مقدمة موقع انا كلدايا:
قمة الرجولة والشجاعة والصدق لكاتب وكاهن طرح معاناته وتساؤلاته على كفتي الميزان وكأنه يحمل كنزا على كتفيه ولا يريد ان يلقيه وإن كان ثقيلا كي لا يتحطم إلا ان يجد من يعتني به.
وما كتبه قبل 15 سنة ساري المفعول حاليا وحالة لا تطاق بعد.
حقائق مثل هذه يجب ان تكون مترجمة ليعرفها الاجيال الناشئة في الكنيسة الكلدانية، لربما ينهض من بينهم قادة صالحين للاصلاح.. وإلا.. فكنيستنا حالها حال سفينة تايتانك… وهي اليوم تغرق امام عيون بمن يعتبرون قادتها (الاساقفة) بالاخص.
وايضا نحن بحاجة ماسة الى مثل هذه المقالات لحل ازمة التي يمر بها بطريرك الكنيسة، وهل فعلا سوف نقراء مقالة جريئة تقول كلمة الحق لاصحاب الشهادات الدكتوراه ووو من مطارنة وكهنة ويكون دافعها “غيرة بيتك اكلتني” او مرتاحين بالمثل القائل “ياهو مالتنا بالانكليز”!!!
اليكم ايها القراء الموقع الحق والحقيقة الاعزاء
الجزء الاول
كنيستـي إلـى أيـن؟
رسـالـة شـامـلـة
إلى جميـع أبنـاء كنيستـي
في العـراق وفي المهجــر.
صرخــة استنجــاد
لمعالجة شؤون الكنيسة الكلدانيـة.
أمنيتـي الوحيــدة
ان ارى كنيستي في حالة فضلى،
بهمـة أبنائها المخلصيــن.
الرّب قادر على كـل شـيء،
وصلاة الإيمان تنتزع منه العظائم
فرحماك يا رب، وعطفك وحنانك.
الأب ألبيـر أبـونــا
بغداد، تمـوز 2008
قبل سنتين – أي سنة 2006 صدرَ في لبنان كتاب بعنوان “كنيستي، أين أنتِ، من هويتك وعلاقاتك؟”، كتبَه الأب جوزف هلّيـط، وهو مؤسس دير القيامة في فاريـا (لبنان)، ومن الأشخاص البارزين بروحانيتهم وبغيرتهم على الكنيسة. ويحتوي الكتاب على تحاليل رائعة تتناول حالة الكنيسة في لبنان، وعلى انتقادات لاذعة أيضًا للانحرافات المؤسفة التي طرأت على بعض أوجُـه من هذه الكنيسة. وجاء هذا الكتاب بمثابة صرخة مدوّيـة موجَّهـة إلى المسؤولين عن هذه الكنيسة، وهي تدعوهم لإلقاء نظرة واقعية ونزيهة وشجاعة على الكنيسة وشؤونها في هذا العصر، وإلى وضع الأصبع على الجروح فيها ومحاولة معالجتها، لكي يتسنّى لهذه الكنيسة ان تواصل رسالتها في عالم اليوم بكل واقعية وجرأة.
قرأتُ الكتاب بانتباه وإمعـان، وأؤيّـد المؤلف على معظم ما جاء فيه. وحملتني هذه القراءة على التفكير العميق ثم إلى التساؤل بجـد: وكنيستي في العراق؟ إلى أين هي سائـرة؟
المقـدّمــة
عزمتُ اليوم على التكلم عن الكنيسـة أمي. وما أحلـى الكـلام عن الأم، لا سيّما إذا تفجّر من قلب محِبّ ومخلص. فليس ثمة ابن بار يريد التحدّث بالسوء عن أمـه.
أحبُّ الكنيسة أمـي. فيها وُلدتُ، وقد احتضنتني بالعماد وضمّتني إلى المسيح، وأشرفت على تربيتي في حداثتي، ثم واكبتني في طريقي إلى الكهنوت، ثم في حياتي الكهنوتية ورسالتي. وأنا أيضًا حاولتُ ان اكون لها ابنـًا وفيًا، وبذلتُ جهدي، طوال حياتي، وحيثما تواجدتُ، لكي اخدمها بإخلاص، وذلك بالقول والعمل، ولا سيّما عن طريق الكتابة التي اعتبرها رسالتي الخاصة في الكنيسة.
الكنيسة أمـي! وأكـنُّ لها كل الحب والإحترام والتقدير، مع التعاون البنّـاء. ولا أحد يرضى بالتكلم بالسوء عن أمـه. وكم كنت اتمنى ان تكون الكنيسة أمي كما ارادها المسيح: واعية برسالتها، وعلى مستوى مسؤولياتها. ولكـن….
في الواقع، تحتاج كنيستي إلى نفض الغبار والأتربة التي تراكمت على حياتها وتقاليدها وطقوسها، لكي تظهر من جديد على حقيقتها الناصعة، المنزَّهـة من الطفيليات التي التصقت بها خلال الأجيال، والتي حاولت ان تلوّث دماءَها، وان تشوّه بهاءَهـا.
انا لستُ مصلحًا للكنيسة. إنما يؤلمني ان اراها على الحالة التي هي فيها الآن. وأرى انه لا يحق لي ان ارتاح لهذا الواقع المؤلم. لذا قررت ان أطلق هذه الصرخة المدوّية لأدعو فيها المؤمنين جميعًا إلى الإلتفات إلى هذا الوضع ومحاولة معالجته، بل ادعو الجميع إلى انتفاضة سلمية على التخلّف الروحي المستشري في كنيسة العراق. فان السكوت جريمة تقع مسؤوليتها على كل عضو من هذه الكنيسة، رؤساء كانوا أم مرؤوسين. على جميعنا ان نسعى في إعادة بناء كنيستنا على أسس الإيمان والرجاء والمحبة، وعلى دعائم التواضع والخدمة والتجرد والتضحية، على مثال الكنيسة الأولى في عهد الرسل.
وكانت لي قراءة كتاب الأب الصديق جوزف هلّيـط “كنيستي اين انتِ؟” بمثابة مهمار أثار فيَّ الألم واستنهض فيَّ الغيرة والشجاعة، وحثّني على عدم الإخلاد إلى الصمت الجبان. لذا فانا احاول تسليط الأضواء على كنيستي، ولست أهدف بذلك إلى كيل الانتقاد اللاذع والهدّام للكنيسة أو لأي من المسؤولين أو المؤمنين فيها. إنما ارمي إلى تشخيص بعض الأمراض فيها، لعلّي بذلك أسهم في مساعدة كنيستي للنهوض من كبوتها، وإلى حثّها على القيام بحركة إصلاح شاملة تطال جميع الشرائح فيها. فكنيستي بحاجة إلى تجديد وإلى نهضـة وإلى إصلاح جذري، وهي بحاجة إلى نفحة جديدة من الروح تهبُّ عليها وتمـلأ أشرعتها وتوليها الطاقة لانطلاقة جديدة نحو الأعالي.
وهنا أودُّ ان أطرح على نفسي وعلى جميع الذين يقرأون هذه الخواطـر ثلاثـة أسئلـة
حول هذه الكنيسـة
1- مـن هـي كنيستـي؟،
2- ما هو وضعهـا اليـوم؟
3- إلـى أيـن هـي سائـرة؟
الى الجزء الثاني
الاسقف ورقة ابن نوفل وابنة عمه خديجة والراهب بحيرة كانوا من اليهود المؤمنين بالمذهب النسطوري في الجزيرة العربية، وقد اخترعوا الاسلام لكي يقضوا من خلال العرب المسلمين على المسيحية / المذهب الكاثوليكي، لأن اقربائهم اليهود عجزوا عن القضاء عليها بأنفسهم اومن منعها من الانتشار، كما يقول مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل : “لقد انتشرت المسيحية ولا يمكن ايقافها، فما علينا سوى تجزئتها الى فصائل مبعثرة عن طريق انشاء كنائس متعددة مختلفة الاسماء والتوجهات”، وكذلك لأن مقولة “شعب الله المختار” باتت تطلق على المسيحيين الذين هم من كافة الأجناس والأعراق والطوائف والقوميات، والذين اختاروا الايمان الحقيقي بالاله الحقيقي يسوع المسيح رب الحياة والموت، ولم تعد تطلق على اليهود أو لم يعد أبناء الشعب اليهودي من أحبة الله أو شعبه المختار بعد ان حكموا على السيد المسيح له المجد بالموت على الصليب.
لقد برزت الأزمة في كنيسة بابل على الكلدان منذ ان اعتلى عرشها السيد لويس ساكو صاحب الفكر القريب من النسطورية، الذي يريد ان يكمل مسيرة هؤلاء الثلاثة مؤسسي الاسلام المذكورين اعلاه، بعد ان حاول ان يقوي علاقاته مع المسلمين لكي يرهب المسيحيين ويقضي على الديانة المسيحية / المذهب الكاثوليكي ويخضع الكنيسة الكاثوليكية في العراق وجميع المسيحيين لسيطرته، فجاءت نتيجة تصرفاته هذه ان انقلب السحر على الساحر، وتم سحب المرسوم رقم 147 منه ، بعد بروز خلافات ومشاكل معه وانكشاف حقيقته ومكره وأكاذيبه.