الفصل الأول المقدمة
قبل الدخول إلى موضوع المذابح المسيحية ولكون هذه المقدمات ضرورة قصوى للوصول إلى المذبح المسيحي المختلف تماماً في الجوهر، وهي توضيح للاختلاف الواضح بينه وبين مذابح الآلهة القديمة كذلك المذبح اليهودي الذي انتهج منهج آلهة العصور القديمة بشكل مذابحها ولنذكّر بشرطية ( المعبد ” الهيكل ” والمذبح ، والقربان ) ولنسلسل الشرطية في ذلك :
1 ) الهيكل : بيت الإله ثابت .. لكون الإله له بيت واحد فقط ( تقليد قديم … الدين والنظام الكهنوتي والمعبد ) العقيدة اليهودية اضطرّت لتأجيل ذلك ومنذ ان عرف شعب الله إلهه بالعهد بين ( الرب الإله وإبراهيم ” أبو الأنبياء ” ) وبما ان الرب الإله اقترح على إبراهيم تغيير مكانه والبحث عن مكان ( الموعد ) لذلك كان موضوع الهيكل الثابت مؤجلاً لحين تحقيق الوعد الإلهي ( فأيديولوجية ” نظرية “ الرب الإله أي وعده في تكامل شكل الدولة وهي ” الأرض والشعب والعقيدة أي المنهج والقائد “ ) فشعب الرب الإله لم يستقر إلاّ بعد ان بنى سليمان ( بيت الرب الإله ” الهيكل “ فاكتملت اركان الدولة بعد ان تحقق لرجل الله موسى ذلك ) فكان الهيكل يرمز ( لخيمة الاجتماع والتي تحوي تابوت العهد وكانت تنتقل مع الشعب لحين الوصول إلى ارض الوعد ) والمعبد ” الهيكل ” هو تقليد ( فرعوني ، سومري بابلي ، آشوري … الخ ) ودونه لا تصلح أي شعيرة دينية .
2 ) المذبح : يتبع الهيكل أي ان يكون ثابتاً ولا يصلح تقديم الاضاحي خارجه ( غير مقبولة )
3 ) القربان : وتكلمنا في الفصول السابقة عن ارتباطه ( بالكمال المادي أي الجسدي ) لكون الرب الإله يستحق ان يقدم له الأضحيات التي تليق بقداسته فأي خلل مادي يبطل طهارة القربان فيرفضها الإله .
شرط بطلان القرابين : شرط واحد فقط يبطل القربان وهو ( نجاسة من يقدمها أي الكاهن ) وهنا يشير الإله إلى نجاسة الفكر اكثر من نجاسة الجسد فنجاسة الجسد مرئية ومدركة ومحسوسة اما نجاسة الفكر فهي في ( ضمير الإنسان أي النوايا ) لا يدركها إلاّ الإله ولهذا كان الإله يهتم في النوايا .. إشعيا : ( ذبائحكم ازكمت انفي .. ويعيدها النبي مخاطباً الكهنة الفاسدين : ذبائحكم ازكمت انف الله .. أي افسدتها فلم تعد فيها قداسة ” طهارة ” ) وأعطينا مثلاً من العهد القديم .. سفر التكوين : بين تقدمات هابيل المقبولة وقايين المرفوضة والسبب هو ضمير أي نوايا من يقدمها .
ان الخطورة القصوى والعظمى تكمن في فساد الكاهن حيث انها ستفسد الذبيحة التي بدورها ستفسد المذبح والذي سيؤدي إلى فساد بيت الإله ولهذا فغضب السيد الإله وعقوبته في انه سيهجر بيته ويتحوّل المكان إلى خراب خالي من ( البركة والنعمة )
مما تقدم يثبت ان ( نجاسة وطهارة ) الكاهن هي التي تحدد نجاسة وطهارة ( الذبيحة والمذبح وصولاً للهيكل ) من هنا كانت نبوءة الرب يسوع المسيح بدمار الهيكل لكون الرب الإله سيهجره ولنستعين بالكتاب المقدس ( نرجع إلى سفر التكوين : ) لنبيّن كيف اصبح حال الإنسان ” آدم وحواء “ عندما حاولوا افساد علاقتهم بالسيد الإله والتي كانت عقوبتهم ان الرب الإله ترك هذا البيت لهم ورحل فرحلت معه ( النعمة والبركة … وهاتين الصفتين ترتبطان بصفات أخرى منها المحبة و السلام و” الرحمة والعدالة ” … الخ ) .. نكتفي بهذا القدر اليوم لكون العديد من قرائنا الرائعين اشتكوا من طول الموضوع وحجم الكلمات مما كانت السبب في استمرارهم القراءة ونعدهم بتقنية الفيديو والأوديو لتسهيل متابعتنا من اخوتنا الأحبة … الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً .
الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم حسام سامي 20 / 3 / 2024
الأستاذ حسام سامي المحترم
أنت رائع ومبدع، يا أخي أنت صانع ماهر تطرق على الحديد وهو حامي
الرب يبارك حياتك أستاذنا العزيز
في بعض الأحيان أقول مع نفسي ربما هذا إلهام من الروح القدس يدفعنا أنت والأستاذ مايكل والدكتور ليون برخو
وأنا يدفعنا إلى تعرية بعض من هؤلاءوالذين يستحقون التعرية
الرب يقويكم ويحفظكم لتنقية مذبحه المقدس من رجاسات ونجاسات البعض
تحياتي وتقديري