بعد ان تم تأسيس الكنائس عن طريق الرسول بولس كما اسلفنا سابقاً كانت هناك ( مذابح جغرافية متعددة وذبيحة واحدة وحسب التقليد الرسولي ” الرسول بولس “ في جميعها والتي مصدرها تقليد خميس الفصح ) فأخذ التلاميذ البقية هذا التقليد وبدأوا بإنشاء ( هياكل , بيوت الله , كنائس ) متعددة وباستخدام موروث الذبيحة ( جسد ودم فادينا يسوع المسيح ) بدأت تدخل موروثات قديمة ( تراثية ) في تشكيلات ( الطقوس ) فاختلفت باختلاف الموروث الاجتماعي فتغيّر أسلوب المائدة الواحدة ليصبح بأشكال متعددة منها (خبزاً تصنعه البيوتات ومصانع الخبز ومنه ما يتم صناعته في الأديرة كقرص … الخ ليسهلوا تنفيذ التقليد ولا يقعوا في محظورات تطبيقه عن طريق جلب الطعام والشراب للمشاركة .. راجع المواضيع السابقة التي اشرنا فيها على رسائل الرسول بولس في محاولته لوأد الانشقاق بين الأغنياء والفقراء ) يقدمه الكاهن من خلال طقس اختلف باختلاف مواريث الشعوب . وبعد تشظي المسيحية إلى عقيدتين ثم ثلاث وتوالت الانشقاقات حتى وصلت إلى انقسام العقيدة ( المذهب الواحد لمذاهب عديدة ) ( كفرت الواحدة منها الأخريات وبيّنت كل عقيدة ومذهب احقيتها في المسيح يسوع وانها هي من أصحاب الملكوت والأخريات في جهنم يصطلون ) اصبح لكل عقيدة ( هيكل ومذبح وقربان ) فوصل بهم الحال ان يكون لكل واحد منهم ( مسيحه الخاص وكل الذي يربطهم بيسوع المسيح الاسم فقط اما الجوهر فمختلف تماماً ) فترى هذا المسيح غير ذاك المسيح وقديسي هذه غير تلك فوصل الأمر ان كل عقيدة هرطقت مسيح العقيدة الأخرى فوصلنا إلى الضياع التام بالجهل الذي ضرب علينا بسبب تلك الانقسامات التي ( اغلبها كان من اجل المصالح , المال والكراسي ) فحقت فينا نبوءة إشعيا النبي ( هلك شعبي من عدم المعرفة … فهلكوا واهلكونا ) فتعنصرنا لهذه وتلك وهرطقنا هذه وتلك ومن هنا تأثرت مذابحنا فأصبحت خصوصيتها عقائدية من انتاج ( قديسيها ومشايخها وعلمائها ) ولم نعد نستطيع الفرز بين من هي (( الفرقة الناجية )) وبهذا انقسمت مذابحنا إلى قسمين :
1 ) المذبح الإلهي التقليدي 2 ) المذبح العقائدي الخاص
اولاً ) المذبح الإلهي التقليدي : وهو يمثل التواصل مع إله المذبح ( الرب الإله وكلمته يسوع المسيح ) من خلال طقس الذبيحة المستقى من تقليد ( خميس الفصح ) الذي اتفق عليه عموم المؤسسات واختلف فيه عدد بسيط جداً منها وتم هرطقته واخراجه من الجماعة .
ثانياً ) المذبح العقائدي الخاص : الذي وجد بعد الانشقاقات وتوسّع بتوسع العقائد وتعددها وهنا نذكركم بأننا قلنا ( ان لكل عبادة ” ديانة ” مذبحها الخاص الذي تعبر فيه عن علاقتها بإلهها الخاص ) … وسنضرب مثالاً عن اهم عقيدتين نشأتا بعد ان أصبحت للمؤسسة المسيحية كيان في الامبراطورية الرومانية فشاركتها الحكم ( العقيدة الكاثوليكية والعقيدة الارثدوكسية وكان اول بابا لها ( اسكندروس من الإسكندرية في العام 325 م ومنها خرج قانون ايمان الكنيسة ” نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل …. “ ليميزها عن مؤسسات الآلهة الأخرى , وبتواتر الزمن تم إضافة وشطب العديد من بنوده لكنه احتفظ بروح الإيمان فيه وبهذا فقانون الإيمان المسيحي تطبع بالعقيدة الإيمانية لكل مكوّن فيه تبعاً لفتوى ” قديسيه الباحثين العقائديين “ ) … لقد كان اول انشقاق عن المسيحية المؤسساتية عندما اعلن المنشقون بانهم سيدعون ( ارثدوكس أي ” الطريق القويم “ ) واطلقوا على الآخرين تسمية ( الكاثوليك أي ” اتباع الملك “ الملكيين ) بعد ان هرطقوا أفكارهم التي هم من وضعوها بسبب سحب البساط منهم وتنصيب ( بابا من عاصمة الإمبراطورية ) ليتسلّط على المؤسسة ويديرها مالياً ودينياً وليضمنوا بقاء الأموال في حضن روما فأصبحت روما تدير كرسيها الرسولي منذ القرن الخامس الميلادي لغاية القرن العشرين حيث كسر هذا التقليد بتولية ( بابا بولوني البابا يوحنا بولس الثاني وعقبه بابا الماني بندكتس ومن بعده بابا ارجنتيني فرنسيس ليومنا هذا ) من هنا أصبحت المسيحية بمسيحين اختلفوا في الجوهر والتقوا بالاسم واصبح لكل عقيدة ( قديسيها وهم من يضعوا قواعد الإيمان ) هرطقوا بعضهم البعض وكفروا بعضهم الآخر فاختلفوا حتى في مناسباتهم الدينية اختلفوا في ولادة المسيح وقيامته وكأن مسيح احدهم ليس الآخر وبالفعل هو كذلك لكون المسيح العقائدي يتبع أيديولوجية وضعها ” الباحثين ’ القديسين لتلك العقيدة “ وبما اننا نتكلم عن العقيدتين الرئيسيتين ( الكاثوليكية والارثدوكسية فابسط مثال نسوقه لكم من ” قانون الإيمان “ فالعقيدة الكاثوليكية تؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب والأبن ومع الآب والأبن اما الارثدوكسية فتؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب فقط ومع الآب فقط … ولكل من هاتين العقيدتين ” مخارج للتفسير لوضعها في قواعد ايمان مؤمنيها “ ) كذلك امسينا على عقيدة خرّجت نظرية المطهر وصكوك الغفران وعقيدة هرطقتهما … وهلم جرا وكأن كل واحدة منهما تريد ان تسقط الأخرى بل جميع الأخريات فيما بعد ( والويل لمن يجتهد إلاّ نحن !! ) وشعارهم جميعاً (( نحن هم الحق المطلق ونحن هم ” الفرقة الناجية ” والجميع إلى الجحيم )) وبهذا (( مزّقوا يسوع المسيح فاصبح لكل منهم مسيحه العقائدي الخاص ولم يقتصروا على ذلك فحسب بل وصل بهم الأمر ليطالوا سيدة نساء العالمين امه مريم البتول … وكما كان مع يسوع اصبح مع مريم )) ولم ينجوا احداً منهم … انها أهواء السلطة والمال …
المجد لك سيدي في قولك : لا يمكن ان تتبعوا ” تعبدوا “ إلهين ” سيدين “ , الله والمال لأنكم ستثبتون على واحداً وتتركون الآخر …
بل ستثبتون على واحد وتستخدمون الآخر من اجل مصالحكم .
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم حسام سامي 27 / 4 / 2024
الأستاذ حسام المحترم
كالعادة تُتحفنا بالرائع من بحوثك ، اليوم طرقت باباً كان قد أوصد منذ أن خُلق، أوصده المستَغِلون لكي لا نكتشف
الأسرار التي تقع خلف هذا الباب، وأصبح محذوراً علينا ومباحاً لهم، واليوم وبفضل من الله وهمة الباحثين في الشأن الديني
نستطيع أن نطّلع ونعرف ونناقش ونجادل.
الرب يبارك حياتك وأهل بيتك، ونطمع وننتظر المزيد
تحياتي وتقديري
أخوك د. نزار عيسى ملاخا
د. نزار ملاخا المحترم
شكراً لتواصلكم معنا حضرتك ملم بجميع البحوث في الشأن القومي الكلداني خاصةً والعراقي عموماً … فليس غريباً عليك متابعة هكذا مواضيع تميط اللثام عن ما خفيّ او ما يتم اخفاءه بقصد او بغير قصد …
اتعرف عزيزي انني ارسل هذه البحوث لجميع اخوتي الأكليروس منتظراً ان يضيفوا او ينقضوا ما جاء في هذا البحث او في جميع بحوثي التي قررت نشرها ولكنهم والظاهر والعلم عن الرب يسوع ( مقتنعين بل مؤمنين ) ان ما انشره يرتقي لمستوى البحث ( الرصين ) والكثير منهم استفادوا منه
نحن يا صديقي العزيز ننشر فقط ما يخدم فكرتنا من النشر … اي المختصر من البحث
سنقدم اسباب نشر هذا المختصر ونربطه بما نشرنا ليطلّع جمهور المؤمنين على اسباب النشر … تحياتي اخي العزيز الرب يبارك حياتك واهل بيتك
اخوكم الخادم حسام سامي 3 / 5 / 2024