Articles Arabic

ما هي الخـفايا التي كـشفـت بعـد سنين من نـشر الأب دوﮔـلاس البازي رسالته الموجهة إلى سيادة الأسقـف (البطرك) لويس ساكـو

حـضرة الدكـتور لويس ساكـو المحـترم

أنـتم متـورطون في السياسة

طالعـنا بأسف مناشدتكم لخاطفي السيد عماد إيليا بتأريخ 4 تـشرين الأول 2009 وهي تُعـبّـر عن تضامنكم مع رعـيتكم وسعـيكم لضمان أمنهم وسلامتهم.

ولكـن ما يُـؤخـذ عليكم هو جعل الحادثة في أُفـق سياسي مِن دون أن تُـشيروا إلى الأطراف الخـفـية، وهـذا التصريح هو تواصل لتصريحات سابقة بعـض منها محـلية وكـثير منها خارجية بالإيطالية والإنكليزية والفرنسية يظهـر فـيها أنكم متورطون في الشؤون السياسية، أكـثر منها مراقـبون وموجهـون للسياسة. فهل تـريد أن تـقـول أن هـناك أطرافاً سياسية ترغب في إيصال رسالة إلى المسيحـيـين؟ ما هي هـذه الرسالة وبسبب مَن؟ هل لكم معـلومات لا يعـرفها شعـبنا عن مثل هذه الرسالة ؟

مَن هم وراء هذه الرسالة؟ وما هي الأسباب والدوافع؟ فمن حق شعـبنا معـرفة حـقـيقة ما يعيش، ومن واجـبكم كـقائـد وراعٍ تجاه رعـيتكم أن تُصارحـوه بما يحـدث من حوله؟ وإلّا لربما هناك نصف ما يُحاك خلف الكـواليس ضد شعـبنا وأنتم عارفـون به؟ أتأسف لأقـول لكم يا سيادة الدكـتور الجليل، أنكم أخـذتم مواقـف سياسية معارضة لمواقـف أحزاب وتجمعات سياسية عـراقـية، وهذا جعلكم طرفاً في اللعـبة السياسية عـوض أن تكـونوا مراقـبـين لها. لـقـد شجعـتم شعـبكم ليُخالف طُروحات أحزاب وتجمعات سياسية مسيحـية، ويلـتـزم طُروحات أحـزاب وتجمعات سياسية مسيحـية أخرى، وهذا شأنٌ سياسي صرف، وبإعـتـقادي هذا ليس من إخـتصاصكم لأنكم ورّطتم شعـبنا المسيحي في متاهات لا أعـتـقـد أنكم واعـون إليها، وكـنت أنا وغـيري ضحـية هـذه الورطات لأنـنا دفعـنا الثمن غالياً وما زلنا.

فـقـبل عام 2003 كُـنـتم مع النظام، وكانوا يتـقـدمون إحـتـفالاتكم الطقسية في كـنيسة الرسولين في الـدورة ومعهم تبدؤون التطوافات الدينية في أعـياد الميلاد والقيامة مع أنهم لم يكـونوا يطلبون ذلك من بقـية الكـنائس القـريـبة أو البعـيدة من كـنيسة الرسولين، بل كانت بادرة شخـصية منكم فـقـط. فـلماذا لم يلتـزم بهـذه الممُارسات والمُبادرات بقـية الكهنة في العراق؟ ولماذا لم تطلب البطريركية أو فـرق حزب البعـث مني أنا ككاهن في بغـداد أن أقـوم بمثل هذه المبادرات؟ سؤال يطلب الإجابة منكم!! لأنه لو كانت هذه مطالب النظام فـلماذا يُطلب منك أنت وحدك ذلك؟ أم أنها مُبادرة شخـصية منكم أجـبرتَ وأحرجتَ بقية الكـنائس والكهنة ليحـذوا حـذوك خجلاً أو خوفاً من بطش الأجهـزة المُخابراتية للدولة التي كُـنـتم على صلة قـريبة من بعض شخـصياتها المُـتـنـفـذة، على حـد قـول الداعـية الإعلامية لكم إسطيفان شبلاّ. ومع تغـيـير النظام السياسي في عام  2003 غـيّرتم الموقـف 180 درجة لتكـونوا قـريـبـين من قـوات التحالف حتى أن ضابطاً أمريكـياً قام ليقـرأ القـراءة الأولى في قـداس رسامتكم الأسقـفـية في دير مار كوركيس في الموصل، مما أثار إستغـرابنا جميعاً نحـن الحاضرين في مراسيم رسامتكم الأسقـفـية، وقـدمّـتم له الشكـر ووصفـتموه بأنه الملاك الحارس لكم. وكان غيره يُوزع القربان في قـداس رعـيتكم، ويُـقـدم خبرته الشخصية وتمتـدحوهم مما جـذب أنظار المقاومة المسلحة في الموصل حول موقـف الكـنيسة من الغـزو الأمريكي؛ وأين المسيحـيـيون من المقاومة لمثل هذا التـدخل العسكري؟ إذا كان كاهن مثلكم يتعامل مع المحـتل (وهذه تسمية الرئيس بوش لقـواته) بمثل هذه الودّية؟ فهل لكم أن تُـفسروا لنا هذا السلوك وهذه المواقـف؟ أوَ لم يُلاحظ جميع مَن يدعي نفسه بأنه مُقاوم للمحتل الأمريكي” سلوككم هـذا وبنى عليه طُروحات أثرث سلباً على واقع التعايش السلمي ما بين المسيحـيـين والمسلمين؟ إننا نسأل إذا ما كانت موائد الإفـطار التي تُـقـدمونها في رمضان إعـتـذارٌ منكم لموقـفكم المؤيد للأمريكان في الموصل عام 2003؟

ثم أن الجميع يعـرف أنكم شغـلتم حتى فـترة قـصيرة منصب عـضو مجلس محافـظة نينوى وهو منصب لا يحصل عـليه إلّا مَن كان مُـنـتمياً لحـزبٍ سياسي أو مدعـوم من جهة سياسية متـنـفـذة كما حـصل في إنـتخابات مجالس المحافـظات الأخـيرة. ولم يكن المنصب خـدمة مجانية لقـضايا أهل الموصل، بل كـنتم تـتـقاضون راتباً شهرياً ومُستحـقات وإمتيازات بحكم هـذا المنصب. هل يسمح القانون الكـنسي بأن تـشغل مثل هذا المنصب السياسي؟ أوَ ليس هـذا سلوكاً غـريباً وتورطاً في الشأن السياسي من شخص علامة مثلكم؟ ألا تعـتـقـد أن أهل الموصل وغـيرهم إتخـذوا مواقـف عـدائية عـنيفة ضد أهلنا بسبب أن الكـنيسة ــ وأنتم مُمثلوها وأحـد كبار شخـصياتها ــ تـدعـمون التغـيـير الحاصل في النظام السياسي وتسعـون لتـثبـيت هذا التغـيير إذ تـشغـلون هذا المنصب؟ لربما خـطاباتكم كانت وطنية، ولكـن إلـتـزاماتكم السياسية جاءت مُخالـفة لها، وهـو ما يعـرفـوه القريـبون من العملية السياسية في العراق الذين تـتعاملون معهم ويدفعـون لكم مُستحـقاتٍ مالية مُجـزية لقاء هذا المنصب. وحين إختارتكم الكـنيسة رئيس أساقـفة كركوك غـيّرتم موقـفكم لتـقـتربوا أكـثر لفصائل المقاومة والتجمعات العروبية التي عارضت توجهات الأحـزاب الكـردية وكل مَن يتحالف معها. أوَ ليس هذا تورطاً في الشأن السياسي وتـدخلاً فاضحاً في العملية السياسية؟ ألا يعـني ذلك أنكم تسعـون إلى القيادة المُطلقة لشعـبنا وتحـديد مصيره وكأنكم قائد الضرورة، والقائد والأوحـد للمرحلة الذي يرى ما لا يراه الآخرون؟ ثم أن الذي يعـرفكم عـن قُـرب يعـرف أن لكم قـريـبون إلى القـيادات الكـردية وتُـظهرون الكـثير من المودّة لها، وهـذا تصرّف غـريب جداً لقائد وراعي وأسقـف؟ هل تُـريدون سحب مهام السياسيين لأنفسكم وتحـتكـرون الـقـرار السياسي لشعـبنا؟ أتركـوا شعـبنا حُـراً ليُـقـرر مصيره، وراقـبوا أداء الجميع السياسيين من دون تـفـضيل طرفٍ على طرفٍ آخـر، فأنتم أسقـفٌ وأب للجـيمع من دون تمييز.

والمُتابع لتصريحاتكم خارج البلاد يجـد أنكم عـيّنـتم شخـصكم ناطقاً رسمياً بإسم مسيحـيي العـراق من دون إحـترام لرأي أخـوتكم الأساقـفة وأبنائكم في الوطن، ولا أعـتـقـد أنكم تستـشيرون أو تستأنسون برأيهم حـول قـضايا مصيرية تخـص شعـبنا. ولا أعلم أن كـنـتم حـصلتم على تخـويل مِن قِـبَل السنهادُس الكلداني الموقـر لتكـونوا “الناطق الرسمي بإسم أساقـفة الكلدان”؟ لـقـد بات أن الغـرب ينظر إلى وضع مسيحـيي العـراق بمنظاركم أنتم لسبب كـثرة التصريحات والتـفسيرات التي تُـقـدمونها لهم، لا بل أنكم توجهـون الوفـود ليروا ما ترغـبون أنـتم أن يروا، ويسمعـون ما تريدونه أن يسمعـوا، وأبرشية بغـداد، كان مقـر البطريركية الكلدانية، ودعامة رعـوية لكـنائس العـراق جميعاً، أضحَـتْ منسية.

سؤال يطرح نفسه: لماذا هذا الموقـف؟ ألم يحـن الأوان لـتُراجعـوا أنـفسكم في ضوء رسالة أبو المؤرخـين شيخـنا الجـليل الأب ألبـير أبـونا والذي لا يـبعـد عـنكم إلّا امتار قـليلة وتسمعـوا له، وتُـصغـوا بإمعان إلى تأملاته وحكمه التي جاءت عـن خـبرة سنين طويلة من صلاة وتأمل ومُطالعة وعمل رعـوي في رعايا فـقـيرة؟ أنا مُـتأكـد أنكم ستجـدون فـيه الأب الحكـيم الذي عـرف ومع أنه قـريبٌ منكم شخصياً ومكانياً أن كـنيستـنا بحاجة إلى رُعاة؟ لـقـد أخـترتُ (عـنكاوا . كـوم) لأنكم تُحـبون هذا الموقع وأنا مُستعـد للرد على إستـفساراتكم وتوضيحاتكم أنتم وكل مَن يُناصركم ويكتب لصالحكم. بالتأكيد ستـقـول أنني لسان حال غـيري وهـذه شهادة أعـتـز بها لأنها تُـظهـر أن لي الـقـدرة على سماع الآخـرين وإحـترام آرائهم ورؤية أنهم يمتلكـون جُـزءاً من الحـقـيقة التي تـقـول أنها معـك أنت وحـدك ولا شريك لك فـيها

ودمتم أباً وأسقـفاً حكـيما .

الداعي لكم بالخـير إبنكم الأب دوكلاس البازي ــ بغـداد

http://irak.1talk.net/t764-topic

في الحلقة القادمة يأتيكم جواب من (الدكتور لويس ساكو) بأسلوب راقي وحضاري، ترقبوه!!!!

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • الان نستطيع ان نعلم حقيقة الأمور عندما تسنم غبطته السدة البطريركية أوقف الاب دكلس وبعد ذلك نفاه الى أربيل ومنها الى نيوزلندا بالرغم من انه قال غبطته اني لم أاتي لتصفية الحسابات
    ولَم يكتفي بالأب دكلس فقط لكن كل كاهن معه يحاول ان يعلن كلمة الحق اما ان يوقفه او ينفيه مثل الاب نضير والأب سالم ونحن الأبوين نوئيل وبيتر لأننا حقيقة نسبب له الحرج على تصرفاته وافعاله التي لا تليق برئيس كنيستنا الكلدانية

    • إنّ مَن لا يتـجـرّأ عـلى مواجهة الحـق ، يهـرب منه
      ثم سيادة البطرك مؤمن بمقـولة منـسـوبة إلى الإمام عـلي فـيـقـول
      إهِـن صغـير الـقـوم ، يهابـك كـبـيـرهم …… ولهـذا نـرى الـنـتـائج المؤسفة ولا أحـد يعارض
      !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Follow Us