قرداغ مجيد كندلان
ملاحظة: الرد هو رأي الشخصي (كاتب هذه المقالة)
مريم المجدلية هل هي الكأس المقدسة وهل تزوجت المسيح؟
ابتداءً من عام 1982 نشرت كتب عديدة تتضمن الاكاذيب والضلالات بأن الديانات مبنيــــة على الاباطيل، واكثر هــــذه الكتب شهرة كتابان هما “الدم المقدس- الكأس المقدسة” نشـــر عام 1982 للكـُتاب ميشيل بيخت وريتشارد لي وهنري لنكولن، وروايـة “شفرة دافنشي” نشرت عام 2003 للروائي الامريكي دان براون والتي تحتوي علـــــى ملخص افكـارهؤلاء الكـُتاب الذين اعتمدوا في كتاباتهم علـــى ماجاء في اساطير وخرافات العصور الوسطى عـن الكأس المقدســة ومريم المجدلية، وبنوا الاكاذيب والاوهام حـول لوحـــــة الفنان الايطالــــي ليوناردو دافنشي (1452- 1519) “العشاء الاخير”، وتخيلوا فيها مالم يفكر فيه الرسام مطلقا. رسم ليوناردو اللوحة بين سنة 1495 و 1498 م على حائط غرفة الطعام في كنيسة سانتا ماري دي ليجراز Santa Maria delle Grazie بميلانـــو بإيطاليا. وكان موضوعها الجوهري هو رد فعل تلاميذ المسيح الاثنى عشر عندما قال لهــم:
“الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني” (يوحنا 13: 21). قسم ليوناردو التلاميـــذ الاثني عشر الى اربع مجموعات، تتكون كل مجموعة من ثلاثة تلاميذ، اي ستة تلاميذ علـى كل جانب مـن جانبي المسيح. وكانت المجموعـــة التي عــن يمين المسيـــح، يوحنا ويهوذا وبطرس، هــي التي لعبت الدور في روايــة دان براون شفرة دافنشي حيث زعم ان الشخص المرسوم جالسا فــي لوحة العشاء الاخير عن يسار يسوع المسيح هـو (مريم المجدلية) وليس يوحنا الانجيلي. كما بنى دان براون نظريته علـــى اساس خلو لوحــــة دافنشي مــن الكأس المقدسة، وزعم ان دافنشي لم يرسم الكأس في لوحته لانه كان يقصد بها مريم المجدلية.
الرد على الجالس على يمين المسيح:
حيث يؤكد علماء الفن ان الرسامين في فترة دافنشي اعتادوا علـــى رسم الشباب بهذا الشكل، مثل النبلاء في عصرهم. ومن الجدير بالملاحظة ان ملامح وجه يوحنا الانجيلي فــي اللوحة ورسمــه بدون لحية مثيله بنفس صورة التلميذ فيلبس فـــي نفس اللوحة، انظرالصورة اعلاه حيث المسيح فــــي الوسط، ويوحنا John جالس على يمين المسيح، وفيلبس Philip جالس على يسار المسيح. والكتاب المقدس يوضح ان بطرس مال للامام ليسأل يوحنا عن الخائن: “فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى ان يكون الذي قال عنـــه” (يوحنا 13: 24)، ثم انحناء يوحنا تجاه بطرس وبينهما يهوذا ليسمع سؤاله: “فأتكأ ذاك (يوحنا) علـــى صدر يسوع، وقال له: ياسيد من هو؟ أجاب يسوع: هو ذاك الذي اغمسُ أنا اللقمــة وأعطيـــــه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي” (يوحنا 13: 25و26).
اذا يتضح ان يوحنا الانجيلي جالس على يمين المسيح وليس كما زعم دان براون انها مريــم المجدلية.
الرد على الكأس:
في الحقيقة الكأس مرسومة فــي اللوحة، حيث علماء الكومبيوتر صوروا النسخة الاصليــــة للوحة بعد الترميم وظهرت الكأس مرسومة على العمود خلف رأس بارثولماوس في اقصـى يسار اللوحـة. وهنا يسأل القاريء اللبيب لماذا وضع ليوناردو الكأس علــــى العمود خلف التلميذ فــي اقصى اليسار ولم يرسمها امام المسيح كما هو الحال في بقية صور العشاء الاخير؟
والاجابة هــو ان لوحة دافنشي اسمها العشاء الاخير وليس العشاء الرباني، فالعشاء الاخيــر هـــــو عشاء الفصح اليهودي الذي يرمز للمسيح، والعشاء متكون مــن طبيخ التين والتمــر وكؤوس الخمر، اما العشاء الرباني فهو الخبز والدم المتحول الى جســد ودم المسيح، اي ان العشاء الرباني يتكون مــن كأس واحدة وخبزة واحدة. ويبدو ان دافنشي رسمها فــي خلفيــة اللوحة وليس علــى المائدة ليبين انه العشاء الاخير. يهوذا أكل من الفصح اي العشاء الاخير ولكنه لم يتناول من جسد الرب ودمه، وبعد خروج يهوذا لتنفيذ مؤامرته بدأ المسيح يناول تلاميذه العشاء الرباني وبدأ دور الكأس، حيث جاء في الانجيل: “وفيما هــم يأكلون اخــــذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي. واخـذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك مـن اجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 26-28).
وتم الترويج لشفرة دافنشي بصورة مبالغ من قبل الاعلام الغربي، وكأنه كشف عن الاسرار الخفيــة للمسيحية وحطمها!! وقد قرأ الرواية اكثر من 40 مليون قاريء مما دفـــع منتجي السينما لتحويل الرواية الى فلم سينمائي وبطولة النجم الامريكي توم هانكس الذي عرض في مهرجان كان السينمائي الدولــي الاخير. ترجم هــذا الكتاب الى ثمانين لغـــة، منها اللغــة العربية، التي راح بعض كتابها من العرب يكتبون عما جاء في الكتاب او الرواية من تشويه للمسيحية دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث والدراسة ومعرفة حقيقة هذه الرواية التي شتمت المسيحية واليهودية والاسلام بقولها ان الاديان مبنية على تلفيق. ان المسيحية لا تعتمد علـى مثل هذه الخرافات بل انها تؤمن فقط بما جاء في الكتاب المقدس التي اقرته الكنيسة.
حاول دان بروان ان يوحي للقارىء بأن ماجاء في روايتـه كلها حقائق ولكن الحقيقة غيــر ذلك،لان معظم مازعمه الكاتب هو خرافات واساطير وخيال وتلفيقات أنتحلها من مجموعة من كتاب ما يعرف بمتأملي العصر الجديد new age speculation ، واعتمد في روايتــه على تسع كتب واهمها:
يتبع (1)