كلدايا مي: نختار مواضيع التي تعالج ظروف اليوم اتعس مما كان يوم امس
مـا أجمـلَ تركيبـة كنيستـي !
هرم شامخ تبلغ قمته السماء، حيث يشرف الرّب يسوع على كيانها ومسيرتها، تحت إدارة رعاة أقامهم ليواصلوا عمله في العالم. هرم رائع، يقف الحبر الأعظم في قمته ويستمد سلطته الشاملة من سلطة المؤسس الإلهـي، ويمارس هذه السلطة عن طريق الإدارة والتعليم وتوجيه المؤمنين نحو الحقيقة والمحبة. وانا أقف إجلالاً امام الأحبار الأعظمين الذين منحهم الله كنيسته المقدسة في جميع الأجيال، ولا سيّما في هذين القرنين الأخيرين. لقد انتزعوا إعجابَ البشرية كلها باستقامة حياتهم وصفاء تعاليمهم وشجاعتهم في إعلان الحقيقة من خلال إرشاداتهم وتوجيهاتهم ولقاأتهم مع البشر، مع الكبار والصغار، ولا سيّما مع الشباب. انهم حقًا منائر مضيئـة تبث النور والحق للبشرية كلها…
ويتألف هرم كنيستي أيضًا من الرئيس الأعلى للطائفة، وهو غبطة البطريرك، ثم من الاساقفة والكهنة والشمامسة. وتتكون قاعدة هذا الهرم من المؤمنين الذين أُطلـقَ عليهم لقب العلمانيين.
وأودُّ ان ألقي هنا نظرة بانورامية على كلٍّ من هذه الفئات
1- البطريرك
يتم انتخاب بطريرك كنيستي في سينودس أي مجمع يشترك فيه جميع أساقفة الطائفة. ولا اريد هنا ان اذكر ما يعتور مجامع كنيستي المقدسة من الشوائب، في طريقة انتخاب البطريرك التي لا تخلو من اعتبارات عنصرية ومن تأثيرات مادية ووعود عرقوبية، وربما أيضًا من ضغوط سياسية. مهما يكن من أمر، فالبطريرك هو رئيس كنيستي، وعليَّ ان أكـنَّ له كل الحب والاحترام والطاعة. انه الرأس المدبّر لكنيستي، وهو الذي يجب ان يثير فيها مختلف المبادرات والإجراأت – على الصعيدين الرسمي والديني – التي تفضي إلى إنعاش الروح الإنجيلية في الكنيسة كلها. أنا لا اقتضي من رئيس كنيستي ان يصنع العجائب والغرائب، ولا ان يكون عبقريًا فـذًّا وسياسيًا محنّـكًا. كلا! بل اتمنى ان يكون مليئًا بالروح الإنجيلية، وان تأتي جميع مبادراته من وحي الانجيل والمحبة الصادقة لا تصنّع فيها ولا رياء ولا ازدواجية. اتمنى ان يكون رئيس كنيستي حرًّا من كل الضغوط التي قد تهدّد إدارته: ضغوط المال والسلطة والعنصرية، وضغوط الساسة وعظماء العالم. أجل، ان يكون حرًّا بالحرية التي تكلم عنها الرّب يسوع والتي وصفها القديس بولس. على ان تكون هذه الحرية خاضعة لأنوار الروح وان تُعاش لخير الكنيسة العام. اتمنى ان يحيا رئيس كنيستي بحسب روح تواضع المسيح وخدمته، وبحسب روح التجرد والفقر المسيحي. “فان أصل الشرور كلها محبة المال”، هكذا يقول القديس بولس! أتمنى ان يضع رئيس كنيستي طاقاته كلها تحت تصرف الروح لخير الجميع وليس لمصالح ضيقة وشخصية، وان يفعل ذلك بكل استقامة، بعيدًا عن اللف والدوران وعن حياكة المكائد والدسائس. فان هذه أمور مخالفة لمحبة المسيح التي كلها عطاء وانفتاح وسخاء، بدون إقامة وزن لاعتبارات اخرى تافهة، وبدون كلمات معسولة لا طائل تحتها. لا نريد ان نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً! لقد مللنا من الكلام الفارغ، ونريد الصدق والاستقامة والحقيقة التي ترفض كل لبس وغموض وازدواجية في التعامل مع الناس.
لقد قلتُ مرارًا واقول الآن أيضًا بصراحة بنوية، وليس بدافع أي مصلحة تافهة، ولا بمجرد دافع التهجّم والانتقاد الهدام. كلا وألف كلا. فانا لا اريد الا الخير والازدهار لكنيستي. ولكني أقول بأسى ان رئيس كنيستي ضعيف على مختلف الصعـد، في شخصيته وفي إدارته…، في حين ان كنيستي الآن أكثر حاجة من أي وقت آخر إلى رئيس ذي شخصية قوية وإدارة حازمة وروحانية عالية، بالاضافة إلى الكثير من المحبة والتجرد. كنيستي الآن أشبه بسفينة بلا قبطان، أو بقبطان نائم، وهي تهيم في البحر الواسع، وتتقاذفها الأمواج العاتية من كل جهة، وهي تترنح فوق المياه مائلة ذات اليمين وذات الشمال، ومسبّبة الدوار والهلع للذين على متنها. والأمر الأشد مرارة هو ان رئيس كنيستي متشبث بمنصبه – وقد أضافوا إليه صفة أخرى جليلة بسخرية القدر – بالرغم من سنه وعجزه وارتباك إدارته، وكأنه قد صمّم ان يغرق السفينة ويغرق هو أيضًا مع ركابها! اما روما فتبدو وكأنها تنظر الينا بعين اللامبالاة، وكأنها تلتـذّ في ان ترانا نختبر ضعفنا ونتخبط في مصائبنا. انه حقًا لأمر مؤسف… فمن ذا الذي يضع حدًّا لهذه المآسي ويقود السفينة إلى ميناء الأمان والسلام؟ ولا ادري ما الضير من الاستقالة لرئيس بلغ، بل تجاوز، السن القانونية، وهو يدري انه عاجز عن إدارة الكنيسة؟ وانا احسب ان اجمل فعل تواضع يقوم به مسؤول هو استقالته عند بلوغه السن القانونية. واظن ان المسيح نفسه يريد هذه الاستقالة لخير الكنيسة. “واليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسّوا قلوبكم!” ولو ان التواضع قد اضحى عملة صعبة ونادرة عند الكثيرين من رؤسائنا الأجـلاء. ولا يسعنا الا ان نترك حلَّ هذه المعضلة بين يدي الله، وهو أدرى منا بكل ما يؤول إلى خير كنيسته.
ان تعليم السيد لويس ساكو بحسب ما جاء على لسان المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الأول بيداويذ بطريرك بابل على الكلدان لم يكن كاثوليكياً منذ ان كان كاهناً وباعتراف البطريرك ساكو نفسه بذلك.انه يميل الى المعتقد النسطوري ويساهم في نشره، وقد قام بطرح افكاره النسطورية أمام المسلمين وحصل على شهادة ( غير شكل ) حينما كان مطراناً في ابرشية كركوك الكلدانية، والتي جعلته يطالب منذ بداية جلوسه على كرسي بابل على الكلدان باخضاع الابرشيات التي في خارج العراق والتابعة ادارياً للكرسي الرسولي، لسيطرته تمهيداً للانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية الام ( الفاتيكان ) والانضمام الى كنيسة المشرق النسطورية الاشورية، ولكنه ادرك بعد فشل مهمته هذه بسبب رفض الفاتيكان لطلبه، بأنه لم يبقى امامه سوى نشر افكاره ومعتقداته التي تخالف الفكر الايماني الكاثوليكي، وتقوية علاقاته مع المسلمين في العراق لكي يحقق اهدافه، ويتمكن من توجيه الاساءة الى الديانة المسيحية / المذهب الكاثوليكي وتشويه حقيقتها، وبث الفتنة بين المسلمين والكلدان المسيحيين، وزرع الحقد والكراهية في قلوب المسلمين تجاه الكلدان المسيحيين، وبالتالي ترهيب الكلدان واخضاعهم مع كنيستهم لسيطرته.