Articles Arabic

المشهد الرابع من مسرحية البطريرك ساكو / كيف يكون شكل الماكر والمرائي

بدايةً … اعتذر بشدّة لتأخري في كتابة المشهد الرابع والسبب : لكوني لحد هذه اللحظة أعيش في (الصدمة) صدمة كنت اتوقعها لكنني لم اتصوّر حجمها لكونها لا تكشف كم (المرض الفظيع) الذي أصاب صاحبها والذي استفحل به فلم يعد (المريض) يميّز بين (نرجسيته ومراءاته) … لقد اعادتني هذه الحكاية إلى الأيام الأولى عندما اختلفت المؤسسة الدينية الكلدانية في اختيار خلفاً للبطريرك الكاردينال المتنيّح (عمانوئيل دلي) بعد ان اجتمع عليه تكتل مطارنة الشمال ليجبروه على تقديم (تقاعده) وكانت الصراعات في من سيقدم الأفضل لمطارنة المؤسسة ويحقق مصالحهم ليحوز على رضاهم … وهذا ايضاً اعادني لموضوع خطير ومهم جداً قرأته في كتاب العلامة المؤرخ (الأب روفائيل بابو اسحق في كتابه الرائع “النصارى في عهد الخلافة العباسيّة”) على الرغم من أهمية هذا الكتاب إلاّ ان السواد الأعظم من البشر لم يطّلع عليه، يتحدّث المؤرخ عن (الأوضاع الداخلية للمؤسسة الدينية وشرعية تعيين بطريركها بأختيار من “الخليفة” وكيف تجري الصفقات بين الأساقفة للحصول على المنصب ومن المتضرر من هذه الصفقات ومن المستفيد وما مصير المعارضين او المنافسين من الأساقفة صور مرعبة لما كان يحصل آنذاك .. وسنمر عليها لاحقاً بأذن الرب)
الآن لنعود لموضوع (الصعقة والصدمة): يأتينا الخبر كالآتي:
التقى بطاركة الشرق الكاثوليك الموجودون في روما للمشاركة في أعمال سينودوس الأساقفة، وذلك في المعهد الحبري الماروني في روما.
شارك في اللقاء أصحاب الغبطة البطاركة: مار بشارة بطرس الراعي، مار يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، مار ابراهيم اسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، والكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، وروفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك.

وكانت هناك صورة تجمعهم (صورة ولا أروع ولا اجمل منها وخاصةً فيما يتعلّق بتسلسل الواقفين!!) وسنعلّق عليها بتأمل خاص وبقراءة أوجه من في الصورة وأستميحكم عذراً بأنني سألج إلى أفكارهم وسأتكلم عن لسان حالهم واطلب منكم رجاءً وليس امراً ان تركّزوا على الصورة وبالذات على البطريركين ساكو ويونان (شكل الوقفة وتعبير الوجوه)


البطريرك ساكو: ضحكة مصطنعة تحمل في طياتها (مكراً دفيناً) في التصاق مقصود بالبطريرك يونان في رسالة مبطّنة له وللشعب المغيّب: رسالة البطريرك ساكو كما قرأناها من خلال الصورة للشعب: ابشركم يا شعبي من (الحملان النائمين وجالسي المصاطب من المغيّبين) انني تصالحت مع البطريرك يونان بعد ان اهنته في فيديوات سابقة وادنته بالاسم بانه “صديق لريان الكلداني” صاحب ميليشيا بابليون وانه يتقاضى منه الأموال، أي انه يبيع القضيّة المسيحية وشعبه من السريان الكاثوليك وانه مشترك معه في هذه المؤامرة  لذلك عرفت كيف اغدر به وبدرجته الكهنوتية وادخل إلى عرينه في قرقوش لأشعل فتنه لطالما انتظرتها لأنتقم من خصمي السياسي الذي سرق مني ومن خرافي كراسي الكوتا المسيحية ولأجج ناراً كبيرة واقلب عاليها على واطيها ثم انسحب ببطئ وكأنني ذاك ” لملاك” البرئ الذي يلبس رداء القداسة والبراءة!! وهنا لا بد لي ان اقدم لك رسالتي يا غبطة البطريرك يونان:
شيء من التعزيات لأنني دخلت إلى عرينك واستطعت اسقاطك من اعين رعيتك واسقط كل من سار في ركبك في مؤسستك وزعزعت كيانها فباتوا يتخبطون بينهم، يتهم احدهم الآخر بالخيانة لقد نشرت بذرة الحقد فيهم التي سيروونها هم انفسهم، ولكيّ تعرف مدى مكري الذي به استطعت ان اتسلّق كرسي مملكة الكلدان بـ (التمسكن حتى التمكّن) بادعاء المرض لأقنع المؤسساتيين بانني تحت أيديهم ورهن اشارتهم في تنفيذ كل مشتهياتهم لقد (خدعت الذكي فيهم وغدرت بالطامع منهم وصاحب المصالح) انها سنّة (ميكافلي) وعندما حصلت على مبتغاي من الكرسي علمتهم درساً لن ينسوه في (المراءات والمكر والخداع والتحريض وعدم الأمانة وعدم الوفاء بالعهود كذلك علمتهم دروساً في فن السب والشتم ولم ينجوا مني حتى السيد المسيح) لقد بطشت بهم جميعاً فشكّلت تكتلاً عددياً قوياً يتمثّل بجدد لديهم (سوابق) فأسست لهم (اضابير) اهددهم بها ان فكّروا ان يحيدوا عن الدرب الذي ارسمه لهم فحذروا الزوغان، فانا هو المدرسة التي يجب ان تدرّسوا مناهجها وتدرّسوا اجيالكم بها (رحم الرب الإله العلامة المؤرخ الأب روفائيل بابو اسحق وكأنه جالس اليوم بيننا يحكي ما تمر به المؤسسة اليوم كما كانت عليه بالأمس في زمن العباسيين).
والآن لنتأمل رسالة البطريرك يونان: عرفتك منذ اليوم الأول (مكاراً وغدّاراً مخادعاً) فلا تتصوّر ان وجهك الثاني بعيد علينا لقد خبرناك منذ ان حاولت ان تسيطر على (مجلس الكنائس الشرقي) فعلمناك درساً يفترض ان تستفاد منه لكنك وبمرضك (النرجسي) ابيت ان تفهم رسالتنا لك بأن طلبك مرفوض فشننت الحملة على جميع (المفروض ان يكونون اخوتك) لإسقاطهم وكنت تتصوّر انك تستطيع ان تكسب (خرافهم) فتضمّهم لخرفانك لكن مشروعك باء بالفشل العظيم فأصبحت في الساحة تغرّد وحدك فخسرت الكثير من شعبيتك وخرفانك فأصبحت (حضيرتك) شبه خاوية وبدأ معارضيك يكتشفون حقيقتك (المرعبة) لا بل أوصلت كثيرون ليكتشفوا واقع المؤسسات الدينية فلم تصلح مع إلهك كما لم تصلح مع شعبك … وكان من المفترض ان يعالجك اساقفة المؤسسة لكنك بإسفينك الذي وضعته في المؤسسة جعلتهم يتخبطون في الذي (سيخلفك) فلم يجدوا لحد الآن من سيحقق مصالحهم (افضل منك!!) … فما كان منهم إلاّ ان يقولوا بداخلهم (نرجسي نستطيع ان نسيطر عليه بعد ان زادت الضربات على رأسه افضل من ان يأتينا آخر يدمر كل مشتهياتنا فنبدأ نبني لمستقبلنا المجهول معه من جديد وكما المثل الموصلي الرائع [مجنون اللي تعغفوا احسن الف مغّة من العاقل اللي ما تعغفوا] “مجنون الذي تعرفه خير من الف عاقل لا تعرفه”).
فلا تتوقّع منّا ان نسلمك ثقتنا وستبقى منبوذاً من قبلنا واخوتنا في المؤسسات إلى ان يتم معالجتك بآخر ليعود بالكلدان إلى الصف المؤسساتي ولن يعودوا وانت موجود فوق كرسيهم.
الصورة الأخيرة للبطريرك الكاردينال الراعي: انظروا إلى الوجه وتخيّلوا رسالته: هكذا نحن على مر العصور (مصالحنا فوق ايماننا) نمتلك اكثر من وجه (فوجه نقابل به خرفاننا، ووجه نتعامل به بيننا، ووجه حقيقي نحارب فيه بعضنا البعض لأننا نعرف حقيقتنا .. وهذه هي)
يقول السيد المسيح موّجهاً كلامه للكهنة الفاسدين: (( متى 23 ( 13 – 16 ) 13 الويل لكم يا معلمي الشريعة “الكهنة” والفريسيون المراؤون! تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا تتركون الداخلين يدخلون. 14 الويل لكم يا معلمي الشريعة “الكهنة” والفريسيون المراؤون! تأكلون بيوت الأرامل وانتم تظهرون انكم تطيلون الصلاة، سينالكم اشد العقاب.  15 الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحداً إلى ديانتكم، فإذا نجحتم، جعلتموه يستحق جهنّم ضعف ما انتم تستحقون!)) .
اخيراً اسألكم بالرب الذي تعبدون هل كمثل هؤلاء القديسين!!  يستحقون الاحترام .. واسألكم شخصياً لو كان لدى أي واحد منكم أي صديق او شبه صديق يهينه ويتهمه بأنه مخادع يعريه امام اهل بيته ويحاول ان يسقطه بأعينهم فيشتتهم ويبيع قضيّته من اجل حفنة من الدولارات فما سيكون موقفك منه، ثم يأتي بعدها (ليلتصق بك) كما في الصورة … هل (تسنى لك ان تعيش لتسمع وترى هكذا حجم من المراءات والمكر والخداع) قسماً قضيت من عمري للآن اكثر من سبعون عاماً فلم أرى او اسمع او أعيش هكذا لحظات مرعبة صادمة من اشخاص (عاديين جداً) فما بالنا اليوم نلمسها من شخص اقل ما يقال عنه انه (قائد ديني ومعلّم) … ((جيب ليل وأخذ عتابة)) كما يقول المثل العراقي ..
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً
اخوكم الخادم  حسام سامي   27 / 10 / 2023

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الاستاذ حسام سامي المحترم
    الحقيقة مواضيعك كلها اصبحت تؤلم الذين ينتقدونك
    فلهذا تراهم بعنكاوة كوم ينبحون عليك كثيراً
    وخاصة هذا الجرو الهوزي
    فلا تلتفت لهم دعهم ينبحون لان هذه الايام تُرمَى لهُم عضام كثيرة
    لانها قبل الانتخابات
    https://kaldany.ahlamontada.com/t15419-topic
    شكرا لك ولكل متابعي مواضيعك الشيّقة

Follow Us