Articles Arabic

الحالة الكردية ليست على ما يرام ان لم تكن مبعث قلق

الكاتب: حمورابي الحفيد

 الانباء المتسربة من كردستان العراق تقلق الحريصين على مصلحة الشعب الكردي وانا احدهم، مما يرد من اخبار صراعات بلغت درجة الخيانة من قبل بعض الجهات في صراعها على الزعامة، والمركب الكردي لا زال يصارع امواج عاتية من الجهات الاربعة، بحجج اقل ما يقال عنها انها بعيدة كل البعد عن وضع المصلحة العليا للشعب ومستقبله في الاعتبار من خلال قفزها على الواقع المرير الذي يحيط بهم والقفز فوق واقع المجتمع الكردي.

 منها الادعاء بالديكتاتورية او نقص في الممارسة الديمقراطية كأن كردستان ومجتمعها هو في حالة النضج السويسري او الادعاء بالفساد ولا احد ينكر هذا والانفراد بالسلطة كل هذه الاتهامات يمكن ان تكون حاصلة، لكن هل بالامكان ان يكون الحال افضل مما هو عليه من تخلف وفي ظروف الاقليم الذي يحاول جميع الجيران النيل منه وتدمير ما حصل من امور ايجابية منذ 2003؟؟؟

 حيث وضعت التجربة المعاشة الشعب الكردي على الاجندات الدولية والمحاولات الجارية من قادة سياسيين وخاصة في السليمانية مؤشر مقلق ومخيف حيث علاقتهم المشبوهة بالاحزاب الاسلامية الشيعية والتي تنفذ اجندات الولي الفقيه في ايران، اذ تناقلت وكلالات الانباء عن تواجد ضباط من الحرس الثوري الايراني تقوم بتدريب مليشيات حزب اللـه في السليمانية لتكوين جيب ايراني في المدينة شبيه بحالة حزب اللـه في ضاحية بيروت الجنوبية وخنجر مسموم في خاصرة الشعب الكردي وامر واقع في التشرذم.

 اضافة الى استقبالهم بالاحضان في السليمانية لألد اعداء التجربة الكردية نوري الهالكي فعندما كان الحاكم المطلق في بغداد الذي سبق له ان عرض على مام جلال الطالباني اعلان السليمانية اقليم، وبدوره سيدفع مستحقات الاقليم من الميزانية لهم وليس لاربيل.

 ومؤخرا نقلت وكلالات الانباء عى ان نائب رئيس البرلمان في بغداد من جماعة التغيير قدم طلب للحكومة العراقية للتعامل معهم كطرف اخر مستقل عن الادارة الكردية في اربيل هل في هكذا تصرفات ادنى درجات الوفاء والاخلاص لقضية الشعب الكردي ومصيره الذي هو في مهب الريح؟؟؟

 مهما كانت درجة الخلاف مع الرئيس البارزاني ومهما كانت المآخذ عليه من عشائرية او عائلية او استئثار بالسلطة او انتشار الفساد او تقريب ذوي القربى ولا شرعيته، كل هذا وارد حصوله، وكأن كردستان جمهورية افلاطون اين الواقعية والعقلانية في هكذا منحى؟؟؟

 مما يحزن له اننا كثيرا ما كنا نسمع وننظر الى مدينة السليمانية واهلها الكرام انهم الطليعة الرائدة ثقافيا في المجتمع الكردي واكثرها لبرالية وتقدمية التوجه، فهل تنطبق على الوضع الكردي الهش فكرة حرق المراحل والواقع الاجتماعي في واد وهكذا رومانسية في واد اخر؟؟؟

 الجدير بالذكر هنا هو محاولات التخريب من الاحزاب والقوي الاسلامية التي لا تدخر جهدا في اعادة عجلة التقدم الى الوراء واغتيال كل خطوة تنويرية يحققها الشعب الكردي العاشق للحياة والتقدم وهي كخلايا سرطانية تنخر في كيان المجمع حيث كلما وجدت فرصة للاجرام والتخريب

لا تتوانا في استثمارها ليس قيامهم بحرق وتخريب المطاعم والفنادق وكل المنشآت السياحية في دهوك وزاخو واربيل بالزمن البعيد ثم دأبهم على تشجيع اتباعهم على التضييق والتجاوز على ممتلكات المسيحيين في مختلف انحاء الاقليم والاخطر من كل هذا ما قاموا به من بيع احذية مرسوم على قاعدتها السفلى علامة الصليب تحقيرا لاقدس المقدسات المسيحية فهل هذا هو التطبيق العملي لمقولة تحريم ازدراء الاديان من قبل ايتام السعودية في كردستان وعملية البيع حصلت في اشهر المولات التجارية في اربيل العاصمة ثم اقتدى بهم نظرائهم في بغداد انهم لا يتركون فرصة لتهديم السلم الاهلي في الاقليم الا واستثمروها فلماذا هذا الصمت والغزل الغير البريء بينهم وبين المسوؤلين في الادارة الكردية الرشيدة ان خطرهم عليها ليس اقل من خطرهم على الاقلية المسيحية شبه الرهينة في الاقليم.

 بعد كل هذا هل تبرر نواقص القيادة الكردية السقوط في مستنقع الخيانة؟؟؟

 يقول المثل الشعبي لا امكانية للتسالم مع شيخيين تحت خيمة واحدة، هذه هي طبيعة المجتمعات الشرقية والاكراد ليسوا استثناء من هذه القاعدة، هنا تعشعت المشكلة حين لم يحسم موضوع الانقسام على الساحة الكردية بعد الصراع الدامي بين الديمقراطي والاتحاد الوطني في تسعينيات القرن الماضي حيث تمت التسوية على اساس اللاحل وبقاء السلطتين، والاقليم اضيق من تحمل هكذا استقطاب مدعوم من اطراف خارجية ليس بينها واحدا يريد بالاكراد وقضيتهم خيرا.

خاصة تركيا وايران فعندما اعلن المالكي من انه يستطيع اسقاط التجربة في اربيل بساعات عند لقائه بضباط القوة الجوية يوم كان الحاكم الاوحد في تخريب البلاد.

 هنا أسئل تقدميي السليمانية الكرام ماذا كان امام القيادة في أربيل لايجاد رئة يتنفس من خلالها الاقليم او يرحل الى باريه؟؟؟

 لان بغداد الهالكي كانت قد اعلنت الحصار الاقتصادي والسياسي والعداء المطلق لتجربة الاقليم المزدهرة لترحيل مشاكله وفشله الى الاقليم، واتهام الاقليم بانه سبب الفقر في الجنوب الشيعي لان الاكراد يستنزفون الميزانية الانفجارية التي بلغت اكثر من 120 مليار في احدى السنوات فلنفترض ان الاكراد سرقوا منها 17 % فاين 83% الم تسرقها عصابات الهالكي وجماعة المؤمنيين من اصحاب العمائم البيضاء منها والسوداء؟؟

 فأي خيار كان امام الحكومة الكردية لتخفيف اسباب المقاطعة والحصار من بغداد غير المنفذ التركي رغم انه الطرف الاكثر عداء لطموحات الشعب الكردي يقول المثل: اليد التي لا تستطيع ايذائها فلا حراجة من تقبيلها، والسياسة الحكيمة تعمل لنيل الممكن وليس الطموح، اليست القاعدة في الفقه الاسلامي الضرورات تبيح المحضورات ؟؟؟

 مجرد سؤال.

 فمن تسبب لالتجاء الاكراد الى هذا الخيار غير حكومة الهالكي المغرقة في الشوفينية المذهبية، فقانون الحياة هو المساومات ونيل الممكن وليس المشتهي، اي اما كل شيء اولا لا شيء اي الانتحار، فهل في هكذا توجه اي اثر للعقلانية او الانتماء للمصلحة العليا للشعب؟؟؟؟

 هناك الكثير مما نجحت في تحقيقه القيادة الكردية الحكيمة في نيل اعجاب المجتمع الدولي بالاجماع والذي انبهر بشجاعة الشعب الكردي وصدقه واخلاصه في الوفاء بعهوده بخاصة في استبساله رجالا ونساء كريمات في محاربة الارهاب الاسلامي مما نال احترام جميع قوى الخير في العالم، واعطت صورة مشرقة عن هذا الشعب وصرحت اعلى مراكز القوى في العالم اعجابها بالقيادة الكردية ومنحها الثقة العليا في صدقها ووفائها بالتزاماتها ووعودها امام المجتمع الدولي فلماذا يريد تقدميي السليمانية اجهاض هذا الجنين في فترة حمله؟؟؟

 لكن الجانب الايجابي والمطمئن هو ان جميع حكومات العالم المتحضر يقتصر تعاملها حصرا مع الرئيس البارزاني وخاصة تصريح الرئيس الامريكي المنتخب ترامب باعلانه انه يكن كل الاحترام للرئيس مسعود البرزاني وسيعمل لدعمه، وهذا ما يدعو الى الارتياح في الوقت الحاضر والباقي رهين المستقبل وما يتكشف عنه من تطورات في المنطقة بعد القضاء على وباء داعش.

 علما بانه اعلى رصيد سجلته حركة التحرر الكردية بتاريخها النضالي والدموي هو بقيادة الرئيس البارزاني.

 ادعوا الاخوة في السليمانية الكرام تغليب المصلحة العليا لشعبهم بعيدا عن حصرها في الشخصنة وعبادة الاصنام المتكلسة بعوامل التقادم لخيرهم اولا، وخير الجميع في الاقليم ثانيا.

 فعندما تصل السفينة الى مينائها لترسوا بسلام على رصيفها فأكون اول المنحازين لطرفهم للمطالبة بالتغيير والعمل وفقا للآليات الديمقراطية ولنكن جميعا في خدمة الجميع بعيدا عن التخندق في مواخير المعتمة بظلام المصلحة الشخصية والزعامة الزائلة..

 هناك امل كبير لصحوة المجتمع الدولي لانصاف الشعب الكردي لا تغدروا بهذا الامل لان في ذلك موت الجميع والتاريخ سيلعن من تسبب في عملية الاجهاض هذه..

 اتمنى ان يكون الجميع في مستوي الاحداث واستثمار اللحظة التاريخية المواتية التي ان اجهضت ربما سوف تقضي على الحلم الكردي في الحياة الكريمة والى الابد ..

 املي ان اكون قد اديت المسؤولية التي يفرضها علي ضمير المثقف تجاه مشاكل عصره وبخاصة ما يخص المنطقة التي انا احد ابنائها لهذا لا استطيع ان اكون محايدا عندما يتعلق الامر بمصير اهلي وهم كرام وغوالي عندي لقد ابكاني الموضوع مرات عديدة اثناء كتابته لمعزته في قلبي ووجداني المرهف بالحساسية من عمق المحبة التي تعمر فيه تجاه اخوتي الكرام .. تحياتي.

 

2016 – 11 – 18

Follow Us