Articles Arabic

إستيقظ يا مار شمعون بن صباعي وأنظر ماذا حل بأهلك وكنيستك

منقول من صفحة

Leon Barkho

ܐܬܥܝܪ ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܒܪ ܨܒܥܐ ܘܚܙܝ ܡܐ ܕܓܕܫ ܠܥܡܐ ܘܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ

هذه مقطوعة موسيقية تنسب الى مار شمعون برصباعى. أنشدتها مع ولدي الحبيب نينوس برخو هو على العود وأنا على الكمان. وهنا أعزفها إنفراديا على آلة الكمان وأمل أن تروق لكم.

https://www.facebook.com/leon.barkho.94/videos/7682272105194499

ومار شمعون يعد أهم لقب لبطاركة كنيسة المشرق حيث يحمله أكبر عدد من البطاركة وهناك سلسلة من البطاركة الشمعونيين.

ومار شمعون برصباعي ليس قديسا لدى كنيسة المشرق بفرعيها الكلداني والأشوري وحسب، بل تتجاوز قدسيته المرتبطة بشهادته مع مجموعة من اساقفته يقدرها البعض بأكثر من 100 أسقف في القرن الرابع، تتجاوز كنيسته المشرقية. هو قديس لدى أغلب الكنائس في الشرق.

وهالة القداسة لمار شمعون تعبر الفرز المذهبي المقيت لأن المسيحية في عهده لم تكن تعرف التكفير والهرطقة بمعنى أن المسيحيين لم يكفروا أو يهرطقوا الواحد الأخر حتى مقدم القرن الخامس.

منذ ذاك صار المسيحيون في الشرق أعداء، وزادت العداوة بعد الألفية الأولى حين قام الفاتيكان بهرطقة الأرثذوكس في القسطنطينية. والحرمات وهرطقة الأخر كانت متبادلة، أي كل فريق يكفر ويهرطق الأخر الى درجة حل دمه وحرق كتبه والإستيلاء على كنائسه وشن الحرب عليه.

أكثر ما عانت من آفة الهرقطة والتكفير هي كنيسة المشرق التي شنت عليها حرب بلا هوادة في المناطق مثل الهند من قبل مسيحيين غربيين مختلفين عنها مذهبا الذين قدموا في أفواج من المبشرين تناصرهم القوة العسكرية للمستعمر الغربي، مقترفين أي موبقة حتى تلك التي لا يمكن تصورها الى درجة فرض محاكم التفتيش على ابناء وبنات كنيسة المشرق وهذا في العصر الحديث وأستمر حتى بوادر القرن العشرين ولا تزال كنيسة المشرق تعاني من أثاره الكارثية.

هذا تاريخ والتاريخ ثابت والكذب على التاريخ الثابت بوثائقه أي الوثائق التي تركها هؤلاء أنفسهم يشبه إخفاء الشمس بالغربال. ولكن رغم ثبات التاريخ بوثائقه الدامغة هناك من يكذب علينا، كأن يقول أن الالاف المخطوطات التي رماها المبشرون في نهر دجلة حيث تحول لونه الى الزرقة بحجة الهرطقة (عدا التي أحرقوها) سقطت في النهر بسبب غرق سفينة مليئة بالمخطوطات التابعة لكنيسة المشرق والتي كان المبشرون قد إشتروها بفلوسهم – كم هو حبل الكذب قصير.

كان لا بد لهذه المقدمة، لأن الذي لايعرف تاريخه لا حاضر أو مستقبل له والذي يكذب تاريخه لا فائدة ترجو منه حتى لنفسه.

سقت هذه المقدمة لأن الكذب جزء من التزوير والتهميش، وهذا ما يقوم به البعض اليوم ومن أبناء وبنات كنيسة المشرق حيث يزورون ويهمشون ويعربون ويغربون التراث اللغوي والفني والنثري الإنشادي – السماوي والملائكي والنبوي – الذي تركه لنا مار شمعون والمتمثل بالكتاب الطقسي دقذام ودواثر الذي في ثناياه العديد من القصائد المنسوبة إليه.

وبدلا من أن نحتفي بمار شمعون ونبعث الحياة في شعره وأناشيده وموسيقاه، التي تتحدث إلينا وبلغتنا ونتفاعل معها وجدانيا وروحيا وآدبيا وفنيا، يأخذنا البعض الى أزمنة سحيقة وأسماء لا ناقة أو جمل لنا بها حيث لم تترك لنا بيتا شعريا واحدا أو جملة أو نشيدا، ونقيم الاحتفالات لها.

وقد أقحم البعض تراثا غريبا أجنبيا أعجميا دخيلا بلغته وتسمياته وفنونه وركنوا فنونا وتراثنا ولغتنا وآدابنا جانبا، لا بل ووصل الأمر بالبعض إلى القول: ما لنا ومار شمعون قد فات زمنه – يا لبؤسهم! ولكن لم يفت زمن أشور وبابل ولم يفت زمن الغرباء والدخلاء الذين تم إقحامهم في تراثنا وطقسنا وفنوننا بحجة المذهبية والطائفية.

وهكذا صرنا شعبا مسكينا، مغلوبا على أمره، يخطفنا صاحب شأن رغم أنه يتكىء في كل أعماله وممارساته وحتى سيرة حياته على الكذب والغش والخداع.

ويخطفنا الذي يخطب في الناس ويأمر أن نضع إسم صاحب شأن من حضارة لا تواصل لغوي ومعنوي ووجداني وفني معها، أن نضع إسمه على مذبح كنيسة المشرق بينما لم نقم حتى الأن بمهرجان يتيم لإحياء تراث مار شمعون وشهادته ورفاقه الذين على دمهم المقدس بنيت كنيسة المشرق ومعها هويتنا المسيحية والوطنية وأستحقت كنيسة المشرق بجدارة لقب كنيسة الشهداء.

أسف، ولكن عندما أنظر الى حال كنيسة المشرق وكيف جرى خطف الملايين من أبنائها وبناتها عنوة من تراثهم وطقسم وثقافتهم وفرضت عليهم بالقوة والبطش ثقافة وطقسا وفنونا ولغة غريبة عليهم ونحن نسدل الستار على هذا الإضطهاد الفضيع وننقر رأس الواحد الأخر للإختلاف المذهبي والتسموي ونغرب ونعرب ونهمش ونزور تراثنا، فإن الأمر يكاد يخنقني.

وأنظر الأن الى حال كنيسة المشرق بفروعها الثلاثة، أقول إنه حال يرثى له وسببه لاننا إبتعدنا عن ترثنا وطقسنا ولغتنا وفنوننا ونتباهى بالدخيل والأجنبي والمعرب والمؤن.

أستميحكم عذرا.

 

 

Follow Us