها ومتواضعة في إنفعالها ومسالمة، لكنها جريئة في حقيقتها كإدلاءٍ بالرأي أقوله متمسكةً بإسلوب المحبة الأخوية والإحترام الواجب تجاه كل الأطراف المعنية إن كانت بصورة مباشرة او بغير مباشرة. وهي كذلك دلالة على واقع أليم يشهد له الملأ العام من مجتمعنا الكلداني هنا في سان دييكو وخارجها للدمار المتعمد الذي دمّر (ولم يُبقي حجر على حجر) في بُنية أبرشيتنا العزيزة مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية في غربي أميركا، والذي كُشِفَ عنهُ بأنه كان مُخططاً يُدبّر لسنين طويلة ساهمت بتنفيذه وتَحَقَّقَ اليوم بنفوس لا تحب الخير ولا تقبل نجاح الآخر وإنما تنحرف وتساوم لمصالح بعيدة عن الميراث الروحي. هذا الدمار أطفأ حرارة الشعب المؤمن روحياً، وشكك إيمانهم، وفرّق كنيستهم أباً وأبناءً، وأضعف ثقتهم بكهنتهم، وكبَتَ معنوياتهم، وخيّب دعوات شبابهم، وهدّم منجزاتهم الروحية والإنسانية المستقبلية واحداً تلو الآخر المتوارثة منذ زمن الرسل والآباء. ولهذا نرى المؤمنين حائرين وأغلبهم ساكتين، ربما بعضهم غير مُهتمين ونائمين، وبعضهم الآخر لا يعرفون ما يفعلون او يقولون، أما الآخرين الذين ليسوا كُتاباً أو إعلاميين أو متهيئين وجريئين بروح التكلم عن الحق والعدالة فإنهم بضمائرهم مؤيدين للحق ومساندين لكل من يكتب ويتكلم عن إظهار الحق من أجل الدفاع عن الخير والظلم وحق المظلومين. اننا لا ندين لأن اللّـه وحده يدين العالم (رومية 6:3)، اللّـه وحده يعرف بواطن القلوب وما يدور في الأفكار، ويرى أعمال كل واحد منا. وفي النهاية ليَ الأمل أن يصل رنين كلماتي الصادقة ضميرَ (حتى ولو) نفس كلدانية واحدة تحب اللّـه والقريب كما يحبنا الرب، وكما أوصانا في إنجيله المقدس.
بعد التحية،
أخي الكريم حمورابي الحفيد، على ضوء مقالتك : “ليس من العدل تحميل اسباب فشلنا على نجاح الاخوة الاشوريين في الحفاظ على هويتهم”
https://kaldaya.me/2016/09/03/3659
أكتب رأيي عن مقدمة العنوان وأقول:
اتابعك واشكرك على مواصلتك في نشر كلمة الحق الذي هو من المستحيل أن يُزعزع قيمنا الإنسانية والإيمانية تجاه أخينا الإنسان في المحبة والإحترام والكرامة والإرتقاء نحو الكمال، وهذه ليست خطيئة من منطلق “ان الكمال للّـه وحده”، وإنما مما جاء في الإنجيل المقدس (متى 48:5) “فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ”.
ان ما أشرتَ اليه في مقالتكَ وهو حقيقة الواقع في فشل الكلدان كشعب وأمة (بصورة عامة) من تثبيت وجودنا بين الأعراق الحية على الأرض، وحتى لو كان سببه الإنحراف الذي بدأ منذ انفصال كنيستنا عن الكنيسة المشرقية، فهذا لا يجوز برأيي (من منطلق الكمال) أن يكون مبرراً لإنحراف الإدارة الكنسية الى هذا اليوم كما تقول في مقالتك: “والخطيئة الكبرى للادارات الكنسية المتعاقبة انها عملت ولا زالت تعمل على التفرد في تمثيل ابناء الكنيسة دنيويا وروحيا”. وبعدها لتقول: “لهذا ان فنائنا هو من صنع ابائنا الاجلاء”.
أملي أن لا أكون مخطئة بأنك لم تشمل في كلامك كل آبائنا الأجلاء، لأنك و كل من له ضمير حي ويعيش على نهج الواجب الإنساني المحق تجاه اللـه الخالق وتجاه أخيه الإنسان لا ينكر بأن هناك آباء أجلاء (أساقفة وكهنة) منهم مَن اضطُهِد ومنهم مَن طُرِدَ ومنهم مَن لم يصل الى منصب يستحقه بسبب رفضهم الإنحراف، ومنهم من حملوا صلباناً ثقيلة وتضحيات، ومنهم من شاهدوا بأعينهم الإنحراف وكتبوا عنه لإظهار الحق، ومنهم من هو صامت مع صمت ضميره، ومنهم من كافؤوهم بتشهيرات واتهامات مُذلة وواجهوا تحقيقات ملفقة، وأكثر بكثير من ذلك ربما من قبل الرئاسة او من قبل إخوتهم او حتى من قبل أقرب وكيل لهم! فقط لأنهم عملوا ويعملون بأمانة على ما أوكلهم الرب من مسؤولية لرعاية قطيعه وحراسته وتغذيته روحياً بدفاعهم أولاُ: عن إيمانهم وحفاظهم على ميراث آبائهم وشهداء كنيستهم المتسلسل منذ زمن الرسل، وثانياً: بدفاعهم عن حقوق الإنسان وحريته وهويته المطلقة وبعدالة. (يمكن ملاحظة سنوات انفصال الكنيسة النسطورية وتسميتها، وأيضاً بعض محاولات مثلث الرحمات البطريرك يوسف اودو، ومحاولات مثلث الرحمات البطريرك بولس شيخو من أجل الحفاظ على أصالتهم).
لنأخذ مثالاً ما توصلت اليه وحققته أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية في سان دييكو، جوهرة ومنارة الكلدان في أميركا والعالم كله في القرن 21، وخلال 14 عاماً مضت، وذلك بأمانة وحكمة وتخطيط راعيها وأسقفها الأول، وكذلك بدعم نخبة من العوائل والمؤمنين الكلدان الأصلاء، معنوياً ومادياً، هذا ما يشهد له حقاً جميع الغيارى الخيّرين، رجالاً ونساء وأبنائهم وحتى أحفادهم الذين لهم بكل تواضع بصمات صافية تاريخية، وبدون مقابل، في كل مشروع تحقق ببركة الرب ومشيئته قبل كل شيء، ومن ثم بجهود مار سرهد يوسب ذاك الوكيل الأمين لربه وكنيسته، رجُل الرؤيا البعيدة نحو مستقبل الأمة الكلدانية بأجمعها وليس فقط نحو مسيحيي العراق الأبرياء المشردين الذين كانت إبادتهم واضحة أمام العالم كله وبألم كبير أمام الرئاسة الكنسية الجديدة التي استهلكت كل أساليب قوتها (لإبادة) أبنائها من كهنة ورهبان وحتى أساقفة وذلك بأشهر قليلة حالاً بعد إبادة أغلبية شعبها المسيحي أصل العراق والذي كان مُؤَمَّناً تحت إسم كرسي بابل، وكأن وضع هؤلاء مئات الآلاف المسيحيين الكلدان العراقيين المهجّرين والنازحين أصبح “عادي” ما زالت الخيم تأويهم والتبرعات النقدية تصلهم بصورة مستمرة من كلدان بلدان الإنتشار ومن ضمنهم الأبرشية والكاتدرائية التي عمل فيهما الأسقف والكاهن المظلومان وأخص بالذكر هنا ولا غير، سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو وحضرة الأب الفاضل نوئيل كوركيس، نعم انهما عملا أقصى جهدهما رسمياً وسوف لن يتوقفا عن مساندة اخوتهم المسيحيين أبناء قراهم وكنيستهم الكلدانية المطرودين من اور ابراهيم والكلدان، وذلك لإيصال صوتهم الى صانعي القرار حتى يصِلوا مع أطفالهم وشيوخهم سالمين الى حيث بر الأمان ليعيشوا ويمارسوا حقوقهم وحريتهم كمواطنين بكرامة وطمأنينة.
فبالتأكيد ان فناءنا ليس من صنع (كل) الآباء الأجلاء، فمنهم (قريب من الرئاسة) دافع عن الحق ولم يُسمع صوته، وآخرون معدودون أمثال الآباء (المطران سرهد والأب نوئيل)، اللذان لا نراهم يعملان على التفرد في تمثيل أبناء الكنيسة دنيوياً وروحياً، لكنهم يعملون حسب مجالهم ومركزهم الكنسي، وأما دنيوياً، فانهم يفسحون المجال ويحترمون ويشجعون ويدعمون تفعيل الطاقات المدنية في مختلف المجالات الإجتماعية والسياسية وغيرها بالتعاون مع أفرادٍ وشخصيات ومؤسسات وجمعيات ومنظمات وكنائس، محلياً ودولياً، لأهداف غير ربحية وغير شخصية، شعارها الوحيد احترام حرية كل انسان ومنحه حقوقه الدينية والمدنية المشروعة. وهنا أود ان أذكر من بين القبيل ان زيارتهما الى واشنطن والى الامم المتحدة كانت بإشراف أفراد ومنظمات مدنية غير كنسية. وأيضا أتذكر الحدث الأكبر في فصلهم بين القيادة الكنسية والقيادة المدنية كان المؤتمر الكلداني العام الأول الذي انعقد في سان دييكو في آذار 2011 تحت إشراف ونظر كلدان غير كنسيين اولئك الذين شهدوا وسجلوا تاريخ أول نهضة كلدانية (ربَطتهُم) واحتضنت اكبر عدد من شخصيات كلدانية مدنية من كل أنحاء العالم. وأما الدور الكبير والمهم الذي ساهم به سيادة المطران سرهد جمو والمعروف عنه بالأسد الكلداني الأصيل فكان من أجل إيقاظ وعي وضمير ومسؤولية كل كلداني مؤمن على وجه الأرض، وتثبيت أصل الكلدان وميراثهم الروحي والإنساني أينما وجدوا بين شعوب العالم هويةً ولغةً وطقساً، وذلك بمساندة فعلية من الأب نوئيل كوركيس الكاهن الأمين والكلداني الأصيل والغيور على كنيسته وأُمته العزيزة.
يا إخوتي، اني لا أتكلم إلا من دافع المحبة المطلقة للّـه والقريب…. وهي الوصية العظمى والوحيدة التي جمع اللّـه وصاياه العشر فيها وأعطاها لنا لنطبقها في حياتنا. ألا نتفق جميعاً بأن أصل المحبة هو من اللّـه؟؟؟ فإن عرفنا هذا فبلا شك نحن نحب اللّـه ونعرفه ونراه، فنحب قريبنا، وإن لم نحب بعضنا بعضاً فنحن بعيدين عن محبة اللّـه ورؤياه، فلا نتباهى ونخدع أنفسنا والآخرين ونقول بأننا نحب اللّـه ونعمل بوصاياه!!! هذا الكلام يا إخوتي واضح في عدة آيات من الإنجيل المقدس: قال يسوع: “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ” (لوقا 27:10) و (متى 37:22) و (مرقس 30:12) .
ان غايتي هي التوصل الى الفكرة التي تجعلني أقول لماذا لا ننهض جميعنا الكلدان، كبيرنا وصغيرنا، كلٌ من مكانه وقبل فوات الأوان، ونبطل ونرفض ونقف في وجه الإنحراف لننقذ وننجي ونحافظ على ميراثنا البابلي الروحي والحضاري الأصيل والثمين من الزوال؟ لأن الإنحراف يأتي من عبودية ومحبة أي شيء آخر أو أي شخص آخر فوق اللّـه، وبالتأكيد تلك المحبة والعبودية لغير اللّـه هي غير صالحة وتبعدنا عن محبة اللّـه والقريب. لماذا نقمع وندمّر ما بدأه وتوصل اليه قريبنا الذي تصدى الإنحراف ولا يقبل به؟؟؟ القضية بكاملها هي: هل أعمل الصح؟؟؟ أم أسكت على الخطأ؟؟؟ ليس هناك بين بين ولا مساومة. ان حقيقة الواقع والخسارة الأليمة التي تنتج من الإنحراف وتسبب فشل الأمة الكلدانية الى يومنا هذا هما أخطر بكثير من خطة سلطة كنيسة القوة التي نعيشها في الوقت الحاضر.
لنحب بعضنا بعضاً، كما يقول الرب في إنجيله “أحبوا بعضُكم بعضاً. كما أنا أحبَبتُكم، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضاً. إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي” (يوحنا ١٣: ٣٤).
ولنشكر الرب على كل نعمه، ولتكن مشيئته له المجد فوق كل شيء. آمين.
أختكم وسن جربوع
Wasan,
Excellent article.
With such passion in your article, it shows your dedication and true colors being a Chaldean. As the topic of this article indicates: Was St. Peter Catholic cathedral church a failure? Or was it intentionally destroyed?
In my humble opinion, it was intentionally destroyed as the facts are in front of our eyes. We see it happening weekly where the fire that was glowing in our church is slowly diminishing.
Today I write as a sheep being surrounding by wolves as the the Sheppard is away.
May the Lord shine his mercy upon us and deliver us from evil.
Your brother,
Rony P.
اختي العزيزة وسن جربوع
انني على دراية كاملة بان بين من خدم الكنيسة وشعبها اباء اجلاء وهم نجوم مضيءة في صفحات تاريخنا المجيد
ولم اتغافل من الإشارة اليهم في نهاية اسطري اليتيمة من تقديم التحية والإجلال لهم ،مع إشارتي الى انهم ان وجدوا
قلت هذا بسبب الاحباط والمرارة التي تدمي قلبي الجريح الذي ينزف دما لما آلت اليه احوال اهلنا ومحاولات الأشرار لمسحنا من سجل
الأقوام التي وجدت على الارض ظلما وبدون رحمة او وازع من ضمير
سيدتي ان زمن الانحطاط الذي نعيشه اوصلنا الى درجة من الياس والاحباط لدرجة لم يعد أمامنا من نلومه
لكثرة الذءاب التي تعمل على نهش ونبش حطامنا لهذا نعود الى ذواتنا لنجلدها على ما اصابها لا لإساءة بدرت منها لكن لطيبة
سريرتها وعشقها للخير والعطاء بكل الكرم الذي تحمله نفس أبية، اذ اعطينا بسخاء كل شيء للبشرية دون ان نطلب
حقا لنا لم نبخل في عطاءنا اذ علمنا البشر اية اسماء سيعتمذون بها اضافة الى وضعنا كل اللبنات الاساسية
التي بني عليها صرح الحضارة الانسانية بكل فروعها والتي تتمتع البشرية كلها ببركات ذلك البنيان الذي وضع اجدادنا
أسسه على صخرة المعرفة التي لا تخطيء، بالمقابل نكافأ. بالجحود حيث يعمل البعض حتى على نبش قبور اجدادنا ليحرموهم حتى من الراحة الابدية
في لحودهم بين احضان تراب بابل فنرى اليوم محاولات ازالة عنوان فخرنا ودليل وجودنا من قوى الشر لتسمية
عاصمة الازل باسم بدوي غاز ليس له اية أهلية لتواجده على تلك الارض المقدسة، انه الجحود الانساني الذي لدى غدى الصفة الغالبة اليوم لبني
البشر والرعاع لهم الصوت الأعلى، كما قال المرحوم عبد الجبار عبد الله مرة
كان بجانب شجرة تفاح شجرة صفصاف فاشتكت شجرة التفاح من الضجيج الذي تولده
أغصانها عند هبوب الرياح فأجابت شجرة الصفصاف هذه صرختي لكي اجلب انتباه الاخرين لوجودي، ان لم افعل ذلك
لن ينتبه احد لي، اما انت فان الناس تأتي اليك بحثا عن التفاح الذي تحملينه غذاء لهم،
كما قال المعلموالصالح كل يعطي ما لديه
اخيرا ا لا يسعني الا ان أعلن تقديري الكبير وانحني اجلالا امام القمم الكبيرة في تاريخ الكنيسة من من كانوا نموذجا فريدا
في العطاء والتضحية والفداء
كل الاحترام لما تفضلت به من جميل الكلام
محبتي
اخوكم
حمورابي الحفيد
أناشدجميع الذين ساهمو في بناء أديره ساندياغو ان لا يعطو الفرصه للقياده الجديده ان تمحو هذي المنارات كما أوضحت الأخت وسن .اكثر الرب من أمثال وسن .نحن في بلد حريه التعبير .لاتسكتوا على الظلم نحن لسنا في عهد العبوديه