قرداغ مجيد كندلان
لو تكلمنا بلغة حاضرنا المشئوم الذي دخل فيه التلفزيون والكومبيوتر كل بيت، ليجلس إليه الآب والأُم والآولاد ساعات وساعات، إذن أصبح ضرورة أن يُنسب القلب الى الطريق! فهوذا الطريق والحانة والرقص والزمر والقباحة والنجاسة المكشوفة قد دخلت الى البيت وتربعت في وسطه، فما حاجتنا بعد للشيطان أن يأتي في لحظة، فهو قابع في عقر دارنا يلتهم كل كلمة الحياة وكل تعاليم الإنجيل. من أعجب الامور وأكثرها ألماً وحزناً للنفس، أن يكون الشيطان القدرة الغريبة لتسليم شهواته الشخصية للذين يخضعون له ويسيرون في طريقه، لأن شهوة الشيطان تنبع من عداوة شخصية للـه، ولابنه يسوع المسيح، ولكل من يتبعه ويطيعه. والإنسان ضعيف جداُ وأصغر من أن يتقمص شهوة الشيطان هذه ويقف لكي يعادي الرب يسوع المسيح، سواء بفكره أو قلمه أو عمله. ولكن الذين تبناهم الشيطان ألبسهم تاجه وأعطاهم صولجانه، وكانوا عظماء في عين العالم وعلى مدى ألتأريخ، وكانوا ذوي صيت وبطولات، ولكن التاريخ للعالم شيء، والتاريخ لملكوت الله شيء اَخر .
يا إخوة، بيوتنا كلها انفتحت على الطريق وكل كلام الرب سقط من الكثيرين، والشيطان استراح جدا لهذا الجهاز ذو الشاشة الملونة، قد اعجبته للغاية، وقد صنع لآولاده برامج مسلية جدا لها قدرة على خنق الإنجيل واستبعاد اسم المسيح طول الليل وربما الى الصباح. وهكذا صار الشيطان أعظم هدية حديثة في البيت. أشواك الشيطان: كورونا وهموم العالم وغرور الغنى وشهوات بلا عدد، فقد امتصت دم الإنسان وخنقت فيه كلمة الحياة وبالرغم من ذلك ظلت مختفية عن عينيه. فمن ذا يعيب المدنية الحديثة التي نصفها ملاهي والنصف الاَخر ماَسي؟ ولهذا نجد الخطيئة قد ملكت على الإنسان غرائزه وسلوكه، فأفقدته الحركة نحو الحق والبر والتعفف، وورثته العجز في الرؤية فغاب الـله القدوس وارتضى الإنسان بالموت كنهاية لشقائه على الارض. ولا يزال كل يوم يخرج الزارع (المسيح) ليزرع!! من يسمع؟؟
يؤلمني كثيرا عندما اسمع أو اقرأ بأن الوباء كورونا هو غضب الـله على الانسان بسبب شروره!!
هذا غير صحيح لآن المحبة هي طبيعة اللـه وجوهر كيانه التي ظهرت واستُعلنت فينا لما ارسل الـله ابنه الوحيد المحبوب الذي يحمل كامل طبيعته فأصبح هو الوحيد الذي يستعلن هذه المحبة لإنسان. وطبيعة المحبة في الـله لا تقارن بأي مفهوم اَخر، ولكن تقف لتعني القوة العليا والفعل الفعال. وهذا المدخل لمعرفة الـله يفتتح طريقا جديدا للتعرف على الدين المسيحي المؤسس على حقيقة الـله وما يترتب عليه في الحياة الآخلاقية. :” 7 ايها الاحباء، لنحب بعضنا بعضا، لان المحبة هي من الـله، وكل من يحب فقد ولد من الـله ويعرف الـله. 8 ومن لا يحب لم يعرف الـله، لان الـله محبة. 9 بهذا اظهرت محبة الـله فينا: ان الـله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به. 10 في هذا هي المحبة: ليس اننا نحن احببنا الـله، بل انه هو احبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا. ” (1يو4 :7-10) ، ” ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لـله فينا. الـله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الـله والله فيه. ” (1 يو 4-16)
واليوم- يوم القيامة التي قامها المسيح من الموت ونحن معه – تخلى الكاروبيم عن وظيفة حراسته وانفتح الطريق، طريق الحياة الابدية للقادم وسر الحياة يتقطر من جروحه، يجر وراءه ذرية اَدم التي وقعت عليها القرعة – قرعة القيامة – لتدخل معه وتمسح العار عن ابيها اَدم وعلى لسانها تهليل أبدي.