د. نزار ملاخا
ونحن ما زلنا نتعثر بالخطى حول كيفية تقديم مساعدات لأبناء شعبنا المهجَّر، ومعركة الموصل على الأبواب، وهي ليست بتلك المعركة البسيطة، وذلك بسبب تحول الموصل ولربما أطرافها ونواحيها إلى ساحة صراع دولية وتصفية حسابات إقليمية وداخلية، فتركيا أناخت جمالها في أطراف الموصل، وقوات أخرى لا تتفق مع الحكومة المركزية من ناحية التمسك بالأرض والميليشيات المسلحة المختلفة حدّت أسنانها وشمّرت عن سواعدها للمشاركة في تدمير الدواعش، وامريكا وبريطانيا وروسيا وحتى الدنمارك شاركت مشاركات مهمة وكبيرة في تحرير البلدان من دنس داعش، إلى جانب الحرائق التي تحدث هنا وهناك في مخيمات اللاجئين المشردين من بيوتهم ومناطقهم، تأكل ما يخبئه النازحون من طعام وغير ذلك، ولا نقول من الضروريات أو الأشياء المهمة والغالية، فهذه الفوضى لم تبقِ على أبناء شعبنا المهجّر أي شئِ غالٍ، كل هذا في جنب وفضائح البرلمانيين بجانب آخر، ونحن بين هذا وذاك يرقص البعض من قادتنا على جراح هؤلاء، كنيستنا الموقرة بقيادتها المقدسة (مخبوصة) منشغلة هذه الأيام، لا تظنون خطأ بأنها منشغلة بالتهيئة والتحضير لنتائج معركة الموصل، او للتخفيف من ألام شعبنا المهجر، أو لإتخاذ الإحتياطات لموسم الشتاء القادم والذي سيكون قاسياً جداً، لا أبداً، نعم إنها ترصد المبالغ الطائلة ولكن لتحقيق إجتماع لأعضاء رابطة غبطة البطريرك، والتي قام بتأسيسها هو بنفسه وبمساعدة السينودس والجمع المبارك من السادة المطارنة، نحن نعرف بأن كل إجتماع يتطلب أن نرصد له مبالغ، وخاصة اليوم وفي العراق، يكون تخصيص المبلغ أضعاف وأضعاف، لأن اي تجمع أو كما يدّعون بأنه مؤتمر يتطلب أجور بطاقات السفر للمدعوين لوليمة غبطته، وكذلك تهيئة الفنادق وأماكن المبيت بالإضافة إلى حجز القاعات ودعوة أصحاب الكروش الكبيرة، ونفقات الإقامة والطعام بثلاث وجبات وربما التنقل وزيارة بعض المواقع الأثرية أو الإطلاع على إنجازات بعض الكهنة وغيرهم، وهذه كلها يجب أن تخصص لها مبالغ بغير حساب، ولربما تكون من تبرعات الذين تعهدوا بإقامة هذه الدعوة، وشعبنا المنكوب يتفرج وكما يقول المثل العراقي (ويمسح أب بوزه) يعني ويمسح لعابه الذي يسيل ودمعة عينه التي تنحدر لا لشئ بل لهؤلاء القادة الذين لم يعد مثل هذا المنظر يجذب إهتمامهم، ما الفائدة من عقد إجتماع للرابطة التي بالأسم هي كلدانية وشعبنا حاله كحال الأيتام والمشردين الذين لا مأوى لهم؟ أيهما أولى بالمعروف؟ صرف المبالغ من أجل إجتماع أصحاب الكروش أم لأجل فتح مدرسة أو دار أيتام أو مستشفى أو المشاركة في معالجة مرضى السرطان الذين أمتلآت بهم ألقوش وغيرها من قرانا أين هو الضمير الحي الذي يحكم في مثل هذه الحالات؟ نعم نردد من الصعب على الغني دخول ملكوت السماوات، ولكن ألا تهتز الشوارب؟ قال أحدهم أبشرك ما عاد فيهم شوارب، رجل الدين إن لم يكن أملس فهو أملط، ولما سئل أحدهم لماذا يحلقون الشوارب، أجاب لكي لا يعيق مجرى دخان السكائر عند خروجه.
تم تحديد الأشخاص الذين سيحضرون الإجتماع، وتحدد حضورهم بشروط قاسية ووفق برنامج ممنهج وإلا لن يحضر الإجتماع و(هاك فلوسك وأتوكل على الله، ومنين جيت أرجع) نعم أشخاص متمكنين يستطيعون أن يدفعوا أجور بطاقات الطائرات لمن لا يتوافق مع رغباتهم، ولا يتمكنوا من أن يأووا يتيماً، يا إخوان تعلموا من آخرين من أبناء شعبنا في بغداد والحلة وبابل والنجف وغيرها كيف يتبرع الأغنياء ويفتحون مضايفهم للفقراء، وها هي كل الفضائيات تتغنى بأفعالهم، ولكن مع الأسف لم نسمع صوتاً لأي من أغنياء الرابطة بأنهم ساهموا في فتح ملجأ للأيتام، أو ساهمت صيدلية بمساعدة الفقراء، أو تبرع طبيب بفتح عيادته للفقراء مجاناً كل يوم أحد من كل أسبوع!!!! أليس ذلك غريباً وندعي بأننا مسيحيين واولاد يسوع؟ أليس غريباً أن نرى قادتنا الدينيين وهم يبررون إنتقامهم من رجال الدين أنفسهم بحجة أنهم مخالفون؟ طيب هو خالف أنت لماذا لا تسامح؟ أليست هذه رسالتك؟ إذن لماذا أنت كاهن؟ (عمّي ذب أهدومك وتزوج).
شروط الرابطة كما يروجها بعضا منهم هي أن يكون كلداني قومياً وكنسياً؟ طيب لنترك جانباً الكلدان المسلمين الذين يحيون جميع مناسباتنا الدينية والقومية أحسن من كثير من الكهنة والعلمانيين، وقد زاروا غبطته ووعدهم بالدعم والإسناد، نترك ذلك جانباً لنقول (كلداني قومياً وكنسياً) ما هو شرح هذه الفقرة؟ وهل أن الأستاذ أبلحد أفرام ليس كلداني قومياً وكنسياً؟ وهل الأستاذ عامر حنا فتوحي ليس كلداني قومياً وكنسياً؟ وهل أن الأستاذ مايكل سيبي ليس كلداني قوميا وكنسياً؟ وهل العبد الفقير نزار ملاخا ليس كلداني قومياً وكنسياً؟ وتطول القائمة في ذكر الأسماء؟ أين كان قادة رابطة غبطته عندما كانت هذه الأسماء نجوم في سماء الكلدان تقارع الظلم وألإضطهاد بالكلمة والقلم؟ أليس للقلم والبندقية فوهة واحدة؟ لقد حاربنا بأقلامنا ضد كل من كانت تسول له نفسه المساس بثوابت الكلدان، بينما كان قادة رابطة اليوم يغطون في سبات عميق، لا بل كانوا في الصف المعادي للكلدان إن لم يخب ظني؟ كم كلمة كتب قادة رابطة غبطته من أجل الكلدان ومن أجل الدفاع عن حقوق الكلدان ومن أجل إثبات هويتهم ومن أجل أن يذكر الدستور العراقي أسمهم ومن أجل ومن أجل ومن أجل الكثير الكثير من أجل الكلدان؟ من منهم دافع من أجل لغتنا الكلدانية؟ وهل يعرف أصولها؟ من كان سيف الحق بوجه الظالمين والمعتدين على حقوق الكلدان؟ لقد كانت المواقع الألكترونية ساحة حرب لذلك، وهي التي أججت المشاعر القومية لدى بقية أبناء شعبنا فكشفت المتأشورين وناكري أصولهم، كما كشفت تزويرهم للتاريخ مثلما حدث في كتاب (ألقوش عبر التاريخ) وغيره، هؤلاء هم أبطال وقادة للكلدان، ألم يكن الأستاذ أبلحد افرام أول من أسس حزب قومي كلداني على الساحة العراقية في الوقت الذي كان النظام العراقي يرفض رفضاً قاطعاً اي شكل من اشكال ذلك؟ اليوم وبعد أن تهيأت الظروف الموضوعية وتنفس الناس الصعداء، يتبرع غبطته بتأسيس رابطة، لا بل تأخذ كل وقت السينودس ويقود الإجتماع ويعاونه في ذلك جمع من السادة المطارنة وكأنهم في إحتفال مقدس أو ذبيحة إلهية أو زياح، يا ناس،،، يا عالم،،، المعركة على الأبواب وقد لا تبقي ولا تذر، أنتبهوا فلسنا اليوم بحاجة إلى إجتماع أو مؤتمر بقدر ما هي الحاجة لتطبيق فعلي وعملي على افعال المحبة والخير، تصفية القلوب والضمائر هي خير من ألف مؤتمر، لا تنتظر إلى الغد، فقد لا يأتي الغد، سارع اليوم وأنتهز الفرصة، قبول الآخر المعارض هي خير من ألف إجتماع، الأب هو أب ، نعم يجب أن يعفو ويغفر ويسامح ويحب، هكذا كان يسوع مثالاً لنا، في هذه كلها، فأين نحن من أفعال الخير والمحبة في سنة الخير والمحبة؟ قبل أن تعقد إجتماع الرابطة وقبل أن تدخل الكنيسة وقبل أن تأخذ قربانك إذهب وصالح أبنك!!! قل له مغفورة لك خطاياك!!! قل له أنا سامحتك سواء أعترفت أم لم تعترف، أنا أبوك الكبير والأب الكبير له قلب كبير ومفعم بالمحبة، سامح لأن المسامحة من فعل الرجال ولا يقوى اي واحد على أن يفعلها سوى الرجل الرجل الذي خرج من ظهر رجال، وكذلك الغفران وكذلك المحبة، لأن يسوع أجملَ الوصايا العشر بوصيتين وهما أحبب الرب إلهك، ومن ثم أحبب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء. 30/8/2016