Articles Arabic

البطريرك ساكو وموقفه الحقيقي من الهوية الكلدانية

بقلم حسيب عم بولص

 خاهي عمّا كلدايا

m5zn_e96a315b0fe96b5

 لاحظ غبطة البطريرك ساكو بأن الوحدة الكنسية ألتي يريد تحقيقها بين الكلدان الكاثوليك والأقوام المرتزقة المنضوية تحت سقف النسطورية الذين يدعون بالأشوريين لن يكتب لها النجاح وسيكون نصيبها الفشل لأسباب عديدة، أبرزها أن المرجعية النسطورية تريد أن يلغي الكلدان هويتهم القومية وأن يلتحقوا بالأشورية المزيفة كشرط من شروطها قبل تحقيق هذه الوحدة. ان هذه المرجعية كانت تضع آمالاً كبيرة على غبطة البطريرك ساكو باعتباره شخصية دينية مؤثرة في الوسط الكلداني، ولكونه يمثل المرجع الديني الأعلى والأب الروحي للكلدان ولكنيستهم الكلدانية وبامكانه حسب اعتقادها اقناع الكلدان بتبني الأشورية كقومية لهم أو فرضها عليهم قسراً. ان غبطة البطريرك ساكو نفسه كان يعتقد بأن الشعب الكلداني يرى بأن كلمته أصبحت مقدسة ومنزلة من السماء ولا يمكن أن يرفضها أو يعترض عليها مهما كان الثمن وبالتحديد بعد اعتلائه عرشاألكنيسة ألكلدانية، حينما كانت فكرة الأشورية مترسخة في ذهنه، والدم الأشوري يجري في عروقه، وكان متمسكاً ومعتزاً بالهوية الأشورية المزيفة الى درجة كبيرة بحيث جعلته يشعر برغبة شديدة في الانتقام من الذين يتباهون بانتمائهم القومي الكلداني أو الذين يعلنون عن اعتزازهم بهويتهم القومية الكلدانية، وربما يعود السبب في ذلك لاعتقاده بأن الهوية الكلدانية تقف كحجرعثرة وعائق بوجه الايمان وفي طريق ملكوت اللـه، وعلى هذا الأساس بدأ غبطته مسيرته الروحية باعلان الحرب على القوميين الكلدان كخطوة اولى في طريق القضاء على هويتهم القومية وانهاء الوجود القومي الكلداني.

 ان اعتلاء غبطته لعرش الكنيسة الكلدانية واعتزازه بالهوية الأشورية المزيفة، كان لهما الأثر الكبير في حياته وبالتالي في تشجيعه على اتخاذ موقف علني سلبي من هوية الكلدان ولغتهم، فحاول منذ توليه السدة البطريركية مباشرةً تحريض الشعب الكلداني على هؤلاء القوميين، لاعتقاده بان هذا الشعب سوف لن يتساهل معهم أبدآ، وسوف يقوم برجمهم بالحجارة حتى الموت لكي يصبحوا درساً وعبرة لكل من يقف بوجه غبطته ويتحدى أفكاره المعادية للكلدانية، ثم حاول غبطته أيضاً تشويه صورة هويتهم القومية الكلدانية واقناعهم بضرورة التخلي عنها أو انكارها، لكنه خاب ظنه بهم عندما تبين لغبطته مع الأيام بأن الأكثرية من أبناء الشعب الكلداني تقف مع القوميين وضد أفكاره المعادية للفكر القومي الكلداني، وأنهم يرفضون رفضاً قاطعاً المس بهويتهم القومية ولا يقبلون باستبدالها بأية تسمية اخرى، وان البعض الأخر من هذا الشعب لم يتدخل في هذا الموضوع عدا قلة قليلة من الانتهازيين الذين لا هم لهم سوى تحقيق مصالحهم ومآربهم الشخصية، وعلى ضوء ذلك لم يجازف غبطة البطريرك ساكو مرة اخرى في فرض رأيه على الكلدان ولم يتدخل في الأمر الذي يخص الجانب القومي الكلداني بشكل مباشر، بل لجأ الى استخدام وسائل واساليب التخدير والمناورة والمراوغة في تعامله معهم لكي يتخلص من هويتهم التاريخية، وبنفس الوقت يكون بامكانه اقناع المرجعية النسطورية والحصول على موافقتها وقبولها بالوحدة الكنسية، وعليه نذكر منها ما يلي: 

1-    بعد أن أصبح على قناعة تامة بأن المرجعية النسطورية لا تريد اكمال المحادثات حول موضوع الوحدة الكنسية، بل تريد تأجيلها الى ما بعد مجيء المسيح ألثاني، أعلن غبطته على موقعه الألكتروني ولأكثر من مرة، كما ذكر في تصريحات له أيضآ بأن الشعب الكلداني هو شعب بسيط ومنفتح للحياة ولبقية المكونات في المجتمع العراقي، وهو بذكره هذه الفقرة في أكثر من بيان وتصريح أراد ايصال رسالة الى المرجعية النسطورية مفادها “انه بعد تحقيق الوحدة الكنسية، سوف يكون لنا نحن المرجعية الدينية الكلدانية والمرجعية النسطورية وبالتعاون مع الأحزاب الأشورية وماكنتهم ألاعلامية، الدور الكبير والمهم على الساحة الكلدانية، وسوف نقوم باستغلال عواطف الكلدان الدينية وطيبتهم وبساطتهم وتواضعهم وانفتاحهم على المكونات الاخرى، ونبدأ بغسل أدمغتهم والتلاعب في عقولهم وحشوها بمعلومات مزيفة من أجل ازاحة التسمية الكلدانية من فكرهم ومن ثم السير بهم باتجاه الأشورية “المزيفة”. ان غبطة البطريرك أراد بهذا أن يؤكد للمرجعية النسطورية بأن مرورها في طريق الوحدة الكنسية هو الذي سوف يحقق أحلامها وأهدافها وينقلها الى الوحدة القومية.

2-    لم يستسلم غبطة البطريرك ساكو لليأس ولم يفقد الأمل، بعد أن عجز في اقناع المرجعية النسطورية في أن تتعاون معه من أجل تحقيق الوحدة الكنسية، فلجأ الى محاربة اللغة الكلدانية وأراد التخلص منها، لكونها تشكل عقبة أمام نجاح جهوده الرامية الى تحقيق الوحدة القومية، فنشر بيان له في موقع البطريركية تحت عنوان (الطقس الكلداني والتأوين واللغة والمستقبل) في 15/ 9/ 2015 يتضمن ما يلي: “ان اللغة ألتي نستعملها اليوم مع الأشوريين والسريان والموارنة، هي السريانية، لهجة الرها وليست كلدانية بابل ولا أشور! هذا خطأ علمي جسيم“. أراد البطريرك ساكو على ضوء ما ذكره في هذا البيان أن يحرم الكلدان من لغتهم الكلدانية ويستبدلها باللغة السريانية، وهو بهذا أراد أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أي القضاء على اللغة الكلدانية والهوية الكلدانية في آن واحد، وذلك لكون اللغة الكلدانية مرتبطة ارتباطآ عميقآ ووثيقآ بالهوية الكلدانية وفي كونها تعبر عن هوية الشعب الكلداني ووجوده، وان الغائها أو استبدالها باللغة السريانية يعني ألغاء الهوية الكلدانية والغاء ألوجود الكلداني بالكامل. الا ان غبطة البطريرك ساكو واجه معارضة شديدة في تنفيذ هذا المخطط، حيث رفض الشعب الكلداني رفضاً قاطعاً قبول فكرته هذه ولم يقبل التخلي عن لغته التاريخية الأصلية. وبطبيعة الحال فان حالة الرفض هذه في مثل هكذا موضوع لا ينفرد أو يتميز بها الشعب الكلداني عن بقية الشعوب الاخرى، بل ان أي شعب من شعوب العالم يعيش في أرضه ووطنه لا يقبل اطلاقاً في أن يتم تغيير لغته وهويته القومية من أجل سواد عيون بعض المرتزقة، لمجرد كونهم قد أعتنقوا الديانة ألتي يتدين بها أهل البلد الأصليين أو لمجرد أدعائهم برغبتهم في تحقيق الوحدة الدينية معهم.

3-    بالاضافة الى ما تقدم، دعا غبطة البطريرك ساكو جميع رجال الدين في الكنيسة الكلدانية وبجميع مراتبهم الكهنوتية من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات الى اطاعة رئيس هذه الكنيسة المتمثل بشخصه الكريم، طاعة عمياء، وهدد بفرض عقوبات شديدة بحق كل رجل دين لا يلتزم بقانون الطاعة العمياء، والتي تضمنت: توقيفه أو اعفائه من خدماته الكهنوتية، طرده من الكنيسة الكلدانية، طرده من الدير الذي يعنكف فيه بعد احالته على التقاعد على أثر بلوغه السن القانونية من خلال غلق هذا الدير وعرضه للبيع، بالاضافة الى القيام باهانته وتشويه سمعته في اعلام البطريركية، وهو بهذا أراد أن يوجه رسالة الى الشعب الكلداني مفادها “ان جميع رجال الدين في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية سوف يقدمون الطاعة العمياء لصاحب الغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى، بعد أن أجرى غبطته تغيرات جوهرية في كنيسة الكلدان، وقام باصلاحات شاملة من أجل تعزيز البنيان، حيث الغى ألمحبة التي هي أساس الغفران، وشن حرباً ضروس ضد حركات التمرد والعصيان، وضد الساقطين والخارجين على القانون من الكهنة والرهبان، واستطاع بجهوده الجبارة انهاء حالة الفلتان، وان يعيد للكنيسة الاستقرار والأمان، وعليه فان أبوكم الروحي يطلب منكم الالتزام بالطاعة العمياء مثلما يلتزم بها رجال الدين بكل ثقة وايمان، وفي حال الأعتراض عليها، فانكم سوف ترتكبون خطيئة كبيرة لن يٌمنح لها غفران، وتتحولون على أثرها الى عبدة الأوثان وعبدة الشيطان”.

ان غبطة البطريرك ساكو يريد فرض الطاعة العمياء على جميع رجال الدين في الكنيسة الكلدانية لكي يتم نشرها في المجتمع الكلداني، ويلتزم بها الكلدان جميعاً، وبهذا يضمن ولاء الكلدان المطلق له وعدم الاعتراض على قراراته وآرائه وأفكاره وتوجيهاته، وكذلك فهو يعتقد بأن نجاحه في اخضاع الكنيسة الكلدانية ورجال الدين الكلدان تحت سيطرته سوف يساعده في اخضاع الشعب الكلداني برمته، وفي النهاية سيساعده هذا الأمر في تحقيق أهدافه وأحلامه المتعلقة بأشورة الكلدان وأشورة أرضهم وكنيستهم.

اذن هذا هو المخطط الأشوري الخبيث والخطير الذي يقوم بتنفيذه غبطة البطريرك ساكو، والذي يعتمد على فكرة طمس الهوية القومية الكلدانية وقلعها من جذورها باستغلال عواطف الكلدان الدينية وانفتاحهم على الحياة، وبأحلال اللغة السريانية محل اللغة الكلدانية، وبفرض الطاعة العمياء، ليتم بعدئذ صهر الكلدان في بوتقة الأشورية وارغامهم على تبني الهوية الأشورية المزيفة، علمآ ان السريانية او سورايا هي مشتقة من الأشورية أو مرادفة لها بحسب الفكر الأشوري المزيف.

 

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عـجـبني المقال …….. عاشت إيـدك وتحـلـيلـك

  • كل ما ذكرته هو منطقي وهي الحقيقة بعينها الباطريرك ساكو توجهاته الغاء القومية الكلدانية وهذه ليست ولادة اليوم وانما منذ كان كاهنا فهو لا يحب كلمة الكلدان ولا الطخس الكلدني وانا شاهد على ذلك عندما كان قسا يحاضرفي الدورة اللاهوتية . كان واضحا عليه عندما كان يستهزا بالصلوات الكلدانية . وقد اعترضت عليه بشدة انذاك ووبخته وقلت له لن ادخل الى محاضراتك بعد الان وتركته. ولكن عتبي على المطارنه الذين انتخبوه والذين ينضوون تحت عبائته .سوف تسجل الكنيسة نقطة سوداء في تاريخهم

Follow Us