Articles Arabic

مقدمة في درب الآلام

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

” إن سكت هؤلاء فالحجارة تهتف”.

حَمل الربّ يسوع صليبه من المحاكمة وحتى الجلجلة: “فخرج وهو يحمل صليبه إلى مكان يُسمّى الجمجمة وبالعبرية جُلْجُثَّة”.{يو17 :19 }.

وفي الطريق أجبر الرومان {بحسب عادتهم إلزام غرباء بأعمال شاقّة} أحد المارة “سمعان القيرواني” { قيروان تقع في شمال شرق ليبيا} أن يحْمِل صليب الربّ.

“وفيما هم خارجون وجدوا إنسانًا قيروانيًّا اسمه سمعان فسخّروه ليحمل صليبه” { مت 32 :27 }.ومر {21 :15 }: ” فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسنْدرُس وروفُس ليحمل صليبه”. ولو 26 :23 : ” ولمّا مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيًّا كان آتيًا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع”.

رافق الرب يسوع في درب آلامه حشد من الناس ونساء نائحات باكيات: “وتبعه جمهورٌ كثيرٌ من الشعب والنساء اللواتي كنَّ يَلْطِمنَ أيضًا ويَنُحْنَ عليه فاٌلتفت إليهنَّ يسوع وقال: يا بنات اورشليم لا تبكين عليَّ بل أبكين على أنفُسِكنَّ” { لو 28 _27 :23 }.

هزأ الجنود وسَخِروا من الرب يسوع واقتسموا ثيابه { مر 24 :15 }: “ولمَّا صلبوه اقتسموا ثيابه مُقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحدٍ”. ويضيف البشير يوحنا { 23 :19 }: “ثمَّ إنَّ العسكر لمّا كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكلّ عسكري قسمًا واخذوا القميص أيضًا وكان القميص بغير خياطةٍ منسوجًا كلّه من فوق”.

وبحسب عادة الرومان يتحتّم على المحكوم عليه المرور في الشارع الرئيسي ومكتوب على ما يحمله اسمه وعلّة الحكم، لذا كُتب على صليب الربّ: “وكان عنوانٌ مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية هذا هو ملك اليهود” { لو 28 :23 ישוע המשיח ומלך היהודים _ هذه الكتابة بالعبرية لها المعنى اللاهوتي العميق جدا والدلالة على الوهيّة المسيح، فسرنا ذلك في الكتاب}.

ويضيف البشير يوحنا { 23 _19 :19 }: “وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصّليب وكان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود. فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود لان المكان الذي صُلِب فيه يسوع كان قريبا من المدينة وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية. فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس لا تكتب ملك اليهود بل إن ذاك قال أنا ملك اليهود. أجاب بيلاطس ما كتبتُ قد كتبتُ” وباختصار يكتب: ” INRIأيIesus Nazarenus Rex Iudaeorum.

تفوّه الربّ يسوع بسبع كلمات {SWC أيSeven words from the cross} وهو على الصليب وهذه الكلمات : “يا أبتاه اغفر لهم لأَنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون” { لو 34 :23 }.

ورفض الرب من شُرب الخلّ {مت 34 :27 }: “أعطوه خلا ممزوجًا بمرارة ليشرب ولمّا ذاق لم يُرِد أن يشرب”.

وصُلِبَ مع الربّ اثنان{ يو 18 :19 }: “حيثُ صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط”.

بحسب الازائيين هذين الاثنين لصّين مُجرِمَين { لو 33 :23 ومر 28 _27 :5 ومت 38 :27 }: “ولمّا مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنِبَيْن {اللصين} واحدا عن يمينه والآخر عن يساره.وصلبوا معه لصّين واحدا عن يمينه وآخر عن يساره فتمّ الكتاب القائل وأُحصِيَ مع أثمة حينئذٍ صُلِبَ معه لصان واحدٌ عن اليمين وواحدٌ عن اليسار”.

ويشرح مرقس البشير علّة التسمية. ليتحقّق ما تنبّأ به النبي اشعياء{ 12 :53 }:”لذلك أقْسِمُ له بين الأعزاء ومع العظماء يقسِمُ غنيمةً من اجلِ انّه سكب للموت نفسه وأُحصِيَ مع أثمة وهو حمل َخطيّة كثيرين وشفِعَ في المذنبين” فيقول البشير مرقس { 28 :15 }:”فتمّ قول الكتاب وأحصِيَ مع أثمةٍ”.

ومتى البشير{44 :17 } : “وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيّرانه”. أي بحسب البشير متى كلاهما “يعيّرانه” صيغة المثنى أما الإنجيلي لوقا {43 _39 : 23 }: “وكان واحدٌ من المذنبين المعلَّقَين يجدّفُ عليه قائلا إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيّانا فأجاب الآخر وانتهره قائلا أوَلا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه أما نحن فبعدلٍ لأنّنا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محلّه ثمَّ قال ليسوع اذكرني يا ربّ ما جئتَ في ملكوتك فقال له يسوع الحقّ أقول لك إنّكَ اليوم تكون معي في الفردوس”.

واللصّ التائب يُدعى “القديس ديسماس” أو “اللص الحسن” لذا قال له الرب : “الحقّ أقول لك ستكون اليوم معي في الفردوس” { لو 43 : 23 }.{في ملحق الكتاب مخطوطة لحياة وقصة اللص اليمين ديسماس أو ديماس}.

وهو شفيع المحكوم عليهم، ويُعيّد له في الخامس والعشرين من آذار.

وبحسب احد الروايات أن اسم دير اللطرون يعود إلى اختصار :Domus Boni Latronis أي بيت السارق الحسن.أو قلعة السارق الحسنCastrum Boni Latronis ووقفن عند الصليب: “وهناك عند صليب يسوع وقفت أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية”.

وفي الساعة الثالثة صرخ الرب يسوع: “ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: إيلي إيلي لِما شبقتني؟ أي الهي الهي لماذا تركتني؟ فلمّا رأى قائد الحرس ما جرى مجّد الله وقال: بالحقيقة هذا الرجل كان صالحًا”.

ونرى إنزال الرب عن الصّليب في العديد من الأيقونات وكذلك علامة الطعن بالحربة بجنْب الرب.

شبّه يوحنا الرب “حمل الفصح” مُفسّرا “لم تُكسر ساقاه” بحسب ما جاء في سفر الخروج: “في بيت واحد يؤكل لا تخرُج من اللحم من البيت إلى خارجٍ وعظمًا لا تكسروا منه” { 46 :12 ولفظة حمل تفيد المعنيين الحَمَل الوديع المطيع والفعل حَمَل الذي حَمَل خطايانا كذلك في اللغة العبرية حسب النص التوراتي שה} يقول يوحنا البشير : “وحدث هذا ليتمّ قول الكتاب: لن ينكسر له عظم”.

إن لقب يوسف “الشريف _ النبيل” أتاح له معرفة الوالي بيلاطس البنطي {بنطيوس بيلاطس هناك كتاب كامل عنه}.

هؤلاء النبلاء الشرفاء كانوا في مجلس المدينة ولذا يقول البعض أن يوسف كان احد الأعضاء في مجلس اورشليم وبحسب الإنجيل المقدَّس يُدعى يوسف “الرامي”: “فجاء يوسف الراميّ وكان من أعضاء مجلس اليهود البارزين ومن الذين ينتظرون ملكوت الله فتجاسر ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع”.

وعند لوقا البشير: “وجاء عضو في مجلس اليهود اسمه يوسف وهو رجل تقيّ صالحٌ”.

حدّد أدباء بيزنطيين قرية “رنتيس” في المنحدرات الجنوبية الغربية لجبال السامرة، تبعد 12 كم شمال شرق مطار بن غوريون الدولي على أنها “الرامة”. “اريمتايا _ رمتيم” على أنّها مسقط رأس يوسف الرامي، وسهْوا حدّد الصليبيون “الرملة” على أنها “الرامة _ اريمتايا” وربّما يعود ذلك للتشابه اللفظي للاسمين، لذلك قام الفرنسسكان في الرملة في القرن الرابع عشر ببناء دير على اسم القديسين “نيقوديموس ويوسف الرامي”.

تأسّست مدينة الرملة سنة 717م ولم تكن قائمة في زمن الرب يسوع وبالمقابل بنى الصليبيون ديرا على اسم يوسف الرامي أيضا في “رنتيس” التي تمّ تحديدها “الرامة” ويعتقد العديد من الباحثين المسيحيين أن “رنتيس هي الرامة مسقط رأس النبي صموئيل في جبل افرايم : “وكان رجل من رمتايم صوفيم من جبل افرايم اسمه ألقانةُ بن يروحام بنِ اليهو بن توحو بن صوفٍ هو أفرايمي”{ 1 صم  וַיְהִי אִישׁ אֶחָד מִן-הָרָמָתַיִם, צוֹפִים–מֵהַר אֶפְרָיִם; וּשְׁמוֹ אֶלְקָנָה בֶּן-יְרֹחָם בֶּן-אֱלִיהוּא, בֶּן-תֹּחוּ בֶן-צוּף–אֶפְרָתִי. }.

والرامة مكان دفنه { 1 صم 1 :25 וַיָּמָת שְׁמוּאֵל–וַיִּקָּבְצוּ כָל-יִשְׂרָאֵל וַיִּסְפְּדוּ-לוֹ, וַיִּקְבְּרֻהוּ בְּבֵיתוֹ בָּרָמָה; וַיָּקָם דָּוִד, וַיֵּרֶד אֶל-מִדְבַּר פָּארָן. }: “ومات صموئيل فاجتمع جميع إسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة” وللمزيد { 1صم 3 :28 } ويعتقد آخرون أنها الرامة التي وردت في سفر المكابيين الأول 34 :11 .

مسقط رأس يوسف، الرامة التي هي أيضا مسقط رأس النبي صموئيل واليوم هي مدينة “الرام” المحاذية لرام الله شمالي اورشليم.

يخبرنا الكتاب المقدس {يو 10 :3} أن نيقوديموس “معلّم ” عضو السنهدرين، ومعنى الاسم له الدلالة اللاهوتية العقائدية الغزيرة: “أجاب يسوع وقال له أنت معلم إسرائيلَ ولست تعلم هذا ” وَوصَفه أيضا “فريسيّ” {1 :3 }: “كان إنسانٌ من الفريسيّين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود”. ونيقوديموس دافع عن الرب بجدال مع الفريسيين { 52 _50 :7 } : “قال لهم نيقوديموس الذي جاء إليه ليلا وهو واحدٌ منهم ألعلَّ ناموسنا يَدِين إنسانا لم يسمع منه أولا ويعرف ماذا فعل أجابوا وقالوا له العلّكَ أنت أيضا من الجليل فتّش وانظر انه لم يقم نبيّ من الجليل فمضى كلّ واحدٍ إلى بيته”.

تحديد درب الصليب ……..يتبع

Follow Us