بقـلم : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ
يـقـول الـقـس ﭘـيـتـر عـن سؤالي الثاني بشأن مار تـوما والمجـدلية : (( توما الذي *خارج جماعة الرسل هـو ليس مار توما **ضمن جماعة الرسل )) ..
فأقـول : إن أي شخـص ينـتمي إلى جـماعة يُحـسَـب عـليهم ، مما يتـطـلـب منه أخلاقـياً الإلـتـزام ، وإلّا سـتـكـون بـينهم جـدالات وخـتام . إن معـنى الكلام في أعلاه هـو أنّ مار تـوما كان غـير مؤمن فـصار مؤمناً مع جـماعة التلاميـذ ، وهـذه نـتـيجة منـطـقـية تحـدث لغـيـره أيضاً .
وإذا كانت تلك الـنـتـيجة دافعاً للمسيح كي يسمح لمار توما الشـكـوك أن يلمس جـروحه ، فـكم بالأحـرى يُـفـتـرَض أن يسمح للمجـدلية أن تلمسه ، وهي المؤمنة به أصلاً ؟
أما قـول الـقـس المحـتـرم : (( لا توجـد أي إشارة على أن مار توما قـد لمس جـراح الرب ، بل يكـتـفي بقـوله ــ ربي وإلهي ــ )) ! …
أجـيـبه وأقـول : لا بأس ، ولكـنـنا نـقـول أنّ مار تـوما رغـم تـشـكـيكه بالمسيح ، فإن المسيح وافـق عـلى طـلبه مباشرة وبـدون تأخـير ( دون التـكـلم عـن عـدم صعـوده إلى السماء )! بمعـنى أكـرَمه حـين لـبّى طلـبه فـدعاه ليلمس جـروحه ، سـواءاً لمسه فـعـلـياً أم لا !! … ولكـن الموقـف مع مريم المجـدلية يخـتـلـف ، فحـين صاح بإسمها ــ مريم ــ ! عـرفـته ولم تـشـكـك به ، ولم تـطـلـب أن تلمسه ! ومع ذلك حـذّرها ومنعها ! مـبـرراً ذلك بأنه ( لم يصعـد إلى السماء بعـدُ ) ! ومَن يـدري بمريم ! ربما أرادت الإقـتـراب منه للإرتماء عـلى قـدَمَـيه إيماناً به وتعَـبّـداً له وإعـجاباً بقـيامته ! كـيـف لا والرب حـقاً قـد قام من الـقـبـر ( عِـلماً في الحالـتين ــ مار تـوما والمجـدلية ــ لم يكـن المسيح قـد صعـد إلى السماء بعـدُ ) ! وهـذه هي نـقـطة التساؤل عـن الإخـتلاف في تعامل المسيح مع الإثـنين .
ويقـول حـضرة الـقـس أيضاً : ( الرب يسوع المسيح قـد مجـد ، أي يسوع المسيح قـبل الموت هو ((( ليس ))) يسوع المسيح بعـد الموت ــ كجسد من لحم ودم ــ) ….
فأنا أسأله : أي نـوع من يسوع المسيح صار بعـد الموت حـين تـقـول ((( ليس ))) ؟ أليس هـو المسيح نـفـسه ؟ ما الـذي حـدث لجـسده ــ لحـماً ودَماً ــ بعـد موته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الآن إسمحـوا لي بملاحـظة جـديرة : أنا أفـهم كـلمة ــ مُـجِّـدَ أو مُـمَـجّـد ــ بمعـنى مُـنـزّه أو ذو رفـعة وعـظـَـمة وإحـتـرام فائـق وغـيرها من صفات الـتـكـريم ، فـيتـصف المسيح بكـل هـذه الصفات . طيب ثم ماذا ؟ هـل هـذه أفـقـدته صفاته الجـسـدية عـنـد قـيامته ؟ ….. والمسيح يقـول في إنجـيل لوقا الإصحاح 24 : 39 ــ 43
(( أنـظروا يـدي ورجـلي : إني أنا هـو ، جـسّـوني وأنـظروا ، فإن الروح ليس له لحـم وعـظام كما تـرَونَ لي . وحـين قال هـذا ، أراهم يـديه ورجـليه . وبـينما هم غـير مصدّقـين من الـفـرح ومتعـجّـبـون ، قال لهم : أعـنـدكم هـهـنا طعام ؟ فـناولـوه جـزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شـهـد العـسل ، فأخـذ وأكـل قـدّامهم )) .
وأضيف : أليس واضحاً بالإنجـيل أن المسيح (( إحـتـفـظ بجـسده لحـم و دَم ، عـلى الصليـب وبعـد قـيامته )) ؟ وبسبـب ذلك فـرح التلاميـذ وتعـجّـبـوا ! بمعـنى هـو المسيح ذاته الـذي تعاملَ معهم كإنـسان ( قـبل وبعـد الموت ) ، وليس كما يقـول الـقـس ﭘـيـتـر بأنّه ((( ليس ))) ! .
وبشأن المحـور الثاني :
يُـضيف القس الموقـر : (( آثار المسامير والجـنب المفـتوح ليست دليلاً عـلى قـيامة يسوع المسيح . إنها تعَـبّـر عـن قـضية يسوع المسيح الكاملة في مشروعه الخلاصي وهي : (الله) الآب السماوي . وهذه الـقـضية ماتت مع شخـص يسوع عـلى الصليب ، لكـنها أحـيَـت وإنـتعـشت من جـديد بالـقـيامة )) .
فأقـول : إنّ الموت هـو إنـقـطاع الـتـنـفـس وهـو أمر طبـيعي ، ولكـن هـل أنّ ثلاثة أيام في الـقـبـر تجـعـل الأعـضاء تـمحى كـوجـود ؟؟؟؟ وفي حالة المسيح ، هـل فُـنِـيَـتْ الأعـضاء في الـقـبر وغابـت عـن الـوجـود ؟ هـل هـذا معـقـول ؟…
إذا كانت المسامير والجـنب المفـتـوح قـد ظهـرت في جـسمه المصلـوب عـلى الصليب ، ثم ظهـرت منـتعـشة بعـد القـيامة ؟ فـكـيـف تكـون تلك المسامير ــ تحـديـداً ــ مُـعَـبّـرة عـن قـضية ماتت ثم أحـيَـت مجـدداً بإنـتعاش ؟
في الحـقـيقة لـو يسألـنا أحـد : ( ما طـول مـدة بقاء القـضية ميّـتة ) ؟ ماذا سـيكـون جـوابنا ؟
إنه كلام غـير متـرابط !! كـيـف يمكـن أنْ (( لا تكـون ولكـنها تكـون )) ؟ … فالمسامـير والجـنب المفـتـوح هي مسَـبّـبات الموت ولكـنها بقـيـت ظاهـرة عـنـد القـيامة . فإنْ لم يكـن ظهـورها دليلاً عـلى قـيامة المسيح ، هـل أنّ إخـتـفاءها يكـون هـو الـدليل ؟ . إنه كلام بعـيـد عـن المنـطـق وغـيـر معـقـول ؟ ……. آملاً مستـقـبلاً أن أقـرأ كـتابات الموقـر الـقـس ﭘـيـتـر لورنس مع شـكـري له .