في إنجـيل يوحنا الفصل (9) نـقـرأ عـن حادثة شفاء الأعـمى منذ مولـده ، في هـذا الحـدث يستـشـيط الـفـريسيون غـضباً عـلى عـمل يسوع المسيح ، ويحاولون أن يُـشَـيطِـنـوا يسوع من خلاله ، لكـن عـمل الرب ونعـمته تـثـبت وجودها في الواقع بالرغم من حجة السلطة الدينية ونـفـوذها القانوني ، ويَـثـبتُ الشاب الأعـمى عـلى موقـفه ، ويهـتـز الأقارب من ترهـيب السلطة الدينية .
هذه الأعجوبة تـنطبق عـلى كاتب هـذا المقال والأب نوئيل ، عـندما أبعِـدا عـن الكـنيسة الكلدانية ، ونـقـول عـلى لسان الشاب الأعـمى : ( إنما أعـلـَـم أني كـنت أعـمى وها إني أبصر الآن ) يو 9/ 25 .
عـندما كُـنا داخل المؤسسة الكـنسية ، حـقـيقةً كُـنا عـمياناً بالسلطة والقانون ، وإذا أردنا يوماً البوح عـن الحـقـيقة ، فإنّ أصواتـنا تُـكـبَح ونُجـرَم ونُحـرَم ، لكـن نعـمة الرب يسوع المسيح أقـوى مِن ظلم السلطة والقانون .
هـذه المعجـزة تكـشف لنا ولكم أيها المؤمنون الأعـزاء سبب موقـفِـنا اليوم في موقع ( كلدايا مي ) ، الذي يعـتـقـد البعـض أن ما نكـتبه في إنـتـقادنا الرئاسة الكـنسية مِن بطريرك وأساقـفة وكهنة هـو رجس من الشيطان ، وكما يُصوَّر لكم مِن قِـبَـل الرئاسة الكـنسية كأنها مواقـف شخـصية عـلى ما إرتكـبته مِن ظلم تجاهـنا . نحـن في موقع (كلدايا مي) ، نطرح مواضيع كـنسية هامة وعـميقة متمثلة بشخصيات دينية أساءَت إلى درجـتها الكهنوتية ومعـنى رسالتها ومسؤوليتها داخل الكـنيسة الكلدانية . عـلى سبـيل المثال : عـندما نـذكـر إسم البطريرك ساكـو أو أحـد المطارنة والكهـنة في مقالاتـنا ، لا نـقـصد هـنا شخصه بذاته ، لكـنـنا نحـدد عـمق القضية المطروحة الـتي ــ مِن خلاله ــ سـبّـبَ ضرراً كـبـيراً في الكـنيسة ورسالتها . ولا يأتي أحـدهم بالـقـول أن الآباء نوئيل وبـيـتر قـد حـرقـوا جميع أوراقهم وروابطهم بالكـنيسة الكلدانية .
إذا كان البطريرك والأساقـفة والكهـنة يعـتـقـدون ذلك فهم عـلى خـطأ جسيم . لأن قـول الحـقـيـقة التي تكـون مرة وقاسية أحـياناً ، لا تعجـب الرئاسة الكـنسية ، لكـنها حـقـيقة واجـب قـولها ، عـلى مثال الشاب الأعـمى حـين قال : ( يسوع جعـلني أن أبصر) . إن كشف الحـقـيقة ليس إنـتـقاداً لشخـوص ، إنما كـشف الحـقـيقة هـو لوضوح الرؤية ، وتعـديل مسار الكـنيسة عـلى مثال مؤسسها الرب يسوع المسيح .
أخـتم مقالتي هـذه بقـول الرب يسوع عـن موضوع شفاء الأعـمى :
( فـقال يسوع : إني جـئـت هـذا العالم لإصدار حكم : أن يـبـصر الذين لا يـبصرون ويعـمى الذين يـبصرون . فسمعه بعـض الفريسيّـين الذين كانوا معه فـقالوا له : أفـنحـن أيضاً عـميان ؟ قال لهم يسوع : لو كـنـتم عـمياناً لما كان عـليكم خطيئة . ولكـنكم تـقـولون الآن : إنـنا نبصر فخـطيئـتكم ثابتة ) يو 9/ 39-40 .
الله يفتح بصركم وبصيرتكم .
الاب ﭘـيتر لورنس