Articles Arabic

المذابح وانواعها ( الجزء الثاني ) خلاصة المذبحة اليهودية

 *** المذبح هو الهوية المعنوية لأي عقيدة دينية وبه يعرف إله هذه العقيدة او تلك
خلاصة المذبح اليهودي :
وكما تكلمنا في الجزء الأول عن تاريخية المذبح اليهودي وتطوّره من خلال ( العهد القديم ) . فأول مذبح عرفته الجماعة اليهودية عن طريق ( إبراهيم وابنه اسحق ) ولو تمعنّا في شكل هذا المذبح لعرفنا انه ( مذبح متنقّل ) أي مرافق لشعب الإله الذي صنع عهداً مع إبراهيم ولكون إبراهيم كان يبحث عن ارض ليستقر بها لذلك كان المذبح يسير مع إبراهيم وإلهه ( من اور الكلدانية قاصدين ارض الموعد ) ولكيّ تكتمل اركان العبادة فلا بد من وجود ( القربان ، الضحيّة ) وذكرنا انها انتقلت من ( القرابين البشرية إلى القرابين الحيوانية ) … لقد بقى هذا المذبح متنقلاً … حتى بعد المتغيرات العقائدية في مرحلة ( موسى ) أي بعد ان كانت ( الشريعة الإلهية التي نزلت عليه في جبل حوريم .. سفر الخروج ) … لقد كان اليهود يتعبدون في ( مذابح مغلقة ومع آلهة غريبة ” فرعونية – البعل ” بعد ان تطبّعوا على ميراث الفراعنة ) … راجع سفر الخروج ولنتذكّر كيف صنع شيوخهم ( البعل الذهبي وعبدوه بمجرد ان غادرهم موسى لأربعين يوماً مما اضطرّه إلى تحطيم لوحي الشريعة عليهم ليدمر عجلهم ويبيد شيوخه ) وبهذا يكون موسى قد ارسى قواعد الشريعة وثبّت ( المذبح وجعله في :” خيمة ” وسماها “ خيمة الاجتماع “ التي احتوت ” تابوت العهد أي لوحيّ الشريعة التي صنعها لتحل محل اللوحين الذين حطمهما على البعل وجماعته ” وأعاد بناء عهده مع الرب الإله ) لكنه في ذات الوقت استفاد من تجربة الفراعنة فأبقى على ( منظومة الكهنة وعيّنهم واسند لهم ادوارهم فكان ” الكهنوت من نصيب سبط اللاويين هارون وأولاده “ يتوارثونها لأجيالهم ) … لحين عهد ( سليمان بن داود ) الذي بنى اول هيكل ( معبد ، بيت الرب الإله ) وبهذا استقر سبطاً واحداً فقط من الاثني عشر سبط لتقديم اضحياتهم ( ذبائحهم ) فاصبح مذبحهم مستقراً ثابتاً في هيكل ( بناية العبادة ” بيت الرب الإله ) وهنا كان لا بد ان يكون الهيكل مقدساً بوجود ( المذبح الثابت المخصص للقربان مع إضافة ” تابوت العهد الذي يضفي قداسة العهد في العلاقة مع الرب الإله ” ) من هنا تكون خصوصية ( بيت الله الواحد والمذبح الواحد والقربان الواحد أي عدم إجازة القربان خارج الهيكل ) … حيث كان الهيكل في ( اورشليم ) التي اكتسبت قدسيتها من وجود الهيكل فيها راجع : متى 21 : 12 و13 … كذلك وهو الأهم الذي فيه يشرح السيد المسيح موقع القداسة من كل منهم محدثاً الكهنة الفاسدين ...
(( متى 22 : 16 – 23 الويل لكم أيها القادة العميان ! تقولون : من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه ، لكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه . 17 فايما اعظم ، أيها الجهال العميان ؟ الذهب ام الهيكل الذي قدّس الذهب ؟ 18 وتقولون من حلف بالمذبح لا يلتزم بيمينه لكن من حلف بالقربان الذي على المذبح يلتزم بيمينه ” فتاوى الكهنة الفاسدين ” 19 فأيما اعظم ’ أيها العميان ؟ القربان ام المذبح الذي يقدس القربان ؟ 20 اما ترون ان الذي يحلف بالمذبح يحلف به وبكل ما عليه ، والذي يحلف بالهيكل يحلف به وبالله الساكن فيه ، 22 والذي يحلف بالسماء يحلف بعرش الله وبالجالس عليه ؟ ))
 وهنا يكون السيد المسيح قد وضع الأسس والقواعد الصحيحة للديانة اليهودية .. وهنا لا بد ان نعرف لماذا أهمية الهيكل ؟ لأنه يحوي ( تابوت العهد ) الذي كان يحوي على ( نسخ لوحيّ الشريعة اضيف إليه عصا موسى ) بعد ان حطمهما موسى على عبدة البعل بعد ان كان يتلقى الشريعة من الرب الإله … فصنع لهما بديلاً ووضعهما في تابوت ( صندوق ) وكان ذاك التابوت يسير مع الشعب والرب الإله يسير معهم قائداً لمسيرتهم وصولاً لأرض ميعادهم … اما عن بقية اسباط اليهود الأحد عشر فقد انظمّوا إلى ابن داود الأكبر ( ابشالوم ) التزموا بالمذبح المتنقّل وكانت عاصمتهم السامرة ودعوا بالسامريين وبهذا أصبحت هناك مملكتين وعقيدتين ( مملكة يهوذا ومملكة السامرة ) على الرغم من انهما ينحدران من ذات النسب والانتماء لكنهما مستقلتين بالحكم وبالعبادة ( مذبح ثابت ” مغلق ” في هيكل ومذبح متنقل ” مفتوح ” في العراء ) والفرق بينهما هو فرق بين عقيدتين …
راجع الكتاب المقدس ” العهد الجديد ” ( اورشليم والسامرة ) وجولات البشارة للسيد المسيح .
  تسلسل القداسة التي وضعها الرب يسوع المسيح :
1 ) الهيكل : لأنه بيت الرب الإله وفيه سمة العهد معه ( لوحيّ الشريعة ) .
2 ) المذبح : لأنه علامة استمرارية العهد مع الرب الإله .
 3 ) القربان : دليل التقرّب من الرب الإله .
 4 ) الكاهن الذي يقدم القربان : الذي لا يسمح ان تمسه النجاسة وإلاّ بطل القربان وتنجس المذبح وهذه كلّها تنعكس على الهيكل .
  تسلسل النجاسة :
1 ) المكان : الذي يفترض ان يكون مقدساً .
2 ) الذبيحة : التي يفترض ان تكون كاملة الخلقة ( ليس فيها عيب جسدي )
3 ) الكاهن او من يقدم الذبيحة : ليس فيه نجاسة .. وهنا النجاسة ليس بالجسد فحسب انما بالفكر أي مختلف مع قواعد الإيمان الديني ، مختلف مع عقيدة إله المذبح ” فيه شرك “ .
يقول النبي إشعيا عن الرب الإله مخاطباً الكهنة الفاسدين (( ذبائحكم ازكمت انفي … اي فسدت ))
ولا بد ان نذكّر ان الفساد ما إذا كان في واحدة من قواعد الإيمان وشروط العهد بين ( الله والإنسان ) سيؤدي إلى الخراب الكبير ..
متى 24 : 1 و 2 : يسوع ينبئ بخراب الهيكل : (( وخرج يسوع من الهيكل . وبينما هو يبتعد عنه ، دنا إليه تلاميذه يوجهون نظرهُ إلى ابنية الهيكل . 2 فقال لهم : ” أترون هذا كلّه ؟ الحق أقول لكم : لن يترك هنا حجر على حجر ، بل يهدم كلّه ” )) وهذا بسبب الفساد والنجاسة التي تمارس في بيت الرب الإله .
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم حسام سامي 12 / 3 / 2024

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • انا بالحقيقة متابع لما ينشره الاستاذ حسام سامي المحترم
    ولكن لدي ملاحظة بسيطة
    الموضوع المدرج بموقع كلدايا مي
    يوجد به نقص كلام وكلام غير مفهوم وهذا ياتي نتيجة الكوپي والادراج بالصفحة
    مثال
    ((براهام فرانسيه اسحق))
    (( من اور الكلدانية دين ارض الحدود ))
    فلا ادري هل جهاز الكمبيوتر مالتي مخترق ولا استطيع القراءة الصحيحة ام هو نقل الموضوع
    ارجو متابعة الموضوع كله وتصحيح الكلام ليبقى الموضوع صحيح ومفهوم
    ولكم الشكر الجزيل

    • مساء الخير اخي يوهانس
      نعم انا لاحظت ذلك والسبب ان كوميبوتري على الوورد العربي بينما الموقع يتعامل بالورد الأنكليزي وهذا هو سبب المشكلة
      سنتصل بالموقع لاصلاح الخلل … شكراً لتنبيهنا … تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 13 / 3 / 2024

  • أحسنت أستاذنا الراقي حسام على هذا المقال الذي يكون أشبه بتفسير لاهوتي
    لكن السؤال هنا كم كاهن يدنّس مذبح الرب يومياً بأفعاله وأفكاره وتصرفاته وكلماته وأقواله

    دمت متألقاً أستاذنا العزيز
    أخوكم د. نزار ملاخا

    • اخي العزيز د . نزار ملاخا المحترم
      سلام ومحبة الرب … بالتأكيد كانت هذه السلسلة نتيجة وضع لنهاية ما وصلنا إليه كعلمانيين ومؤسسات دينية …. لقد عشنا هذه المأساة كل سنين حياتنا كمسيحيين منتمين لمؤسسات عشنا فيها فرقة وعنصرية لا تتناسب مع مبادئ الرب يسوع المسيح والتي درسناها في تلك المؤسسات فلاحظنا الفرق بين ( المعلن والدفين وبين ازدواجية المعايير … بين المصالح والمبادئ القويمة بين المحبة والأنتقام ) لهذا كانت ردّة فعلنا ان دفعتنا لنقدم هكذا بحث ينظر بين واقع معاش وبين مبادئ يصرخون بها يومياً … لقد اعادونا لزمن الرب يسوع المسيح وما كان يعانيه من كهنة رهنوا انفسهم لمصالحهم ونسوا ( مصلحة الله وهي مصلحة كل البشر ) … نعم نحن اليوم نعيش زمن اضمحلال الإيمان وخلق جيل اعمى لا يفهم من حضوره للقداس سوى ان يأخذ القربان فقط ولا يهمه ( الكلمة الإلهية ) نعن ايماننا اتصبح يتمحور على قرص يقدمه كهنة من ( قليلي الإيمان موظفين يستلمون رواتبهم كل شهر ليقوموا بمسرحياتهم فوق خشبة المسرح ) بالتأكيد نحن لا نعمم بل نشخّص ونفرز ( الغث من السمين ) … الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي

Follow Us