* تنويه وتذكير:
قبل التَعَرُف على محطتنا التالية من علامات مضيئة في كنيستنا الكلدانية العريقة. أحببت أن أُنَوّه بأني أكتب ما أكتب من خلال ملاحظاتي وخبرتي ورؤيتي الشخصية لهؤلاء الظواهر الفذة وليس بالضرورة ان يكون لي أي معرفة شخصية لهؤلاء مع اني عايشت بعضٌ منهم عن قرب فتأثرت بأفعالهم وأقوالهم وطروحاتهم، فكان لزاماً عليٍّ وللمنفعة العامة لكل أبناء كنيستي الكلدانية أن أسلط الضوء عليهم ليكونوا أمثلة حيّة للعطاء والبناء الروحي والآنساني على السواء. ليس بالضرورة كما سيرى أخي القاريء في الحلقات القادمة بأن هذه العلامات المضيئة تنحصر على الآكليروس فقط. دعوتي لكل من يرى أي نقطة مضيئة هنا وهناك وأحّبَ المشاركة ومن على هذا الموقع “أنا كلدايا” له منا كل الحب والتقدير والدعم وهكذا سنتغاير في عمل الروح لتغدو حياتنا جميعا مضيئة ليَسْهٌل علينا تعقب خطوات الرب يسوع واللقاء به يوماً في الملكوت.
علامات مضيئة في كنيستي الكلدانية (4)
مايكل ج. بزي، القس الفخري
الأب. مايكل ج. بزي، ولد في تيلكيـﭘـي، العراق عام 1938 وسيم كاهنًا كلدانيًا كاثوليكيًا في بغداد عام 1964. ومن عام 1964 إلى عام 1972، خدم في تيلكيـﭘـي كمساعد قس ومسؤول للشباب. في عام 1969 نشر كتابًا باللغة العربية بعنوان تيلكيـﭘـي: الحاضر والماضي. وفي عام 1972 حصل على منحة دراسية لمواصلة الدراسة في روما. درس لمدة عامين في جامعة Lateran وحصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي ودبلومتين، واحدة في وسائل الإعلام والأخرى في ديناميات الجماعة.
“للوصول للسماء لانحتاج الى طيارة!! بل الى الإيمان بالله ومحبته اللامتناهية“
الكاهن يجب أن يكون عارفًا ومتعلماً ”وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ” ومفتاح المعرفة هو الكتاب المقدس، كلمة الله، الوصية الحية، لذلك أنت أيها المدعو للكهنوت لكيما تكون معرفتك قوية وسليمة فيجب أن تكون مبنية على أساس الكتاب المقدس.
عند وصوله إلى الولايات المتحدة في 20 يونيو 1974، قام بتدريس الكتاب المقدس لمدة خمس سنوات فيOshkosh, Wisconsin وفي جميع أنحاء أبرشية Green bay. ونشر هناك كتابين باللغة الإنجليزية، أسفار موسى الخمسة (1976) وأخبار متى السارة (1978). انتقل من ولاية Wisconsin إلى Michigan، حيث أسس عام 1979 كنيسة مار أدي الكلدانية الكاثوليكية فيOak Park.. ثم أسس عام 1981 رعية القديس يوسف في Troy,Michigan. في عام 1983 انتقل إلى لوس أنجلوس حيث شغل منصب راعي أبرشية القديس بولس في Montrose في 1 سبتمبر 1985، انتقل إلى سان دييغو وأصبح مساعد القس في كنيسة القديس بطرس. أصبح راعيها بعد وفاة الأب بطرس كّتولا عام 1987.
“He is the mayor of his people,” said Mark Lewis, the mayor of El Cajon“
تصريح مارك لويس، عمدة إلكاهون السابق: “إنه عمدة شعبه”.
لمن عاصر هذا الآب الغيور على شعبه وثقافته وكنيسته بالتأكيد لمس هذا الشغف وكمية الحب الذي يمليء صدره وهذا مادعى عُمدة مدينة ألكاهون أن يُطلِق عليه عُمدة شعبه. يُنظر إلى ألآب بزّي على نطاق واسع على أنه منشئ الجسور الفعّال والمدافع عن ثقافة ولغة شعبه الكلدانية التي لا تزال تجد موطئ قدم لها هنا في أميركا، موجات من الوافدين الجدد إلى أمريكا والتي نظّم لها راعيها بعلاقاته وتعاونه المستمر إيجاد فرص عمل وحياة إجتماعية غنية بالألفة والتفاهم والإحترام.
“”If ever we have any problems, we just need to talk to Father Bazzi and he takes care of it,” Lewis said. “Nothing moves until he says make it move.”
قال لويس: “إذا واجهنا أي مشاكل، نحتاج فقط إلى التحدث إلى الأب بزي وهو يعتني بالأمر”. «لا يتحرك شيء حتى يقول تحركوا».
بكل تواضعٍ وطولِ أناة كان يخدم منذ الصباح الباكر الى ساعات متأخرة من الليل فعندما لا يكون على الهاتف مع رئيس البلدية سابقاً أو أي إرتباطٍ حكومي أو تعليمي آخر، فهو دائماً يكون مع رعيته – يعّمذ الأطفال، ويقيم القداديس، ويقدم المشورة للحزانى، ويقود الأزواج خلال عهود زواجهم لابل ينظم السفرات الترفيهية للجالية، ويمكنه سماع الاعتراف بثلاث لغات. كانت مثل خلية النحل عند مكتبه المزدحم، يوزع نسخًا من كتيب “من هم الكلدان؟” الذي ألّفه هو ويُّعلم كيف ازدهرت الثقافة ذات يوم في المنطقة المعروفة في كتب التاريخ باسم “الهلال الخصيب”، وهي الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات. لقد كان ولازال الإبن البار للعراق ولكنيسته الكلدانية المقدسة . كل هذا وهو يقول “أنا خادم. أنا لا شيء”. “أشعر بمعاناة وأذى كل شخص، في كل عائلة.”
لطالما أراد لشعبه أن يحتضن تاريخه الكلداني ويفتخر بلغته الكلدانية التي علمّها لمئات بل إلوف الآمريكان وألّف بها كتباً لازالت الى اليوم مصدراّ مهماّ لجميع الباحثين والمهتمين باللغة الكلدانية. قام بتدريس اللغة الآرامية في كلية Cuyamaca منذ عام 1989. وخلال هذا الوقت نشر العديد من الكتب المدرسية التمهيدية حول الآرامية الحديثة والكلاسيكية. كما نشر أيضًا دليلاً إرشاديًا بعنوان الكلدان: الحاضر والماضي، وطبعة من القداس الإلهي مع أعمدة متوازية باللغات الآرامية والعربية والإنجليزية. كما أنشأ مجموعات لدراسة الكتاب المقدس للشباب والكبار وأدار دروس التعليم المسيحي يوم السبت لأكثر من 600 طالب سنويًا. في أكتوبر 2012 نشر كتاب “اعرف إيمانك عام الإيمان” باللغتين العربية والإنجليزية.
لقد كان لي عظيم الشرف وإلامتنان لهذا الآب الحنون الذي رافقني في إكمال تعليمي وتأهيلي الكهنوتي (وإن لم تكتمِل رسامتي)
لقد كانت حياتك كما يقول المزمور الآول “وفي ناموسه يلهجُ نهاراً وليلاّ” وإنجيلك أمامك كل يوم وإن مر يوم دون أن تقرأ في إنجيلك الخاص لا تحسبه من حياتك، تدرس في كتابك المقدس وتعيش في الأسفار وتتعلم منها وتُشبع بها مخدوميك، هذه كانت مسؤوليتك الأولى وهذا كان مفتاح المعرفة وقد حرستَ نعمة كهنوتك بإتضاعك وطيبة قلبك وصرت كاهناً تخدم الناس عاملاً بمبدأ أمنا العذراء “أنزل الآعزاء عن الكراسي ورفع المتّضعين” فأثبّت بإن مفتاح النعمة هو اتضاع الإنسان وتخليه عن ذاته. لقد عكست أبوتك في عمل تَفَقٌد لكل أحد منشعب رعيتك، الأبوة تعني أن يتعب الإنسان ويحتمل “مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ”
لقد أسديت وأوفيت أبتي العزيز لك مِّنا كل الحب والإحترام ودمت في رعاية أمنا العذراء
الشماس الانجيلي صباح حنا الشيخ