Articles Arabic

الـبـطـرك ساكـو وَ زكا العـشّـار

 

http://saint-adday.com/?p=14222

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني     

 (( مَن عـثـر في واحـدة صار مجـرماً في الكـل ))

 في قـداس يوم الأحـد 21 آب 2016 الأول من سابوع إيليا حـسب طخـس الكـنيسة الكـلـدانية كانـت قـراءة الإنجـيل من الـبشير لـوقا عـن زكا العـشار . أقام الـبطرك ساكـو قـداسه المبتـكـر التجـريـبي في كـنيسة مريم العـذراء / شارع فـلسطين فـوعـظ ، وكان أحـد مروّجي مقالاته قـد كـتب تعـلـيقاً أنـقـله كما وردَ :

ورغـم ان الكاتب لم يتـطرق إلى قـصده بالنـقـطتين ــ سلطة رئيس .. قـصير القامة ــ إلاّ أنها واضحة تخـص الـبطرك ساكـو ، ثم يقـول أنّ أغـلـبنا زكا . كما أن البطرك من جانبه ايضاً لم يـوضح في كـرازته إنْ كان يحـسب نـفـسه زكا ( أم ضيفاً في بـيت زكا ، حـتى نـطلعـله طلعة ما يتـوقعها ! ) ، ومع ذلك فـنحن نعـقـب عـلى بعـض مما جاء في وعـظه :

(1) – “” إنجـيل اليوم يُـشجِّعـنا عـلى التحـوُّل في فكـرنا ورؤيتـنا وسلوكـنا كما حـصل لـزكا بُعـيد التقائه ــ لـقائه ــ بـيسوع وإستـقـباله له في بـيته “” …...

إنه لأمر رائع أن يكـون الإنجـيل محـفـزاً في حـياتـنا ، يُـقـوّم إعـوجاج سـلـوكـنا ويُـزيل غـشاوة أبصارنا ، ولا شـك أن الإنـسان يـبـدأ مقـلـداً شخـصاً يتعـلم منه ، كـطفـل متأثـر بـوالـديه وتـلميـذ بمعـلمه ، أو بشخـصية معـروفة في مجـتمعه ، وبعـد إخـتباره الحـياة وأخْـذه العِـبَـر من النجاحات والإخـفاقات يغـدو حـكـيماً يُـفـيـد غـيره بالصالحات . إن الغالـبـية الساذجة من أبناء مجـتمعـنا الشرقي ومن بـينهم أكاديميّـيـن من صنـف الـ  لـوجـيّـيـن .. يتخـذون من رجال الـدين قـدوة لهم مستـنـدين إلى مـبـدأ ــ إسمعـوا أقـوالهم ولا تـفـعـلوا أفعالهم ــ ولا يَـدرون بأن الأقـوال إنـتهى مفعـولها منـذ قال المسيح للـفـرّيسيّـيـن ( أَبْـطَـلْـتُـمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَـبَـب تَـقْـلِـيـدِكُـمْ ) ! … وإستمراراً لـقـوله فـقـد أفـتى كاهـن كـلـداني كاثـوليكي في كـرازته للمؤمنين قائلاً : ( كل ما هـو حلال لكم ، هـو حلال لـنا والعـكس بالعـكس ) ! ( نكـتـفي بالتسعة والتسعـين ولسنا بحاجة إلى المفـقـود رقـم 100 ) ! ( أخـتـنا مريم العـذراء ) ! وكأنها أخـته بالرضاعة !… فهل تـصلح أقـوالهم كي نسمعها ؟؟؟ ومع ذلك تـرى الناس يهـلهـلـون لأمثاله بغـباء دون الـنـظر إلى سيرة حـياتهم وإلى المخـفي من أهـدافهم ، ولستُ أدري ، إذا كان ذلك بُـلـْهاً موروثاً لـدى العامة فهـناك تـكـون الطامّة ، وإلاّ فإنه طمَعٌ في كـسب رضى رجال الـدين للحـصول فـقـط عـلى موطىء الـقـدم الـلعـين … ويا حـيـف عـلى اللـوجـيّـيـن .   

والبطرك ساكـو أحـد هـؤلاء الرجال الـقـدوات يُـفـتي ويـوصي ويـوجّه ويأمر ويستخـدم الغـَـيـر أداة لتحـقـيق مآربه دون أنْ يُـفـعّـل كلامَه عـلى ذاته ، فـنـراه يَـنهى عـن خـلـقٍ ويأتي بمثله ، يأمر بمعـروف ولا يطبقه ، يتمرد عـلى رئيسه ويطلب من غـيره الطاعة له ، وهـذه عـقـدته . فـقـصة زكا العـشار التي تباهى بها في كـرازته لم تعـمل تحـولاً في فـكـره ولا تـبـدلاً في رؤيته ، ولم تـستـطِع خـبرة سـنين كـهـنـوته أن تُحـدِث إنـقـلاباً عـلى زيغان تـطلعاته لـيستـقـيم مساره ، وإنما بقي ذلك الإنـسان الـذي يعاني من نـقـص فـيعـوّضه مستخـدماً سلطته ومستغلاً ــ إنـزلاقات الـبعـض ــ كـنـقاط ضعـفهم يهـددهم بها فـيركـعـون امامه !! وهـو منـتـشي مغـتبط متربع عـلى عـرشه ، إنها سادية كامنة في شـرايـينه ويا حـبـذا لـو كان عـنـدي علاج لمرضه كـنتُ أضحي بالغالي والـنـفـيس من أجـل صحـته .  

(2) – إن جابي الضرائب غـير مُرحّـب به في مجـتمعه …. فـيقـول البطرك :

“” زكا رئيس العشارين نهـب وسلب أموال الناس ، راح يجـتاز الطريق إلى يسوع غـير مبال ــ بتعـليقات الناس ــ يسوع فاجأه ، نظر إليه وقال له : يا زكا إنزل على عجّـل ، اليوم أكـون عـنـدك في البـيت “” .

إنّ تعـليقات الناس لم تكـن عـلى زكا وإنما عـلى المسيح حـين أعـلن رغـبته في زيارة بـيت زكا المكـروه جابي الضرائب ! ولكـن البطرك يفـسر كما يشاء ليُهيّء مقـدماً أجـواءاً نـفـسية جُـمبـدية لأبناء الرعـية فـيخـدّرهم بكـلمات إنجـيلية لـيمتـص نـقـمة المؤمنين في الأبرشية ، بهـدف الـتمهـيـد لـتـنـفـيـذ أفـكاره المخـفـية وبالتالي تـصبح كل مخـططاته مقـبـولة كـمراسيم سماوية …. وفي الحـقـيقة حـين نـناقـش كـرازته لـن نجـد فـيها أية صلة بـين نـصوص الإنجـيل وتأويلاته ــ تعـليقات ، نهـب ، رؤيتـنا ، عـشار ، يسوع ــ وإسمحـوا لي بالأبعـد من ذلك فالبطرك يتعـمـد بكلامه كي يتخـمّر في أذهان رعـيته فـيصبح ــ خلاًّ ــ يعـمي بصيرتهم وبالتالي لا أحـد يعـترض عـلى إجـراءاته وقـراراته حـين يخـتار أفـراداً حـسب ذوقه فـيُسيّـرهم بتـوجـيهاته ويضعهم في واجهة تـنـظيماته ، وهـكـذا يعـمل لـرابطته السياسية الـقـومية ، بل وحـتى في الأمور الكـنسية والجـلسات السنهادسية تـدل عـلى ضحالة العـملية الـديمقـراطية الخادعة الغـدارة (( المخـطط لها مسبقاً )) دون الأخـذ بمنـطق التـفـكـير والإنـطلاق من الضمير . وكـل ذلك نابع من حـقـد كامن في بـواطنه وأهـداف سـوداوية اللـون في أجـنـدته ، ليست إلاّ ! والأيام القادمة ستـثـبت ذلك .

(3) – “” إمتلأ زكا فـرحا بهـذه النعـمة البركة التي لم يكـن يتوقعها وغـيرت حياته تماما وحياة أهل بـيته . فـلـقـد وجـد الواحـدة التي تـنـقـصه كما قال يسوع للشخص الغـني ( لوقا 18: 18- 23 ) “” .  

طيب ونحـن نسأل كل مَن يهمه الأمر مباشرة ، هل وجـدتَ تلك الـواحـدة التي تـنـقـصك وأشار إليها يـسوع ؟ هـل بعـتَ ممتـلكاتـك ووزعـتَ أثمانها للـفـقـراء ؟ أنا لستُ أقـصد تـبـيع سـرير نـومك الملوكي الـذي يسع لثلاثة نـفـرات وإنما أقـول : هـل إكـتـفـيـتَ لـنـفـسك بوسيلة نـقـل بسيطة مثـل سيارة قـداسة الـﭘاﭘا فـرانـسيس ــ رينـو 1984 ــ  وأنـت معـجـب به وتستـشهـد بأقـواله ؟ .

https://www.facebook.com/PopeFrancis.AR/photos/a.139452282897779.1073741828.139444609565213/204950083014665/?type=1&theaterه

شيء آخـر ، أنا شخـص عـلماني خاطىء لست قـدوة للرعـية أطمع بتـراب الـدنيا الفانية ، لا أبالي بمصير حـياتي الأبـدية ومع ذلك فأنا أسافـر بتـذكـرة عادية سياحـية ، ولكـنـنا نعـرفـك يسوعـياً تعـلـق في عـنـقـك صليـباً جُـلجـلـياً ، تـسافـر بتـذكـرة خاصة فـتـبـدو أميراً خـلـيجـياً ! تـرى هل تـنهـمر عـليك النعـم الإلهـية لـتغـيّـر حـياتك الأرضية ويفـيض البـيت بالبركات الربـية ؟…. ألا يكـفـيك خـداعـنا بصورتـك الـتـقـوية ؟ .       

(4) – “” هـذه الزيارة أتاحـت لزكا التـوبة وقـدم دلائل عـملية عـلى تـوبته ـ أـ أعـطي الفـقـراء نصف أموالي ـ ب ـ إنْ كـنتُ قـد ظلمتُ أحـداً شيئا أردُّه عـليه أربعة أضعافوما كان من يسوع حـيال تـوبة زكا إلّا أن يجـيب : (( اليوم صار الخلاص لهـذا البـيت ، فهـو أيضا إبن إبراهـيم )) “” .

 الكلام جـميل والبطرك لـويس يعـلم أن زكا حـين صعـد عـلى الجـميـزة لم يكـن في نيته القـيام بمبادرة لمشروع ، بل فـقـط لـيرى هـذا الرجُـل يسوع ، ويسوع لم ينـتـظر منه تحـية ولا دعـوة إلى وليمة خـصوصية ، بل حـين رآه ناداه بنـفسه وتـنازل لـيـدخـل بـيته وهـو ربّه ، وهـنا حـفـز مشاعـر مضيّـفه فـوهـب للفـقـراء نـصف ماله ! أما أنت كـبطرك إنْ كـنـتَ معجـباً بما قاله يسوع  لِـ زَكا عـن خلاص ذلك الـبـيت ، حان الـوقـت لتـفـسر لـنا الـقـرقعات التي حـدثـت أشبه بالمتـفجـرات حـين كـنتَ مدعـواً ضيفاً في بـيت (( زكا الأسترالي )) في عام 2013  !! هـل كانـت تلك علامة الخلاص لـذلك الـبـيت ؟ أم … أم ماذا … نـتـرك لك الجـواب ؟؟ ولكـن إحـﭼـي الـصـدگ ولا تـضم عـلى المؤمنين والمؤمنات !.

(5) – “” هـذا النص ينطوي على إنـقـلاب كامل للـقـيم ، والأفكار ، والرؤية والسلوك عـنـد زكا ، كما ينبغي أن يحـصل عـنـدنا . عـلينا أن نـنـتبه إلى فـرص النعـمة التي تمر في حـياتـنا لـنـنـتهـزها ونستـفـيد منها ، ولا نـترك ذاتـنا تـذوب في إنـشغالات بهموم الحياة اليـومية العادية “” .

إن الإنـقـلاب الـذي حـصل في قـيم وأفـكار ورؤية وسـلـوك زكا … كان للـبناء ، لكـن الـذي حـصل لـقـيَمك ورؤياك كـبطرك كان لهـدم تـراثـنا وتـفـكـيك كـنيستـناً ولتمزيق وحـدة الكـلـدان إكـليروسـنا وشعـبنا ! وها إنـك تـرى السيناريـو بعـينيك ولم تـنـتـبه إلى فـرص الـنعـمة التي تـطرُق بابـك لتـنـتهـزها بـرزانة وتستـفـيـد منها ونـفـسك فـرحانة ، فـتـكـون راعـياً ساهـراً عـلى مستـقـبل شعـبك بكـل أمانة … دونما حاجـتـك إلى إذابة ذاتـك في هـموم الحـياة المتمثـلة بإستـقـبال وكـيل الوزارة ومضيعة الـوقـت في مجالسة أصحاب الصدارة لتـنـتهي بلقاء منـدوب السفارة ، ليس لغاية إلاّ لـنـصب العـوائق في طريق الهجـرة …. أشهـد أنـك ناجح بتعـظيم نـفـسك بكـل جـدارة .

(6)الناس ينـتـقـدون يسوع لـدخـوله إلى بـيت هـذا الخاطئ ، كما ينـتـقـد البعـض الكـنيسة ورجالها . إنهم عميان لا يرون حـقـيقة ما حـصل للرجل . كان عـليهم أن ينـفـتحـوا ويستعـدوا لـتغـيـير فكـرهم وحكمهم وبناء علاقات متينة بدل الإنـتـقادات الهـدامة التي تطلق جـزافاً !

أولاً : أنت لست المسيح بل خادم المسيح فلا تـقارن نـفـسك به أبـداً لأن أنت وين والمسيح وين ! … ثانياً : الناس إنـتـقـدوا المسيح لا كـشخـص لأنهم لم يُـبـكــّـتـوه عـلى خـطيئة وإنما درءاً عـلى مصالحهم الشخـصية وتملـقاً أمام سادة الهـيكل بسـذاجة عـفـوية .. ثالثاً : الـيـوم تـرى الـبعـض ينـتـقـدون ــ لا الكـنيسة وإنما رجال الكـنيسة ــ وأنت نموذج لـبعـضهم تمثـل واقعهم المؤسف الـذي حـل بهم ! أنت محـق حـين تـرى أكـثـرية عـمياناً لـوﮔـية ، ولكـن تغـمض عـينيك لـلـقـلة الـذين ينـتـقـدونـك بـدلائل وبراهـين تـُـبْـكِـم أفـواه الحـبـربـشية وإلاّ فـلـيـردّوا عـلى كـتاباتـنا ونـقـبلها منهم بكـل ممنـونية .

إنـك تعـلم جـيـداً وواثـق أن ناقـديك ليست في بالهم معـك مصلحة شخـصية وإنما يهـدفـون لـبناء مستـقـبل أبناء الـرعـية ( مفـتحـين ــ فلا يمكـنـك مساومتهم وهـذا يجعـلك تـُـبعِـدهم  !! بشرفـك كلامي صح أم خـطأ ) نعـم ، إن ناقـديك يرفـضون الإستغـباء واللاأبالـية ، يتجـنـبـون تغـيـيـر أصالتهم الكـلـدانية طمعاً بإلـتـقاط معـك صورة تـذكارية ، أملاً بالحـصول عـلى مكاسب ذاتية أنانية ، نعـم ناقـدوك لا يـبنـون علاقات متينة مع أي كان بصورة اوتـوماتيكـية إلاّ !! حـين يلمـسـون فـيه صُدق النـية في بناء الـبـيت بكـل جَـدية عـلى أسُـسٍ كـونـكـريتية لا مجـلسية ولا أغاجانية ولا زوعاوية …. ومَن عـثـر في واحـدة صار مجـرماً في الكـل .

Follow Us