ليون برخو
يلتئم الأساقفة الكلدان حاليا في اجتماع مهم (سينودس) في بغداد. الكل ليس حاضرا، ولكن الأغلبية الساحقة تحضر الجلسات.
وبفترة ليست قصيرة، طالعنا الإعلام البطريركي بجدول الأعمال. ولأن بعض جلسات الاجتماع ونشاطات الحاضرين من الأساقفة نقلتها وتنقلها وسائل الإعلام، لذا فإن ما يجري مع محتوى جدول الأعمال أصبحا جزءا من الفضاء العام، ومن حق أي كان وعلى الخصوص الكلدان وأتباع الكنيسة الكلدانية التعليق والتعقيب والمناقشة.
وأنا استخدم حق إبداء الرأي انطلاقا من أن جدول الأعمال وبعض الجلسات وقسم كبير من النشاطات تبث على شبكات التواصل. والتعبير عن الموقف والرأي مصان وحق في عالم اليوم، الذي فيه صرنا كلنا أصحاب منصات تمكننا بث ما تختلجه صدورنا.
وبعد قراءتي لجدول الأعمال بتمعن ومشاهداتي، أرفع هذا النداء من أعماق القلب الى الأساقفة الأجلاء ادعوهم فيها الى إيقاف ما نشاهده كتابة وممارسة وقولا من تغريب وتعريب وتشويه للغة وتراث وثقافة وطقس وفنون (هوية) الشعب الكلداني وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية.
أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا حملة التعريب (التأوين) هذه، لأنها لا تليق بشعب أصيل مثل الشعب الكلداني وكنيسة عريقة مثل الكنيسة الكلدانية.
أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا القراءات والترجمات والكتابات الركيكة من هنا وهناك التي يجري إقحامها في الطقس والتراث والثقافة والفنون الكلدانية.
أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا التلاعب بالفنون والموسيقى والتراث الكلداني الأصيل الذي لا مثيل له حقا والعمل على إحيائه بأسلوب عصري حداثي وليس أسلوب من هنا وهناك حيث لا أصالة ولا حداثة غير تغريب وتعريب وتشويه.
أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا تشويه كتب التراث والطقس وإقحام الغريب والدخيل فيها وأحيانا تزويرها وادعاء تأليفها بوضع اسمائنا عليها.
أرفع رجائي إليهم حذف ورفع ما تم إدخاله من نصوص ركيكة هشة أكاد أجزم ليس فيها جملة مفيدة واحدة من حيث نسق المعنى وتساوق الأفكار وتركيزها ومركزيتها وتناصها مع المسرة والبشارة.
أرفع رجائي إليهم عدم الركون الى نصوص دخيلة مترجمة بعربية ركيكة، بل الحفاظ على النصوص الأصيلة النبوية وإن كان لا بد من ترجمة لتكن عامل مساعد وليس كما هو الآن حيث تحل محل الأصيل وتزيحه.
أرفع رجائي إليهم جمع شمل المثقفين الكلدان من الشمامسة وغيرهم بعد هجرتهم الجماعية في السنين الأخيرة صوب الفضاء الافتراضي كنتيجة مباشرة لسياسات التعريب والتأوين والتغريب.
أرفع رجائي إليهم بث الحياة في المعهد الكلداني الوحيد الباقي لنا وذلك بإعادة تدريس لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنونا وموسيقانا الكنسية فيه.
أرفع رجائي إليهم إيقاف الحملة على الرهبنة الكلدانية وكان أخرها منشور فيه من الابتذال ما لا يجوز ابدا أن يصدر عن هرم مؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية.
أرفع رجائي إليهم أن يجعلوا من أداء الإعلام البطريركي نقطة أساسية ومهمة في جدول أعمالهم وأن يشكلوا لجنة تراقب ما تصدره البطريركية من خطاب للارتقاء به الى مستوى مدني حضاري مقبول.
أرفع رجائي إليهم ان يكشفوا لنا مصدر التسريب الذي يرقى الى نشر غسيل من العيار الثقيل لمعلومات حول أساقفة وكهنة كلدان لا يجوز ان تصبح ضمن الفضاء العام، علما أن هذه المعلومات الخطيرة لا يملكها إلا هرم المؤسسة وعلما أنه يتم بثها في الفضاء العام من خلال أسماء مستعارة.
أرفع رجائي إليهم ان يكشفوا لنا حيثيات المحاكم التي كانت البطريركية طرفا فيها، إن في العراق او خارجه، لأن أصبحت مادة للقيل والقال في فضاء الإعلام ووسائل التواصل.
أرفع رجائي إليهم ان يوقفوا تدخل مؤسسة الكنيسة الكلدانية ممثلة بالبطريركية في دهاليز السياسة الفاسدة في العراق.
أرفع رجائي إليهم أن يحافظوا على خصوصيتنا كشعب كلداني وكنيسة كلدانية ذات خصوصية من خلال إحياء تراث وثقافة ولغة وطقوس هذه الكنيسة العظيمة وليس تغريبها وتشويهها وتعريبها.
أرفع رجائي إليهم أن ينسقوا ويتعاونوا مع المثقفين الكلدان من المتضلعين بثقافة ولغة وطقس وفنون شعبهم وكنيستهم للاستفادة من إمكانيتهم في إحياء الهوية الكلدانية الأصيلة.
أرفع رجائي إليهم ان يتعاونوا مع المختصين والعلماء والمثقفين الكلدان للاستفادة القصوى من الثورة الرقمية وتطويعها لإحياء التراث واللغة والطقس والفنون الكلدانية.
أرفع رجائي إليهم إن يبثوا الحياة في الآدب الكلداني من شعر ونثر وفنون وجله كنسي.
أفع رجائي إليهم ان يلموا شمل كنيستهم ويجمعوا الكل تحت خيمتها وعلى الخصوص المعارضين لنهج الإدارة الحالية.
أرفع رجائي إليهم ان يمنحوا المعارضين من الكلدان – وهم ليسوا أقلية كما يتصور حسب ظني – ويسمعوا لهم ويناقشوهم بروح رياضية ويتقبلوا نقدهم ويتعاملوا مع النقاط التي يثيرونها برحابة صدر للوصول الى قاسم مشترك يجمعنا كلنا.
وأخيرا وليس أخرا، أرفع رجائي إليهم بث الحياة في الآدب الكلداني الكنسي المكتوب باللهجة الكلدانية الساحرة وهو آدب ثر وغني أبدع فيه الكلدان في مستهل القرن العشرين وحتى منتصفه قبل أن تزيحه حملة التعريب والتغريب في بداية الثمانينيات من القرن ذاته.
أظن هناك نقاط أخرى كثيرة يتمنى الكلدان أن تصبح مثار نقاش في السينودس بدلا من جدول الأعمال الحالي الذي لا يرقى الى الطموح ويقترب كثيرا في المتن والنقاط واللغة من منهج سفرة مدرسية.
الأخ العزيز الشماس ليون برخو المحترم
كلماتك تصنب في قلب الحدث وتصف ما يجري من أمور – تغريب وتعريب وتشويه لغة وتراث وثقافة وطقس وفنون (هوية) الشعب الكلداني وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية-
حبذا لو أطلع المسؤولين القائمين على اعداد وسير اعمال السينودس الحالي ويتخذ الأساقفة موقفاً حاسماً وجدياً الى ما آلت اليه حال الكنيسة الكلدانية, حيث ترى الأساقفة منهم بين منذهل وآخر ضائع والآخرممتعض وبعضهم ساكت وكانه لا يرغب المشاركة في لغة لا تربطهم بهم أية صلة. لا تدري هل الأمر أرضاء للدولة التي يتكلم اهلها العربية أم المقصود بها غاية أخرى ,علٌ القائمين على مشروعيتها أن ينورونا كي نخرج من هذا النفق الذي لا نرى الضوء في نهايته . أين المعارضون الذين قد تم استدعاؤهم الى السينودس, نريد التعرف عليهم وندرك النوايا والمخارج التي سيؤول اليها هذا الأجتماع
الأمل ضعيف في الخروج بقرارت شجاعة وكلٌه سيكون مبطناً بخفايا لا يستدركها الأساقفة كلهم – عدا القلة القليلة منهم – والذين يستمتعون لأول مرة حضور سينودس او لثاني مرة, أدركوها يا اساقفتنا المخضرمون وحينها لا ينفع الندم وعض البنان و لأات ساعة مندم