Articles Arabic

المسيح والتدشين

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _كفرياسيف

:” וַיִּזְבַּח שְׁלֹמֹה אֵת זֶבַח הַשְּׁלָמִים אֲשֶׁר זָבַח לַיהוָה בָּקָר עֶשְׂרִים וּשְׁנַיִם אֶלֶף וְצֹאן מֵאָה וְעֶשְׂרִים אָלֶף וַֽיַּחְנְכוּ אֶת־בֵּית יְהוָה הַמֶּלֶךְ וְכָל־בְּנֵי יִשְׂרָאֵֽל ” {1 مل63 :8} وكذلك في لفيفة {תוספתא סוטה ז _כ}: “בנה בית חדש וחנכו “.المعنى المعجمي للكلمة:” تدشين”{معجم: א.א.שושן,و דוד שגיב }.

استخدام المعنى المعجمي أعلاه أفضل من “الأنوار” كما سنرى لاحقا.

مقدمة

نحتفل بعيد “التدشين”في شهر ديسمبر من كل عام، العيد هذا لم يُذكر في التوراة، نتعلّم عن العيد بشكل عام من خلال نبؤة دانيال {8} ولِما حدث من الناحية التاريخية في زمن “انطيوخوس ابيفانوس” في القرن الثاني ق.م احتفال المكّابيون بانتصارهم على اليونايين.

يرتبط اسم العيد “بالأنوار _ אורים “كمرادف لِ ” التدشين _ חנוכה “حسب التقليد الابائي العبري، ان النور هو “نور الزيت” حيث اشتعل “الشمعدان” لثمانية أيام بدلا من يوم واحد.

السؤال هل هذا النور الحقيقي؟

للجواب، نقرأ نص يوحنا 33 _23 :10 : “وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ شِتَاءٌ. وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ، فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا». أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» “.

ومن المهم جدًّا ان نذكر ان المسيح لم يتجاهل هذا العيد، لا بل اعتمد ذكر العيد، لو راجعنا يو 31 _30 :20، نعلم المعجزات التي اجترحها يسوع ولم يذكرها كلها، لاحتياجه الكم الهائل من الورق، وذَكر دخول المسيح للهيكل في عيد التدشين لأهمية الحدث.

دخول المسيح للهيكل وذكر “رواق سليمان” إلتمّ من حوله الفريسيون {24 :10 } بمعنى هل المسيح اخفى ذاته حتى اللحظة؟ الم يمنح ويظهر الإثباتات عن هويته انه المسيح الله المتجسد؟

نسرد عدّة أحداث قبل دخول المسيح للهيكل بعيد التدشين لنبيّن الوهية الرب وتجسده ورفض الفريسيون له.

1 _ يوحنا 7، كان الحدث “عيد المظال” أي “العيد الثاني _ שמיני עצרת” وانتظر الجمع المسيح ليروا ويعاينوا المعجزات وفي 31 :7: “فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ، وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هذَا؟».” وأعلن في اليوم الثامن : “وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. “

وبذلك حقق المسيح نبؤة اشعياء 1 :55 و 3 :12 : “أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا. فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ.” حيث المسيح “الصخرة” التي تسقي الجميع في سيناء وهنا هي “الخلاص”.

المسيح “نبع مياه الحياة” بمعنى، كل مُخلَّص يبشّر ويعيش كشاهد للمُخلِّص من اجل الآخرين {قارن المسيح والسامرية يو 14 :4 : “وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».}.

2 _ يوحنا 20 :8: “هذَا الْكَلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.” اخبرهم انه “نور العالم” { 12 :8 ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ} وبالطبع الفريسيون رفضوا ذلك. وكذلك رفضهم لطلبه {يو 31 :8 فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي،}، يجب ان نتذكر دوما أقوال المسيح هذه عَقِب آيات اجترحها وفهموا انه الله حين أعلن انه “قبل إبراهيم”.

3 _ يوحنا {9} من خلال شفاء الأعمى أعلن انه الله بأنه خالق الكون حين : “وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى” ومن رفض المسيحي كل فريسي أعمى روحيا.

4 _ يو 21 _1 :10، يعلن المسيح انه “الراعي الصالح” وليس عبثا استخدم التعبير “الراعي الصالح”، لان الفريسيين والكتبة يعرفون التوراة وخباياها ونص ارميا 23{كل الإصحاح} وحزقيال 34{ كل الإصحاح} عن الراعي الصالح والشرير وفهموا نص مزمور 23،: “وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ الَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي، يَقُولُ الرَّبُّ. «يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ، تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعَاةِ: وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ الْغَنَمَ؟” والمزمور 23 : “الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.”

نوجز ونقول، قبل عيد “التدشين” أعلن المسيح انه “المسيح المنتظر” حسب التوراة وهو “ابن الله” والله المتجسّد، لذا وقف الفريسيون بذهول لما عاينوا ولم يعيرهم انتباها على عكس ظنّهم وحجّمهم المسيح بعدم فهمهم للتوراة وتفسيرهم غير صحيح، وهم يعلمون هذا،لكن الكبرياء وحبّ الرئاسة والسلطة والمال منعهم من قبول الرب.

دخول المسيح للهيكل في عيد التدشين

الحوار مع الفريسيين كان في “رواق سليمان” وليس من باب الصدفة ورد المكان، ليدلّ المسيح للفريسيين انه من نسل “داوود_سليمان” وبالتالي حقق المسيح نبؤة 2 صم 7 وأخبار الأيام الأول 17 فهو من نسل امرأة من بيت داوود.

لماذا دخل المسيح الهيكل بعيد _ الحانوكا_التدشين؟

لننتبه جيد جدا، في سنة 164 ق.م لم يستطع الحشمونائيم بالاحتفال بالعيد في الهيكل بعيد المظال العرش بعد انتصارهم على اليونانيين بسبب نجاسة الهيكل.

حسب نص 1 مكابيين 56 :4 و 2 مك 6 :10 : “وَأَتّمُّوا تَدْشِينَ الْمَذْبَحِ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَقَدّمُوا الْمُحْرَقَاتِ بِفَرَحٍ، وَذَبَحُوا ذَبِيحَةَ السَّلاَمَةِ وَالْحَمْدِ. فَعَيَّدُوا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ كَمَا فِي عِيدِ الْمَظَالِّ، وَهُمْ يَذْكُرُونَ كَيْفَ قَضَوْا عِيدَ الْمَظَالِّ قُبَيْلَ ذلِكَ فِي الْجِبَالِ وَالْمَغَاوِرِ مِثْلَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ.”.

ثمانية أيام العيد كانت للاحتفال بزمن متأخر من تاريخ العرش المظال، بمعنى أنهم لم يحتفلوا بالعيد بتاريخه بل بعد مدة من الزمن {لشهرين} أي “عيد التدشين” الأصلي هو عمليا “عيد المظال العرش” المتأخر ولهذا السبب عيد الأنوار الأصلي هو: “المظال الثاني _ חג סוכות שני” ولهذا يحتفل به ثمانية أيام سبعة أيام العيد الأول واليوم الإضافي الثامن “עצרת “اللاويين 37 _35 :23 . { فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. إِنَّهُ اعْتِكَافٌ. كُلُّ عَمَلِ شُغْل لاَ تَعْمَلُوا. «هذِهِ هِيَ مَوَاسِمُ الرَّبِّ الَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً لِتَقْرِيبِ وَقُودٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَسَكِيبًا أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ، } .

ننتبه جيدا لنص يوحنا 7، عن عيد المظال قبل “التدشين” أعلن انه “الماء الحي” نبع الخلاص ورفضَه الفريسيون ورجموه، بعد ذلك أعلن انه “نور العالم” مستشهدا بشفائه للأعمى {يو 9} وهنا رفضه أيضا الفريسيون، وبالتالي دخل “نور العالم” المسيح للهيكل ليدشّن ويطهّر الهيكل لكي يستطيع الشعب الإسرائيلي والرئاسة الروحية بالاحتفال كما يليق.

مع كل هذا استمر الفريسيون بالرفض لأنهم ليسوا من قطيع المسيح {يو 26 :10 }.

والاهم من كل هذا ان نختم بقول الرسول بولس 1 كو 17 _16 :3 و 2 كورن 17 _16 :6 : “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ. وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ”

Follow Us