يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
{هذه المادة تتمة لما نشرنا سابقا : “الانوار والشموع” وفي كتاب القداس الإلهي مادة إضافية }
يوم سبت النور كان المسيح في الجحيم، وهذا سبت العهد القديم، حيث استراح الرب فيه بعد ان صُلِبَ وتألّم في اليوم السابع، وخلّص نفوس ابرار العهد القديم، بدءا من آدم وحواء.
نزل ” الحياة” الى الأرض السفلى وتشقّقت القبور { مت 53 _51 :27 }: ” وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.”.
يصف بولس الرسول نزول النور الحقيقي لعمق الظلمة في الجحيم { أف 10 _4 :4 }:” جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ.لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا». وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. “.وقام ليجعل كنيسته منيرة كما وصفها يوحنا في الرؤيا {1 :12 }:” وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، ” نزل لانه النور الحقيقي الذي يضيء { 1 يو 7 :2 }:” أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ.”.
قام الرب في اليوم الثالث في ” احد القيامة” ليصبح الاحد، بديلا للسبت الذي كان في العهد القديم. كما ان الأنبياء تنبأوا عن مجيء يوم راحة آخر عوض السبت وهو الرمز للاحد لأنه لو كان يشوع قد اراحهم من خلال السبت لما تكلّم عن يوم راحة آخر { عب 8 :4 }:” لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ.”{قارن يشوع 22 }.
كانت الكنائس قديما، تحتفل بأحد الفصح بان تطفئ انوار الكنيسة كلها وتُضاء شمعة كبيرة تُسمى ” الشمعة الفصحيّة”، رمزا للمسيح القائم من الموت، يضيء منها كل الشعب في حضور المعمّدين الذين استناروا في سبت النور، كما في التكوين {3 :1 }:” وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.” كما قال بولس { اف 14 :5 }:” لِذلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ».
“والتطواف بأيقونة القيامة، الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح { 2 كو 14 :2 }:” لكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.”
فلا نور بدون قيامة ولا قيامة بدون نور فيخبرنا اشعياء :” قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ.”{اشعياء1 :60 أي التطواف لإعلان القيامة واعترافنا بها} فنحن نحتفل بالقيامة لأننا نقوم مع الرب :” وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،”{اف 6 :2 } واشعياء يخبرنا { 16 :42 }:” أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ.” وكما يقول بطرس الرسول الذي دعاكم من الظلمة الى نوره:” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.”{1 بط 9 :2}. ولان الله يشرق نوره والرب لنا النور { 2 كو 6 :4 واش 20 _19 :60 }:” أَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ. لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ.”
النور في سفر التكوين وانجيل يوحنا، يربطان النور والحياة { يو 4 :1 }:”فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،” النور الحقيقي هو الذي كان في البدء في سفر التكوين :” كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.”{ يو 10 _9 :1 } وانا هو نور العالم ، وما دمنا مع المسيح فلا حاجة لسراج :” مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.” { يو 5 :9 ورؤ 5 :22 } ومن يرفضه يكون نصيبه الملكوت في ظلمة العالم :” تَدْخُلُ إِلَى جِيلِ آبَائِهِ، الَّذِينَ لاَ يُعَايِنُونَ النُّورَ إِلَى الأَبَدِ.” { مزمور 19 :49 } وفي عيد دخول السيد الى الهيكل نظرا لاستعلان المسيح كنور يتجلّى للأمم كما قال سمعان الشيخ نور اعلان للأمم :” نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ».”{لو 32 :2 } لذلك تتمّ مباركة الشموع وتوزيعها على الشعب في هذا العيد. والرب هو الله وقد انار لنا وبالأسرار يوزّع النور كما يخبر أيوب { 24 :38 }:” فِي أَيِّ طَرِيق يَتَوَزَّعُ النُّورُ، وَتَتَفَرَّقُ الشَّرْقِيَّةُ عَلَى الأَرْضِ؟” فمن خلال المعمودية نصبح أبناء النور { يو 36 :12 }:” مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ.” ونلبس ثياب البرّ والنور والحلة الأولى:” فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،” {لو 22 :15} لان دم الحمل غسلنا وبيّض ثيابنا {رؤ 14 :7}: ” فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ” وبولس الرسول يلبسنا أسلحة النور {رو 12 :13 }:” قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.لنسلك في نور الرب {اش 5 :2 }:” يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلُمَّ فَنَسْلُكُ فِي نُورِ الرَّبِّ.” وفي الافخارستيا نصبح مع النور ونخلع الظلمة { اف 8 :5 }:” أَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ.” فنخرج من القداس الإلهي لننير العالم كما أظهرت لهم نور قَداستك فينا:” كَمَا قَدْ ظَهَرَتْ فِينَا قَدَاسَتُكَ أَمَامَهُمْ، هكَذَا فَلْتَظْهَرْ عَظَمَتُكَ فِيهِمْ أَمَامَنَا.” ويرفع علينا نور وجهه :” كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟». ارْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ.” {ابن سيراخ 4 :36 ومز 6 :4 }.
الكنيسة تتسبّح على الدوام والنور غير المخلوق هو كلمة الله والكلمة هي نور وسراج:” سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.” {مز 105 :119 } وهذا النور يُنير الذهن ويُعقّل الجهّال {مز 130 :119 }:” فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ.” واما نور الأشرار فلا ينير لا بل ينطفئ :” ونورُ الصِّدِّيقِينَ يُفَرِّحُ، وَسِرَاجُ الأَشْرَارِ يَنْطَفِئُ.”{أمثال 9 :13 }.
حسب التلمود، يؤمنون اليهود بان قراءة التوراة او الحديث بنصوص توراتية تجلب ” نور الرب ومجده” وحضور ال”شاكيناه الروح القدس _ שכינה” :” اذا جلس اثنان وحديثهما التوراة تحل الشكينة الروح القدس في وسطهم ” { لفيفة الإباء 2 :3 قارن قول الرب ان اجتمع اثنان وارسال التلاميذ للكرازة} لذلك فان حضور القراءات في الكنيسة والاصغاء الجيّد ” بحكمة لنصغي _صوفيا ثيؤ _ بروس خومين “ينير الانسان داخليا “فالوصية مصباح والشريعة نور ” { ام 23 :6 }:” لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ.” وبطرس { 2 بط 19 :1 }:” وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ،” فالله يكتب وصاياه وتعاليمه في قلوبنا { ار 33 :31 }:” بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. “فكما لنا حواس خارجية “السمع والبصر الخ “، فلنا حواس روحية تنصت الى الله بأذُن القلب الداخلية وتستنير بها عيون اذهاننا { اف 18 :1 }:” مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،” وهذه الحواس تتدرّب وتتمرّن خلال مشاركتها في الافخارستيا { عب 14 :5 }:” الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” فتستنير عيوننا برؤيتها الايقونات والمذبح واستنشاق رائحة عبق البخور ما هي الا رائحة المسيح الذكية {نش 10 :4 }:” مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ! وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْيَابِ!” وفي افشين قبل قراءة الانجيل المقدس :” أيّها اٌلسّيِّد المحبّ البشر، أشْرِق في قلوبِنا النورَ الصّافي نورَ مَعْرِفَتِكَ اٌلإلهيّة، واٌفْتح عيونَ ذهنِنا لفهم كِرازَتِكَ اٌلإنْجيليَّة. ضَعْ فينا خشيَةَ وصاياك المغبوطَة، حتى إذا وَطِئْنا كلّ الشهوات الجسديّة، نَسْلُكَ سلوكًا روحيًّا، ونَفْتَكِرْ في كلِّ ما يُرضيك ونَعْمَله. لأنّكَ أنتَ إنارة نفوسنا وأجسادنا، أيّها المسيح الإله، وإليكَ نُرسِلُ اٌلمجْد مع أبيكَ الذي لا بدء لهُ وروحك الكلّي قدسه الصالح والصّانع الحياة، الآن، وكلّ أوانٍ، وإلى دهر الداهرين، آمين”.
الشركة في النور
نحن في الافخارستيا نسير بالنور الإلهي نحو الله :” شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ،”{كولسي 12 :1 }.ولأننا نحتاج للآخرين حين نقع ونزلّ، لانّه ان وقعنا فمن يقيمنا:” أَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ.”{الجامعة 10 :4 قارن والرسل لاثنين اثنين} والله منذ البدء خلق حواء معينا ومساندا لآدم والله اخذ إبراهيم خليلا له ولم يخف عنه شيئًا وموسى كليم الله ويشوع وعلاقته مع الله مثل موسى :” أَلَسْتَ أَنْتَ إِلهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ؟ وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ عَبْدِي، يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي، وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ، فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟». لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.”{ 2 أخ 7 :20 ، اش 8 :41 ، يع 23 :2 ،تك 17 :18 ،العدد 8 :12 ،ويشوع 5 :1 }.
المسيح يدعونا “أحبّاء” {يو 15 :15 }:” أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” ويريد ان يعلن لنا الخفيّات:” اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا.” {ار 3 :33 } لأنه اعطانا ان نعرف اسرار ملكوت السموات { مت 11 :13 }:” فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.” لان الربّ غيور هو { خر 5 :20 }:” لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،” وفي المحن يتوجّه الشخص لصديق ويخاطب الله وكل ما نطلبه يستجيب الرب لنا لأننا ندعوه أبا وهذا كله يتجلى في الافخارستيا حيث كلنا نشترك، :” يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي». اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ.”{ مز 15 :91 و 15 :50 ،ام 24 :18 }.