أمد/الفاتيكان: قالت صحيفة “تيليغراف” البريطانية إن استقالة أو تنحية بابا الفاتيكان فرانسيس، باتت أمرا قيد التداول تحت ضغط معارضين له؛ يتهمونه بالضعف وباختيارات عقائدية تتراوح بين المثلية الجنسية والإجهاض والتواصل بين المطلقين المتزوجين وعزوبة الكهنة، وهو ما خلق قدرًا كبيرًا من المعارضة المبرمجة التي وصلت الآن ذروتها.
ونقلت الصحيفة تصريحًا بذلك من كاردينال إيطالي تحدث فيه لصحيفة “لا ستامبا”، يوم أمس الأحد، عن خطة سرية على محاور ومراحل مختلفة، أوصلت المسؤول الأول في الفاتيكان إلى مرحلة لم يعد له فيها من خيار سوى الاستقالة.
وكانت شبكة “فوكس نيوز الأمريكية نشرت، يوم أمس الأول السبت، تفاصيل من الخلافات بين البابا فرانسيس ومعارضيه الذين يصفونه أحيانًا بالشيوعية، تضمّنها كتاب صدرت منه نسخ متقدمة بعد ساعات من جنازة البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، وفيه تفاصيل ما وُصف بأنه سنوات من التوتر في الفاتيكان، بين البابا ومعارضيه.
وفاة بنديكتوس فتحت المواجهة
وتقول “تيليغراف” إن الجولة الأخيرة الحاسمة من الحملة ضد البابا الأرجنتيني المولد، انطلقت بعد أيام فقط من وفاة سلفه بنديكتوس السادس عشر.
وأشار التقرير إلى أنه رغم إعلان البابا فرانسيس سابقًا أنه سيستقيل إذا تدهورت صحته، فقد كان من المستبعد جدًا أن يقرر التنحي في وجود سلفه البابا بنديكت على قيد الحياة؛ وذلك لتجنب وجود ثلاثة باباوات يعيشون في الفاتيكان، وهو وضع لم يسبق له مثيل وكان من شأنه أن يحرج الكنيسة الكاثوليكية.
ولكن مع وفاة بنديكت في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أصبحت الاستقالة الآن احتمالا حقيقيا، كما يقول تقرير “تيليغراف”.
وبحسب التقرير، “فتحت الوفاة الطريق أمام المحافظين، الذين يعارضون موقف الفاتيكان الحالي من قضايا عديدة، لبدء التحرك ضده”.
ويضيف التقرير: “لقد نظروا إليه منذ فترة طويلة على أنه ينتقد الرأسمالية أكثر من اللازم ومتحرر للغاية فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، حيث ذهب البعض إلى حد السخرية منه باعتباره شيوعيًا”.
وقال كاردينال إيطالي لصحيفة “لا ستامبا”، يوم الأحد، إن الخطة السرية للإطاحة بالبابا فرانسيس كان لها هدف واحد وهو وضعه تحت ضغط يضطره إلى الاستقالة.
وقال الكاردينال: “إن معارضي البابا فرانسيس يعرفون الآن أنهم أقلية، وإنهم سيحتاجون إلى الوقت لكسب الإجماع “.
وأضاف الكاردينال أن بعض أعدائه يعملون “في الظل”، بينما آخرون يظهرون أكثر انفتاحًا في انتقاداتهم، ومن بينهم الكاردينال جورج غانسوين، الذي شغل لمدة 19 عامًا منصب السكرتير الشخصي للبابا بنديكتوس السادس عشر.
ويشير التقرير إلى أن البعض يصف غانسوين بـ “جورج كلوني الكرسي الرسولي” بسبب مظهره الجميل، وطالما كان ينتقد البابا لكنه في الأيام الأخيرة بات يفعل ذلك بشدة.
وفي مقابلة مع الصحيفة الألمانية Die Tagespost، قال غانسوين إن معارضي البابا من الكتلة اللاتينية الذين وصفهم بـ “الكنز الروحي”، أصابوه بشدة.
وفي الكتاب الذي نشرت منه نسخ أولى محدودة، بعنوان “لا شيء سوى الحقيقة “، وصف رئيس الأساقفة غانسوين (66 عامًا) كيف كان أُصيب بالصدمة الصامتة عندما قام البابا فرانسيس بإزاحته من منصب محافظ الأسرة البابوية في عام 2020.
وقال إنه لم يكن قادرًا على الوصول إلى “مناخ من الثقة” مع فرانسيس.
ومن بين النقاد المحافظين البارزين الآخرين للبابا، ريموند بيرك، الكاردينال الأمريكي، وغيرهارد لودفيج مولر، الكاردينال الألماني وصديق البابا الفخري بنديكت.
ويقال أيضًا إن رئيس الأساقفة تيموثي بروجليو، رئيس المؤتمر الأمريكي للأساقفة الكاثوليك، من بين منتقدي البابا فرانسيس، حيث أخبر إحدى الصحف الإيطالية مؤخرًا أن احتمال استقالة البابا أصبح الآن “أكثر جدوى” بعد وفاة بنديكت.
الكل يعرف بالأزمة
وقالت “تيليغراف” إنه حتى حلفاء البابا فرانسيس يعترفون بوجود انقسام بين المحافظين والتقدميين على أعلى مستويات الكنيسة الكاثوليكية.
وقال المونسنيور فينسينزو باجليا، رئيس الأكاديمية البابوية للحياة: “هناك توترات، كما كان دائمًا في تاريخ الكنيسة”.
لكن آخرين أصروا على أن هناك احتمالا ضئيلا في المدى القصير لتنحي البابا.
ويضيف كاسبر: “واضح أن هناك صدامًا بين التقدميين والمحافظين، لكننا بحاجة إلى مواصلة الحوار بين وجهات النظر المختلفة”.
https://www.amad.ps/ar/post/486936