منقول من صفحة دكتور الشماس ليون برخو
قرائي وأصدقائي ومتابعي الكرام،
نشر موقع ذي پيلر The Pillar الأمريكي وهو واحد من أهم الوسائل الإعلامية الكاثوليكية التي تعني بشؤون الكنيسة الكاثوليكية في العالم وأكثرها تأثيرا وإنتشارا تناولت فيه في مقالين منفصلين الخلاف بين البطريرك ساكو وخمسة من أساقفته. أنقل لكم ترجمة منتقاة لأهم الفقرات التي وردت في المقالين المهمين، لأنهما يمثلان الموقف في الفاتيكان. المقالان طويلان، حوالي 4000 كلمة.
وهنا ودي التأكيد ان الغاية هي أن يطلع الشعب والكنائس على حقيقة ما يجري وعلى الخصوص الشعب الكلداني والكنيسة الكلدانية، وهذا حق يخص أبسط الحقوق الإنسانية.
وكذلك ودي التوضيح إنني لا أقف في صف أي طرف؛ إنني في صف التراث الكلداني بلغته وفنونه وريازته وطقسه المهيب وحسب ومع كل من ينتصر لهذا التراث ويمارسه ويحافظ عليه.
في أدناه مقتطفات من المقالين الذين نشرتهما المجلة الأمريكية في غضون الأسبوعين الفائتين:
“تقول مصادر قريبة من المجمع الشرقي إن وردة والأساقفة المعارضين الآخرين أبلغوا دائرة الفاتيكان للكنائس الشرقية الكاثوليكية أنهم لن يحضروا السينودس، قائلين إنهم يعتقدون أن الاجتماع لن يكون مثمرًا لأن ساكو لن يتقبل إدراج نقاط محددة في جدول أعمال السينودس، ومناقشة وضع البطريركية.
وهناك (من الأساقفة) من أراد إثارة المسألة القانونية من أن ساكو كان يعيش خارج أبرشيته لمدة تسعة أشهر، وهو انتهاك لمتطلبات الإقامة القانونية لأساقفة الأبرشية.
وليس من الواضح ما إذا كان ساكو قد تشاور مع دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان قبل إصدار بيانه الأخير. وأشار بعض المراقبين إلى أن تهديد ساكو بفرض عقوبات – مطالبة الأساقفة بالاعتذار وإلا مواجهة عواقب كنسية- يعد تجاوزًا لسلطته.
والصراع بين الأساقفة الكلدان معقد، حيث تقول بعض المصادر الكاثوليكية الكلدانية لصحيفة The Pillar أنه في حين أن ساكو يحظى بالاحترام لأنه يشغل منصب البطريرك، إلا أن ميوله اللاهوتية والطقسية الليبرالية، إلى جانب أسلوبه الاستبدادي، قد أدت إلى نفور العديد من الشخصيات الكلدانية الكنيسة منه، حتى بصرف النظر عن صراعه السياسي مع الكلداني.
لذا فإن السؤال يبقى في ما إذا كانت روما ستدعمه.
وربما يكون وردة هو الأسقف الكلداني الأكثر شهرة في الغرب، ولديه منبر في الغرب للتحدث حول هذه القضية. ولكن في حين أراد ساكو إدانات قوية لخطوة الرئيس العراقي بسحب المرسوم – والاعتراف بأن للكلداني يد في ذلك – بدا أن وردة بالنسبة للعديد من العراقيين يقلل من أهمية هذه القضية.
علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يحاول الفاتيكان الانحياز إلى أحد الجانبين في نزاع يتشابك فيه جوهر الصراع مع صراع شخصي طويل الأمد بين ساكو ووردة. وحتى بصرف النظر عن هذا الصدام الشخصي، فإن هناك أملا ضيئلا أن الكرسي الرسولي سيتخذ قرارا بشأن من هو على حق.
وقد يميل الفايتكان إلى دعم البطريرك بشكل تلقائي، لكنه قد يرغب أيضًا في رؤية ساكو يتقاعد دون أن يحدد الصراع القرارات المتعلقة بمنصبه أو خلافته.
وكان زعيم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية قد دعا إلى تقديم اعتذار علني من خمسة أساقفة لم يحضروا سينودس أساقفة الكنيسة الكلدانية الذي عقد مؤخرا.
بيد أن الوضع معقد، ويشير إلى تعمق الخلاف بين الأساقفة الكلدان الكاثوليك، والذي تفاقم بسبب السياسة العراقية، لكنه تصاعد، كما تقول المصادر، بسبب تبجح اثنين من الأساقفة البارعين (ساكو ووردة)، ومن غير المرجح أن يتراجع أي منهما عن لعبة الدجاج الكنسي في العراق.
ومع تفاقم الوضع، سيواجه الفاتيكان ضغوطاً لاختيار أحد الجانبين، في مواجهة من غير المرجح أن يكون لها فائزون واضحون، أو حل نظيف.
والوضع معقد، ويشير إلى تعمق الخلاف بين الأساقفة الكلدان الكاثوليك، والذي تفاقم بسبب السياسة العراقية، لكنه تصاعد، كما تقول المصادر، بسبب كبرياء اثنين من الأساقفة البارعين، ومن غير المرجح أن يتراجع أي منهما.
ومع تفاقم الوضع، سيواجه الفاتيكان ضغوطاً لاختيار أحد الجانبين، في مواجهة من غير المرجح أن يكون لها فائزون واضحون، أو حل نظيف.
بالرغم من الخلاف السياسي بين ساكو والكلداني وحول إلغاء المرسوم، إلا أن وردة قال في حينه إن ساكو يتمتع بـ”احترام وتقدير رئاسة الجمهورية، بصفته بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم”. في الغرب، اعتبر معظم الكاثوليك ذلك بمثابة بيان دعم لساكو. لكن من منفاه في كردستان، رأى البطريرك الأمر بشكل مختلف.
ووفقاً لمصادر في الكنيسة الكلدانية، لم يرق موقف وردة لساكو ، معتبراً تصريح وردة بمثابة تبييض لتحرك سياسي يعتقد أنه هجوم فاضح على قيادته للكنيسة، دبره الكلداني، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع في العراق على أنه فاسد.
وكان ساكو، كما جاء في بيان البطريركية الأخير، قد طلب من وردة “إصدار بيان يندد بسحب المرسوم”، لكن وردة لم يفعل.
ومع تطور التوترات، تراجع ساكو عن خطة كان قد أعلن عنها سابقًا للتقاعد من منصبه كبطريرك، حيث بلغ ساكو 75 عامًا في يوليو 2023.
من المحتمل أن يكون وردة هو الأسقف الكلداني الأكثر شهرة في الغرب، وكان لديه منبر للتحدث حول هذه القضية. لكن في حين أراد ساكو إدانات قوية لخطوة الرئيس العراقي- والاعتراف بتأثير الكلداني على ما حدث – بدا أن وردة بالنسبة للعديد من العراقيين يقلل من أهمية هذه القضية.
هناك توتر بين ساكو ووردة الذي له مشاريع رعوية طموحة وخطط كبيرة لأبرشيته، والذي يعتبره العديد من الكاثوليك المرشح الأوفر حظا ليكون البطريرك المقبل للكنيسة الكلدانية.
ويتكهن العديد من المسيحيين العراقيين بأن وردة لم يكن مستعدا لانتقاد الكلداني لأن أبرشيته تلقت مساعدة الكلداني في مشاريع البناء ، فضلا عن المساعدة الأمنية والحماية السياسية.
وحتى بعد عودة ساكو إلى بغداد في ربيع عام 2024، أفادت بعض التقارير أن وردة تحدث إلى الصحفيين بشكل إيجابي عن دور الكلداني في البلاد، ويبدو أنه أفلح في دق إسفين بين البطريرك ورئيس أساقفة أربيل.
ويقال إن كلا من وردة وساكو رجلان قويان وواثقان من نفسيهما ومصممان على الصرامة، ومن غير المرجح أن يتراجع أي منهما عن تحدي الأخر.
على أي حال وبعد أن حصل ساكو قرارا جديدا يعترف به قانونيا كبطريرك كلداني – دعا إلى سينودس تداولي طال انتظاره لأساقفة الكنيسة الكلدانية.
لم يحضر خمسة أساقفة، بمن فيهم وردة. وتقول مصادر قريبة من دائرة المجمع الشرقي إن وردة والأساقفة الآخرين تواصلوا مع الدائرة التي تدير شؤون الكنائس الشرقية الكاثوليكية في الفاتيكان.
ومن غير المرجح أن يتراجع الأساقفة الخمسة، حتى مع إلقاء قفاز البطريرك الآن.
لكن ليس من الواضح ما إذا كان ساكو قد تشاور مع دائرة الكنائس الشرقية قبل إصدار بيانه هذا الأسبوع. وحسب بعض المراقبين فإن تهديد ساكو بالعقوبات – مطالبة الأساقفة بالاعتذار وإلا واجهوا عواقب كنسية – هو تجاوز لسلطته.
لذلك من غير المرجح أن يدعم الكرسي الرسولي موقف ساكو. في هذه الحالة، أي إن لم يدعم الفاتيكان ساكو، فمن المرجح أن ينضم العديد من الأساقفة الكلدان الى صف الأساقفة الخمسة او يستمر الأخرون في ولائهم لبطريركهم وقد يرون في موقف الفاتيكان تدخلا في شؤونهم الكنسية.
من ناحية أخرى، لدى وردة أصدقاء ومؤيدون في روما يضغطون من أجله ، وتقول مصادر مقربة من الدائرة إن بطريرك السريان الكاثوليك في العراق، البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، كان هو نفسه داعما لنهج وردة. ويقال إن العديد من الأساقفة الأرثوذكس في العراق مدعومون أيضا من الكلداني لهم نفس مواقف إغناطيوس، ما يجعل الموقف ضبابيا حول ماذا سيكون ردهم إذا دعمت روما ساكو.
ولكن من غير المرجح أن يحاول الكرسي الرسولي فك تشابك هذه الفوضى.
أولا، لا زالت دائرة الكنائس الكاثوليكية الشرقية غارقة في جهودها لحل نزاع طقسي في كنيسة سيرو مالابار لأكثر من عام، وحسب العديد من الروايات، لم تنجح إلا في تصعيد المشكلة.
علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يحاول الفاتيكان الانحياز إلى أحد الجانبين في نزاع يتشابك فيه جوهر الصراع مع صراع شخصي طويل الأمد بين ساكو ووردة.
لكن النهج الأفضل الذي يتبعه الفاتيكان قد يكون معرفة ما إذا كان الوقت سوف يهدئ الأعصاب الساخنة والأعصاب المشتعلة، وما إذا كانت النعمة الإلهية قد تتدخل لرؤية الأساقفة أنفسهم يصلون إلى نوع ما من الحياة الطبيعية.
وفي هذه الأثناء، من المرجح أن يقوم الجانبان بإلقاء قنابل بلاغية، واتهام الطرف الآخر بعدم الولاء، أو العصيان، أو عدم الاحترام. قد يتم إصدار تهديدات جزائية جديدة (من قبل ساكو)، ومن المرجح أن يتم تجاهلها.
ومع ذلك، يقول المراقبون لصحيفة The Pillar إن الصراع من غير المرجح أن يؤدي إلى الانقسام دون وجود محفز لتصعيده، وأي تحرك خاطئ من جانب الفاتيكان يمكن أن يكون هذا المحفز.
وفي العراق، يخوض بطريرك الكنيسة الكلدانية منذ أكثر من عام خلافاً مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ومع ريان الكلداني، زعيم ميليشيا ألوية بابل الممولة من إيران، وجناحها السياسي، حزب سياسي عراقي يسمى حركة بابل.
والكلداني، الذي فرضت الحكومة الأمريكية علىه العقوبات منذ عام 2019 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، هو صاحب سلطة عراقية، ويقال إنه مسيحي كلداني، نصب نفسه ممثلًا وحاميًا للأقلية الكلدانية في البلاد، وحتى على المسيحيين العراقيين على نطاق أوسع. وهو معروف في العراق بالفساد السياسي، والمعاملة العنيفة في بعض الأحيان لخصومه السياسيين.
في أبريل 2023، اتهم الكلداني علنًا الكاردينال ساكو، بطريرك الكلدان، بعدم الوقوف مع المسيحيين خلال إرهاب داعش في العراق عام 2014، وبالفساد والانتهازية السياسية.
كان ساكو منذ فترة طويلة منتقدًا للكلداني – الذي وصفه المراقبون العراقيون بأنه “سفاح” و”أمير حرب” – حيث صرح ساكو في عام 2017 أن الكلداني “لا يمثل المسيحيين بأي شكل من الأشكال. وتصريحاته المؤسفة تهدف إلى خلق فتنة طائفية مقيتة”.
وفي العام الماضي، اتهم ساكو الكلداني بالاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في شمال العراق، وتدخلت عدة دول لدعم مزاعم البطريرك.
وتصاعدت الأمور، في صراع على النفوذ السياسي وقيادة الكنيسة في العراق، وحتى السيطرة على الممتلكات المملوكة للكنيسة الكلدانية، حيث اتهم ساكو الكلداني بالفساد، واستخدام العلاقات السياسية للمطالبة بالسيطرة على ممتلكات الكلدان … ورفع الكلداني ساكو إلى المحكمة في دعوى تشهير.
واحتجاجًا على هذا الوضع، انتقل ساكو من بغداد إلى منفى اختياري في إقليم كردستان شمال العراق. وفي ربيع هذا العام، ألغى الأحداث الكبرى والاحتفالات العامة بمناسبة عيد الفصح، احتجاجا على الوضع.