خدمة الجناز _طائفة الروم الكاثوليك
يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف
توضيح
“وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِي، فَيَرْعُونَكُمْ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ.” {ارمياء النبي.}
“يلتزم الأب الكاهن بالسلوك الروحي الذي يتفق مع تعليم الإنجيل وعقيدة الكنيسة وتعاليم الآباء الرسل وقوانينهم ويمتنع عليه سلوك أي سبيل أو تصرف أو عمل يكون من شأنه المخدومين من أولاده الجسدانيين والروحيين وجميع شعبه.
يمارس الأب الكاهن كافة أنشطة الكنيسة والمهام المسندة إليه بأمانة وتفانى وفى مواعيدها وبحسب طقوسها وألا يزيد عليها أو ينتقص منها بحسب ما هو متبع وما تسلمه من الآباء.
يلتزم الأب الكاهن بالمحافظة على رعيته بتعليمها بكافة أشكال التعليم، وتسليم العقيدة المسيحية الأرثوذكسية السليمة إليها ويسعى بكل الطرق لتحقيق نهضتها الروحية وخلاصها وتثبيت إيمانها والبحث عن الضالين والمفقودين والمرضي والمحبوسين والمحزونين والإهتمام بالفقراء والمحتاجين والغرباء وذوي الظروف والإحتياجات الخاصة، وما يستجد من خدمات رعوية.
كتاب: “سر الكهنوت” باسيليوس الكبير: “معرفة الكتاب المقدس. لا يُسام أحد قساً وهو لا يعرف كلام الكتب جيداً، وبالأكثر الإنجيل “القديس باسيليوس الكبير.
أيها الكاهن. عليك كل ما في وسعك لتكون عاملاً بلا خزيٍ ولا خجل قاطعاً كلمة الحق باستقامة. وعندما تحضر إلى الكنيسة لإقامة الصلاة إياك أن تضمر بغضاً أو عداوة لأحد لئلا تغضب الروح القدس فيبتعد عنك. وعندما يجتمع الناس للصلاة فلا تخاصم أو تجادل أحداً بل ثابر على القراءَة والصلاة إلى أن يحين وقت إتمام السرّ الإلهيّ وعندئذٍ انتصب بخشوعٍ وبقلب طاهر أمام المذبح المقدَّس غير ملتفتٍ إلى هنا أو هناك بل ماثلاً بخشيةٍ ورعدةٍ أمام الملك السماوي.
وإياك أن تحذف شيئاً من الصلوات أو تختصر منها لأجل مصلحة عالميَّة أو مراعاة لبعض الكسالى المتوانين أو لأجل المحاباة واسترضاءً لبعض الناس. بل ضعْ نصب عينيك دائماً الملك الذي أنتَ ماثل أمامه والجنود الملائكية المحتفَّة به. اجتهد لأن تجعل ذاتك أهلاً ومستحقاً للقوانين الشريفة. ولا تشترك في الخدمة مع مَن تمنعك القوانين المشار إليها عن الاشتراك معهم. ثم فكّر وتأمَّل أمام مّن انت ماثل وكيف تكّمل الخدمة الشريفة والى مَن تناول الاسرار الطاهرة؟ لا تنسَ الوصية السيدية القائلة: لا تعطوا القدسات للكلاب ولا تطرحوا درركم أمام الخنازير. فهي وصية الرسل القديسين أيضاً.
فاحذر أن تسلّم ابن الله إلى أيدي أناسٍ غير مستحقين. ولا نخجل من أيّ عظيم في تلك الساعة حتى ولو كان هو الملك بعينه الحامل على رأسه التاج الملوكي. بل امنح المناولة للمستحقين مجاناً كما استلمتها أنت. أمّا الذين تمنعهم القوانين الإلهية عن مناولتها فلا تسلّمها لهم مهما كلَّفك الأمر. احذر من أن يدنو من الأسرار الإلهية من جرَّاء تهاون أو إهمالٍ منك فأر أو شيءٌ آخر من الحشرات، أو أن تعتريها عفونة أو رطوبة أو أن يتناولها اناسُ رجسون غير مستحقين. فإذا حفظت هذه كلها فإنك تخلّص نفسك ونفوس الذين يسمعونك.
خدمة الجناز
نعيش في عصر المكشوف، وما من مستور الا ويُكشف، والقضيّة فقط الوقت، شاهد الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خدمة جناز “اكليريكي” من طائفة الروم الكاثوليك والتي حسب المراجع الكتابية تنتمي للطقس البيزنطي، لكن على ارض الواقع بعيدة هي كل البعد عن ذلك في الكثير من الأحيان ومع اغلبية ساحقة من الكهنة التي تتميّز هذه الأغلبية من الحوارنة بجهلها الفادح الفاضح.
هناك حوارنة تقيم الجناز للعلماني والاكليريكي على حد سواء في “قاعة” بجانب الكنيسة، وهذا ممنوع منعا باتا حسب الكتب التي تستخدمها هذه الطائفة “الرومية الكاثوليكية”، فنص المراجع يفيد ادخال النعش للكنيسة، واستخدام النص “البيت ” ونقل الجثمان للكنيسة، لأنه في تلك الحقبة الزمنية من تأليف الكتب، لم تكن قاعات بجانب الكنائس، كما هو اليوم، فبالتالي يستبدل “البيت بالقاعة” وتبقى الكنيسة المكان الوحيد للجنّاز.
إذا كانت هناك إمكانية للجناز في القاعة، فليس بحاجة لبناء كنائس وصرف الملايين من الأموال، ومن يتفذلك ان “الجناز” ليس بسرّ من الاسرار الكنسية، فيبقى السؤال” لأغلبية حوارنة الطائفة الرومية الكاثوليكية، كيف تقيمون سر العمّاد بالقاعات وبقاعات الافراح وفي البيوت؟!
كل من يقرأ كتاب: “الافخولوجي الكبير، مطبعة قلفاط _ لبنان 1955 ص 368 _ 388 تحت عنوان: “خدمة صلاة جناز العلمانيين” و ص 414 _ 441: “خدمة صلاة الجناز على الكهنة ورؤساء الكهنة” نقتبس خدمة جناز الكهنة: “حينما ينتقل الى الرب احد الكهنة…بل يمسحونه بإسفنجة بزيت نقي ويلبسونه ثيابه الاعتيادية. وبعد ذلك يسربلونه بالحلة الكهنوتية بكاملها ويغطّون وجهه بالستر الكبير الذي تُغطّى به الكأس والصينيّة…. ثم في اليوم المعيّن للدفن يحضر الكهنة… يحملون المتوفى ويذهبون به الى الكنيسة وهم يرتّلون اراميس القانون الكبير: “معينا وساترا صار لي للخلاص الخ..” فيما يقرع القندلفت الناقوس او جرس الكنيسة قرعا محزنا. وحينما يصلون الى نرثكس الكنيسة يضعون في يدي الكاهن المتوفى الانجيل المقدس وهكذا يدخلون به ويضعونه في منتصف الكنيسة، حيث يضعون حول نعشه المنائر بالشمع على شكل صليب…بعد ذلك تقال الانديفونا الأولى من انابثمي اللحن السادس: “الى السماء ارفع عيني نحوك ايها الكلمة. فترأف عليّ لكي احيا بك. أيها الكلمة! ارحمنا نحن المرذولين اجعلنا آنية لك حسنة الاستعمال”.
فللأسف الشديد لم نرَ في خدمة “جنّاز الاكليريكي” من هذا الترتيب حسب الكتاب المُعتمد في الطائفة، وقد كنّا قد اقترحنا بتأليف كتب تتناسب ومزاج كل خوري في مكان خدمته.