Articles Arabic

الحلقة السادسة: الفصح

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

 في الأسبوع الأخير

في الأسبوع الأخير لموعد الفصح العبري والمعروف مسيحيا ” أسبوع الآلام الأسبوع العظيم ” وموعد محاكمة الرب، ذروة وغاية الإنجيل { مر 1 :14 }: “وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ” دمج لفظة الفصح والفطير، لربما كانت متداولة دارجة في فترة المسيح بلغة الشعب {قارن يوسيفوس حروب اليهود 49 :5 وعاديات اليهود 317 ،2 واعمال الرسل 4 _3 :12 و 20 :6 لانه حسب التلمود في ليلة الفصح يجب اكل الفطير لفيفة الفصح في التلمود الأورشليمي 81 صفحة 27 } تمّت المؤامرة لتسليم الرب {راجع مر 18 :11 } وانتظروا لتسليمه ليس بيوم العيد خوفا من البلبال “بيومين قبل الفصح ”  ومتى 2 :26 : ” تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ،”يحذّر الرب التلاميذ بتسليمه قبل يومين.

واجتمع رؤساء الكهنة والكتبة تشاوروا بكيفية تسليمه ولكن ليس بيوم العيد، اذا يتم الامر في اليوم ” الثالث” بعد قرار التسليم {انتبه للثالث والمغزى اللاهوتي} وقارن واسحاق تكوين 4 :22 {وعند يوحنا 16 :3 و 17 :19} :” وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ،” وقضية “الثالث _ الثلاثة” لها الخلفية التوراتية هي قارن الخروج 16 :19  ويهوشع 16 :2 ويونا 3 :3 واستير 1 :5 ويشوع 2 :6 ومر 30 :14 و 25 :15 ومتى 21 :16 :” وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا. فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ. وَقَالَتْ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ، وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السُّعَاةُ، ثُمَّ اذْهَبَا فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً للهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ. يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.”.

مكث يسوع في قرية “بيت عنيا ” عند سمعان الابرص قبل تسليمه، { مرقس 3 :14 :” وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ.” وحدث جدال حول الثمن الباهظ للناردين وبثمنه يمكن اعالة الكثيرين لكن الرب أجاب بوحي التوراة :”أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلًا حَسَنًا!

لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.”{مر7 _6 :14 } قارن ونص التثنية 11 :15 :” أَنَّهُ لاَ تُفْقَدُ الْفُقَرَاءُ مِنَ الأَرْضِ. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ قَائِلًا: افْتَحْ يَدَكَ لأَخِيكَ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ فِي أَرْضِكَ.” لان الفقراء دوما معكم وبينكم واما انا فلست.

سكبت الامرأة الناردين على رأس الرب وهو متكئ {القصد الوليمة للملك الربّ} وهذا ليتم ما قيل في الكتاب :” مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ.” { نشيد الانشاد 12 :1 } وبالرؤيا المسيحية يجسّد الختن الملك والجماعة هي العروس:” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ».”{مر19 :2 ورؤ 9 :21 }.

تمثّل المرأة المجهولة التفاصيل التي سكبت قارورة الناردين على راس المسيح ، هي الكنيسة الحبيبة المحبوبة، التي تسجد للملك المسيح الذي سينزل القبر فداء عن البشرية صاعدا للسماء بعد قيامته مانحا الخلاص للمؤمنين، لذلك في اليوم الثالث لموته ودفنه { متى 21 :16 } أي في اليوم الثالث _ قيامته {مر 9 :16 } أسرعن النسوة الثلاث بإحضار العطور والطيوب لقبر المخلص لمسح جسد الرب { مر 1 :16 }.

في موت الرب تظهر بوضوح قوّة فتى الله المعذّب { كانت العادة بمسح الجثمان بالزيوت راجع لفيفة  السبت  5 :23 بمسح زيت الموتى لفيفة البركات 6 :8 قارن مع مسح المريض بالزيت بالمسيحية الخ} وكانت العادة أيضا بوضع الزيوت والطيوب في قبر الملك راجع مثلا التلمود الأورشليمي ورقة 39 بند 73 وهذا على أساس توراتي  :” فَدَفَنُوهُ فِي قُبُورِهِ الَّتِي حَفَرَهَا لِنَفْسِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَأَضْجَعُوهُ فِي سَرِيرٍ كَانَ مَمْلُوًّا أَطْيَابًا وَأَصْنَافًا عَطِرَةً حَسَبَ صِنَاعَةِ الْعِطَارَةِ. وَأَحْرَقُوا لَهُ حَرِيقَةً عَظِيمَةً جِدًّا.” {2 اخبار 14 :16 } من الجدير التنويه ان قضية مسح القبر والجثّة بالطيوب تبيّن وتدل على علامة خلاصية { كريستولوجية} قارن النصوص التوراتية نشيد الانشاد 12 : 1 و 6 :3 و 14 :4 :”مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ. مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟ نَارِدِينٍ وَكُرْكُمٍ. قَصَبِ الذَّرِيرَةِ وَقِرْفَةٍ، مَعَ كُلِّ عُودِ اللُّبَانِ. مُرٌّ وَعُودٌ مَعَ كُلِّ أَنْفَسِ الأَطْيَابِ.”وليس صدفة تم ذكر السعر الباهظ للناردين {قارن  مر 3 :14 ويو 3 :12  ومر 1 :16  و 2 كور16 _15 :2 }  اي 300 مائة دينار وليس صدفة المبلغ لان القيمة العددية للحرف ” ت ” باليونانية هو 300 وهو برسمه شكل  “الصليب ” وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا». “للأسف النص بالعربية لا يفيدنا بالنسبة للحرف ” ت ” لذا نقتبس النص العبري لحزقيال 4 :9 : ” וַיֹּאמֶר יְהוָהאֵלָועֲבֹר בְּתוֹךְ הָעִירבְּתוֹךְ יְרוּשָׁלִָםוְהִתְוִיתָ תָּועַלמִצְחוֹת הָאֲנָשִׁיםהַנֶּאֱנָחִים וְהַנֶּאֱנָקִיםעַל כָּלהַתּוֹעֵבוֹתהַנַּעֲשׂוֹת בְּתוֹכָהּ.” الترجمة برؤية ورؤيا مسيحية يجب ان تكون ” وسِم صليبا على جباه الرجال ” وبهذا نحصل على الرؤيا والرؤية المسيحية للكتاب المقدّس وما التوراة الا تهيئة وتحضير لمسيرة الخلاص مع الرب يسوع.

“وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ

نسرد النصوص الانجيلية مقارنة مع التوراة، نؤمن نحن، ان التوراة هي دعوة انجيلية برؤيا وبرؤية مسيحيّة.

حكمة الرب بنت بيتها، والتوراة كتهيئة للمخلص بمسيرة الخلاص، تبدأ من سفر التكوين ونهائيا بالنبي ملاخي.

 من المستحيل فهم الانجيل المقدّس دون فهم الحياة بزمن المسيح، والعادات والتقاليد التي كانت وقتها ونقرأ اغلبيّتها بالتوراة وبأسفار التفاسير العبرية.

“وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟»”.

على التوّ، عند بدء الوليمة أخبرهم الرب :” واحد من الاثني عشر سيسلّمني” الا ان الخلاص من الحَمَل بالأفق كما {اشعيا 9 :53 و1 بط 19 :1 وتك 7 :22 :” وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»”.

لماذا أحد التلاميذ يسلّمه ويخون المعلّم؟ الجواب: “أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!” {مزمور 10 :41} خيانة التلميذ لمعلّمه ومسلّم الرب. هل استخدام لفظة ” عبد _ فتى الرب ” هي تحضيرا للتسليم أي العبد ليس بحُرّ ويجب ان يسلّم لمعلّمه أي الابن للرب! ولهذا نقرأ قضية التسليم كثيرا وتكرّرت مرارا {مت 4 :10 و 22 :17 و18 :20 و 2 :26 و 2 :27 ومر 19 :3 و 31 :9 و 10 :14 و 1 :15 ولو 44 :9 و 32: 18 و 20 :20 و 4 :24 و 32 :23 و 20 ،7 :24 ويو 64 :6 و 4 :12 2 :13 2 :18 و 11 :19 و اع 13 :3 ورو 25 :4 و 32 :8 و غل 20 :2 و1كو 23 :11 واف 2 :8}.

في الوليمة يقول الرب متى البشير:” أَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.” تعبير ” العهد الجديد” وبعض الترجمات استخدمت “دم العهد” ولو قارنا نص الخروج 8 :24:” وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».” وزكريا11 :9:” وَأَنْتِ أَيْضًا فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ الْجُبِّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ.”

“اصنعوا هذ الذكري”

“وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».” {لو 19 :22 }.

هذه العبارة “اصنعوا هذا لذكري” تعني تسليما شخصيا من الرب يسوع ويقول بولس الرسول:” لقد تسلّمت من الرب ما سلّمتكم”.

فوصيّة الرب “اصنعوا هذا لذكري” تجعل من الافخارستيا، رباط حبّ مقدّس وعهد أمانة ننال بواسطته دخولا إلى الله الآب وهي “اصنعوا هذا لذكري” بمثابة عمل جوهري للمسيح، سرّ ديمومة وجوهر بقاء.

“لذكري”.

باللغة اليونانية كما وردت بالسبعينية وبالعبري ” זיכרון” تُستخدم في ليتورجية الذبائح وفي طقس خروف الفصح بالذات. وجاءت أيضا” אזכרה_זכר“ويقتصر استخدامها الديني:

+“يكون لكم تذكارا” راجع الخروج 14 :12

+ويكون علامة…راجع خروج 9 :13

جاءت هذه الكلمة في العهد الجديد بخلاف نصوص الافخارستيا في إنجيل لوقا ورسالة كورنثوس الأولى والعبرانيين بنفس المعنى قارن عب 3 :10 . وفي قصّة امرأة بيت عنيا  التي دهنت جسد الرب بالطيب، فاعتبر الرب ذلك “تذكارا _זיכרון “ كذلك قائد المائة اخبره الملاك ان صلواته وصَدقاته صعدت ” تذكارا” أمام الله قارن أعمال الرسل 4 :10 .

نرى ان هذه الكلمة على وجه العموم تستخدم في الأعمال التي تخصّ الله وتعبِّر عن حدوث صلة” شخصية” على وجهٍ ما بين الله والإنسان.

أما “ذكر الله” بنفس اللفظة التي استخدمها يسوع الرب ” לי זכרلِذكري ،لي ذكر” ف “لي”

 ضمير المتكلم وهي نفس اللفظة التي وضعت كترجمة باللغة العربية “لذكري” ف ” לזכרי” كلمة طقسية كانت تستخدم في العهد القديم كليتورجيا أو خدمة إلهية قائمة بحد ذاتها اسمها “ذِكر_صلاة ذكر” لها أصولها وخدّامها من اللاويين والكهنة. قارن نص أخبار الأيام الأول 12_4 :16 .

أي انّ طقس ليتورجيا “الذكر” في العهد القديم كان تلاوة أعمال الله وشكرا وتسبيحا معا تقوم به فرقة من اللاويين والكهنة.

الكلمة “ذكر_זכר” التي استخدمها الرب يسوع “اصنعوا هذا لذكري” لها وجهان:وجه يختصّ بالإنسان بان يذكر الإنسان عمل الله ووجه يختص بان يذكر الله عمله أو رحمته وعهده.

ان تقديم الذبائح كان للذكر أو تذكارا كما في خروف الفصح وهنا، ان يذكر الإنسان بالشكر والحمد عمل الله ورحمته التي عمل لخلاص الشعب من العبودة المرّة.راجع خروج 9 :13 . وفي نفس الوقت هو لتذكير الله برحمته وخلاصه الذي عمله، حتى يستديمه ويكمّله.{خروج 14 :22}.

أي ان خروف الفصح كان ذبحه في كل سنة تذكارا على وجهين: تذكار للشعب ليذكر رحمة الله عليه وعنايته وليشكره عليها ويطلب دوامها،ثم هو تذكار للشعب ليذكر رحمة الله عليه وعنايته وليشكره عليها ويطلب دوامها،ثم هو تذكار بالنسبة لله، إذ حينما كان يُسكب دم خروف الفصح أسفل مذبح الله كان ذلك كتذكير لله ليذكر رحمته حتى يكمل عهده ووعده الذي قطعه مع آبائهم.

وهكذا كان عيد الفصح يعتبر عيدا أي “ذكرا” للشكر والشهادة والاعتراف بعناية الله في نص قصة عيد الفصح العبري التي تتلى في ليلة عيد الفصح .{راجع لفيفة قصة ليلة الفصح}.

هذا كله تمهيد إيماني ،ان المسيح المُشتهى هو مُشتهى كلّ الأمم {حجاي 7 :2}.وقارن بما يذكرنا بولس الرسول 1 كورنثوس 7 :5 و25 :11 .

ان ذكر فصح المسيح الحي والقائم مذبوحا دائما أمام الله،الذي فيه نتلاقى معه على عهد أمانة كلّما شربنا من دمه الثمين،نتلاقى معه في موت وفي قيامة وفي خلاص مُجَدّد ومستمر، أكمله بالدم على الصليب مرة واحدة{1 كو 26 :11 }. منذ تلك الليلة التي قدّم المسيح فيها نفسه فصحا لأجل حياة العالم كلّه،واستودع الكنيسة سرّ جسده المكسور وسرّ دمه المسفوك قائلا :” اصنعوا هذا لذكري” لم يعد تذكارا لفصح مصر.

بهذا لا نرى ان “اصنعوا هذا لذكري” قيلت على مستوى الرجاء، أو هي وصية مَن هو ذاهب ليموت،ولكن الرب قالها فكانت،والسماء والأرض تزولان وذكر المسيح الرب الافخارستيا لن يزول.

ان ذكر المسيح صار ” فصحنا الأبدي” وتذكاره هو “عيدنا اليومي” انه ” يوم الرب _كيرياكي” بداية الأبدية ودينونة العالم واستعلان ملكوت الله الذي نعيشه.

ما هو ذِكر المسيح بالافخارستيا؟

+هو دخول إلى الله بواسطته وتراءٍ أمام وجهه للخلاص{عبرانيين 24 :9 و 25 :7 }.

+ذِكر المسيح بالافخارستيا هو بمثابة وضع الخاطئ على ذبيحة المسيح الكفّارية{ارميا 34 :31 }.

+ دخول في قوة العهد الجديد حسب الموعد {عبرانيين 14 :9}.

+هو رؤيا لتجلّي المسيح في المجد لانّ كأس الافخارستيا ثمن حريّتنا ووثيقة عتقنا.

يتّضح لنا من كلمة ” لذكري” ان الرب يقصد فعلا ان يتكرر هذا الإجراء السرّي لكسر الخبز وشرب كأس البركة لذكر المسيح {متى 20 :18  وبولس أوضح ذلك 1 كو 25 _24 :11}.

من المهم ان ننوّه انه في إنجيل لوقا نجد هذه الوصية”اصنعوا هذا لذكري”يوردها عند الخبز فقط،باعتبار ان كسر الخبز يُمثّل طقس العشاء كلّه واستخدمه في سفر الأعمال أيضا.

“اصنعوا _تصنع” اصطلاح ليترجي حسب نصوص في العهد القديم واستخدامها في الطقس القديم ،انظر {خر 35 :29 وعد 11 :15 وتث 9 :25 }.

مراجعة النصوص العبرية المستخدمة في التنظيم للعبادة في أيام المسيح،نجده في نصوص وكتابات قمران وخصوصًا في طقس ترتيب الموائد الطقسية التي كانت تدعى موائد مسيحانية للصلاة من اجل مجيء المسيح.

ان ذكر كلمة ” هذا ” بعد “اصنعوا” بصيغة الأمر إشارة إلى طقس محدّد وقد تعيّن للتكرار. في الواقع ان كلمة ” اصنع” تنصبّ في معنى ” إجراء كامل” أو ” فعل كامل” يتضح ذلك أكثر من كلمة ” كلما شربتم” التي أوردها بولس {1 كو 25 :11 } فيوردها ك “أمر” عند توزيع الخبز المكسور والقصد من التكرار يشمل كل الطقوس.

{من يرغب التوسّع يمكنه مراجعة كتابنا تفسير القداس الإلهي بجزأيه أو مراجعة النصوص:” عدد 40 _39 :15 وطوبيا 12 _11 :1 ويه 9 :13 وطو 2:2 ومز 28 _27 :22 ومز 21 :4 ومز 8 :79 ومز 18 :74 وار 15:15 وتث 17 :25 و 7 :9 و18 :7 ولا 7 :24 ولا 9 _8 :24 وعد 10:10 مت 75 :26ومر 72 :14 ولو 61 :22 و2تي6 :1 ولو 32 :17 وعب 32 :10 ولو 25 :16 الخ}.

“وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ

“وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ.”{متى 20 :26 } بينما لوقا :”وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا مَعَهُ،”{14 :22 الساعة أي الغاية}.

اخذ الكأس وبارك ومن ثم الخبز وكسر وفي العشاء يتذكر خروج مصر ويكون ” فريضة” _اصنعوا هذا لذكري” :” وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.” {الخروج 14 :12 }وما الفصح العبري الا ظلّ ويزول ليبقى الفصح الجديد الحقيقي “وفصحنا فصحا جديدا” :”أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى.”{يو 1 :13 }انتقال الرب من العالم الأرضي المادي وخروجهم من مصر الأرضية الى الملكوت السماوي:”تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».”{متى 2 :26 }وتغيّر مفهوم الفصح بشكل جوهريّ من ” فسح أي عبر ” الى ال “فصح والصفح حسب النص السرياني”{ פצחא _ passiopascha لذا يقول شهوة اشتهيت لو 15 :22 قارن 1 بط 19 :1 أي هذا الفصح الأرضي لن آكل منه }ويفسر ذلك لوقا 20:20  ومتى 28 :26 ان الجسد والدم لمغفرة الخطايا فحتى العهد القديم تم استخدام الدم لنجاة العبرانيين وتمهيدا لخلاصهم:”فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضًا لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ،”{عب 18 :9 }.

ذبيحة المسيح الواحدة الوحيدة خلّصنا بدمه على الصليب ،الم يخبرنا زكريا بذلك:” وَأَنْتِ أَيْضًا فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ الْجُبِّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ.”{11 :9} وقبلها يخبرنا زكريا :” اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.”{9:9 }.

الحمار زمن المسيح

اكبر مشكلة في الرحلات كانت الحيوانات، فكانوا يعتنون بها جيّدا لأجل الرحلات والتنقل.

كان الحيوان الأساسي للتنقل هو ” الحمار ” كان السرج يُصنع من ثلاث طبقات، اللبّاد والقصب وشعر الماعز، وكانت أكياس تُربط معا وتُعلَّق على السرج للأمان {ما نسمّيه اليوم بلهجتنا الخُرْج } :”ثمَّ أَمَرَ يُوسُفُ أَنْ تُمْلأَ أَوْعِيَتُهُمْ قَمْحًا، وَتُرَدَّ فِضَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى عِدْلِهِ، وَأَنْ يُعْطَوْا زَادًا لِلطَّرِيقِ. فَفُعِلَ لَهُمْ هكَذَا. فَحَمَلُوا قَمْحَهُمْ عَلَى حَمِيرِهِمْ وَمَضَوْا مِنْ هُنَاكَ. فَلَمَّا فَتَحَ أَحَدُهُمْ عِدْلَهُ لِيُعْطِيَ عَلِيقًا لِحِمَارِهِ فِي الْمَنْزِلِ، رَأَى فِضَّتَهُ وَإِذَا هِيَ فِي فَمِ عِدْلِهِ. فَقَالَ لإِخْوَتِهِ: «رُدَّتْ فِضَّتِي وَهَا هِيَ فِي عِدْلِي». فَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ وَارْتَعَدُوا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَائِلِينَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟».{تك 28 _25 :42 } او توضع تحته أحيانا :” أَخَذَ يَسَّى حِمَارًا حَامِلًا خُبْزًا وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزًى، وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ.فَبَادَرَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ، وَزِقَّيْ خَمْرٍ، وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً، وَخَمْسَ كَيْلاَتٍ مِنَ الْفَرِيكِ، وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ، وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ التِّينِ، وَوَضَعَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ.”{ 1 صم 20 :16 و 18 :25 } واحيانا كانوا يضعون الأطفال في السرج.

استخدمت الحمير لدفع المحاريث :”طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الزَّارِعُونَ عَلَى كُلِّ الْمِيَاهِ، الْمُسَرِّحُونَ أَرْجُلَ الثَّوْرِ وَالْحِمَارِ.”{اش 20 :32 } دون وضع حيوان آخر بجوارها،والحمير كانت تستخدم للاستخدام الملكي قض 10 :5 :” أَيُّهَا الرَّاكِبُونَ الأُتُنَ الصُّحْرَ، الْجَالِسُونَ عَلَى طَنَافِسَ، وَالسَّالِكُونَ فِي الطَّرِيقِ، سَبِّحُو” ولنقل الشخصيات الهامة :”فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ،” {تك 3 :22 و 1صم 23 :25 }وتدريجيا اصبح الحمار رمزا للعمل والسلام  {زكريا 9 :9 ويو15 :12 }:” اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.«لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ».”.

وقضية ركوب المرأة للحمار وسير الرجل كما مع المرأة الشونامية:” وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: «سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ».” { 2 مل 24 :4 } مع ان العادة ان الرجل يمتطي الحمار والمرأة تسير،قارن العذراء وسير يوسف.

يروي التلمود قصة عن الحمار وملخّصها، ان احد الحمير اضرب عن الطعام وسأله والده عن فعلته فتذمر كثيرا لابيه عن شدّة معاملة الناس ونعته دوما :” حمار ابن حمار” ففهم الاب حال الابن واخذ يشرح له بطرح الأسئلة التالية {ولن نسردها كلها للاختصار }: هل مرة واحدة سرقت من أخيك الحمار؟هل مرة واحدة لعنت اخيك الحمار؟ هل مرة واحدة رفضت طلبا لاخيك الحمار؟ وفي كلها أجاب ” كلا ” فأجاب الاب ،اسمع يا بنيّ، اغلبية الناس تسرق الأخ وتلعن القريب ويرفضون ما يطلبون منهم.

عندها قرّر الابن ان يبقى انسانا معطاءً محبًّا للعمل حتى ولو نعتوه بالحمار.

أسّس المسيح الافخارستيّا في العشاء الافخارستي

أسّس المسيح الافخارستيّا في العشاء الافخارستي وبارك الخبز قبل الكأس {الخمر بلغة “الكناية _ في اليونانية μετωνυμία أي تبديل اللفظة بأخرى وهنا الكأس كناية عن الخمر } كذلك فعل ملكي صادق الكاهن العلي،تكوين 18 :14 قارن عبرانيين 20 :6 ومتى 26 :26 .

حين تجسّد الرب وحلّ بيننا أسّس تجسّده _ تقديم ذاته _ ذُبِح جسده مثل “الخبز أمام الله:” وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ. كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ.“لاويين 16 :3 والعدد 13 :15 :” كُلُّ وَطَنِيٍّ يَعْمَلُ هذِهِ هكَذَا، لِتَقْرِيبِ وَقُودِ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.“.

يمثّل الخبز الجسد،المنّ النازل من السماء فهو :” فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ، وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ,وأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْأَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِأَهَاجَ شَرْقِيَّةً فِي السَّمَاءِ، وَسَاقَ بِقُوَّتِهِ جَنُوبِيَّةً.“{مزمور 26 _23 :78 } الذي تحقّق بالمسيح ،يوحنا 35 _30 :6 :” فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَلُ؟
آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ، لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ».
فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.

الكأس هي كاس الخلاص :” كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو” مزمور 13 :116 ، أي مسار الألم “في اليونانية μαρτυρολόγι وبالانجليزية Martyrology الشهيد القديس ” ويسمّي ذلك سفر الرؤيا 13 :2 :” شَهِيدِي الأَمِينُ”.

الكأس هي الخمر كما في التكوين 11 :49 ” دم العنب” والتثنية 14 :32  وعلى قول السيد:” دم العهد عن كثيرين” مرقس 24 :14 و “مغفرة الخطايا ” متى 28 :26 ورمزية دم العهد يشدد على خاصيّة الكأس _ الخمر مقارنة وبركة الخبز.

قدّم المسيح ذاته، حياته ودمه، أي” لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ” التثنية 23 :12، بالرغم من انّ بركة الخبز سبقت الدم مثلما ورد في النصوص القمرانية.

يصف لنا لوقا بركة الكأس 20 ،17 :22 :” ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ،  وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ.

بعد العشاء وترتيل مزامير التسابيح 118 _113، تركوا المكان مر30 _26 :14 :”  ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِوَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُوَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ!» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».” باتجاه جبل الزيتون حيث بيت عنيا. والجبل الذي سيصعد منه لأبيه أع 12:1 :” حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ. وعليه يقف برجليه كما يخبرنا زكريا 5 _3 :14 :” فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِوَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِوَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ الْجِبَالِ يَصِلُ إِلَى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ الزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ.” ويفاجئهم الربب ويعثرون كلهم فقيل اضرب الراعي :” اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.” زك 7 :13 .

بطرس يشدّد على عدم نكرانه للمسيح وجواب الرب يسكته ،قارن متى 35 _30 :26 بينما لوقا 29 _ 21 :22 يسهب بالتفصيل وحوار مَن الخائن:” ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِوَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ. وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِوَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!». فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟». وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَفَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَوَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِلأَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ: أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ الَّذِي يَخْدُمُ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُأَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا،”

“سمعان سمعان” يحذّر الربّ بطرس ” الشيطان يطلب ” لو 3 :23 ويو 27 :13 ومر 33 :8 متى 23 :16 ويذهب التلاميذ ويأمرهم الرب بالتزوّد:” من ليس له سيفا..” لتتحقّق نبؤة اشعياء 12 :53 :” لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.” واحضروا سيفين واكتفى بهما ويضيف لوقا 39 _35 :22 و 3 :19 و 6 _4 :10 ومر 44 _42 :10 ومتى 28 :19 لان التوراة تتحقّق بالمخلِّص.

ليس معنى السيف “العنف” بل الحقّ والحقيقة، واعتراض تسليم الرب،واكتفى الرب بسيفين لان الشهادة بالحكم لشاهدين مثل المصلوبين مع المسيح مر 27 :15 ومتى 38 :27 ولو 39 :23 ويو 32 ،18 :19 ومَن مِن المفسرين يستشف ان الحديث عن العهدين وتحقيق النبوّة عن فتى الله المتألّم،اشعياء الإصحاح 53 بالكامل صُلب بين لصّين.

توقّف موكب الرب ،مر 35 _32 :14 في جثسيماني متى 40 _36 :26 {Gathsemani}والترجمة البسيطة السريانية تستخدم “גדסמן  “. ينعزل الرب مع الثلاثة ليصلي “بطرس ويعقوب ويوحنا أبناء زبدى”، ورائع التفسير لاختيار هؤلاء الثلاثة}، طالبا من الاب ان تمرّ هذه الساعة _ الآلام، {אבא _אבי}بالارامية، وحُذف عند متى ولوقا الكلمة باليونانية “كأس الخلاص” والشهادة قارن مر 39 _ 38 :10 و 23 :14 .

” مشيئتك لا مشيئتي”، الطاعة البشرية الكاملة لمشيئة الاب وندم التلاميذ يعلّمنا ضعف الجسد مقارنة بالروح،لان الروح يريد والجسد واهن رو 19 :6 :” أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ. ” يوقظهم الرب ثلاث مرات متى 40 _36 :26 لو 42 _39 :22 دون ذكر جثسيماني ولا يذكر ثلاث مرات قارن رمزية ثلاث مرات خروج 16 :19 تسليم التوراة:” وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا. فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ.” وهوشع 16 :2 :” وَقَالَتْ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ، وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السُّعَاةُ، ثُمَّ اذْهَبَا فِي طَرِيقِكُمَا».” ويونا 1 :2 واستير 1 :5 وهوشع 2 :6 ومر 30 :14 و 25 :15 ومتى 21 :16 معلنا اقتراب الخطاة والتلميذ الخائن لتسليمه.

Follow Us