في الجزء السابق من المقال والذي كان بعنوان: “خلاف ساكو – ريان سيعالج.. ولكن ماذا عن الاسباب والنتائج” قدمنا عرضا تحليليا للاسباب التي تقود الى معالجة الخلاف كما كل الخلافات السياسية التي لا بد ان تنتهي بحل يكون وسطا في بعض الاحيان او لصالح احد الطرفين في احوال اخرى وبحسب ميزان القوة لكل من طرفي الخلاف او لحلفاءه.
بعد يومين من نشر المقال بدات ملامح الحل، او على الاقل الاستعداد للحل، تظهر لدى الطرف الذي رفع سقف مطالبه واغلق كل ابواب الحلول الا الباب الذي يريده هو، وهذا الطرف هو البطريرك الكاردينال ساكو الذي اصر على رفع سقف مطالبه ولوي ذراع رئاسة الجمهورية وكسر كرامة مقام الرئاسة الاولى في البلاد ليعود ويبدأ بالتراجع الذي سيكون تدريجيا بعد ان ادرك، وكما اوضحناها بالتفصيل، ان مختلف المرجعيات الحكومية والسياسية والدينية في العراق لا تعطي اذنا او اهتماما بصيحاته وتهديداته باستقدام الدعم والتدخل الخارجي.
لقد ادرك البطريرك ان قضيته تراجعت دائرة الاهتمام بها حتى بين الاوساط التي لن يقدم او يؤخر موقفها شيئا وباتت قضية مملة بشكل مقالات واخبار على موقع البطريركية بدات هي الاخرى بالتراجع من حيث وزن ومستوى مرسلوها وكتابها، ولتخرج القضية تدريجيا من دائرة الضوء والاهتمام والمتابعة الا لدى بعض الفضوليين من امثالي حيث اتابع واعلق حرصا مني على موقع كنيستي وبطريركيتي الكلدانية والذي كان بهيبته ورزانة الجالسين على سدته موضع احترام الجميع من المرجعيات الحكومية والمجتمعية وليفتقر الان، بسبب الاداء الكارثي للبطريرك الحالي، الى الاحترام الواجب. اني اشعر بالالم والحزن على حال كنيستي الكلدانية التي كانت فخر العراق.
بدايات الحلول..
بدأ البطريرك ساكو خطوته الاولى نحو التماس الحل عندما قبل من حيث المبدأ استصدار مرسوم جمهوري “جديد” والاهم في خطوته انه قبل بعدم الحاجة بالمرسوم الجمهوري والاستعاضة عنه بامر ديواني من مجلس الوزراء في اقتراح يريد به تحقيق امرين، اولهما الخروج من الزاوية الضيقة التي حشر فيها نفسه بالاصرار على الغاء المرسوم الاخير واصدار آخر، وثانيها استدعاء رئاسة الوزراء الى مشهد الحل بما يجعل السوداني وحكمته طوق النجاة للبطريرك.
الا ان النرجسية التي تطبع شخصية البطريرك والتي يبالغ فيها في كل التصريحات والمواقف حتى بات يصور نفسه انه المصيب والحكيم الاوحد وانه مركز العالم انعكست في خطوته لطلب الحلول عندما اصر ان يطرح طريق الحل في رسالة استهلها بمقدمة طويلة من الاساءات الى الرئاسة العراقية واتهامها بالضعف والتبعية والخضوع لارادة اربعة نواب يشكلون كتلة بابليون.
ولتصل النرجسية مداها الاقصى في توجيه اهانة ما بعدها اهانة الى مقام الرئاسة عندما اقترح نصا لمرسوم جمهوري، وليس مضمونا للمرسوم فقط، وترك فيه فراغات رقم المرسوم وتاريخه ليملئها رئيس الجمهورية ويوقعها ويصدر المرسوم. وكأن بالبطريرك ساكو يقول لرئيس الجمهورية كما يقول المعلمون الى الاطفال في المدرسة: املأ الفراغات التالية.
يقول الشاعر أنس شوشان: يا ويلي ما هذا القرف.
في جميع الاحوال فان البطريرك ساكو بدأ بالتراجع التدريجي، ونتمنى ان يستعجل التراجع ويحفظ ما تبقى للبطريركية من هيبة.
ماذا عن الاسباب؟
نكون مخطئين ان الموضوع القائم هو مجرد قضية التولية على املاك واوقاف الكنيسة الكلدانية.
فتلك محلولة من حيث ان المراسيم الجمهورية ليست الطريقة الوحيدة للتولية على الاوقاف. فليس لجميع رؤساء الكنائس في العراق مراسيم جمهورية ولكن جميعهم دون استثناء، حتى من ليس له مرسوم جمهوري، هو متول على اوقاف كنيسته.
موقع البطريركية الكلدانية هو من نشر تولية صدرت من قاضي محمكة المواد الشخصية في الكرادة للسيد ستيفن نائل دانيال وهو علماني، متوليا على اوقاف الطائفة الانجيلية البروتستانتية الاثورية بناء على طلب تقدمت به الكنيسة لتوليته على اوقافها. وبين تقديم الطلب واصدار حجة التولية لم تمض اربعة اسابيع بالسياقات العادية، وبالتاكيد سيكون اسرع في حالة حجة التولية للبطريرك ساكو.
كما ان التهويل بان المليشيات تريد الاستحواذ على ممتلكات الكنيسة والتصرف بها، هو ايضا مبالغ فيه من حيث ان سندات ملكية املاك الكنائس هي باسم الكنيسة ولا يمكن التصرف بها دون موافقتها بشخص المتولي على اوقافها الذي تختاره وتحدده الكنيسة وفق قوانينها واتفاق سينودسها كما حصل الحال مع الكنيسة الاشورية الشقيقفة حيث ليس لبطريركها غبطة مار اوا مرسوم جمهوري ولكن له حجة تولية صدرت بناء على طلب من الكنيسة. إذن ما هي الاسباب او بعضها؟
السبب الاول، وهو من أهم الاسباب، يتمثل في الطموح السياسي للبطريرك ساكو وسعيه للهيمنة على الشان السياسي المسيحي التي تطلبت منه في مراحل سابقة اضعاف واستصغار الاحزاب المسيحية الفاعلة حينها، وتتطلب اليوم ازاحة بابليون واعتماد البطريرك ساكو مرجعية سياسية بالمباشر او من خلال ذراع البطريركية السياسي، الرابطة الكلدانية.
هناك فارق كبير بين القول في الشأن السياسي وبين دخول العمل السياسي واحترافه.
والخيط الفاصل بينهما ليس رفيعا غير مرئيا بل خيط واضح وجلي ومرئي الا لمن لا يريد رؤيته.
ليس من شخص او مؤسسة او حزب تحفظ او رفض ان تقول المرجعيات الدينية قولها في الشان العام، بل هي مدعوة لذلك من موقعها الاخلاقي والمجتمعي الحريص والمسؤول. وهذا ينطبق على البطريرك ساكو الذي كانت مواقفه في الشان العام والمواطنة والعدالة وسلطة القانون وحقوق المسيحيين وغيرها موضع ترحيب من الجميع، ومن بين الجميع الاحزاب السياسية.
ولكن الجميع يرفض ان تتدخل المرجعيات الدينية في تفاصيل الشان السياسي كتسمية مرشحي القوائم الانتخابية او الانحياز الى اي منها او ترشيح الوزراء او المناصب التنفيذية والادارية والدبلوماسية وغيرها مما هو من حقوق وواجبات التشكيلات السياسية والحكومية.
وهذا ينطبق على البطريرك ساكو الذي اثبت انه، ومنذ كهنوته في الموصل واسقفيته في كركوك وحاليا بطريركيته في بغداد، انه يسعى ان يكون شريكا، وفي العديد من الاحيان بديلا، لهذه التشكيلات السياسية مما وضعه في صدام معها جميعا وبحسب الموضوع والاطراف السياسية المعنية. فحتى الحركة الديمقراطية الاشورية التي ايدها عندما كان تركيزه على اضعاف منافسيها صوب عليها سهامه لاحقا عندما دخل كما نقول بالعراقي: عيني عينك الحلبة السياسية ورشح مرشحوه الى البرلمان العراقي حين كان طرفا مشاركا في تشكيل قائمة حمورابي، مما استدعى الحركة الى اصدار تصريح سياسي ضده. وفي هذا السياق ياتي صراعه مع بابليون التي ولاسباب معروفة تهيمن على المشهد السياسي المسيحي، مما يتطلب ازاحتها او تحجيمها لفتح الباب امام البطريرك لتحقيق طموحاته السياسية.
اتابع كتابات كلدانية واتفهمها انها من مبدا نصرة البطريرك والكنيسة مقابل ريان وبابليون، فيقارنوا بين الكاردينالين ساكو والراعي، او بينه وبين اية الله السيستاني من حيث انه كما الراعي والسيستاني يتحدث في الشان العام والشان السياسي وينتقد ويصرخ، فان ساكو يفعل مثلهم أيضا.
كانت ستكون الكتابات والمقاربة صحيحة تماما لو ان البطريرك ساكو كان اكتفى بالتحدث والقول والنقد والارشاد والصراخ عن الظلم والفساد والعدالة ودولة المؤسسات وغيرها كما يفعل الراعي والسيستاني وغيرهما من المرجعيات.
ولكنه، وبعكسهم، يتدخل في التفاصيل السياسية وهو ما لا ولم ولن يفعله الراعي والسيستاني.
ليستمع البطريرك ساكو وكتابنا الكلدان الى البطريرك الراعي في هذا المؤتمر الصحفي بعد لقاءه مع الرئيس اللبناني وكيف انه يرفض وبالمطلق ان يقوم بتسمية وزيرين مسيحيين حتى لو كان ذلك مدخلا لحل ازمة سياسية مستعصية حينها في لبنان.
استمعوا تحديدا الى ما بعد الدقيقة السادسة:
فكيف تجوز المقاربة بينه وبين الكاردينال الراعي او اية الله السيستاني.
فهل سيتوقف عن الفعل السياسي، وليس القول السياسي، بعد حل الخلاف والعودة الى بغداد؟
الاعلام البطريركي ولغة التخاطب:
يكاد يكون الاعلام في عالم اليوم واحدا من اهم مسببات الصراعات والازمات والحروب مثلما هو احد اسلحتها بعد اندلاعها. الاعلام المعاصر بات لا يكتفي بنقل الخبر بل يصنع الخبر. ودور الاعلام في الصراع الحالي لا يختلف عن دوره في كل الصراعات.
العم غوغل يسعف ذاكرتنا اذا كانت مصابة بالزهايمر، فارشيف غوغل واليوتيوب يوثق الظهورات الاعلامية للبطريرك ساكو ليس في مناسبات وانشطة وزيارات كنسية بطريركية فحسب، بل في حوارات ودردشات وتصريحات سياسية فاقت في ساعاتها ساعات الظهور الاعلامي للسياسيين العراقيين والمسيحيين.
واذا كانت ظهوراته الاعلامية تلبي حاجة شخصيته النرجسية وتزيدها نرجسية، وهي الشخصية التي يبحث عنها الكثير من الاعلاميين لكسب الاضواء والمشاهدين لبرامجهم لسهولة استنطاقها لتصريحات تخلق الجدل والقيل والقال، فانها في مقابل ذلك جعلته مادة للتصويب عليها وانتقاد ما يورده فيها من مواقف سياسية ضد هذا او ذاك وبخاصة مع استخدامه للغة لا تليق بالشكل والمضمون بمكانته البطريركية من جهة وبالفضاء الاعلامي من جهة اخرى والذي هو حقل الغام لا بد من الحنكة والدراية واللباقة والدبلوماسية للعبور من خلاله وهذه صفات غابت جميعها عن الظهورات الاعلامية للبطريرك ساكو الذي، بخلاف ذلك، يستخدم لهجة شعبية وبمصطلحات لا تسمعها الا على طاولات مقاهي الرصيف.. كلمات مثل “خان جغان” “مطعطع” و”عجي” و”غشيم“، ومثيلاتها بالعربية التقليدية مثل “جاهل” و”احمق” وغيرها..
يضاف الى ذلك توصيفات قد تكون صحيحة على ارض الواقع، ولكن من غير الجائز والحكمة اطلاقها في الفضاء العام كتوصيف كتائب بابليون بالمليشيا والعصابات في حين انها ضمن الحشد الشعبي الذي شرعنه البرلمان العراقي وخصص له حصة في ميزانية الدولة واعتبره جزءا من تشكيلات القوات المسلحة العراقية.
كما ان نرجسيته وحب الظهور الاعلامي له وافتقاره الى الحنكة في الحديث اوقعه في مطبات يبحث عنها الاعلام المسيس ويريدها من حيث تقديمه على ان له موقف سياسي لصالح هذا الطرف او ذاك من اطراف القوى السياسية العراقية المتصارعة، فدعواته وسط ازمته مع بابليون (وهي من قوى الاطار التنسيقي) للصدر للعودة الى الحكومة وتصريحاته في اربيل تجاه بغداد، وترحيبه ونشره لتصريح هيئة علماء المسلمين السنية المتطرفة هي اصطفافات سياسية لم تساعده نرجسيته على تفاديها.
واستمر وازداد الامر كارثيا في التصريحات الاعلامية وقذف التهم ضد الرئاسة حتى ساواها بداعش.
هذا الاداء الاعلامي الكارثي والعبثي وفر ادلة كافية لاقامة دعاوى ضده بتهمة القذف والتشهير وما يترتب عليها من ملاحقات قضائيةلا تكفي المكانة البطريركية لتحصينه منها، فما يحصن الانسان هو لسانه. السنا نقول: لسانك حصانك، ان صنته صانك.
ولا نستبعد قيام الادعاء العام باقامة دعاوى ضده بتهم اهانة الرئاسة والدولة العراقية.
وللتذكير فقط فان نرجسية البطريرك ورغبته في ان يكون مادة اعلامية مهما كان المضمون والثمن، ليست مستجدة ولم تبتدأ مع الصراع الحالي. فالبطريرك ساكو هو ذاته بالامس القريب عندما كان يطلق التصريحات وينشر المقالات والردود والمناكفات معنا نحن الكتاب من ابناء كنيسته كلما نشر احدنا مقالا على موقع الكتروني ليقوم البطريرك ساكو صبيحة اليوم التالي بنشر مقال لا يخلو من التجهيل والتسقيط بحق الكاتب.
فهل بعد حل الازمة سيزهد البطريرك ويتقشف في ظهوراته الاعلامية؟ وهل سيطور مهاراته في الحوار والتحدث في الاعلام؟
الفوقية في التعامل مع الكنائس
يكاد لا يخلو ايا من مقالات البطريرك ساكو او تصريحاته في هذا الصراع ولسنين قبله من كليشة انا الكاردينال صاحب الشهادات وانا بطريرك الكنيسة في العراق والعالم وهي اكبر كنيسة عراقية واتباعها هم 80% من مسيحيي العراق وغيرها ويطالب بامتيازات شخصية ومذهبية على هذه القاعدة.
فعندما اصدر بيان انسحابه من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق في بداية 2017 برر الانسحاب من هذا الاطار الوحيد لعمل الكنائس العراقية بانه من غير المقبول ان يتساوى هو ورئيس طائفة او كنيسة اخرى محدودة العدد، ودعا الى تشكيل مجلس لكنائس العراق، وليس لرؤساء الطوائف، وهو اقتراح لا غبار عليه ولكن مشكلته كانت في طلبه ان يتولى رئاسته الدائمية البطريرك الكلداني كون الاساقفة والمؤمنين الكلدان اكثر عددا وكما هو معمول به (بحسب ادعاءه) في مصر.
مهلا مهلا مهلا
هذا منطق تترتب عليه نتائج خطيرة.
فاذا كنا نطالب المحاصصة على مبدأ النسبة والتناسب داخل البيت المسيحي المشترك بهويته ورسالته، فكيف لنا ان نعترض، وفي مقدمتنا البطريرك الكلداني الذي يصر دائما، وهو على حق، في رفض المحاصصة بين المكونات العراقية من الشيعة والسنة والاكراد والتي، بخلاف البيت المسيحي، بينها ما بينها من خلافات عميقة ومتشعبة.
ثم ان الكنائس لا تقاس بالاعداد بل بالكرامات، فمهما كانت اعداد مؤمني الكنيسة واساقفتها تبقى كنيسة لها كرامتها المتساوية مع كرامات الكنائس الاخرى. فكم بالاحرى كنائس رسولية تمتد جذورها ووجودها الى الفي عام. ونضيف، ان البطريرك الكلداني، كما بقية البطاركة، يقدمون انفسهم، وهم على حق، بانهم رؤساء كنيستهم في العراق والعالم. وبذلك فان نسبة 80% للكلدان من عدد مؤمني بقية الكنائس العراقية في العالم تكون غير دقيقة بالمطلق.
واخيرا، وهنا يتكشف التضليل، فان مجلس كنائس مصر ليس كما اراد البطريرك تضليل القارئ عنه. فرغم ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية تشكل 95% من مسيحيي مصر، الا ان هيكلية مجلس كنائس مصر واعماله ومقرراته تحقق التكافؤ والمساواة بينها وبين بقية الكنائس ولا تمنح لها او لبطريركها امتيازا في مجلس كنائس مصر.
راجع اللائحة الداخلية للنظام الاساسي لمجلس كنائس مصر، ونقتبس للاختصار:
“اللجنة التنفيذية: أ – تكون مدة رئيس اللجنة التنفيذية سنتين، وبحسب الترتيب الدورى للكنائس الخمس، وتختاره كنيسته من بين ممثليها” وللراغبين في التفاصيل يمكن زيارة الموقع:
ان تعامل البطريرك ساكو الفوقي يبتدأ من تعامله مع اساقفتنا الكلدان، حيث يتجاوزهم ولا يشاورهم في مواقفه وتصريحاته، ويتوسع ليشمل تعامله مع بقية الكنائس على قاعدة انا لست الاكبر فحسب بل انا الاوحد. وقد اعلنها في اكثر من منبر ومناسبة انه يمثل مسيحيي العراق، وفي احدى تصريحاته الغريبة انه استغرب لماذا بقية الكنائس لا تقبله متحدثا عنها مع الدولة العراقية. كيف يتوقع ذلك وهو خرج من الاطار الوحيد للعمل الكنسي المشترك، بل وهو وجه الاهانات مستهزئا بعدد منها.
وفي وجهات النظر الخلافية له مع بعض هذه الكنائس، وتحديدا الكنيسة السريانية الكاثوليكية والتي تشترك مع كنيستنا في المرجعية البابوية، تجاوز حدود اللياقة الادبية عندما خون اساقفتها متهما اياهم ببيع انفسهم، ومكررا ذلك في اكثر منبر اعلامي بينها مؤتمر صحفي مع اجهزة الاعلام العراقية المختلفة، واخرها من على منبر الكنيسة وامام القربان المقدس في عنكاوة، حين توسع في اتهام الكنائس واصفا وفد الكنائس الذي كانت الرئاسة قد دعته للمشاركة في وقفة احتجاجية على حرق القران ومن بعدها جلسة حوار مع الرئيس العراقي حيث قال عنهم البطريرك ساكو ومن على منبر الكنيسة بان بينهم شرفاء، وبمعنى صريح ان بينهم غير شرفاء. وكانه يرث ويستنسخ الاسلوب التسقيطي الذي كان يمارسه النظام السابق باتهام معارضيه بشرفهم.
البطريرك ساكو اعتمد اسلوبا ولغة غير لائقة في التعامل مع الكنائس وهذا هو احد اسباب الازمة الحالية التي ما كانت لتحصل، وما كانت لتتصاعد لو ان البطريرك ساكو كان تعامل على مدى سنين كاخ اكبر بين اخوته رؤساء الكنائس وكان شكل معهم فريق عمل واحد وصوت واحد للتعامل مع الشؤون المسيحية والكنسية ومن بينها الاوقاف.
فهل بعد الازمة سيعمل على احترام الكنائس الشقيقة ومرجعياتها بكراماتها؟ وقبل ذلك بالعمل كفريق مع اساقفة كنيستنا الكلدانية نفسها؟
النتائج:
بعد عرضنا لعدد من الاسباب سنقوم باختصار بعرض سريع لنتائج هذا الصراع السياسي بين البطريرك ساكو والشيخ ريان كلداني.
فنقول وباختصار ان من اهم النتائج التي بدأت وباتت ملموسة لدى الجميع هي:
سقوط الهيبة البطريركية
تشويه الصورة الايجابية والمتراكمة عبر القرون عن الكنيسة ورجالاتها بين ابناءها والمحيط
تعميق الفجوة مع الكنائس الشقيقة
تدهور العلاقة مع الدولة العراقية والشراكة والحوار معها في الامور المختلفة
وهذه جميعها لن تعالج ما دام الكاردينال ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية وانما سترحل الى خلفه البطريرك القادم ليعالجها ويسترجع هيبة ومكانة البطريركية الكلدانية ودورها وهو أمر سيطول، لان من نتائج اداء البطريرك في الازمة انه حقق من خلالها ومن تصعيده لها احد اهدافه بانه لن يتقدم للتقاعد في المدى القريب.