الاب نوئيل كوركيس
يجـب تصحـيح بعـض المصطلحات التأريخـية المقـيتة بحـقـنا نحـن الكـلـدان، ورفـض بالكامل كـل مَن أطـلـق عـليـنا تسمياتٍ محـرّفة!! بل نحـن نـقـول للعالم أنّ إسمنا المكـتوب في هـويتـنا (كـلـدايا، كـلـداني) هـو إسم مغـروس في عـمق جغـرافـية العـراق بل وأبعَـد بكـثير مِن حـدوده اليوم … لـذا أخـتصرُ الطريق في مقالتي عـن ذلك، في كـتب المؤرخ الكـلـداني الـدكـتور ــ عامر فـتوحي ــ بالعـربية والإنـﮕـليزية، ومَن عـنـده إسـتـفسار سـيـجـد الجـواب الشافي هـناك.
الكلدان منذ بدء الزمان
https://www.abebooks.com/9781664171855/CHALDEAN-LEGACY-Fatuhi-Amer-Hanna-1664171851/plp
https://amerfatuhi.blogspot.com/2021/05/chaldean-legacy-is-available-now.html
فلا أحـد يتجاسر لـيشكـّـك في إسمنا القـومي ككـلـداني وفـقـط كـلـداني لا غـيـر، مع أنـنا قاسَـينا الكـثير مِن قِـبَل أشباه الـقـومَـﮀـيّة الجُـدد المَخـصيّـين المسلطين عـلى الكـلـدان الذين خَـصوا مَن كان يحسب نفسه قائـداً لأسباب سياسية كـنسية تافهة مثل شخـصيتهم والـذي إلى زمن غـير بعـيد كان يشك في الإسم القـومي ويعـرضه عـلى المخـتصين. ومَن إعـتبر نفسه مخـتـصاً بهـذا الحـقـل العـلمي التأريخي قـد خَـصاه المخصي الذي لا ينسى فـضله والآخـر معـتكـف وحـيد في قـلعـته !!!
إنّ الـدولة الكـلـدانية كانت وريثة لكـل الحـضارات التي نهـضت في بابل، لـذا هي آخـر دولة حكمها أبناؤها 539 ق م وإلى هـذا اليوم ماعـدا بعـض السنوات التي حكمها المرحـوم عـبد الكـريم قاسم 1958-1963، وكل مَن جاء بعـد هـذه القـرون هُم مِن المحـتـلين المستعـمرين الغـرباء، ومع ذلك إستمر وجـود الكـلـدان بدون دولة إلى يومنا هـذا وتوسّعـتْ حـدودهم بحـيث يعـيش الكـلـدان في الجهات الأربع من العالم ولغـتـنا الكـلـدانية تعـتـبر لغة عالمية اليوم بالرغـم مِن إنحسارها بـين أبنائها، بل هـناك مَن هُم في السلطة يزدرونها كي تمحى وتـزول، ولكـن لنا رجاء كـبـير إنه زائل إلى مزبلة التأريخ وتُـبعَـث لغـتـنا قـوية بـين أبنائها الغـيارى.
أسماء لا تصلنا بها أية صلة:
1ــ “كـنيسة المشرق:!!! ونـتـساءل .. مشـرق عَـن، ومَن؟؟؟؟ بالطبع عـن شـرق نهـر الفـرات الذي كان حـدوداً فاصلة بـين الإمبراطورية الفارسية والرومانية في ذلك الزمان، وبالنسبة لنا أبناء وارثي ميراث هـذه الكـنيسة العـظيمة المقـدسة والمتبقـين (Survivor) وهـو بمثابة رمق الحـياة، فلا تـلـيقـنا هـذه التسمية بعـدُ أبداً، لا جغـرافـيا ولا تأريخـياً ولا حـضاريا وووو …. لماذا؟؟ لهـذه الأسباب:
(أ) ــ ما لـنا من إمبراطوريّـتـين محـتـلـتـين كي نسمّى حـدودياً جـغـرافـياً تحـت إحـداهـما، ونحـن لسـنا بعـجم أو فُـرس؟ كي نُسمى بكنيسة الفارس!!!
(ب) ــ إذا كانـت عَـبـرَ ذاك الصوب كـنيسة تسمى بالرومانية (الكـنيسة الرومانية المسيحية، أي إمتـداداً للإمبراطورية الرومانية الوثنية) فإنه لم يكـن حُـكم الإمبراطورية الفارسية بأيـدينا كي نـسمي أنـفـسنا ــ الكـنيسة الفارسية ــ تحـت إسم مضطهـدينا ديناً وجـنساً. بمعـنى هـل من المعـقـول أن نسمي أنـفـسـنا تحـت تسميتهم وهُم يقـتـلـونـنا؟؟ يا لـنا من شعـب مغـفّـل!!! .
(ت) ــ نحـن أبناء حـضارة بابل (اللغة مثالاً) فـما لـنا من الإمبراطـورية الفارسية ولغـتها الغـريـبة؟.
(ث) ــ ووووووووو ….
2 ــ “الكـنيسة النـسـطورية“؟ مَن هـو هـذا الرجل الغـريب “عـن الأمة” كي تُـسمى كـنيستي وارثة حـضارة بابل بإسمه؟؟ مَن الـذي أطلق عـلينا هـذه التسمية؟؟؟ قـورلوس؟؟؟ فـلـيمكـثـوا في أماكـنهم ــ قـبورهم ــ ويتركـونـنا وشأنـنا.
أنا هـنا ليس لي شأن لـو أنّ نـسـطـورِس بطريرك القـستـنـطـينية (إستانبـول) قال أنّ ليسوع طبـيعـتان أو ثلاث، ولا شخـصيّـتان، عـسى أن تكـون له عـشر طـبائع وشخـصيات، المهم إنّ غـريـباً لم يـقُـلـها ولا كـتبها بلغـتي الكـلـدانية؟؟؟ ولماذا (ܡܪܙܝܘܐ ܕܢܚܪܝܐ ܒܕܪܬܢ مَرزيوا د نُـخـرايِ بـدَرتي)؟؟؟ لماذا تجـبـرنا الأسباب السياسية عـلى أن نسمي أنفسنا بإسم شخـصٍ غـريبٍ، وهـو مطرود من مدينـته؟؟؟
سؤال: ألم نكـن نحـن الكـلـدان مسيحـيّـين قـبل تـبَـنّي طروحات فـلسفة نسطورِس ولاهـوته ؟؟؟
تـبَـنّـتْ كـنيستـنا المذهب النسطوري في مجمع (آقاق486).
3ــ جـريمة لا تُـغـتـفَـر في هـذا العالم ولا في غـيره بتسمية كـنيستـنا بالـ ((سريانية الشرقـية))؟؟؟ فـمتى كانت حضارة بابل تابعة لبلاد سوريا – شام؟؟ إلّا في زمن الأموية العـربـية الإسلامية ؟؟؟
هل أن حـضارة بابل إستوردت عَـبر عـصورها لغة من سوريا؟؟؟ ما هـذا الإستخـفاف بعـقـول البشر بسبب السياسة؟؟؟؟
بسبب هـذه التسمية الجغـرافـية إستُـبـدلت لغة أعـظم حضارة بتسمية غـريـبة عجـيـبة، ومثـقـفـوها يصفـونها بأنها ــ عـلمية ــ!! وكأنّ أجـدادهم جـداتهم كانوا يحـملـون شهاداتهم من جامعات غـربـية. وهـنا الطامة الكـبرى، وكأنّ كل ما أتى من هـذه الجامعات هـو عـلمي أكاديمي، ويعـرفون جـيداً أن أجـندات سياسية وفي مقـدمتهم دولة الـﭭـاتيكان هي التي تسَـيّـر فكـرهم وما ينـتجه مخـيخهم (تسمية كـنيسة السريانية الشرقـية مؤسسها كاهـن السمعاني كان يعـمل في مكـتبة الـﭭاتيكان يعـني إسم مطبوخ من الـﭭاتيكان= الإمبراطورية الرومانية عـدوة الإمبراطورية الفارسية).
أبناؤها الأصلاء، أرجعـوا التسمية الحـقـيقـية والأصيلة “كلدان بابل” التي تعَـبّر عـن هـويتهم الحـقـيقـية التي هي اليوم عـلى فـراش الموت الحـقـيقي، إذ ما لم يفـيقـوا أبناؤها الغـيارى المعـدودين عـلى أصابع الـيد في ساحة الوغى وإنـقاذها، ليس هـناك إستسلام أبـدا. ومَن له ((غـيـرة بيتك أكـلـتـني))!!! فـليتـفـضل في الميدان وبدون كلام سفسطي.