Articles Arabic

أكـتـب بالـنيابة عـن ــ مؤمن يـردّ عـلى مقال الأستاذ الـموقـر ليون برخـو

مساء الـبارحة رافـقـتُ مؤمناً من كـنيستـنا الكـلـدانية وطلـب مني مساعـدته أنا (مايكـل سـيـﭘـي) في ــ تـنـقـيـح ــ ثم نـشر ردّه هـذا ، عـلى مقال الكاتب لـيـون بـرخـو المعـنـون :

(( الأساقـفة الكلدان : الرجاء إيقاف تغـريب وتعـريب وتـشـويه لغة وتراث وثـقافة وطقس وفـنون ــ هـوية ــ الشعـب الكلداني وكـنيسته الكلدانية الكاثوليكـية )) فـيـقـول : 

https://www.facebook.com/patriarchatechaldean/videos/804174290281051

إن المتابع يـرى نـداءك هـذا ليس الأول في هـذا المجال ، لطالما طالبتم بمقال مستـقـل أو من خلال تعـليقاتكم على مقالات أخرى وتستغـلون أية فـرصة لطرح رجاءاتكم التي وردت في المقال ، وأنا أشـد يدي بـيـدكم وأكـررها على المسؤولين عسى أن تصل وتـثـير الإهـتمام الكافي والمناسب .

***********************

إن ما لـفـت إنـتباهي من الجلسة الإفـتـتاحـية هـو تعـليق غـبطة الباطريرك ساكو خلال قـراءته لبـيان الإفـتـتاح حـين عـلق خارجاً عـن النص قائلاً:

((( أن واحـد يقـول (بالأحـرى الكـثيرون يقـولون) أن هـذا التجـديد مؤقـت وبعـد تغـيـير البطرك سوف تُعاد إلى أصولها كما كانت ))) …. في الـدقـيقة 11:54

وأردف قائلاً: أليست كل هذه التغـيـيرات تأتي من خلال السنهادوس وجـميع الأساقـفة يوافـقـون عـليها ؟ وإن كانت مُقـتـرحة من واحـد ؟ ……. ( يقـصد أنها مقـتـرَحة منه البطرك نـفـسه ) ؟

تعـليقي :

يـبدو أن صوت المؤمنين قـد وصل إلى غـبطته وهـو صوت صادر من أساقـفة وكـثـير من الكهنة والشمامسة والمؤمنين ، حـيث أبـدى (البطرك) إهـتمامه وخـصص له هامش من بـيانه الإفـتـتاحي . ولكـن من نبرة صوت غـبطته نلاحظ أن الأمر مقـرر ونهائي ولا تـوجـد فـرصة للـنـقاش داخـل السنهادوس ، وكل ما يُطرح (ومعـظمها مِن قِـبَـل غـبطته) لا يُـناقـش إطلاقاً ، بل يُطرح للتصويت وبـدون نقاش (( والـويـل لـمَن لا يـصوّت لصالح غـبطته !!! )) .

وإلّا نـتساءل : ألَم يعـترض ولا واحـد من الأساقـفة عـلى هذه الـتغـيـيرات التي مسَّـت مشاعـر معـظم المؤمنين ؟ وكـيف لم تـمـس أصحاب السيادة الأساقـفة …. (( هـذا عـلى إفـتـراض أنهم يشعـرون بالسيادة وليس بالعـبـودية لغـبطته !!!!!!! )) .

لم نسمع يوماً أن أحـداً من الأساقـفة قـد إعـترض عـلى أي مقـترح قـدّمه غـبطته خلال السنهادوسات وهـذا أمرٌ غـريـب … بل سمعـنا من داخـل السنهادوس أن الأساقـفة يـوقـّـعـون جـماعـياً وبـدون إعـتـراض . فإما أن كل السادة الأساقـفة ليسوا بالإمكانيات الـثـقافـية الليتورجـيا المناسبة لـتكـون لهم رؤيتهم المستـقـلة المخـتـلـفة !! أو أن غـبطته وصلَ إلى درجة العِـلـم ما لم يصله غـيره وعـليهم السمع والطاعة بخـنـوع وصمت ! مثـلما يكـون الفـرق بـين تلميـذ المرحـلة الإبتـدائية ومعـلمه . وهـناك صورة سابقة معـبّـرة جـداً لغـبطـته ويـديه إلى الـوراء ورأسه إلى الأعـلى ، أما الأساقـفة واقـفـين عـلى جانـبَي منـضدة الإجـتماع منـكـسي الرأس ــ نعـم منـكـسي الرأس ــ وأترك تـفـسيرها للـقـراء الأعـزاء .

ولكـون الـواقع غـير ذلك ، فـلم يـبـقَ لهم خـيار غـير الإنـتظار إلى تغـيـير البطرك ، بـبطرك آخـر له إهـتمام بالأصالة فعـلـياً وليس شعارات .. فـهـو سيتـولى اِعادة الـقـداس والصلاة والتراتيل واللغة والطقـوس إلى أصالتها كـما كانت قـبل تسنم غـبطة ساكـو للسدة البطركـية ، وعـندها ستستـنشـق كـنيستـنا الكـلدانية شهـيق الهـواء الصافي ، كما إسـتلمته من أصولها وقـديسيها بالإضافة إلى إبقاء نقائها من الشوائب والدواخل التي شوهـت صورتها وأضاعت أصالـتها .

إنّ سبب الإنـتظار إلى بـطركٍ جـديـد ــ وليس طرح فـكـرة تغـيـيره الآن ــ يـبـدو واضحاً في عـيون الأساقـفة وخاصة الذين عـليهم الخـنـوع ! لماذا ؟ لأن الأكـثرية هم أساقفة جُـدد مَـديـنـون لـفـضل غـبطته في ترقـيتهم ( فإنهم يشكــّـون في إستحـقاقهم مِن بـين كـهـنة آخـرين زملائهم أكـثر كـفاءة منهم ) وهـذا الـفـضل يجـب أن يدفعـوا ثمنه لغـبطته ولا لغـيره . إنّ خلاصة كـل ذلك تـصبّ عـنـدهم في كـلمة ــ مـوافـج ــ عـلى إقـتـراحات البطرك بدون قـراءة مضمونها .

وفي الحـقـيقة فإن صوت الأساقـفة يعـلو بعـد مغادرتهم السنهادوس فـيعكسونه عـلى الكهـنة والشمامسة والمؤمنين من خلال الـتـذمُّـر وعـدم الإقـتـناع بأيٍ من هذه التغـيـيرات ، وذلك ممّا نـراه عـنـدهم من رفـض الإلـتـزام في الكـثـير منها من خلال تجاهـلهم لها ، سـواءاً من الكـنائس التي يسيطر عـليها الأسقـف بصورة كاملة أو الخـورنات التي تحظى بإستـقلالية نسبـية من الأسقـف والأمثلة كـثيرة . كما إعـترف غـبطته في الإجتماع ذاته حـيث قال متـوجـعاً : ((( إقـتـرحـتُ ــ لاحـظه يقـول إقـتـرحـتُ ــ إقـتراحات لتطبّـق في كل الكـنائس ولكـنهم لم يطبقـوها )) …. الـدقـيقة 9:20

ولو أراد أحـد التأكـد ، يمكـنه إرسال نموذج للإسـتـفـتاء إلى الكـنائس ( بإدارة أسـقـف مستـقـل وأحـد المعاونين للبطرك … بشرط غـياب أسـقـف الأبرشية !!! ) ويتم جـمع آراء المؤمنين من مخـتـلف مناصبهم الكـنسية والـدنيوية ، لـيردّوا عـلى أسئلة متعـلقة بمواقـف الكـنيسة خلال فـترة إستلام غـبطة ساكـو البطركـية ، وإن كانوا يتـقـبلون هذه التغـيـيرات أَم لا !.

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • أخي المؤمن أقدم شكري الجزيل لحضرتك. ورغم عدم الكشف عن هويتك، إلا أنك تصيب في ما أتيت به، وعلى الخصوص ان ما يطلق عليه البطريرك ساكو “التجديد او التأوين)” (وانا أسميه هدم وتشويه وتغريب وتعريب وتزوير) هو من بنات أفكاره.

    ويبدو ان البطريرك ساكو لا هم له غير “التأوين،” وطريقة تطبيق وممارسة البطريرك ساكو له كارثة غايتها استئصال الهوية والأصالة والميراث والتشويه والتعريب والتغريب والتزوير وذك من خلال إقحامه تراجم ونصوص وممارسات دخيلة وبلغة أجنبية لا يتقنها وشفاهيا لم يثبت أن باستطاعته نطق جملة صحيحة فيها.

    وها هو السينودس أنهى أعماله، ونشر بيانا ختاميا. لن أغوص في تحليل البيان ولكن إن كان لابد من كلمة فيه، فإن البيان عمومي لا يرقى الى الطموح ويتناول مسائل عامة غير ذات علاقة بما تعانيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية من أزمة عميقة وشديدة.

    ولكن ما أسترعى انتباهي وتركيزي، كانت نقطتان، وهنا مرة أخرى أستميح الأساقفة الأجلاء عذرا كي يقبلوا أن ادلو بدلوي انطلاقا من حرية ابداء الرأي.

    النقطة الأولى تخص ما ورد في ذيل البيان، حيث يقول إن الأساقفة الكلدان “عبروا بحماسة عن اعتزازهم بهويتهم الكلدانية.” هذا حقا أمر جميل، ولكن مع جل احترامي إنه حبر على الورق ليس إلا.

    وإن لم يكن حبر على الورق، لكان هناك قرارات للالتزام بالهوية الكلدانية لمؤسسة الكنيسة الكلدانية. العبارة الفضفاضة “الاعتزاز بالهوية الكلدانية” تبقى حبرا على ورق إن لم تتبعها إجراءات للالتزام بهذه الهوية؛ وهوية أي مؤسسة هي لغة شعبها وطقوسه وفنونه وشعره وآدابه وموسيقاه وريازته.

    في الحقيقية، هالني ما شاهدته من تشويه وتغريب وتعريب للهوية الكلدانية في نشاطات السينودس التي كانت تبث على الهواء.

    هذه لم تعد الكنيسة الكلدانية التي نعرفها ابدا، لغة وتراثا وطقسا وهوية. كمّ التشويه والتغريب والتعريب الذي وقع في السنين العجاف الأخيرة مهول وسيصبح تركة ثقيلة على كاهل إي إدارة جديدة التي إن كان لها ذرة من الحرص على الهوية لرفعت وأزالت فورا كل هذا الكم الهائل من التشوية والتعريب والتغريب والتزوير للهوية الكلدانية.

    وكان الكراس الذي فرض على الأساقفة لقراءته والنصوص العربية الركيكة والدخيلة التي أقحمت فيه مثال صارخ أن القول الذي ورد في البيان من حيث الاعتزاز بالهوية الكلدانية مجرد قول فارغ وحبر على الورق. كان الأجدر بالأساقفة رفضه لأن الكراس دخيل وفيه تهميش وتعريب وتغريب وتزوير صارخ للهوية الكلدانية.

    كان الأولى العودة الى الكراس الأصيل الذي تم تزويره في السنين الأخيرة، والنهل منه.

    إن حجة أن الناس لم تعد تفهم، حجة أكل عليها الدهر وشرب. في الإمكان ترجمة النصوص وبيسر رقميا على الشاشة كي يتابعها الناس وتبقى النصوص على أصالتها لغة ونصا وتناصا ولحنا.

    هل يعلم الكلدان ان الكراس هذا فيه تزوير كثير وتشويه وتغريب وتعريب لهويتهم، فكيف يقبلون به؟ أي شعب حي، واي مسؤول يقول إنه يعتز بهويته، لرفض التعامل مع كراس مزور مثل هذا.

    ولهذا لا استطع مع جل احترامي تصديق المقولة هذه من أن الأساقفة حقا يعتزون بهويتهم الكلدانية، لأن إن كان الأمر كذلك لرفضوا التعامل مع كراس لا يمت لنا بصلة لما فيه من تشويه وتزوير وتغريب وتعريب لهويتنا. الهوية هي ممارسة والتزام وليس أقوال.

    والنقطة الثانية، تخص التركيز على كتاب القراءات، وهذا كتاب دخيل أخر نصوصه كتبها صاحبها بعربية ركيكة هزيلة، أكاد أجزم، كما قلت في متن المقال إنها تفتقر الى جملة مفيدة واحدة من حيث التركيز والسياق والتساوق والتناص مع المسرة والبشارة؛ والأفكار والثيمات التي فيه تدلل على عقل مشوش يفتقر الى التركيز وغياب ملكة لغوية وخطابية حتى باللغة العربية والنصوص لا ترقى حتى إلى مستوى إنشاء في مدرسة اعدادية.

    أين الاعتزاز بالهوية الكلدانية ونحن نؤلف نصوصا بعربية هزيلة سمجة ليس فيها جملة مفيدة ونفرضها على شعبنا الكلداني كي تحل محل نصوص نبوية من قراءات في تراثنا وبلغتنا فيها من التناص مع البشارة والمسرة ما يبهر الأبصار ولها موسيقى وألحان تأخذ بالألباب. وكل جملة فيها وكأنها ميزان لروعة الأسلوب وتسلسل الأفكار وعمق المتن والمعنى والتناص المباشر مع المسرة والبشارة.

    ليقارن أي منصف قراءة لملفان من ملافنة الكنيسة الكلدانية مع هزالة نصوص القراءات هذه التي ليس من الانصاف ابدا توصيفها كقراءات، لأنها حقا لا تستحق القراءة، ناهيك عن هزالتها لغة ونصا ومتنا وغيره.

    بعد كل هذا الكم الهائل من التشويش والتشويه والتغريب والتعريب والتزوير للتراث والهوية الكلدانية، يأتي ويقرأ مزاميره علينا ويقول هذا انطلاقا من الاعتزاز بالهوية الكلدانية.

    أقول لن يقبل أي شعب حي ما يحدث من تهميش وتشويه وتغريب وتزوير للهوية على يد من ائتمنه الكلدان الحافظ على هويتهم.

    لدي نص الكراس الذي فرضه صاحبه على الأساقفة في السينودس وأكرر وأقول إن صاحب الهوية والمعتز بالهوية لرفض اعتماده مهما كان من أمر.

    في رأي جعجعة السينودس خرجب بلا طحين لأن البيان الختامي ومع الأسف الشديد مجرد إنشاء، حيث لا قرارات فيه ولا إجراءات عملية للمتابعة ما يجعل المرء يضرب عشره على رأسه لاجتماع دام حوالي أسبوع ولم يعرج على ذكر أي من المسائل العويصة التي تعاني منها المؤسسة الكنسية والتي هي تقريبا على لسان أغلب الكلدان وأتباع هذه الكنيسة.

    وليكن الله في عون الكلدان

Follow Us