منقول من صفحة دكتور الشماس ليون برخو
في أخر منشور للكاردينال ساكو بعنوان “مسار حقيقة ما يجري في الكنيسة الكلدانية،” حاول لوي عنق مسار الحقيقة، وبدلا من أن يلوم نفسه على ما وصلت إليه هذه الكنيسة من هوان وتشتت وفلتان وضياع، يلقي المسؤولية على غيره ويأتي بكثير من الكذب والغش والخداع ما لا أظن ينطلي على أبسط الناس والمتطلعين على الأوضاع.
والمنشور ما هو إلا محاولة يائسة لتسقيط معارضيه وتحميلهم وزر الأخطاء الفظيعة التي يرتكبها ناسيا حملته المنهجية لهدم وتدمير التراث والطقس الكلداني وهجوماته المتكررة على الكهنة الكلدان وأساقفتهم حيث أكاد أجزم انه لم يبق هناك راهب كلداني أو قس كلداني أو أسقف كلداني او شماس كلداني وحتى جمهرة الشعب الكلداني إلا وله قصة حزينة مؤلمة مريرة مع هذا الكاردينال.
الانحدار صوب الهاوية
مسار حقيقة ما يجري في الكنيسة الكلدانية هو إن هذه الكنيسة العريقة بدأت تسقط في السنين العجاف من إدراة الكاردينال وربما هي قاب أو قوسين أو أدنى من الإنهيار. الكاردينال يقول “سابذل جهدي الى النهاية لحماية الكنيسة” بيد أن الواقع يقول إنه يبذل جهده إلى النهاية لخراب وهدم الكنيسة: ألا تملك يا صاحب الغبطة والنيافة حبة خردل من الرحمة على هذه الكنيسة وعلى هذا الشعب الأبي وتتركهما لشأنهما كي يقررا مصيرهما بعيدا عن سطوتك وأنانيتك وحقدك الذي تظهره جليا في منشورك الأخير من تهديد ووعيد ونشر غسيل، ولكن فاتك أن كل هذا سيرتد عليك وبالا.
الأنا السلطوية
تتهم إخوانك الأساقفة المعارضين ب “(الأنا) السلطوية والتكتل والتمرد” وتطلب منهم تنفيذ القوانين الكنسية. عن أي قوانين تتحدث وعلى من تقرأ مزاميرك؟ هل تتحدث عن الإنفعال وعدم االتحكم بالأعصاب والنرجسية المفرطة التي تعاني منها، هذا ليس إتهام؛ هذا قولك بفمك الملأن إنكم تنفعلون بسرعة ولا تسيطرون على أعصابكم.
العصيان والتمرد
وعن أي تمرد تتحدث؟ هل تتحدث عن تمردك على البطريرك دلي وقيادتك لمجموعة من الأساقفة حتى قمت بإسقاطه؟ الفرق أن البطريرك دلي كان شخصا ورعا لم يكتب مناشير ومقالات كي يفضحك ويقوم بتسقيطك كما تفعل الآن مع مجموعة من الأساقفة لم يتمردوا عليك بل فقط أبدوا معارضتهم لإدراتك وأسلوبك في قيادة دفة الكنيسة ومن ثم إمتعاضهم من حملة الإبادة الثقافية التي تقترفها ضد التراث الكلداني واللغة الكلدانية والطقس الكلداني. كل هذا التاريخ المليء بالعصيان والتمرد وتأتي وتتهم معارضيك من الأساقفة بالعصيان والتمرد و”ترويج الكذب” . من هو يا ترى يروج الكذاب؟
وتتهم الأساقفة من المعارضين أنهم يعلّمون كهنتهم العصيان. هنا أقول إن مفردة العصيان في الكنيسة الكلدانية لم تكن متوافرة على الإطلاق في قاموسها إلا بعد أن قمتم بتدشينها قولا وممارسة ضد الأساقفة والبطاركة الذين كان يجب عليك أن تطيعهم ولكنك عصيتهم.
نظرية المؤامرة
ويبدو أن نيافتكم تعيش تحت وطأة نظرية المؤامرة فتقول إن غاية معارضيك من الأساقفة هي “دفعي إلى الإستقالة طمعا بالكرسي”. هذا كذب. نيافتك تعهدت وفي لقاء إعلامي ومن على قناة شهيرة ووعدت أنك ستستقيل حال بلوغك الخامسة والسبعين، وكان هذا وعدا يرقى الى القسم. ونكثت بالعهد والقسم وها أنكم تتهمون الأخرين بمحاولتهم خطف الكرسي منكم وترويج الكذب.
المعهد الكهنوتي
وإن كان الأساقفة المعارضين فعلوا شيئا حكيما وجيدا هو سحبهم لتلاميذتهم من معهدك اللاكهنوتي. هل يعرف الكلدان ماذا حل بالمعهد في سنيك العجاف؟ تحول المعهد الى مؤسسة تنفذ حملتك لإبادة الثقافة والطقس والفنون واللغة الكلدانية حيث منعت بقرار منك تدريس اللغة الكلدانية والطقس الكلداني والكهنة الذين تخرجوا على يديك لا علاقة من قريب أو بعيد لهم بالتراث والطقس واللغة الكلدانية. هل يعقل أن يقوم البطريرك الكلداني بشن حملة إبادة للغة الكلدان وطقس الكلدان والتراث الكلداني وفي المعهد الكهنوتي الكلداني؟
إستفزاز!
وثم ما هذا الاستفزاز الذي قمت به حيث متعمدا جمعت بعض الكهنة وأخذتهم الى شمال العراق وإلى أربيل بالذات بحجة الرياضة الروحية نكاية بمعارضيك من الأساقفة هناك؟ لو كانت لديك ذرة من الخشوع والروح الإنجيلية لما قمت بهذا الإستفزاز وتريثت إلى أن تهدأ العاصفة. ولكن هذا ديدنكم كل حركة ومنشور وظهور إعلامي وفيسبوكي لكم وكم الصور الكثيرة والمتنوعة اللقطات لا سيما للوجه بأشكال مختلفة وأياد تتحرك مرة صوب اليمين ومرة صوب الشمال ومرة صوب الأعلى ومرة نحو الأمام، كل هذا لكم غاية فيه وهو إستفزاز الكلدان ومعارضيكم من الكلدان وأؤكد لك أنهم الغالبية اليوم.
مفارقات عجيبة
هل يعقل لبطريرك الكلدان أن يعادي ألقوش وشمامسة ألقوش لأنهم متشبثين بلغتهم وطقسهم وتراثهم وفنونهم وريازتهم الكلدانية ويكتب منشورا لتسقيط ألقوش وأسقفها لأنها تتشبث بالريازة الكلدانية ولا تقبل الإنتحال والتزوير والتشويه والتعريب الذي تقوم به؟
كيف يمكن لبطريرك الكلدان أن يعادي الرهبنة الكلدانية ويقف بالمرصاد لها ويقوم بتهريب الرهبان منها لإسقاطها؟ هذه كلها حقائق مثبتة.
إن منشورك الأخير ضربة قوية ضد الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية لا ينشر مثله إلا من كان عدوا لهذا الشعب ومؤسسته الكنسية.
إبادة ثقافية
إن حملة الإبادة الثقافية التي تقوم بها من خلال حملتك المنهجية المساة “التأوين” التي بسببها بدأت اللغة الكلدانية والطقس الكلداني والتراث الكلداني والفنون الكلدانية بالإندثار ما هي إلا ضربة مميتة للشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية.
كيف يمكن لبطريرك أعلن وأقسم الولاء للكنيسة الكلدانية ولتراثها وطقسها أن يشن حملة إبادة ثقافية ضدها؟
الراعي الصالح؟
وفي النهاية تقول “بصفتي أبا”. لا أظن أن هناك من يصدقك في هذا، وربما أنتم لا تصدقون أنفسكم. الأب لن يقوم بالتشهير وسبّ ونعت اولاده ولغتهم وأصلهم وتراثهم بأبشع الصفات ومن على المنبر الكنسي؛ أما في الإعلام فحدث ولا حرج كما هو شأن منشورك المشؤوم هذا. أقول مشؤوم لان هذا أقل كلمة قساوة مقارنة بما تستخدمون من لغة مشحونة غير مدروسة تفتقر الى أبسط مبادئ الكياسة وأخلاق الكتابة.
الفاتيكان
وأخيرا، تقول أنكم في عصيانكم وتمردكم على البطريرك دلي كنتم على تواصل مع الكرسي الرسولي أي مع الفاتيكان. لا تستغفل القراء يا نيافة الكاردينال. في هرم الكنسية الكاثوليكة كل أسقف دولة في إبرشيته ولاءه وتواصله هو مع أسقف روما، الذي هو رئيسه.
وأزيد من الشعر بيتا فأقول إذا كنتم في تمردكم وعصيانكم في حينه على تواصل مع الفاتيكان أي الكرسي الرسولي، فلا أظن أن الأساقفة المعارضين لكم من السذاجة بمكان كي يقوموا بما يقومون به دون تواصل مع الفاتيكان.
معرك دونكيشوتية
لا يخرج نيافة الكاردينال ساكو من معركة إلا ويدخل في اخرى. معاركه وصراعته مع الكلدان وكنيستهم لا بداية ولا نهاية لها. بين الفينة والأخرى هو في صراع مع كنيسته وأساقفته وكهنته ومع التراث الكلداني والطقس الكلداني واللغة الكلدانية التي يمقتها ويستنكف ممارستها. وهو في صراع مرير مع كل رؤوساء الطوائف المسيحية في العراق وكنائسهم ومع الكثير من السياسيين وقد جرى سحبه للمحاكم وخسر بعض المرافعات ودفع الملايين جراء خسارته. هل هذا رجل الله او الراعي الصالح او أب الأباء؟
كلمة أخيرة
وكلمتي الأخيرة إلى الكلدان وإكليروسهم: إننا نمر بمحنة كبيرة وأزمة شديدة عارمة والمؤسسة الكنسية على شفا الإنشقاق والسقوط، والسبب والمسبب هو الجالس سعيدا.
الخيار هو، إما أن نكون شركاء في الإبادة الثقافية التي يشنها البطريرك ساكو ضدا تراثنا ولغتنا وطقسنا ورازتنا وفنوننا، أو نقف معارضين لهذا التوجه بكل ما أوتينا من وسائل، والخيار هو بين الموت والحياة.
الوضع لا يتحمل ليس سنينا بل أشهرا.