قرداغ مجيد كندلان
1- كتاب الدم المقدس ، الكأس المقدسة Holy Blood , Holy Grail : كتب هذا الكتاب ميشيل بيخت وريتشارد لي وهنري لنكولن وتم نشر الكتاب عام 1982 .وتضمن الكتاب فكرة خياليــة افتراضية بأن المسيح قـد تزوج مريم المجدلية، والعجيب بان الكـُتاب الثلاثة يعترفون بعدم مصداقية نظريتهم ويقرون ويعترفون انها مجرد نظرية تأمليـة ويتلخص موضوع الكتاب في النقاط التالية :
– وجود اسرار مخفية في قرية رينيه لو شاتو بجنوب فرنسا.
– وجود مجموعة من الاساطير حول الكأس المقدسة تحمل رموزا سرية .
– الكأس المقدسة ترمز الى نسل المسيح من مريم المجدلية .
– زعموا ان مريم المجدلية ذهبت بنسلها الى جنوب فرنسا بعد حادثــة الصلب وحيث تزاوج نسلها مع ملوك الفرنك واوجدوا سلالة الملوك المورفنجيين .
– زعموا بوجود جمعيـة سرية تسمى أخوية سيون مكرسة لاستعادت عرش ملوك فرنسا المورفنجيين الذين حكموا المملكة من سنة 447 الى سنة 751 م .
– حاولت الكنيسة الكاثوليكيــة القضاء على هــذا النسل لكي تحصل علــى التسلسل الرسولي للقديس بطرس بدلا من التسلسل الوراثي من مريم المجدلية .
– هذا النظام يحمي هذه السلالة الملكية التي ربما تكون بالمعنى الحرفي من يسوع .
ويبين ان الروايــة لاتهتم بحقائق التأريخ بل تجعل الخرافة مساوية للحقيقة، وبهذا المفهوم افترضوا تأريخا غير التأريخ وأحداثا ملفقة غير الاحداث التي حدثت بالفعل واعتمدوا علـــى
افتراضات وتأملات وادعاءات وتخمينات وهميــة وقدموها كأبحاث علميــة في حين انهــا تناقض جوهريا مع حقائق التأريخ المدونة والموثقة .
وتتلخص نظريــة الكتاب فــي الادعاء بان السيد المسيح كان يعرف نبوات العهد القديم عن المسيا المنتظر مما جعله يرتب حياته بما يتفق مع هذه النبوات وتزوج بمريم المجدلية ونجى مــن الموت على الصليب وهرب مــع مريم المجدلية الى فرنسا وكان نسلــــه قدماء الملوك المورفنجيين الذين حكموا فرنسا للفترة (447-751) م وكذلك نسله عروش بقية دول اوربا لايزال قائما حتى الان .
وهؤلاء الكـُتاب عديمي الايمان نكروا لاهوت المسيــح وزعموا ان المسيح هــو مجرد نبـي وكان انسانا عاديا فقـــد احب وتزوج مريم المجدلية وانجب ذريــة ذات دم مقدس، ومريم المجدلية هي الوعاء المقدس !
ويشخص الكتاب بان الجريــل (الكأس) موصوف فــي الاساطير حيث ان الكأس التـــي استخدمها يسوع في العشاء الاخير كانت مريم المجدلية الوعاء المقدس، كانت الكأس التــي
حملت سلالـة يسوع الملكية، والرحم الذي حمل ورثة المسيحية، والكرمــــة التي انتجت الثمرة المقدسة. اما افتراضهم بزواج المسيح مــن مريم المجدلية حيث بين الكـُتاب الثلاثة بانهم بحثوا عـن الجزئيات الصغيرة فــي الانجيل قــد تشهد لزواج يسوع بمريم المجدلية وبينوا انها غسلت قدميه، وهــذا الفعل كان شعيرة زواجية عنــد اليهود ايام المسيح!! هكذا جروا وراء اوهام كاذبة حيث لم يذكر الكتاب المقدس ان المرأة التي غسلت قدمي المسيح هي مريــم المجدليـة ولا كان معنـى غسل الارجل شعيرة زواجيــة، فقد غسل السيد المسيح ارجل التلاميذ فـي العشاء الاخير وهل يعني كان هو زوجة لهم؟!!
الرد على انكار لاهوت المسيح وانه مجرد نبي :
استطيع ان اختصر عقيدتنا المسيحية، الاب والابن والروح القدس، في ثلاث عبارات :
ان الله موجود بذاته (الاب)، وهذا الاله الموجود بذاته هو ناطق بعقله (الابن)، وهذا الاله الموجود بذاته والناطق بعقله هو حي بروحه (الروح القدس) .
لقد اهتم الانجيلي يوحنا ان يبين علاقة الكلمة بالله في الازل لندرك ازلية علاقـــة المسيح بالله، وبدأ انجيله (1: 1): في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله .
في البدء كان الكلمة فالمسيح (الكلمة) لم يتخذ شخصيته بالميلاد الجسدي، اي انه ليس مخلوقا بل كان في البدء قائما منذ الازل .
والكلمة كان عند الله والمسيح (الكلمة) لاينفرد بوجوده من دون الله، بل هو كائن في الله .
وكان الكلمـة الله والمسيح (الكلمة) بظهوره فــي الجسد لـم يكـن مجرد انسان او نبـي بل وهو بجوهر الله .
يوحنا بدأ انجيله بتوضيح الكلمة وعلاقته بالله وصفاته الالهية قبل التجسد ليكون هــو اساس معرفتنا له بعــد التجسد بعد ان صار هــو يسوع المسيح. فالذي عمله الانجيلي يوحنا هو انه استعلن سيرة الرب يسوع في السموات عند الله في الازل حتى لا نتوه في سيرته المتواضعة على الارض وحتى لا تصبح بشريته المهانة عثرة لايماننا كما انذر هو بنفسه: طوبى لمـن لايعثر (متى 11: 6 ). فحينما نؤمن بالكلمة في وضعه قبل التجسد يكون ذلك في الواقع هو كمال إيماننا الصحيح بالمسيح، لذلك كان اعتناء القديس يوحنا ان يستهل انجيله بهـــذه السيرة الالهية للمسيح قبل التجسد .
فنحن عرفنا من المسيح نفسه انه قبل ابراهيم كان كائنا وبالتالي فهو قبل ادم بل والخليقــة كلها، قول المسيح لليهود: ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح. فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت ابراهيم؟ قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن (يوحنا 8: 56-58)، قول المسيح (انا كائن) كشف عن كينونته الازلية.
وهنا يتجه الفكر مباشرة الى التعريف الذي عرف الله نفسه لابراهيم اولا انا الله القدير (تكوين 17: 1) ثم لموسى لما سأله هذا عن اسمه، فكان الرد إهيه اشير(الذي) إهيه (خروج 3: 14)، وتفسيره حسب الكتاب المقدس – هامش- (انا هوالكائن) اي (انا الكائـــن بذاتي). وكذلك عرفنا من المسيح نفسه قوله: انتم من اسفل اما انا فمـن فوق. انتم مـــن هـذا العالم اما انا فلست مــن هذا العالم. فقلت لكم انكـم تموتون فـي خطاياكم لانكم إن لـــم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم ( يوحنا 8: 23و24) .
انتم من اسفل اي من الطبيعة الترابية، من الارض، من المحدود الزمني المنتهي الــى الموت. اما انا فمن فوق اي من الطبيعة الخالقة، من السماء، مـن اللامحدود الازلي، من الخالد الابدي، من الحق القائم بذاته والدائم بكيانه .
وهنا ينبغي ان نلاحظ ان طبيعة المسيح هي من فوق، فنزوله إلينا الى الاسفل كان فقـط من اجلنا، واما هو من حيث طبيعته فهو لم يزل من فوق، وهو لـــم يزل موجودا فوق في السماء حتى اثناء وجوده معنا على الارض: ليس احد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء (يوحنا 3: 13) .
اذا يتضح من الشرح البسيط اعلاه ان المسيح هو الكلمة صار جسدا وحل بيننا (يوحنا1: 14)
اي هو الله المتجسد، وان مزاعم دان براون تستند الى خرافات واباطيل ولا تمت الى الواقع
بصلة .
يتبع 3