بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 20 آذار 2025
بعـض فـقـراتها منشورة بتأريخ 19 آذار 2008 واليوم تمضي عـليها24 سـنة تـصبح ذكـريات كـلـدانية ، ولا تـزال 1600 $ جـهـود العاملين فـيها ، تـصرخ في جـيـب محـتـكـرها
لم أكـن أعـلم أن العـمل الصحـفي مـمـتع لأن إخـتـصاصي وعـملي لا يمتّ بــِصِلة مع وسائل الإعـلام ، كـما لم تـتوفـر في السابق أية فـرصة لأعـمل فـيها . ولكـن في مطـلع عام 2001 وأنا جالس في البـيت رنّ جـرس التلفـون ليـكـلـّـمني صـديق ويطـلب مني ( إنْ كـنـتُ متـفـرّغاً ) الحـضور آنـياً إلى داره كـزيارة عادية فـلـبّـيتُ الطلب . ولما وصلتُ لم أكـن أنا الوحـيـد المـدعـو وإنـما رأيتُ في الوقـت ذاته أربعة رجال يشاركـونـني الزيارة هـذه ( إثـنان منهـم في عـنـفـوان الشـباب ) ، فـعـلـمتُ أنّ هـذه الـدعـوة ليستْ عادية . وبعـد الترحـيـب قال لي صديقي : إن لـدينا فـكـرة إصـدار جـريـدة تهـتم بالشأن القـومي الكـلـداني في سـدني فـما رأيك ؟ أنا أيـدتُ الفـكـرة مـبـدئياً ولكـني بـيّـنـتُ أنّ العـمل القـومي ينـطلق من شـعـور فـطري حُـباً بالقـومية ولا أرغـب العـمل لصالح أية جـهة سـياسـية . فأيّـدوني وأكـّـدوا لي بأنها ستكـون مستـقـلة . ثم سألتُ عـن الهـدف مِن إصـدارها ، مصـدر تمويلها ( وهـو الأهـم ) ، مقـرّها ، طباعـتها ، توزيعها ، وكـل ما يتعـلق بمشروعـها ، فـناقـشنا جـميع هـذه الأمور بتـفاؤل ثم بحـماس وإنـدفاع.
وكان ــ إسم الصحـيفة ــ من بـين الأمور التي ناقـشـناها في جـلستـنا تلك وهـو من الأولـويات الفـعالة والمؤثـرة في نفـسية القارىء المشجع منهـم أوالمهمل عـلى حـد سـواء ولـذلك طـرحـنا أسماءً عـديـدة مثل : الكـلـدانيون ، الأمة الكـلـدانية ، الكـلـدان ، وأسماء أخـرى لا أتـذكـّـرها ، ومن المؤكـد أنـني ساهـمـتُ في إعـطاء رأيي بهـذا الأمر فـكان ( عـمّا كـلـذايا ) والذي تبنــّـيناه في نهاية المطاف ، وأتـذكـّـر أنّ صاحـب الـدعـوة إتـصل بشماس قـديـر مستـفـسِراً عـن أيّ اللفـظـتـين أدق ( كـلـدايا أم كـلـذايا ) ؟ فـردّ عـليه الشماس : كـلـدايا هي الأصح ، فأخـذنا بها وبالعـربـية تصبح الشعـب الكـلـداني وبالإنـگـليزية Chaldean People كما ناقـشـنا أنّ الهـدف من إصـدارها هـو نشر تـراث وثـقافة الأمة الكـلـدانية بما يتيسّر بـين أيـدينا من قابليات وكـتابات عـنها ، والأهـم من ذلك هـو إسـتـنهاض الحـس القـومي عـنـد شعـبـنا الكـلـداني في أستراليا . أما مصـدر تمويلها فإن صاحـب الدعـوة ( والذي سيصبح المـدير المسؤول للجـريـدة لاحـقاً ) قـلـّـل من القـلق بشأنه حـيث تعـهّـد بالإعـتماد عـلى نشر الإعـلانات التي سوف يأخـذها عـلى عاتـقه معـتمـداً عـلى معارفه ، كـما أضاف أن دارَه والـ Computer الخاص له سـيكـون بخـدمة هـيئة التحـرير للعـمل عـلى إصدارها وبمثابة مـقـر لها.
إعـتمـدنا في عـملية طـبع مواضيعـها بالدرجة الأولي عـلى شاب قـدير كـفـوء يساهـم معي في التـنـقـيح اللغـوي ، أما صياغة الأفـكار والسباكة البلاغـية فـكانت مناطة بي في الغالب . ونظراً لإمكـانياتـنا المتواضعة فـقـد صار الإتـفاق عـلى أن يصـدر عـدد واحـد منها كـل شـهـر وبـ 12 صفـحة من حـجـم A3 تعـلوها في الزاوية العـليا اليسرى من الصفـحة الأولى عـبارة ( الكـلـدانيّون هـم شعـب ما بـين النهـرين بمخـتلف تسمياتهـم ) وعـلى حاشيتها الأفـقـية العـليا عـبارة : أول جـريـدة كـلـدانية عامة مستـقـلة شـهـرية تصـدر في أستـراليا . ووضعـنا في أعـلى الصفـحة الرئيسية صورة تخـطـيطـية لأسـد بابل عـلى جانـبَي العـلم الكـلـداني مصممه الـقـدير الأسـتاذ عـامر حـنا فـتوحي المقـيم في أميركا ( دون الإسـتـئـذان منه – وأنا لا أعـلم ) . أما مطبعة جـورج في منطقة فـيرفـيلـد فـقـد إتفـق السيد المـديـر المسؤول مع صاحـبها فـيما بـينهـما عـلى إستـنساخ 400 نسخة أو أكـثر وبكـلفة 400$ لكـل طبعة شـهـرية.
كان سِعـرالنسخة الواحـدة منها (( باهـضاً جـداً ، دولاراً واحـداً في الشهـر ، أليس غالياً )) ؟ . إنطلق السيد المديـر وسجّـل هـذه الجـريـدة في الدائرة الحـكـومية المخـتصة بإسم : مؤسسة الشعـب الكـلـداني للإعـلام ، وبـدأنا ستة أشـخاص ظهـرتْ أسماؤنا كهـيئة التحـريـر في العـدد الأول الذي صـدر في شـهـر شـباط 2001 وكـتب إفـتـتاحـيتها شخـص لا أعـرفه ، وتـزامن هـذا العـدد مع الشروع بـبناء كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان في سـدني فـكـتـبنا الخـبر عـلى الصفـحة الرئيسية مبتـدئاً بالعـبارة التالية [ قـبل أن يلفـظ القـرن العـشرون أنفاسه الأخـيرة تـمّ صب وتبليط جـزء من ساحة الكـنيسة لتكـون موقـفاً للسيارات كـمرحـلة أولى ] ، أما في الصفـحة العاشرة فـقـد نـُـشِرتْ قـصيـدة بعـنوان [ تـبّـاً لـك يا سارق الـبـيت ] ، بالإضافة إلى مقالي [ أنا الراعي الصالح لأسرتي ] الذي كان خـطراً جـداً في نـظـر الـبعـض ! سـتأتـيكم تـفاصيله في الحـلـقة الثالـثة المقـبلة .
وبالمناسبة فإن السيد المدير المسؤول لجـريـدتـنا ــ عـما كـلـدايا ــ أخـذ النسخة المؤقـتة من عـددها الأول وقـبل خـروجـها من المطـبعة ، تـباهى بها وروّجَـها في مجـلس عـزاء وأنا فـرحان أيضاً ، ولا أخـفي أنـنا كـنا سعـداء في إنجازنا البسيط وبجهـودنا الـفـردية وخاصة من تمويلنا الـذاتي . وحـين أصبح العـدد الأول جاهـزاً مساءاً ، أخـذ المديرالمسؤول عـدة نسخ منه ووزّعـها عـلى أعـضاء الجـمعـية الكلـدانية وهـم في جـلسة إجـتماع ولنفـس الغـرض السابق ( التـفاخـر ) مما سبـب إمتعاضاً فارغاً عـنـد البعـض ، وعـنـدها إتخـذها أحـد أعـضائـنا ( غـيـر فـعّال ) ذريعة وهـمية للإنسحاب من العـمل في الجـريـدة ولم يظهـر إسمه في العـدد الثاني الصادر في شهـر آذار 2001 ، الذي تميز بإعـلان عـن إحـتـفالنا بمهـرجان أكـيتو بتأريخ 30/3/2001 وكان فاشلاً ، كما ظهـرتْ أربع صوَر للسيد المدير ولم نعـترض لأن ذلك في رأيي موضوع لا يستحـق المتابعة [ وكـما يُـقال باللهجة المصرية : هُـوّ عايز كِـدَه ] . إنّ كـل الأعـداد العـشرة التي صـدرتْ إحـتوتْ عـلى مقالات ناقـدة للأوضاع الآنية الزمانية والمكـانية والتي كانـت تــُـشـَـوّق الكـثيرين إلى قـراءتها . ومنـذ العـدد الثاني صرتُ أنا كاتب المقال الإفـتـتاحي للأعـداد التسعة الأخـرى من جـريـدتـنا . وفي العـدد الثالث / شـهـر نيسان تصـدّر خـبر زيارة المرحـوم الـﭘـطرك بـيـداويـذ إلى أستراليا . لكـن العـدد الرابع / أيار تميزت الإفـتـتاحـية التي جاءت رداّ عـلى مقال أرسِل إلينا بواسطة الفاكـس في وقـت متأخـر من ليلة أحـد أيام شهـر نيسان 2001 وقـرأه لي المدير عـبْـرَ التلفـون وحـينها قـلتُ له : ولا يهـمّـك ، إنّ الردّ عـليه في غاية البساطة . إنّ المقال كان قـد كـتبه كاهـن يستهـزىء ويتهـم المحـتـفـلين بعـيـد أكـيتو في ملبورن بإستعلاء وعـجـرفة ، كما ظهـر في هـذا العـدد إسم شخـصَين ضمن هـيئة التحـريـر لم أعـرفـهـما . وجاء العـدد الخامس / حـزيران بمقال إفـتـتاحي ( سورايا ) والذي أوضحـنا فـيه مفـهـوم هـذه الكـلمة عـنـدنا نحـن الكـلـدان ، ثم طرأتْ تغـيـيرات عـلى الهـيئة الإدارية ، قـلّ عـدد أعـضائها وتــَحَـدّد موقـع كـل واحـد منهـم فـيها . فالمدير المسؤول بقي مـديراً مسؤولاً ، وأنا رئيس التحـرير رغـم أني لم أكـن أؤيّـد موضوع المناصب ، ولا نشر الأسماء العاملين فـيها لأنـني أحـبـذ العـمل من خـلف الكـواليس طالما أن الغاية ليست إكـتساب الشهـرة بل مخاطبة الجـمهـور ، إلّا أن المدير المسؤول ألحّ عـلى موضوع المناصب الإدارية فـيها مثـلما تعـمل الصحـف المعـروفة والواسعة الإنـتـشار ، فـجاريناه .
Add Comment أضف تعليق