جاء في اِحدى كتابات البطريرك لويس روفائيل ساكو تحت عنوان: كلمة الراعي الى الرعية:
أود في البدء ان اوجّه تحية شكر الى كل من بقي أميناً تجاه كنيسته، وذلك يعني ان كل من يختلف مع غبطة البطرك ساكو هو غير أمين على الكنيسة، ويشمل في ذلك رجال الاكليروس من أساقفة وكهنة وشمامسة ومؤمنين، اِن اختلف احدهم مع غبطته في أيًّ من الأمور، وليكن آخرها هو رفع اسم بابل من كنيستنا التي بعد عدة خطوات سيرفع اسم الكلدان منها ايضا ويضيع اسمنا التاريخي (والقادم أكثر) .
وهنا نسأل القارئ الكريم ما معنى الأمانة؟ أليست المحافظة على ما استلمه الشخص المؤتمَن للتصرف بحدود التي يفرضها المالك (لأنه ليس ملكاً صرفاً للمؤتمَن على الامانة)
هي كلُّ حقٍّ يُـلزمك أداؤه وحفظه. وقيل هي: (التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وردُّ ما يستودع إلى مودِّعه).
فكيف أكون انا وغيري غير أمناء على الكنيسة التي نُقدسها اذا لم نقتنع برفع كلمة بابل من عنوان كنيستنا العريقة؟؟؟
هل انتمائنا الأمين الى كنيستنا هو انتمائنا وقبول كل ما يفكر به غبطة البطرك ساكو ام الانتماء الى الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية وتعاليم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ؟؟؟
أن الابوة التي تعلمناها من آبائنا وامهاتنا (ومعظمهم لم يكونوا قد حصلوا على أي شهادة أكاديمية) كانت لا تختلف عن الأبوّة البطركية والأسقفية التي جاء به سيادة المطران سعد سيروب في منشوره على موقع الفيس بوك (في الثاني من أيلول ٢٠٢١)، تلك الابوة التي هي محبة عطاء تواضع تسامح غفران خدمة قبول الآخر، وليست تعالي تذمر احتقار شتم إهانة استهزاء خيانة؟ ابوّة غسل أرجل المرؤوسين حتى الخائن منهم (يهوذا) وليس تكفيرهم وهم رجال يخدمون الكنيسة بكل تفانٍ وغيرة ومحبة وايمان.
من خلال نظرة عابرة الى وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام التي ينشر فيها المثقفون الامناء المنتمون الى كنيستنا أفكارهم، يتمكن النبيه من ملاحظة وقوف جميع المثقفين والتنظيمات الجريئة الغير معتاشة على الفتاة الساقط من موائد اسيادهم وقفوا بالإجماع ضد اِلغاء بابل من عنوان كنيستنا. حتى أعضاء السنهادوس الذين بالاجماع (كما ورد في البيان الختامي للسنهادوس الأخير لكنيستنا) والذين وافقوا على التغيير، ظهروا بصورة تختلف عن التعبير (الاجماع)، وقد ذكرنا ذلك في مناسبة أخرى بان التذمر وعدم التوافق او الموافقة على قرارات السنهادوسات المنعقدة تظهر بعد البيان الختامي من خلال كتابات او لقاءات او سلوكيات السادة الأساقفة الذين شاركوا في ذلك السنهادوس.
وقد يتفق معي عزيزي القارئ بعدم توقُّع أي تغيير في موقف غبطة البطرك ساكو من هذا القرار مادام غبطته على كرسي البطركية، لأن المقترح ورد من غبطته وافق عليه الجميع كونه (الأقل ضرراً من الخـيارات الأخـرى). وهذا واضح من خلال تعليقات موقع البطركية على بعض الكتابات والآراء، لا بل ذهب غبطته الى ابعد من ذلك في عدم احترام تلك الآراء والمواقع التي ينشرون فيها وآخرها اعتبارهم غير أمناء على كنيستهم.
والسؤال الآن هو: لو كان غبطته لم يُعِر أهمية لاولائك الكتاب وجميعهم من المثقفين وبينهم شمامسة وخبراء وأصحاب شهادات أكاديمية عالية ولهم باع في المجال القومي بالإضافة الى انتمائهم الفعال الى كنيستنا! فكيف سيحترم رأي واحدٌ منهم لو اشترك في اجتماعات السنهادوس كعلماني وطرح طلباً ما للنقاش واتخاذ موقف معين؟؟؟
في الكتاب المقدس يقول في متى ٥: ٢٥ :
كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، اِقترحَ بعض الغيوريـن على كنيستنا بان يجمعوا تواقيع مع طلب لرفعها الى بعض دوائر الفاتيكان من اجل اعلامهم بعدم قبولنا التغيير الذي فرضه غبطته على أعضاء السنهادوس الأخير عسى ان يتطلع على آرائنا من له الدور والتأثير في اللمسات الأخيرة على قرارات السنهادوس قبل حصولها على الختم النهائي.
فعلَّقت على بعضهم: لا تُتعبو أنفسكم سوف لن يستجيب لطلبكم احدٌ مهما كتبتم وأرسلتم، لأن من خلال خبرتنا بموقف الفاتيكان من قرارات غبطة البطرك ساكو تعلمنا بانها بطريقة او بأخرى تـتـجاهـل رأي الفاتيكان (في كثير من الأحيان) لأسباب نجهلها.
والسؤال الأهم هو: ان رجال الدين مطالبون بتطبيق الآية أعلاه (متى ٥: ٢٥) في (كن مراضياً) فعليهم فتح القنوات للحوار والنقاش من أجل الوصول الى حل مناسب وعدم فسح المجال لأحد ان تصل به الحالة الى الذهاب الى جهات خارج كنيستنا، اليس في كنيستنا من الاكليروس والعلمانيين من لهم الخبرة والامكانية في فحص وتحليل الآراء وربطها بالواقع واختيار افضلها؟
كنت أتمنى ان يقبل غبطته باِقتراحي التالي لحل مسألة تغيير اسم كنيستنا:
تشكيل لجنة من أعضاء السنهادوس ومثل عددهم من الاكاديميين الذين رفضوا المقترح ونفس العدد من الذين رحبوا بالمقترح ان وجدوا، ويجتمعوا جميعهم عن طريق الوسائل المتوفرة في وسائل التواصل الاجتماعي وان تستمر حواراتهم حتى يصلوا الى اتفاق عام ويقدموا في نهاية اجتماعاتهم تقريراً مفصلاً الى غبطته حول ما توصلوا اليه وان يُحترم ذلك التقرير.
نحن بحاجة الى الحوار لنعيد الثقة بمؤسساتنا ومسؤولينا ومثقفينا، نزيد من قوة الترابط بينهم، لأن لا يمكن ان يستغني احدهم عن الآخر.
الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا