Articles Arabic

رسائل مبطّنة افرزتها نتائج الانتخابات

اليوم سنتكلّم عن الكوتا المسيحية والنتائج المهمة التي افرزتها الانتخابات العراقية … ستعلن نتائج الانتخابات خلال هذه الفترة البسيطة من الأيام او الساعات ، وقبلها أعلنت نتائج الكوتا المسيحية … فوز تنظيم بابليون … الساحق وحصوله على أربعة كراسي مهمة موزّعة على مناطق العراق الجغرافية … لهذا الفوز علامات ورسائل مهمة وخطيرة يجب على المسيحيين فهمها :

1 ) رسالة إلى كل المؤسسات الدينية المسيحية وخاصةً الكلدانية وغبطة البطريرك بالذات .. فشلكم في تصعيد ابنكم المدلل ورئيس واجهتكم الحزبيّة السيد ( صفاء هندي ) للحصول على مقعد برلماني كان بسبب التخبّط الذي زججت فيه المؤسسة الدينية في السياسة ومحاولاتكم لتغيير منهجها الإنساني إلى المنهج السياسي من هذه الانتخابات يجب ان نفهم ان جزءً مهماً منها هو ( استفتاء شعبي ) لمنهجكم في قيادة المؤسسة لقد اثبت هذا المنهج فشله الذريع واصراركم على تثبيته أدى إلى تململ الشعب من تصرفاتكم في التدخّل في الشأن الحكومي والسياسي للبلد والذي جاء من خلال تقليدكم الأعمى لقادة دينيين في المنطقة والعالم ونذكر ( غبطة الكاردينال الراعي ) في لبنان واهميّته السياسية في رسم جزء من منهجيّة لبنان ونسيت ان لبنان ليس العراق بعدد المسيحيين ولا بالمنهج الاستعماري الذي فرضته نتائج الحرب العالميّة الثانية والتي لا يزال لبنان يسير في عجلتها في تقسيم مناصب الدولة ( الحصص والتحاصص ) وهنا نلاحظ تخبطكم في الأداء المنهجي لدوركم الديني والذي يفترض ان يكون محصوراً في مذهبكم الكاثوليكي وإعطاء دور مشترك لبقية المؤسسات من المذاهب الأخرى لتؤدي دورها كذلك ومن خلال لجنة منكم جميعاً تشكّلون مصالح جميع المسيحيين في العراق كما كان في ( تجمع الكنائس الشرقية ) الذي ساهمت في تقليل شأنه وتدمير اتحاده .. خدمكم في ذلك ( حكومة الفالتون .. حكومة اللا قانون ” كل من ايدو ألو ” ) وبذلك تكون قد حققت الأيديولوجية السياسية الميكافيليّة . والثاني ( بابا روما ) والذي تأثرت في تقليده ونسيت ان البابا ليس قائداً دينياً فحسب انما رئيس دولة فكان تخبطك في محاولة تشبهك له وتصوّرت نفسك رئيس دولة اللا دولة فقابلت الوزراء والبرلمانيين والسفراء والقادة العسكريين والأمنيين … الخ ” ولم تبقي حسرة في نفسك إلاّ ونفّست عنها !! ” وتناسيت ان الحكومة عندما سمحت لك بذلك إلاّ لسبب واحد فقط هو استخدامك للدعاية في العالم لتحسين صورة المرتزقة والسرّاق واطالة اعمار سيطرتهم على الدولة وكانت لك ( يد ) في ذلك في منع تدويل جرائمهم ضد المسيحيين بصورة خاصة والعراقيين بصورة عامة … لقد وضعت نفسك كجزء مهم في دولة الفساد والمفسدين وكما حميت ظهرهم كذلك فعلوا معك لشخصك فقط

الآن رأينا لكم ( ولا نقول نصيحتنا لأنكم ستجدونها صعبة لتحمّلها وخاصة ايمانكم بأنكم تقودون خرفاناً في حضيرتكم … !! ):

إعادة النظر في منهجيتكم السياسية بعد ان رفضها الكلدان اولاً ثم المسيحيون عامة والعودة لالتزاماتكم الدينية التوجيهية وإعادة تفعيل ( مجلس الكنائس الشرقي بأي شكل من الأشكال ) وإلغاء مبررات الكثرة والفهم والسيطرة باسم القداسة ولا القائد الضرورة … الخ لأنها لم تعد تتوافق وتطوّر الإنسان الحضاري وارفعوا من اذهانكم انكم النخبة وتقودون خرفاناً هذه التي أدت إلى السقوط في أوربا فلا تعيدوا تلك التجربة المأساوية . ولنذكركم ان كل من حاول المساس بتراث هذا الشعب سيفضّ الشعب عنه ( بابل فخر ممالك الأمم والتاريخ وسيبقى الكلدان حاملين شرف اسمها مؤسساتياً وتراثاً قومياً )

2 ) الرسالة الثانية للشعب المؤمن : شكراً لأنكم اثبتّم انكم احرار في المسيح يسوع الذي لا يفصلكم عنه انسان ولا عقيدة ولا مذهب ولا مؤسسة فقد كان لمقاطعتكم الانتخابات أثر في استنهاض التفكير في عدم تجاهلكم من أي كان ( مؤسساتياً دينياً او سياسياً )… اما الذين ذهبوا للإنتخابات وادلوا بأصواتهم لبابليون فنقول لهم : (( ليس حباً بزيد ولكن كرهاً بعمر )) ونعلم يقيناً بأنكم فهمتموها شكراً للدرس الذي قدمتموه : ان الشعب هو مصدر كل السلطات وبدون الشعب لا رئاسات ولا قداسات ولا كراسي ولا قادة ضرورة ولا فهماء او علماء … لقد اسقطتم من أراد ان يبني كرسيه على اعناقكم ومجده على جهلكم … انتم فقط من احبكم الله وجعلكم شعبه وابنائه وضحّى بكلمته المتجسّد فداء تحرركم من تبعيّة استعبادكم واستعماركم الفكري بقداسة مصنّعة مؤسساتية … وللحديث بقيّة

الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم

الخادم حسام سامي17 / 10 / 2021

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • الاستاذ حسام سامي المحترم
    تحية طيبة لك ولكل متابعيك المحترمون

    سيدي الكريم منذ عام 2003 تم احتلال العراق,,, وقالوا في حينه بأن العراق لم يَسقُط ولكن دَخَلَهُ السَّاقِطُون
    ولهذا تشاهد بكل انتخابات يتم ترضية بالسراديب المقفلة لمن يستلم حصته بما تفرض له
    وهل تعلم بان النتائج النهائية تم اقصاء المرشح المستقل ( فاروق حنا عتو) واعطاء مكانه الى حزب ائتلاف حمورابي( سامي اوشانا كوركيس أنوية)

    المحصلة النهائية وحسب المفوضية الغير مستقلة في الرابط ادناه
    فهل من جوة العباية تم ترضية الاكراد واعطائهم لفة فلافل الى ائتلاف حمورابي( سامي اوشانا كوركيس أنوية)
    ليس بغريب لكل ما يدور بالعراق
    https://i.ibb.co/MsXRPTB/dolat-khree9i.jpg

    • الأخ العزيز يوهانس المحترم
      شكراً لمداخلتكم القيّمة
      هناك اسباب عديدة لفوز بابليون ..ز فبالأضافة إلى انهم مدعومون من الفصائل المسلّحة الشيعية لأنهم بالأساس من تأسيسها .. إلاّ ان هناك ففاجأة افرزتها الأنتخابات ألا وهي
      ان نتائج السينودس الكلداني والتي افرزت محاولة رفع اسم بابل من المؤسسة الكلدانية جعلت الشعب الكلداني بصورة خاصة والمسيحيين بصورة عامة منزعجين من هكذا قرار … فالأقراربه لم يكن سليماً لا وقتاً ولا مناسبة له فقط لأثارة القلاقل … وادارة الحوار بعدها جاء بعنجهية كبيرة وبسب وشتم جميع المثقفين الذين ادلو بدلوهم في معارضته … هذه واجحدة من اهم الأسباب ناهيك عن كشفنا للقناع المزيّف الذي كان يرتديه رجل الدين السياسي
      عسى ان تكون هذه التجربة بمثابة درس قاسي سقط فيه رجل الدين وحزبه السياسي الذي كان يعوّل عليه …
      الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 21 / 10 / 2021

  • هُزِم البطل المغوار ” صفاء هندي ” في قعر داره وهذه الهزيمة صفعة قاسية له ولمن والاه ” ولي نعمته ” التي اصعدته الى مراتب لا يستحقها. مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأقليات ليست مفتاح الأمان للوصول الى السدة النيابية بل هي أصوات الناخبين الذين ما فتئوا أن ادركوا الفرصة الذهبية لرد الصفعة التي فيها شتم صفاء الكلدان , فرصة ما بعدها من رد تعيده الى وعيه ويعرف قوة شكيمة أهل كركوك الأصلاء ولا تنفع الألقاب والأنصاب والتوسلات والجاه. بل غيرة الأصلاء والغيارى .

    • الأخ الفاضل عمانوئيل المحترم
      شكراً لتواصلكم معنا ولأغنائكم موضوعنا
      نعم سقط من كان يتأبط ذراع وليّه وسبب نشوته … كان يعتقد انه بمجرد ان مسك عبائة سيده اصبح من الأولياء الصالحين
      واحدة من اسباب سقوطه انه تجاوز على رمز الكلدان الأصيل باتبل لأن سيده امره بذلك … هكذا هو الشعب عندما يقول كلمته فهو يسقط كل مغرور مختال
      الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 21 / 10 / 2021

  • الاخ العزيز حسام لقد وضعت الاصبع على الجرح ان الغرور الذي اصاب صاحب الغبطه انساه ان الشعب المؤمن لن يسامح من يحاول ان يعتلي على اكتافه ويفرض اجندات غريبه على تاريخه العريق ويحاول المساس بمعتقداته الدينيه وتاريخ حضارته وان فوز بابليون ما هو الى رده فعل على الفعل القبيح الذي حاول فرضه على الكلدان لترضيه سين من الناس

    بوركت علما وقلما امين وصادق

  • الأخ العزيز حسام سامي المحترم
    توجه الكلدان الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم، وقد اعطوا اصواتهم للأمناء والنزهاء والمخلصين لشعبهم الكلداني وامتهم الكلدانية، والذين يفتخرون بكلدانيتهم، ويدافعون عن اصالتهم وحضارتهم وتاريخهم الكلداني، ويرفضون ازالة بابل من تسمية المؤسسة الدينية الكلدانية ( بطريركية بابل على الكلدان ) التي تزيد من تمسك وافتخار الكلدان بقوميتهم الكلدانية، وبكونهم ابناء مملكة وعاصمة الكلدان التاريخية ( أم الممالك )، ولا يحاربون ولا يهددون الوجود الكلداني والقومية الكلدانية ولا ينكرون اللغة الكلدانية، وهذا يعني بأن الكلدان يرفضون بقاء البطريرك موشي في منصبه ( بطريرك بابل على الكلدان )، والتعامل والتعاون مع الذين قدموا لهم المساعدة والعون ودافعوا مع البطريرك الكلداني عمانوئيل تومكا عنهم عام 1933، ومنعوا الجيش العراقي من ارتكاب جريمة الابادة الجماعية ضدهم، لأنهم انكروا فضل ومعروف الكلدان وغدروا بهم

    يقول المثل : “لا تثق في الخونة ولو ايقنت من ولائهم لك

Follow Us