هل يسعني ان أكيل لهم الثناء على ما يفعلونـه. لقد اصبحوا للكنيسة علـة العلـل وداءً بلا دواء! فقد تولى كل منهم عرش ابرشيته وشيّدَ له صرحًا او بالأحرى بلاطًا، في حين لم يكن “لابن الانسان” حجر يسند اليه رأسَـه! ومن اين لهم هذه الأموال؟ ولكـن… سيأتي يوم فيه يجفُّ ضرع بقرتهم الحلـوب، فمن سيزوّدهم إذ ذاك بالأموال التي يصرفونها بغير حساب؟ اليس من المعثر حقًا ان يكون لبعض الأساقفة عمارات او بيتان او ثلاثة وحتى اربعة بيوت، في حين ان بعض الفقراء من رعاياهم ومن مدينتهم او بلدتهم لا مأوى لهم، ويضطرون بشّق النفس الى الحصول على بيت او مأوى متواضع لقاء ايجار قد يتعدى امكاناتهم ….
حينما كنت كاهنا في الريف، كنتُ ألاحظ ان بعض رعاة الغنم ينامون في الحظيرة مع أغنامهم في الشتاء، للسهر عليها وحمايتها من اللصوص او الذئاب. فكنيستي اليوم تحتاج الى مثل هؤلاء الرعاة الذين يرافقون مؤمنيهم ويشاركونهم حياتهم ويتفهمون احتياجاتهم. فلا يحق لهم ان يعيشوا مثل أباطرة او اقطاعيين في قصورهم الشامخة، ويستغلون المؤمنين لمصلحتهم الشخصية.
لا عجب في ذلك. الم يقل المسيح: “أيُجتنى من الشوك عنب او من العُلّيق تين؟ ” (متى7:16).
قد يكمن الخلل الأكبر في طريقة اختيار الأساقفة والدوافع الى هذا الاختيار. والجميع يعلمون ان بعضًا من هؤلاء الاساقفة ليسوا على المستوى المطلوب للقيام بمسؤوليات الأبرشيات، ولا تتوفر فيهم الصفات الانسانية والروحية والثقافية، ولا الإدارة اللازمـة. ناهيك عن ان بعضهم يثيرون الشكوك بتصرفاتهم الفظة مع الناس او بأخلاقهم وتعاملهم مع مؤمنيهم، لاسيما الفقراء منهم.
اما معاملة السادة الأساقفة لكهنتهم، فكثيرًا ما تحتاج الى المحبة والاحترام. فالكهنة متعاونون معهم في الرسالة نفسها، وليسوا خدامًا لهم. ويجب ان يكونوا اصدقاء واخوة لهم، كما اوصى قداسة البابا بندكتس السادس عشر في الكلمة التي وجهها الى اساقفة الطائفة في زيارتهم الأخيرة للعتبات المقدسة. ونلاحظ انه نتيجة للمعاملة السيئة التي تلقاها بعض الكهنة من اساقفتهم، تركوا الابرشية، بل الكنيسة الكلدانية، وانضمّوا الى كنائس أخرى. لمـاذا؟ وكأن الأمر لا يعني السادة الأساقفة الأجـلاء.
واين النشاطات الدينية والثقافية والاجتماعيـة في ابرشياتنا؟ وفي خورناتنا العديدة؟ فهل هكذا نحيي الكنيسة ونجدّدها ونجعلها كنيسة تذيع البشرى السارة لجميع شرائح شعبها؟
اقتباس : لقد اصبح الاساقفة للكنيسة علـة العلـل وداءً بلا دواء! فقد تولى كل منهم عرش ابرشيته وشيّدَ له صرحًا او بالأحرى بلاطًا،….. اليس من المعثر حقًا ان يكون لبعض الأساقفة عمارات او بيتان او ثلاثة وحتى اربعة بيوت
اذا كان البطريرك والأب الروحي لأساقفة الكنيسة هو خارج عن القانون وهارب من وجه العدالة، ويؤمن بالنسطورية والابيونية وأن لا اله الا اله المسلمين، والاساقفة الأجلاء يلتزمون الصمت ولا يتجرأ احد منهم ان يرفع اصبعه ويعترض على ذلك او يطالبه بالتنحي عن منصبه، فهذا لا يمكن تفسيره الا على ان الطرفين متفقان ويتبادلان المنافع والمصالح ( باستثناء البعض من الاساقفة النزهاء والامناء وذوي القلوب الطاهرة ) ويستغلون الكنيسة لخدمة مصالحهم الخاصة كما ورد ذكره في الاقتباس اعلاه، ويتعاونون مع ابيهم الروحي حتى لو كان على حساب الايمان والعقيدة الكاثوليكية، لكي يتستر عليهم ولا يكشف اسرارهم وعيوبهم ويفضحهم في الاعلام، وهم بدورهم لا يتدخلون في شؤونه ولا يعارضون افكاره وافعاله وتصرفاته