Articles Arabic

حكمة فلْنَنتصِب ولنسمع قراءة الإنجيل المقدّس

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف_www.almohales.org

في كل خدمة كنسية يُقرأ فيها الانجيل المقدس يعلن الكاهن العبارة: “حكمة فلننتصب ولنسمع الانجيل المقدس

يتبادر للذهن، لماذا خصص الاباء القديسين هذه العبارة؟ ما معنى “الحكمة” وما هي الحكمة أصلا وهل المقصود سفر الحكمة؟ أو ” صوفيا اليونانية لغويا “؟ وما الفرق بين ” صوفيا والفلسفة محبة الحكمة”؟ و “لننتصب” الا يجوز الاستماع للنص سجودا؟ او جلوسا؟ لماذا الوقوف؟ وهل معنى للوقوف في العهد القديم؟ ما الفرق هنا وعند دورة الانجيل او الدخول الصغير؟ وقراءة الانجيل؟ هل يجب ان يقرأ ام يرتّل؟ وهل من فرق بين هذا وذاك؟ هل الكلمات هي مجرد صف كلام ام لها معنى؟ هل سمعتم تفسيرا ولو مرة واحدة لما يدور في القداس من حركات ورفع ايدي ووقوف وجلوس؟ ولماذا اقف الان؟ او خوري ينشر على شاشات في الكنيسة سير الخدمة وشتان ما بين المكتوب والمسموع من الخوري يقرأ رسالة وينشر أخرى ينشر نصا انجيليا غير النص المقروء؟

كيف يمكن للناس ان تفهم ما يدور من حولها اذا الخوري جاهل{لا تعميم طبعا نرددها على الدوام }؟وهل اعمى يقود مبصر؟

الحكمة، أي هي التي من الرب المقول عنه في الانبياء والذي سبق الانذار به لنا في انجيله المقدّس

“فلنستمع مستقيمين”، أي مُرتقين باذهاننا وأفعالنا من الارضيات ونسمع الصالحات وحضور ابن الله الحاضر بيننا وليس كما في العهد القديم كلّم الله موسى في الغمام او بالرموز واصوات وابواق وبروق ورعود إلخ بل متجسّدا بيننا

في الدّخول الصغير {دورة الإنجيل} يرفع اٌلكاهن الإنجيل مُغطّيًا وجهه ليظهر للمؤمنين وجه المسيح. وبقراءة اٌلإنجيل يقدّم فمه للكلمة، حتى يسمع المؤمنون الكلمة

عبْر الكاهن يرى الناس المسيح، وعبر فمه نسمع صوت المسيح

وعظيمة هي عظة الذهبي الفم: ” طوبى لعيونكم لأنّها تُبصِر ولآذانكم لأنّها تسمع. لا يُطوّب اٌلمسيح المشاهدة الخارجية لأنّها وحدها لا تستطيع ان تُبْصر العجائب بل يُطوِّب المشاهدة الداخلية. إنّ عدم الحضور لا يضرّ عند وجود عيون الإيمان، وان الحضور لا يجدي عندما تغيب عيون الإيمان. لأنّه لطالما لم تسمعوا أنتم في ذلك الحين ان المسيح كان على الأرض فاسمعوا إذا الآن، إسمعوا ليس أقلّ مما قيل في ذلك الحين”. قارن متى البشير ويوحنا والرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس

لننتصب ولنسمع الإنجيل المقدّس، يقول القديس جرمانوس: ” لنرفع أذهاننا مع أعمالنا فوق الأرضيات ولندركنّ الخيرات المُعلنة لنا

“الحكمة لننتصب”، يحثّنا على التحادث مع الله، وقوفًا، علامة أولى للتقوى والغيرة واقفين أمام الله نطلب الخيرات الأسمى. لنا وقفة عن معنى الوقوف والجلوس والسجود اثناء القداس الالهي والخلفية التوراتية لذلك والنصوص الكتابية التوراتية. {لن نذكر هنا الفرق بين الحكمة_ صوفيا والفلسفة _حبّ الحكمة بدءً من الفلسفة اليونانية للعهد القديم والانجيل المقدس لكن في متن الكتاب نشرحها}

“قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ: «يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟» فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى

أيضًا وأيضًا بسلامٍ إلى الربّ نطلُب

بعد قراءة الإنجيل المقدّس، يقول الكاهن طلبات علنًا ويتلو افاشين الى وقت ترتيل الشاروبيكون، هي تدلّ اوّلا على تعليم ربنا يسوع المسيح الذي صنعه في الثلاث السنين التي علّم بها الامم ولفائدة المستعدّين للمعمودية المقدسة وتعليمهم

تُسمّى “الاكتاني” لانها طلبة مستطيلة وممتدّة لأجل استطالتها وتتلى بمجاهرة وشوق واعتناء

أعْضُد وخلّص وارحم واٌحْفظنا يا الله بنعمَتِكَ

أيضًا ومرارا كثيرة نجثو لك ونتضرع إليك أيّها الصّالح والمُحبّ البشر. لكي تنظر إلى طلباتنا وتنقّي نفوسنا وأجسادنا من كلّ دنس بشري وروحٍ. وتمنحنا الوقوف أمام مذبَحك المُقدّس غير ملومٍ ولا مُدانٍ وهبْ اللهمَّ للذين يصلّون معنا أيضًا النجاح في اٌلمعيشة والإيمان والفهمَ الروحيّ. وأعطهم في كلّ حينٍ ان يعبدوك بخوفٍ ومحبّة بلا لوم ويشتركوا بأسراركَ المقدّسة بلا دينونة ويستحقّوا ملكوتك السماويّ

حتّى إذا كنّا محفوظين بعزّتِكَ كلَّ حينٍ نُرسِلُ لك المجد أيّها الآبُ واٌلاٌبنُ واٌلرّوحُ القُدس الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين آمين

الطلبة الابتهالية الكبرى والدخول الكبير

{كانت هذه الطلبة فيما مضى اكبر حجما، إذ كان المؤمنون يألون الربّ لأجل كلّ الكنائس المحلّيّة ولأجل كلّ المؤمنين : الأحياء والراقدين والمرضى والموعوظين والتائبين مثل هذه الطلبة لا نزال نعثر عليها في قدّاس القديس يعقوب اخو الربّ}

نصّ البشير متى والمزمور عن الرب الرؤوف والرحمة

“يا ربّ اٌرحَم” إجابة على كلّ طِلْبَة، ويفسّر اٌلقدّيس نيقولاوس كاباسيلاس: ” إنّ من يطلب رحمة الربّ إنّما يطلُب ملكوته، اٌلذي وعد المسيح انّهُ سيعطيه لكلّ الذين يسألونه وإنّهُ سيضيف إلى ذلك كل حاجة أخرى. لذلك يكتفي المؤمنون بهذا التضرّع لأنّهُ يشمل جميع هذه الأمور في آنٍ وبقولنا “يا ربّ اٌرحم” نميّز في اٌلأوّل فعل شُكر والثاني فعل اٌعتراف”.قارن متى

هذه المادة المختصرة جدا من كتابنا المؤلف من جزأين عن معنى ومبنى القداس الإلهي البيزنطي

Follow Us