اولاً : بعد اعلان بابليون بيانهم بادرنا لدراسته وتحليله حسب رؤيتنا له :
1 ) استخدم حزب بابليون نص كتابي في بداية بيانهم يبلغون غبطته انهم استخدموا ( الحكمة ) في ادارة صراعهم بدل لغة الشتائم والسباب والتشهير ( غير مجازين شراً بشر وشتيمة بشتيمة … ليذكروه بأنه تجاوز عليهم وشتمهم لكنهم لم يبادلوه بالمثل بل … باركوه واحترموه … ) وهنا يؤكدون ذلك بالفقرة الأخيرة [ الكنيسة وعراقتها ( يوجهون الخطاب للمؤسسة ) اسمى من كل الصراعات اسمى من – منصب البطريرك – نتمنى للبطريرك عودة ميمونة بعد زيارته لأربيل ] وهذا تأكيد منهم على انهم لا يحملون له ضغينة . وانهم مستعدون للتفاوض معه (( بعد ان طلب منهم هو ذاته ذلك ))
2 ) نعود للفقرة الأولى التي يعلنون فيها انه اتهمهم واستغل منبر الكنيسة للتشهير بهم ومهاجمتهم لذلك فهم يوجهون ” رسالة شديدة للعلن “ اي يعلنون عن رسالتهم بالتمسك بها وبشدّة
3 ) يدعون الشعب والجميع للمقارنة بين ( حكمتهم وسكوتهم عن الإساءة وبين تأكيد غبطته الإساءة لهم ) ويستشهدون برسائل الدعم والمساندة من مختلف الجهات ( دينية وسياسية ) وانهم تصرفوا بكل ادب واحترام وقضيتهم باتت معلومة حتى للفاتيكان
4 ) في هذه الفقرة ” رغم تكرار هجمات البطريرك عليهم فلم يردوا بالمثل … “ وهذه وحدها رسالة كبيرة منهم مفادها ** رغم استفزازك لنا لن نقع في المواجهة معك ولن نكرر خطأ ارتكبه المتظاهرون في ساحة التحرير ونسبته لنا عندما مزقوا وداسوا صورك ولن نعطيك المبرر لتشويه صورة الحزب فأنت متحامل علينا منذ ذاك الوقت وتنتظر الفرصة للانتقام ولإيقاع بنا ولن نمكنك من ذلك .. استفزازك لن يحرك فينا ساكناً
هذه هي رسالة البيان وهكذا نحللها … بابليون اليوم فائزون بكل المعايير السياسية لأنهم تعاملوا بحرفية سياسية ( كضمو غيضهم ) وعرفوا من اين تؤكل الكتف … (( مو كل واحد دك بسمار صار نجار .. ولا من صخم وجهه صار فيترجي لو حداد ))
اخيراً ننقل لكم مثلاً للسياسة (( ان اردت الأنتصار في اي قضيّة فعليك ان تحترم منافسك لتعرف نقاط ضعفه وعندها تعرف كيف تواجهه )) هكذا تعاملنا عندما كنّا نمارس عملنا السياسي … رحم الله ميكافيلي واطال في عمر كيسنجر.
ثانياً : غبطة البطريرك ومناشدته حزب بابليون للحوار :
1 ) خروج البطريرك إلى تركيا وحسب المعلن كان بسبب رسامة اسقف … لكن هل سأل احد لماذا الإعلان عن ( الاعتكاف ) في احد الأديرة في أربيل بعد عودته … ؟
2 ) لماذا كردستان وليس تركيا .. ؟ لكون كردستان معروفة بحماية جميع المطلوبين الهاربين من بغداد والمحكومين بقضايا ( فساد ، إرهاب ، خروج عن السلطة .. الخ ) ولنأتي بمثل ( نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وآخرين كثيرين وصولاً لغبطة البطريرك ساكو ) ولهذا تمت زيارة رئيس الإقليم لطمأنته بأنه مرحب به وانه محمي من الإقليم وكذلك زيارته للسيد مسعود البرزاني لتأكيد حمايته … ” اقرأوا بتأني اللقاءات من مصدرها وليس من اعلان البطريركية ” لآنها تُكتَب بقلم غبطته وهي ليست حيادية بل تسوق الأخبار لصالحها.
اذاً سبب عودته لكردستان ( لطلب اللجوء ) لأنه مطلوب في قضيّة مدنية ( التشهير والسب والشتم ) ويفترض به بعد عودته من تركيا ان يتوجّه إلى بغداد لمراجعة المركز الذي استقدمه لتوقيع ( شرط عدم التعرّض لكل من شملهم بالسب والشتم ” تشويه السمعة “ ) ولكنه كالعادة ( معروف عنه نرجسيته بترفعه عن أي اشكال يخص شخصيته لأن الأنا التي رافقته من حين جلوسه على كرس ” امبراطورية الكلدان العالمية “ كانت اعظم ما كشفت عن تصرفاته واقواله ) ولهذا فهو احتمى في كردستان . كأي هارب من وجه ( العدالة البغدادية .. ! ) ولن يستطيع ان يعود إلاّ بمصالحة الطرف الثاني ( حزب بابليون ) واسقاط الدعاوى المقامة ضدّه . وهنا هي الكارثة لأنه سيصبح امام خيارين :
أ ) في حالة التقدم للمصالحة فنعتقد ان شرط بابليون لإسقاط الدعاوى هو ( الاعتذار العلني مقابل الأساءة العلنية ) وهذا اقل ما يجب ان يقدمه لهم لاستعادة كرامتهم ( على اقل تقدير ) وهذا بالتالي سيرفع من شأنهم وسيؤهلهم لعقد صفقات وتحالفات جديدة تتيح لهم حرية تحركاتهم وجغرافية تلك التحركات بالإضافة لكون بابليون يحترمون او متحالفون مع السيد رئيس الجمهورية فلا اعتقد انهم سيقبلون بدون تقديم غبطته الاعتذار للسيد الرئيس على جميع التشهيرات والإساءات والشكاوى والتهديدات التي ( حرض بها ولها غبطته ) … والآن اتتصوّرون حجم الورطة التي ادخل غبطته نفسه فيها وورطنا معه كمؤسسة ودولة …
ملاحظة مهمة جداً : نعتقد ان الوساطات لا تزال قائمة وبكثرة لتجاوز هذا الموضوع لحفظ كرامة غبطته .
ب ) في حالة ان تقفز عزّة النفس لمستوى النرجسيّة ولا تتم موافقته على ذلك فهناك ايضاً خيارين لا ثالث لهما :
الأول : يتم البحث في قرار نقل ( الكرسي المؤسساتي إلى أربيل ) وهذا صعب جداً لكونه سيقلل من أهمية قراره بإلغاء اسم ( بابل من المؤسسة ) ومبررات الإلغاء التي قدمها غبطته وبهذا سيثبت للجميع ان جميع قراراته لا تنم إلاّ على ( هوائيتها وسطحيتها وغايتها هي فرض بصمته للتغيير لإثبات انه عظيم عصره وزمانه ” القائد الضرورة !! ” وهذه ورطة جديدة ) وهذه لن تحل المشكلة لكون الأساءات ستبقى وسيتحوّل الموضوع إلى انتقام وهنا ستكون كوارث
الثاني : الغاء قرار تأجيل انعقاد السينودس ويطلب انعقاده من قبل الأساقفة ويبحث فيه تداعيات الأزمة ثم يطلب الأساقفة تقديم غبطته للتقاعده كحل وحيد كما اعلنه لحفظ ما تبقى من الكرامة لكون التصعيد سوف لن يخدم المؤسسة وستتورّط وتورّط شعبها في محظورات ستندم عليها لاحقاً والتي هي ( ثمرة السنوات العجاف التي ترأس فيها غبطته المؤسسة ) … نعم نحن نعلم يقيناً ان حتى هكذا تصعيد سوف لن يؤثر على علاقة الدولة واطرافها نحو الشعب المسيحي بل سيؤثر على ( الولائيين منهم فقط ) كما أوحى غبطته كونه ” مرجعيّة “ فلا بد ان يكون له ولائيون ( وهؤلاء تجدونهم منتشرون في المواقع الاجتماعية يلطمون في كل تصريح ويسبون ويشتمون ويرقصون على دقات الطبول التي يقرعها غبطته لهم بالمناسبة ليس لهم أي عمق سياسي ولا ديني ولا لاهوتي ومهمتهم فقط وكما استلموها من سيدهم ” السب والشتم والتشهير “ ) ( على الرغم من علمنا ان هناك اطراف اخرى ستستغل هذا التصعيد في كسب بعض الامتيازات لصالحهم بالاعتداء على المسيحيين وخاصة الكلدان ) وهنا ينطبق علينا المثل ( هذا ما جناه علينا غبطته ولم نجني به على احد ) … ونحن نرى ان هذا هو افضل الحلول .
3 ) الجميع اطلع على موعظة غبطة البطريرك في كنيسة ام المعونة في عينكاوا بتاريخ 23 / 7 / 2023 عن ( الابنين الضالين ) الصغير والكبير … (( سنؤجل الحديث عن الأبن الكبير ومن المعني لأن ذلك فيه حديث ذو شجون وعميق وقد تكلمنا عنه في العام 2021 في احد مواضيعنا المنشورة في موقع كلدايا . مي )) اما الصغير موضوع بحثنا اليوم فجاء على لسان غبطته (( أتمنى أن يتوب ريان واسوان وايفان وهبة القس ودريد…الخ حتى يغفر لهم الآب السماوي والكنيسة. لأن الشرّ لا يدوم ! )) . ( بالمناسبة هذا الموضوع سنقدم فيه رؤيتنا اللاهوتية لأن ما طرح فيه خطير جداً ) .
من هنا فنحن نرى في هذه الفقرة دعوة من غبطته لفتح باب الحوار مع حزب بابليون … بعد ان سدّ جميع الأبواب للحوار بفتواه بأنه سيخرجهم من انتمائهم العقائدي والقومي ( الضعفاء وقليلي الحيلة يستخدمون لغة التهديد والصراخ ) …
واخيراً وبعد هذا التحليل من خلال دراسة الحدث نرى وكما اعلناها مراراً وتكراراً ان غبطته يعمل لصالحه فقط وهو لا يتوانى ان يقاتل أي كان لو مسّت مصالحه ولديه استعداد ان يشعل فتيل حرب عالمية جديدة من خلال التحريض على من مس مصالحه من هنا نقول انه ينظر لسحب المرسوم على اساس انه مكتسب شخصي يضاف لقائمة إنجازاته وتم تجريده من هذا الأمتياز على الرغم من ان هكذا مرسوم كان مستوجب النظر فيه من قبل سنوات كثيرة بسبب ( انه يكبل المسيحيين بعبودية مقيتة ويجردهم من حرّيتهم فيجعلهم أولاد ذمّة أي مواطنون من الدرجة الثانية مستوجب عليهم ” دفع الجزية وهم صاغرون ” ) من هنا لا يسعنا إلاّ ان نقدم شكرنا الجزيل لسيادة رئيس الجمهورية على سحب هذا المرسوم المذل ونعده بأننا سنقدم رسالة شكر ومن ضمنها هذه في موضوع مستقل … أما موضوع الوقف المسيحي فقد تقدم مشكوراً سيادته بشرحه وانه لن يخرج عن سيطرة المؤسسة الكنسية وكما هو كان سارياً لرؤساء الكنائس التي لم تحصل على هكذا مرسوم سيسري على الكلدان لكونه ببساطة يعتبر ملك للشخصيّة المعنوية للمؤسسة وفي مضمون ميثاق او دساتير الدول الديمقراطية لا يجوز تجريد الشخصيات المعنوية من ممتلكاتها إلاّ في حالة تأميمها وهذا ليس وارداً في دستورها … من هنا نؤكد ان هذه الفتنة ليست سوى ( مسرحيّة فاشلة ) قادها غبطته لتمرير موضوع تقاعده … ((( فتورّط فيها وورّط المؤسسة والشعب الكلداني وصولاً للعالم فيها ))) هكذا عرفنا غبطته كما عرفناه في تسعينيات القرن الماضي . تحياتي الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
الباحث في الشأن السياسي والديني
اخوكم الخادم حسام سامي 29 / 7 / 2023