“اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. ” مت 29 :11
يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف
مقدمة
الآية أعلاه إشارة الى ما يصيب فدّان البقر {أي الزوج} معا فعليهما ان يشدّا بصورة منتظمة لكي يتقاسما الحمل.
في هذا التشبيه يجعلنا المسيح شركاء له في حمل نير العالم لخلاصه وهذا قمة الشرف لنا والفرصة السانحة لكي نبرهن تكريس الحياة لأجل خدمته.
“احملوا نيري عليكم”، أي كونوا تلاميذ لي مطيعين لأمري باعتبار أنى ملك. فان النير يستعار للعبودية، لا 13 :26 و 1 مل 4 :12 وسمّى اليهود الشريعة “نيرا“، اع 10 :15 وغل 1 :5 و 1 تي 1 :6. توقع البعض التحرير من نير الناموس بإزالته لكن لم ينادِ بطرح ذلك النير بإبداله إياه بنيره الجديد وهو ليس بناموس جديد بدل القديم بل هو العتيق مفسّرا موسّع الدائرة ان لم يبقَ شرطًا للخلاص، بل صار قانونا للحياة.
“وتعلّموا منّي لأني” باعتباره انه الله ومعلم ونبي، ومُعلن من الله الاب للناس، كما ابان في العدد 27 ويتمّ ذلك بتعليمه بالكلام والسيرة وبمكوثه بين الناس ولا يأمر بشيء لم يمارسه.
“لأني وديع..” اول ما نتعلم من المسيح الله التواضع لان من يأتي اليه “للمسيح” يدركون الراحة، يو 27 :14 و 33: 16 وكثيرا ما تمّ هذا الوعد في أشدّ المصائب كما شهد بولس بذلك لاختياره إياه بنفسه، 2 كو 10 _ 9 : 12 :” فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. “.
التواضع _ الوداعة في الكتاب المقدس
اللفظة في اللغة اليونانية ” Praus” تعني : “لطيف، متواضع، مراعي لشعور الاخرين ووديع”.
استخدمت مشتقات اللفظة عن الحيوانات أيضا “وديع _ أليف” وفي الناس “خيّر _ كريم”.
الكلمة “وديع _ متواضع” تمثّل السمات الشخصية للشخص صاحب العقلية النبيلة، والحكماء الذين يحافظون على وداعتهم في مواجهة الاهانات، والقاضي المترفّق في قضائه، والملك العطوف في حكمه، لذلك ترد هذه الكلمات كثيرا في صور الحاكم المثالي صاحب المكانة المرموقة.
اللفظة العبرية “ענו _ ענוה _ עני“، متواضع، عاجز عن الدفاع عن نفسه وفقير، مز 9 :25، والفقراء في إسرائيل هم الذين يكونون أصحاب الأملاك، ولقد ظُلِموا فقد عاشوا سجناء فقرهم محرومين من حقوقهم الطبيعية، بل حُرموا من الخير الكثير الذي أراده لهم الله وكانوا في كثير من الأحيان ضحايا الاستغلال وفقدان الضمير، أي 4 :24 ومز 14 ،11 :37 واش 7 :23 .
مع ذلك قام الرب بدور “المتواضع الوديع” في الناموس الموسوي، خر 24 _21: 22 وتث 15 _14 :24 والانبياء، اش 15 _14: 3 وعا 7 :2 و 4 :8 وزك 10 :7 والادب الحكمي، ام 21 :14 و 22 :22 و 20،9:31.
هو يسمع ويساند أولئك الذين لا يجدون رحمة بين رفاقهم الإسرائيليين، أي 15 :36 اش 19 :29 وسوف يعكس أخيرا كل ما هو ليس في صالحهم الان، مز 11: 37 و 46: 147 واش 6 :26، وعلى هذا فقد غيّرت “ענו _ ענוה ” معناها من أولئك الذين كانوا يعانون فقرا ماديًّا، الى أولئك الذين تراهم وهم في فقر مفرط ويواجهون صعوبات جمّة، ولكنهم بتذلل لا يطلبون مساعدة الا من الرب وحده، مز 17 :40: “أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا إِلهِي لاَ تُبْطِئْ.וַאֲנִי, עָנִי וְאֶבְיוֹן- אֲדֹנָי יַחֲשָׁב-לִי:עֶזְרָתִי וּמְפַלְטִי אַתָּה אֱלֹהַי, אַל-תְּאַחַר.” اش 17 :41 و 13 : 49 و 2 :66 وصف 3 :2 و 12 :3 لذلك تستعمل الكلمة أحيانا بمعنى “وديع _ متواضع ومعتدل” عد 3 :12 وجا 8 :6 :” וְהָאִישׁ מֹשֶׁה עָנָו מְאֹד מִכֹּל הָאָדָם אֲשֶׁר עַל-פְּנֵי הָאֲדָמָה.כִּי מַה-יּוֹתֵר לֶחָכָם, מִן-הַכְּסִיל; מַה-לֶּעָנִי יוֹדֵעַ, לַהֲלֹךְ נֶגֶד הַחַיִּים وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.لأَنَّهُ مَاذَا يَبْقَى لِلْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنَ الْجَاهِلِ؟ مَاذَا لِلْفَقِيرِ الْعَارِفِ السُّلُوكَ أَمَامَ الأَحْيَاءِ؟”. المفهوم المسيحي للتوراة يصوّر الله الملك على انه المُعين لكل الذين حُرموا من حقوقهم وكل المحتاجين، مز 72 ، 4 : 45 واش 4 :11 و 1 : 60 وفي زك 9 :9 لقب شرف اعطي للمسيح الموعود، وهو يركب على الحمار، وهو الحيوان الذي كان يستخدمه المهمّشون في المجتمع بدلا من الحصان، وهي طريقة تؤدّي الى الفقراء، والذين حُرموا من حقوقهم لكي يمنح لهم السلام.
“الوداعة _ التواضع”
هذه من سمات المسيح، شَجب المسيح استخدام القوّة لتحقيق حكم الله، واعماله على الأرض هي الاعمال التي تأتي بالخلاص دون استخدام القوة او الحرب، مت 29 :11 و 5 : 21 وزك 9 :9.
يشدّد مت 29 :11 على التواضع البشري للمسيح ـ ويذكر بولس 2 كو 1: 10 كسمات لموقف يسوع تجاه الناس.
هذه الألفاظ ومشتقّاتها تأتي في قوائم الفضائل كتعبير عن المحبة المسيحية كو 12 :3 و 1 تي 11 :6 و1 بط 4 :3 وعن “الحكمة التي من العلى” يع 17 :3 وثمر الروح القدس غل 23 :5 وهي نهج حياة، في 5 :4 وتي 2 :3 ومع من ارتكب خطية 1 كو 21 :4 وغل 1 :6 و 2 تي 25 :2 و1بط 15 :3 العيش في الاضطهاد و 1 تي 3 :3 ويع 13 :3. هذا المفهوم يساعدنا على فهم نص مت 5 :5 وبالنظر الى الفعل “يرث _ ورث” في تث 1 :4 و 20: 16 ومر 11 :37 و 35: 69 وغاية يسوع وراثة ارض الموعد الجديدة، لأنه عن طريق التواضع ندخل لملكوت الله.
الله يبغض المتكبّر، ام 5 :16ويصرخ وما من مجيب، اش 15 :1 ومن لا يقيم الوصايا غير مقبول ملا 10 :1 ويقدم تقادم لا تقبل اش 12 :1 وار 21 :7، ننال الملكوت ام 34: 3 ولأنه حظي بنعمة الله يستجاب على الفور اش 24: 65 ويعمل بالوصايا بفرح، جا 7 :9 قارن ملاخي 4 :3.
التواضع هو كبح الذات وسحق النفس امام الله وكأنّ الشخص غير كائن امام الرب.
التواضع _ الوداعة، هو السلّم للقداسة مز 9 :25 : “يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ.יַדְרֵךְ עֲנָוִים, בַּמִּשְׁפָּט; וִילַמֵּד עֲנָוִים דַּרְכּוֹ.”.
والتواضع أساس مخافة الرب، ام 4 :22 وحلول الروح القدس على المتواضع، اش 15 :57.
خلق الله الجبال والتلال وحلّ الروح على جبل سيناء على المتواضع، اش 26 :16 والمتواضع الوديع يحيا في الحياة الأدبية مز 6: 138 العدد 3 :12 وام 4 :22 משנה אבות ד’ טו.