Articles Arabic

الجزء الخامس: حكاية مردان، او الراهب حنا – حكاية شعبية استخدمتها في العام ٢٠١٠

تـعـلـيق ( كـلـدايا . مي )

هل هناك علاقة مشبوهة بين هؤلاء الاثنين (من تلكيف – عراق الى سدني – استراليا)؟؟؟ مجرد سؤال

ثم أتي الى اخر فصل من الأعمال العدوانية التي ارتكبها العملاء، وهو فصل المطران اميل وذيله القس هديل. على حسب معلوماتي الأكيدة هؤلاء جاءوا الى تلكيف ومعولهم بيدهم لكي يهدموا أي عمل روحي بناه القس لوسيان خلال خمسين سنة من عمل جبار لا يعمله الا المؤمنون. انا حقا لا افهم وقاحة من قال منهم بأنهم يريدون ان يجعلوا من خورنة تلكيف مثل سائر خورنات الأبرشية، يعني يجعلون من خورنة تلكيف مثل كرمليس ومثل رديفتها الخورنة السريانية الكاثوليكية قره قوش. ان هؤلاء الناس يمكن ان يقال عنهم أي شيء ما عدا انهم اساقفة وقسس. ففي الحقيقة هؤلاء لم يعبثوا بتلكيف لوحدهم وبقوتهم المسيحية الذاتية، اذ ان كل ما عملوه في تلكيف لم يكن من وحي اية كنيسة كانت، لكنه كان استجابة لأوامر الأحزاب السياسية التي قبلت خدمتهم. فالمطران اميل والقس هديل الذي كان يعرف واجبه وزيادة كانوا خداما مطيعين لأوامر اسيادهم في تخريب كنيسة تلكيف. علما بأن اول عمل قاموا به بأوامر السياسيين هو انهم وضعوا حوالي 15 شابا يتقاضون اجورا معينة ويعملون أي شيء يأمرهم به هديل، الأمر الذي كانت الأحزاب نفسها قد طلبته مني بالحاح فرفضته بشكل قطعي. علما بان هؤلاء الشباب كانوا اولاد واقرباء جماعات منتمية الى الأحزاب السياسية التي كانت مسيطرة في تلكيف، وفي عين الوقت كانوا اولاد من نسميهم الآن اغنياء تلكيف.

وهنا اذكر لكم قصة واقعية تريكم من كان هذا الهديل وبحسب أية شريعة هو جاء كان يسير. ففي احد الأيام صار في تلكيف التناول الأول. قبل التناول بأيام جمع القس هديل آباء المتناولين. واوصاهم فيما اوصاهم، وكأنه شاويش عسكري، بأن يعترف الآباء ويتناولوا مع ابنائهم. في ذلك الاجتماع كان مع الأباء مدرس هو صديقي الحميم وهو انسان متدين، لأنه كان يحضر ندواتي ويسجل غالبا كل ما اقوله، وكثيرا ما كان يقاطعني ويقول لي: ابونا هذه الفكرة درسناها نحن ايضا في الكلية، قسم علم النفس. هذا يعني ان ذلك الكهل العصامي الذي كان معلم ابتدائية، لكنه كان طموحا فداوم في الكلية – فرع علم النفس، وتخرج بنجاح. علما انه في هذه الأيام احيل على التقاعد لأنه كان يدرس في الثانوية في القوش حيث كان قد لجأ بعد دخول داعش. كما يعني ان ذلك المدرس كان على قناعة كاملة بأن ما كنت اعلمهم اياه يستحق الاهتمام والتقدير وحتى الايمان. ويعني ايضا انه كان مرتاحا من نهج كنيسة القس لوسيان المتحررة من جمود السلفية، وكان مقتنعا من فكرة التوبة الجماعية ومن تناول القربان باليد، ومن غير ذلك الكثير طبعا.

فلما انتهى القس هديل المستجد بالقسسية والمدعوم من المطران اميل الحاقد على تلكيف وعلى القس لوسيان، والمدعوم كذلك من الأحزاب السياسية قال له الأخ المدرس بلطف: ترى الا يوجد مجال في مسألة الاعتراف؟ فما ان قال المدرس المذكور تلك العبارة حتى اجابه الطفل المراهق بالقسسية هديل بلهجة صارمة وتعسفية شبيهة بالأمر العسكري قائلا: اذا كنت لا تعترف فخذ ابنك واطلع، هنا اعلق فقط على هذا القول المتعجرف الذي لا يمكن ان يصدر من علماني مسن، فكيف يمكن ان يخرج من قسيس يفترض به ان يكون مؤدبا وعاقلا ولطيفا لأنه محسوب على ملاك القسس، حقا اتساءل في اية زريبة كان قد تعلم القس هديل حتى يصل الى هذا المستوى. وعليه ما كان من السيد المدرس حتى اخذ ابنه وخرج خارج غرفة الاجتماع. شخصيا ارى انه ما كان ممكنا ان يصل هديل الى هذا المستوى الشاذ جدا والمخالف لكل الروحية المسيحية، لولا ان مطرانه المطران اميل نونا كان اسوأ منه وكان داعمه في كل ما يعمل، كما كان اغراء علاقاته السياسية الجديدة قد اكسبوه قوة اهانة أي احد لا يطيعه بشكل فوري وحرفي. فلما كان السيد المدرس خارج غرفة الاجتماع لحق به شخص كان يحسب نفسه في الخط المعتدل، وقال له: انت مالك تصير عصبيا: انت اذهب عند القس وقل له ما تشاء، يعني اضحك عليهم. وفعلا عمل الاستاذ بمشورة الوسيط، وذهب عند القس واخذ يمزح مع القس، في كرسي الاعتراف. طبعا اعرف ماذا كان قد قال للقس لكنني لا احتاج ان ابوح به. ولكن ترى هل نسي ذلك المدرس الاهانة التي وجهها اليه ما يسمى القس هديل. بالطبع هو لم ينسى، بل ذهب الى البيت وعمل مراسم التناول الأول، ثم عمل شعرا او فلنقل عمل نظما هجائيا سمى القس هديل بالـ / هزيل. وتناول المطران بكلمات اخرى كان يستحقها. ثم اعطى لي نسخة من شعره الذي اراد توزيعه على فئات محدودة. غير اني نصحته بأن لا يوزع شيئا على احد، وقلت له بالحرف الواحد، ان هؤلاء لا يخافون الله وسوف يشكونك لدى احزابهم السياسية التي باعوا لهم تلكيف وقبل ذلك باعوا لهم انفسهم، فقبل المدرس نصيحتي والحمد لله، ولكن من ذلك اليوم والاستاذ يتندر بأميل وبهديل وبغيره من مؤيدي الاحتلال. غير اني في معرض كلامي هذا، لا انسى ان اذكر بأن هديل خرج من تلكيف وفي جعبته سيارة آخر موديل من الأحزاب السياسية التي كانت مسيطرة على تلكيف، وما خفي كان اعظم، بينما القس الأشوري كانت حصته سيارة وبيت سكن لعائلته، هذا فضلا عن ان الأحزاب السياسية المذكورة كانت سخية في كل ما كان هديل يطلبه منهم من اجل شراء او بناء شيء جديد في الكنيسة يكحل بها عيون المؤمنين لكي يرضوا عن افعاله وافعال مطرانه المستهجنة. اما بخصوص اميل فاذكر للقارئ الكريم ما سمعناه من شخص القوشي الذي قال لنا بصراحة: لقد اخذتم منا اميل وخلصتمونا منه. فتصوروا كم كان هذا الشخص غير محبوب Apathique وهي كلمة تعني Non sympathique. فهل توجد صفة مذمومة في حياة قسيس او اسقف اكثر من هذه الصفة. وهذه تجربتي الأولى مع المطران اميل: فعندما فاتحني بالتقاعد لم ارفض، غير اني قلت له: ولكن من سيخلفني كخوري تلكيف. فلم يجبني، بل قال: اذن لندع التقاعد بعد العيد الكبير. بعد العيد فاتحني ايضا بوجوب التقاعد: وقلت له: نعم يا سيدنا: ولكن من سيخلفني في الخورنة. كنا جالسين في غرفة استقبال الكنيسة، وكان خارج الكنيسة قد تجمع بالصدفة شباب تلكيف الذين غالبا ما كانوا متواجدين بالصدفة بالقرب من غرفة الاستقبال. في هذه الأثناء جاء المطران ودعاني الى غرفة الاستقبال فدخلت الغرفة معه. فلما دخلت امرني مرة اخيرة بطلب التقاعد. قلت له يا سيدنا ان تلكيف لها خصوصيتها، اعرف ذلك من جراء خدمتي فيها لمدة خمسين سنة ومن جراء الظروف الاستثنائية التي نحن فيها، فانا مستعد ان اطلب التقاعد واسلم الخورنة للقس الذي اخترته. انا مستعد ان اسلم له كل طقوس الكنيسة وكل خدماتها الأخرى، ولكن اريد منك مؤقتا فقط ان تترك لي فقط مراقبة السياسة العامة للخورنة لكي نحافظ على بعض الأسس الأساسية لما كان قد تعود عليه المؤمنون. فقال لي بالحرف الواحد: واذن اش طلع منا، ثم قال ايضا: وبلكي ما تخلص الظروف ( من يعرف متى ستنتهي هذه الظروف). انت عليك ان تطلب التقاعد. وهنا ايضا لم يقل لي اسم القس الذي سيخلفني. اما عبارته تلك فكانت تعني: اذا كنت انت مراقبا لسير سياسة الخورنة فكيف استطيع انا ان آخذ حريتي واعبث بالخورنة طالما انت موجود ؟ فلما رأيته مصرا اصرارا اجراميا على حساباته الاجرامية، نهضت وقلت له بغضب: اذن انت لا تستحق ان تكون طيبا!! وخرجت من القاعة، فلما رأى شبابي وجهي وقد احمر قالوا لي ماذا بك، قلت لهم لا شيء لقد علقتها مع المطران. ثم كتبت للمطران قبولي بالتقاعد. بعد ذلك مباشرة وكان ذلك في يوم جمعة، جاءني المطران ومعه القس هديل، فاستقبلتهما في قاعة الاستقبال ايضا، وقال لي لقد قبلت استقالتك وعينت القس هديل خوري لكنيسة تكليف، فلم اجبه بشيء. فقال لي اما تبارك له. قلت له بلى، مبروك، قلتها لمن كنت اعرف انه كان قد جاء ليدمر الخورنة التي تعبت عليها مدة خمسين سنة كاملة، وارجاعها الى حياتها المسيحية الريفية القديمة في زمن ما قبل الستينات. لا بل ارجاعها، بحسب تصريح القس هديل نفسه، الى ما كانت، ولا زالت عليه حتى الآن، خورنة كرمليس وغيرها الفاقدة لحقيقتها المسيحية. يعني كان اميل وهديل يريدان ان يعودا بخورنة تلكيف الى عصرها الحجري، كما كان كولن باول قد هدد العراق بإرجاعه الى العصر الحجري.


ثم: جاء الأحد، وكان ذلك اليوم يوم يوبيلي الخمسين، فدخلت الكنيسة وبدأت القداس. بعد الانجيل جلست وحكيت قليلا، ثم اعلنت ان ذلك القداس كان قداسي الأخير في الكنيسة، لأني احلت نفسي على التقاعد بسبب قانون انا نفسي كنت قد تعبت في اقراره، ثم قلت للجماعة بأني اعتذر منهم عن كل تقصير عملته بحقهم. علما بأني شخصيا لم اكن نادما على اني كنت قد سعيت في اقرار قانون التقاعد لكل رجال الكنيسة بكل مراتبها، ولذلك ما كان يمكن ان اكون متألما من تصرف المطران معي لولا اخلاق المطران الحاقد على كل ما كان جميلا في خورنتي. عندما انتهيت من القداس خرجت الى فناء الكنيسة حيث كان الساعور قد هيأ بعض المرطبات بمناسبة يوبيلي الذهبي. وانا امشي نحو باب الخروج متمالكا نفسي وعواطفي، شاهدت جميع النساء اللواتي كن باقيات في الكنيسة يضعن غطاء رأسهن على اوجهن ويبكين. اما في فناء الكنيسة فقد التم حول الرجال، منهم من كان يبكي ومنهم من كان يسلم بحرارة صامتا. احدهم قبلني وهو يبكي قائلا: نحن يجب ان نعتذر لك. وطبعا يفهم القارئ بأن هذه المحبة من جانب المؤمنين كانت خير تعزية لي، هذه المحبة التي وجدتها ولمستها ايضا بعد خمس سنوات من الهجرة، حيث جاءت لي لمرتين متتاليتين ومن فيس بوكين مختلفين حوالي 350 ردا لم اكن اتمنى احسن منها، فضلا عن 400 رد اخر كان قد اكتفى اصحابها بإشارات بسيطة. اما في الأحد الذي تلى ذلك فقد ذهبت الى الكنيسة وجلست صامتا. بعد الانجيل اخبر المطران الجماعة بشكل رسمي عن قبول طلبي للتقاعد، وقال كلمة مديح بحقي وشكرني على اتعابي الجيدة في الكنيسة، مع نصف اعتذار لكل تصرفه الأهوج معي. بقوله: ولكن لابد لكل انسان ان يخطئ. في نهاية القداس تناولت من يد المطران وبعد قليل خرجت من الكنيسة وتوجهت الى بيتي.

القس لوسيان جميل
تلكيف ـ محافظة نينوى ـ العراق
23-6-2010
تجديد وتعليقات جديدة في 10 / 6 / 2020

https://www.algardenia.com/maqalat/44749-2020-06-12-06-03-48.html

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • ابونا لوسيان اني اعرفك كلش زين وحضرت قداسك كذا مرة… كلامك كله صحيح… هذا الحقير اميل نونا والنذل هديل خربوا الكنيسة وتعرف ليش الواحد ما يقدر يفارق الثاني لأن Gay Couple لهذا من المستحيل تكدر تفرق بينهم لهذا المطران نقل القس هديل يمه على استراليا أتمنى الرسالة وصلت للاذهان….

  • من الواضح أنهما مثليان وفي علاقة جنسية ، يبدو أن بعض الأشخاص ربما قساوسة أو شخص قريب منهم قال إن هديل هو الرجل في العلاقة ونونا هي المرأة ، لذلك نونا لديها زوج.

  • يستمتع نونا بوجود هديل في أستراليا ولهذا أحضره إلى أستراليا. لا يستطيع العيش بدون زوجه

Follow Us