Articles Arabic

لـمَن تـشحـذون الأصوات ؟ للبطرك ساكـو أم لريان ؟

كـتابة : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ

كـنت قـد كـتبت مقالاً رُفِع من عـنكاوة (كما أظن) بسبـب إساءة بعـض المعـلـقـين بعـنوان :

دويُّ سـكـوتِـكم صارخ جـداً عـلى إسـتـقالة الـبـطـرك ساكـو … يمكـن قـراءته عـلى الرابـط

https://kaldany.ahlamontada.com/t14368-topic

إنـتـشـرت في الآونة الأخـيرة تراشقات بالكلام والتصريحات والكـتابات والمقابلات المرئـية ، بـين رئيس طائـفة دينية هـو رجـل بشخـصية ومنصب عالمي رُشّـح لجائـزة نوبل يوماً ما ، وهو الـﭘـتـرك ساكـو ، وبين رجل سياسة شاب لا يملك سوى عـدة سنين من الإنخـراط بالسياسة إستمد قـوته ( كما فعل الذين من قـبله ) من أحـد الحـيطان الـقـوية التي بها تمكـن من الحـصول عـلى موقع في الساحة السياسية العـراقـية الغـير مناسبة لمَن يملك قـليلاً من الـقـيَـم الإنسانية لسوء سلوك المهـيمنين عـلى مفاتيح الـقـوة ، والتي تُجـبـر كـلَّ مَن ينخـرط في سوحها بأن يتلـوّن بلونها المخجـل .

نعـم ، الـﭘـتـرك ساكـو مهما كان رأينا في قـراراته خلال فـترة قـيادته فهـو :

رجل دين له هالة ــ منصب الـﭘـتـرك ــ الـذي يعـني رئيس إحـدى أقـدم الكـنائس التي أُسست بأيدي الرُسل .

له شهادات أكاديمية متـنوعة تـزيّـن جـدران منصبه .

له موقع عالمي في الـﭭاتيكان .

له أتباع في كل شبر من الكـرة الأرضية بعـد إنـتـشار أبناء الكـنيسة التي هو رئيسها .

له مؤيدون من داخل الحكـومة العـراقـية (المشبوهة) ومن جميع التخـصصات : دينية قـومية طائفـية سياسية إدارية أمنية قـضائية مالية خارجـية و…..

له لـقـمة في كـل عـشاء أينما دُعيَ ، إن كان خارج العـراق أو داخله .

وحسب مقالنا المنـوّه عـنه في أعلاه ، سكـت الجميع عـندما لمّح الـﭘـتـرك ساكـو بالـتـنحّي عـن منصبه ( طوعاً ) وبعـد أن صرّح به في المقابلة التي أكّـد فـيها قـراره دون أن يسأله المُحاور عـن الموضوع إستـمر نـفـس الصوت الصمت .

واليوم عـنـد إقـتراب تـنـفـيذ الوعـد ( بإعـتـباره كـلمة شـرف ) ظهـرت عـلى الساحة الإعلامية ما لم يكـن خافـياً وبشدة ، خلافات بين الـﭘـتـرك ساكـو والرجـل السياسي ريان الكلداني ، وإنـتـشـرت تعـليقات الـﭘـتـرك نفسه وإعلاميّـوه في موقعه الرسمي . تصريحات كـثيرة تـفـتـقـر إلى الحجة والموضوعـية (عـدا ركاكة اللغة في صياغـتها) . هـذه التصريحات أساءت إلى موقـف الـﭘـتـركـية أكـثر من خـدمتها له ، لأنها تـقارن سياسة (1) شخـص الـﭘـتـرك الذي ــ من المفـتـرض ــ لا يملك عائلة وورثة ليكافح في جمع المال ، ويشتري سيارات مطلاة بالـذهـب أو فـنادق في العاصمة الـفـرنسية ، بل هو راهـب نـذر حـياته لخـدمة كلمة الرب يسوع المسيح وإيصالها إلى أكـبر عـدد ممكـن من الـبشر في العالم عسى أن تـنال نفسٌ أخـرى من الحـياة الأبدية ، وبين (2) رجل السياسة الـذي يحـق له المراوغة والإلـتـواء حسب الظرف كما يفعـل الذين من حوله .

هـذه المعادلة الغـير متوازنة والغـير منطقـية حـرّكـت عـواطف البعـض إلى التسرع في إنقاذ موقـف الـﭘـتـرك بتأيـيـد ! ليس محـبة به بل نكاية بالآخـر (ريان) ، وهذا واضح في هـوية المُسرعـين بالتأيـيـد ، ولكـن سؤالي : أين كانوا عـندما أعـلن الـﭘـتـرك ساكـو إقـتراب تـنحـيته من منصبه ؟ لماذا سكـتوا جـميعاً وبدون إسـتـثـناء ، مما دفعـني إلى كـتابة مقالنا في أعلاه ؟ (دوي السكـوت عالٍ …) ؟ ألا يتضمن تأيـيدهم لذلك الـتـنحّي الطوعي بل فـرحهم بإعلانه ؟. أما اليوم نراهم يسرعـون بتأيـيد الـﭘـتـركـية والوقوف إلى جانبها وبعـضهم يكحّـلونها بـقـولهم أنّ الوقـت غـير مناسب لـتـنحـيته من منصبه الآن ، وبدأوا يكـيلون المديح (المتأخـر) الـﭘـتـرك ساكـو وفي الـوقـت ذاته يعـلـنون موقـفهم المعادي ( المتوقّع ) لريان الكلداني الذين ينـتـظرون فـرصة هـشّة للـتـقـليل مما تمكـن من الحـصول عـليه بالطرق ذاتها التي إشتهـر بها الذين يؤيدون أحـزابهم ، وحـتى الـﭘـتـرك ساكـو يؤيـد أولـئـك الذين حـصلوا عـلى مواقعهم بنفس الأسلوب الذي يحـصل ريان عـليه ولكـن مع قـوى وكُـتَـل اُخَـر .

وبدأ البعـض بالإسراع في تأيـيـد الـﭘـتـرك والوقوف إلى جانبه ، كما يتسرع موقع الـﭘـتـركـية بنشر تلك التأيـيدات والإفـتخار بها ، وآخـرون يكـيلون التهم والكلمات غـير المناسبة ضد مَن يرفـض إعلان تأيـيـده للـﭘـتـرك .

وآخـرون أعـلـنوا بذكاء ورويّة موقـفهم الغـير مؤيـد للـﭘـتـرك ساكـو ولكـن بأسلوب دبلوماسي وضمني لحساسية موقـفهم ومنصبهم .

وآخـرون آثروا السكـوت الذي يتضمن كـثيراً من الكلام ، نـتركه لحـرية كل منهم .

لماذا تـشحـذون الأصوات لصالح الـﭘـتـرك ؟ هـو متهم بقـضية ! والـقـضاء هـو الذي يفصل في مثل هذه الأمور وليس عـدد الأصوات ، لأن الـقـضاء يجـب أن يكـون مجرداً من العـواطف والإنـتماءات ، أما الكـلـداني لو كان قـد جـنى بحق الـﭘـتـرك ساكـو ، فالـقـضاء يجـب أن لا يرحمه . فما عـليكم اِلّا الإنـتـظار . وهـذا يجـب أن يكـون موقـف الـﭘـتـرك ساكـو واِعلامه وليس التراشق بالتهم .

مهما يكن رأينا بريان الكلداني فإنه سوف لا يوجِّه تهمة من هذا النوع إلى رجل بهـذا الموقع لو لم يكـن بحـوزته من الإثباتات الكافـية للوقـوف عـلى منصة المحكمة لو إُسـتُـدرج إلى ذلك الموقـف (لا يوجـد دخان بدون نار) ، وهـذا لا يعـني تأيـيـدي المطلق لهـذا ضد الآخـر ، بل هـو موقـف منطقي يجـب عـلى كل عاقـل أن يتـشـبّـث به ، وليس ركـوب العـواطف وإستغلال المواقـف للتعـبـيـر عـن الأحـقاد الـدفـينة .

لماذا يُلام تـنظيم معـيّن بالوقـوف عـلى مسافة واحـدة من قـضية قـد تصل إلى الـقـضاء الذي لا يحـترم صوته ؟ أليس إحـترام الذات والسكـوت وإنـتظار قـرار القضاء أسلـَـم من التورط في ( أنصر الـدرغا ظالما أو مظلوماً ) ؟ أليس الحق والعـدل أعـلى من المناصب والألقاب والعـواطف ؟ لهـذا كان عـلى الـﭘـتـرك ساكـو السكوت وإستـدراج ريان الكلداني إلى القـضاء وإسكاته بالحق والعـدل والحجة بدلا من شحـذ الأصوات .

لأن في النـتيجة سوف تُـبكم الأصوات وتُغـلق القضية بعـد هذه الزوبعة المقصودة من جهةٍ ما ، ويرجع الكلداني إلى منصبه والـﭘـتـرك ساكـو يـبقى ﭘـتـركاً ، أما الذين وقـفـوا بجانب هذا أو ذاك ، فسوف لا يحـترمهم أحـد بإعلان نـتيجة أو صحة هـذه التهم والتراشقات من عـدمها .

كم أسـدِلَ الستار عـلى قـضايا سابقة أعـلـنـتها الـﭘـتـركـية ضد جهات كـنسية أو غـير كـنسية دون الإعلان عـن ( مَن كان عـلى حـق ومَن كان عـلى باطل ) أو بماذا قـضى القـضاء بها . والله أعـلم

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الأستاذ العزيز مايكل سيبي المحترم

    البطريرك ساكو كان قد صرح قبل فترة ليست قصيرة بأنه رجل دين وان عمله وواجبه هو الصلاة والكنيسة، وطلب من الكلدان ان لا يحملوه بما لا طاقة له، الا انه نسي بأنه عندما كان كاهناً تخلى عن الكنيسة وعن الصلاة ورشح نفسه لمنصب عضو مجلس محافظة نينوى، ثم تمكن الأساقفة الكلدان الأجلاء من اقناعه بالعدول عن رأيه والعودة الى الكنيسة بأغرائه بمنصب الأسقف، أي عاد الى الكنيسة طمعا بالاسقفية وليس من أجل الصلاة وخدمة الكنيسة والايمان بالرب يسوع المسيح والتبشير بالمسيحية، وربما طمعاً بمنصب بطريرك بابل على الكلدان الذي حصل عليه ايضاً ووضع صورته على المذبح المقدس، ولكنه نسي ان يضع هالة حول رأسه
    استاذنا العزيز
    اقسم برب السماوات والأرض بأنني كمواطن كلداني بسيط لن اعترض فقط على وجود السيد لويس ساكو على رأس كنيسة بابل على الكلدان، وانما ايضاً ستغمرني السعادة لو رشح الأخ ريان الكلداني نفسه للمنصب البطريركي الكلداني وحل محله
    وما التوفيق الا من عند الله

Follow Us