Articles Arabic

 القداسة والنجاسة في المذابح المسيحية العقائدية

المقدمة :

نذكركم بما كان من مواضيعنا ذات الصلة بالمذابح :

1 ) المذبح هو الذي يعرِّف عن إلهه .. فلكل مذبح إلهه الخاص .

2 ) في المسيحية اتفقوا على اسم الإله واختلفوا على ( عقيدته ومذهبه ).

3 ) طهارة ونجاسة المذابح تعتمد على طهارة ونجاسة من يقدم الذبيحة ( الكاهن ) .

4 ) تسلسل بيوت الله .. الهيكل ، المذبح ، القربان… فإن تنجس ايٌّ منهم تنجسوا جميعهم وبالتالي فالله يغادر ذلك البيت . ( سفر التكوين : آدم وحواء نجسوا بيتهم بأفكار ليست أفكار الله وكان حكمهم ” مع سبق الإصرار والترصّد ” أي بمعرفتهم مستغلين فسحة الحريّة التي وهبها الله لهم فتركهم الله فاصبح بيتهم خراباً عليهم ) ( الكهنة الفاسدين والفريسيين المرائين ) افسدوا هيكل الله فتركه خراباً عليهم .. ( يسوع المسيح : لا يبقى هذا الهيكل حجراً على حجر ) وعن نجاسة الفكر … الفكر الذي لا يزال مرتبط بهذا العالم ( يسوع يبكت الرسول بطرس : ابتعد عني يا شيطان فأفكارك لا زالت مرتبطة بهذا العالم وانا لست من هذا العالم ) فبيت الله والمذبح والقربان ليسوا من هذا العالم

5 ) العامل الرئيسي في الطهارة والنجاسة هو ( الكاهن الذي يقدم الذبيحة ). ( يسوع المسيح : جعلتم من بيت ابي بيت الصلاة مغارة للصوص ) وممارسات ( الشهوة بكافة اشكالها واصنافها وزنى الفكر والجسد )

6 ) (( أيادي وأفكار نجسة استحالة ان تقدم قرباناً مقدساً )) لا يمكن ان تلتقي الطهارة والنجاسة في إناء واحد … فكيف لنجس يحضّر جسد ودم طاهر مقدس ليضعه في اناء ويقدمه للمؤمنين إلاّ اذا كانوا ( عميان !! خرفاناً لا يفقهون )

المعروض :

من خلال تاريخية المذابح المسيحية نراها انتقلت من ( الموروث الروحي الإلهي ) على أساس انه ( تحصيل حاصل … فنرى المذابح مزيّنة بتماثيل وصور السيد المسيح والعذراء مريم والقديسين من تلاميذ السيد المسيح ، ومذابح يقتصر وجود الصليب فقط خالياً من أي تماثيل او صور ” للدلالة العقائدية ” في الانتماء للرب يسوع المسيح ومنهم من يستخدم ” الستار لفصل المذبح عن قاعة الكنيسة ويفتح بعد ابتداء القداس للدلالة على التواصل بين الرب إله المذبح وشعبه ” الخ ) الى ( الموروث العقائدي ) الذي يبرّز الاختلاف العقائدي وهنا تحسب ( طهارة ونجاسة مذابحها ) ليس على حساب الموروث الإلهي وانما على حساب الموروث العقائدي وصولاً إلى ( المذبح المذهبي لكل عقيدة ) ونسوق لكم من الأمثلة ما يوصل لفهم هذا الموضوع :

1 ) الكنيسة القبطية الأرثدوكسيّة : لا تسمح لأي اكليروسي مسيحي وشمامستهم الصعود على مذابحها لأنهم يعتبرون ( نجسي الفكر ” مهرطقين ” ) كذلك لا يعطون القربان لأي كائن من كان غير معمد في كنائسهم وبحكم عقيدتهم للسبب أعلاه ( بما ان رؤسائهم نجسي الفكر كذلك هم ، والخرفان تتبع الرعيان ). وهنا فالكنيسة تصل إلى حالة التحريم والتجريم لمن يأخذ قربانها ولا يعلن عن انتمائه العقائدي المختلف .

2 ) بقية المذاهب الأرثدوكسيّة ممكن ان تتسامح في مواضيع معيّنة ، ان يعطى القربان لمن ليس معمداً في كنائسهم او باجتهاد الكاهن لكن في جميع الأحوال هذه تعتبر ( هرطقة عقائدية ) ولا يسمح لأي اكليروسي كاهن او شماس غير الأرثدوكسي بالصعود على مذابحهم وصولاً للأرثدوكسي المختلف مذهبياً ( لاختلاف العقيدة المذهبيّة ) .

3 ) الكنائس الكاثوليكية بصورة عامة فهي تشارك قربانها مع جميع المؤمنين على شريطة العماد بغض النظر انتمائهم العقائدي والمذهبي . ( جسد ودم يسوع متاح للجميع بمشاركته )

4 ) الكنائس البروتستانتية على حسب علمنا فالأغلبية تشارك قربانها مع الشعب بغض النظر اختلافهم العقائدي والمذهبي شرط المعمودية فقط . ( جسد ودم يسوع متاح لجميع المعمدين )

من هنا لابد لنا من توضيح لشروط إقرار الطهارة والنجاسة للمذابح العقائدية المسيحية :

الطهارة والنجاسة في كل مذبح تعتمد على عقيدته ومذهبه ابتداءً من الكاهن

فالكاهن من خلال نذوره الكهنوتية وتخرّجه فهو يؤدي ( قسم الولاء العقائدي ) أي ان لا يشرك مع عقيدته عقيدة أخرى وان يكون اميناً مخلصاً مطيعاً لرؤسائه وان يفهم قواعد ايمانه العقائدي وان يلتزم بها بدون قيد او شرط … الخ …

وهنا لا بد لنا من ان نتوّقف قليلاً لنقول :

ان الكهنوت مهنة كما بقية المهن الاجتماعية الخريج منها يؤدي ( قسم الولاء لمهنته في ان يحافظ على شرف المهنة وان يطوّعها لخدمة الإنسانية والوطن وان لا يسترزق من مهنته رزقاً سحتاً وبذلك يستلم شهادة ” ممارسة المهنة ” ) والمهنة الوحيدة التي لا تضمّن الولاء للوطن والشعب هي مهنة الكهنوت في كل الأديان ( عقائدها ومذاهبها بمللها ونحلها )

الخلاصة :

ان أي نجاسة يقوم بها الكاهن العقائدي تعتبر جريمة من الدرجة الأولى ضد مؤسسته العقائدية وبالتالي ضد إلهه العقائدي لأنه يحنث بقسمه العقائدي وبهذه الجريمة يبطل كهنوته فالذي يشرك على مذبحه من جرّم وهرطق عقيدته بأي فكر خارجي يعتبر واحد من ثلاثة :

1 ) ايمان مفقود : لم يأتي للعقيدة وهو خالص الإيمان بها أي ( بحثاً عن وظيفة لكسب رزقه ) وهذا ما سيقوده ( للتجديف اولاً وللزنا الفكري والجسدي ” الشهوات ” ) وبالتالي سيفرض الظلالة على الشعب المؤمن ( عن قصد ) ( عميان يقودون عمياناً والجميع في الحفرة ساقطون )

2 ) جهالة الفكر العقائدي واللاهوتي : ان لا يكون عارفاً بفكر إلهه وعقيدته فيتخبّط بين هذه العقيدة وتلك فينجس مذبحه من خلال تصعيد كهنة او شمامسة مختلفين مع ايمانه العقائدي لمشاركته قداسه وبهذا يهين مذبحه العقائدي .

3 ) الانتهازية والمراءات : ان يكون مرائياً ( رجل هنا وأخرى هناك .. فالمرائي خلف مصالحه يسعى ).

الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً

الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية

اخوكم الخادم حسام سامي 10 / 5 / 2024

Follow Us