Articles Arabic

آن الآوان لتـصحـو ضمائرنا وتـصفـو قـلوبنا

الخـراف تـتـبدد فـلـنـزرع المحـبة بـدلاً من زرع الكـراهـية

خالد مركو

يرغـب الإنسان دائماً في الإنـتـقام بصورة مبالغ فـيها جـداً بسبـب الغـضب والشعـور بأن المسيء يجـب أن يعاقـب عـقاباً مضاعـفاً وهـذا كان موجـوداً قـبل شريعة العهـد الـقـديم فـمن تصاب عـينه لا يكـتـفي عـلى الإطلاق بالمعاملة بالمثل بل يحاول أن ينـتـقـم أضعاف أضعاف وهكـذا لم يكـن للشر حـدود، وعـنـدها جاءت شريعة العهـد القـديم العـين بالعـين والسن بالسن تُطالِـب بأن لا يزيد الإنـتـقام عـن مقـدار الضرر الذي أصاب الشخص.

أما شريعة العهـد الجـديد (عهـد النعـمة) فهي شريعة التسامي والتسامح وعـدم الإنـتـقام: مَن لطمك على خـدك الأيمن حَـوّل له الآخـر أيضاً …. سالِـموا جميع الناس لا تـنـتـقـموا لأنـفسكم أيها الأحـباء …. لا يغـلبنك الشر بل إغـلب الشر بالخير. المحـبة إستطاعـت أن تصعـد على الصليب لكي تخلص وتـفـدي …. المحـبة تحَـمّـلت إنكار بطرس وشكـوك توما وهـروب التلاميذ وقـت القـبض على المعلم الصالح …. المحبة يمكـن أن تـشمل الأعـداء والمسيئين وتبارك لاعـنيها …. فهل تجـد كمالاً ونضجاً وصبراً وإحـتمالاً أكـثر من هـذا؟ وهل يُعـقـل بعـد هذا الكمال أن يعـود الإنسان إلى شريعة العـين بالعـين والسن بالسن والبادئ أظلم!؟ فـلنسامح بعـضنا البعض، لأن المسيحي الذي لا يسامح ليس بمسيحي.

Follow Us