الحلقة الثالثة: البطرك يلغي عـمل الروح الـقـدس

(( إمتلأ الجـميع من الروح الـقـدس ، وإبتـدأوا يتـكـلـمون بألسِـنة أخـرى كما أعـطاهم الروح الـقـدس أن ينـطـلـقـوا )) .. أعـمال 2 : 4

بالتأكـيد الكـل يعـلم حـتى الـبُسطاء من العامة بأن الكـنيسة بصورة عامة والكاثوليكـية عـلى وجه الخصوص ، لها سياق معـين في الإجـتماعات لـتـداول أمورها الروحـية والإقـتصادية والبت في مشاكلها وإيجاد الحلول اللازمة في أية مرحلةِ كانت . وهـذه الإجـتماعات أما محـلية تـشمل كـنيسة واحـدة تُـدعى سينهادوس ، أو عالمية تُـدعى مَجـمَع . وهذا الـتـنظيم الكـنسي هو بالتأكـيد كـتابي ــ مأخـوذ من الكـتاب المقـدس ــ . ونـقـرأ في أعـمال الرسل بصورة جـلية كـيف كان التلاميذ يجـتمعـون للصلاة أولاَ لحـلول الروح الـقـدس والذين بدَورهم كانوا يمنحـوه في سر الكهـنوت لتلامذتهم وخـلـفائهم (ܬܚܠܘܦܐ تحلوﭘـي) والـقـديس بولس في رسالته إلى تيماثاوس أسقـف أفسس أوصى ” أذكـرك أن تضرم أيضاَ موهـبة الله التي فـيك بوضع يـدي” (2 تي 6:1) وقال له عـن رسامته للآخـرين ” لا تضع يدك عـلى أحـدٍ بالعجلة. ولا تـشترك في خـطايا الآخـرين ” (1تي 22:5).

ونحـن في هـذا العـصر الإستـثـنائي مِن تأريخ كـنيستـنا الكـلـدانية حـيث قام ولا زال صاحب الغـبطة لويس ساكـو بإلغاء الروح الـقـدس ودَوره في السينهادوسات منذ أن كان مطراناً ، وذلك بزرع الـفـتـنة تارةً بتـشكـيل تـنظيم (أساقـفة الشمال) السيء الصيت والذي أحال دون إنعـقاد السينهـودس الكـلـداني بالشكل الدوري والمستمر لعـدم كـفاية النِصاب القانوني والتحـريض ضد مثلث الرحمات المرحـوم الكـردينال عـمانوئيل دّلي ، وتارة أخـرى بعـملية التسقـيط اللاأخلاقي الذي إنـتهجه سيادته منذ كان كاهـناً شاباً لإخـوته الكهـنة ، وحـتى المطارنة والبطريرك لم يسلموا من شّـره .

واليوم حـيث ينـتـظر الإكـليروس كافة قـبل المؤمنين بفارغ الصبر إنـقـشاع هـذه الغـمة السوداء التي قـبعـت فـوق الكـرسي البطريركي الكـلـداني المقـدس بتصريح عـن تـنحّـيه قـريـبا ، يحاول غـبطة البطريرك وعـلى النهج نفسه (التسقـيط أو الترويج) .. بالترويج للمطران باسيليوس يلدو معاونه الضعـيف وعـديم الشخـصية عـلى حساب المطارنة الآخـرين ضارباَ عـرض الحائط السينهادوس ولاغـياَ عـمل الروح الـقـدس (إذا كان يؤمن به!) وإذا الروح الـقـدس باقي ! ولم يهـرب من الكـنيسة المؤسساتية ويـفـرّ من بـين الأساقـفة .

فـمحـلياّ يحاول جاهـداّ أن يُـلصِق البطريركـية بالمطران معاونه الـذي يرافـقه في غالـبـية رحلاته الفاشلة محليا ودوليا . فأثـناء زياراته الأخـيرة الفارغة للمسؤولين الفاسدين في الحكـومة العـراقـية والبرلمان قائلاً “ أستاذ مصطفى اقدم لك  خـلـيـفـتي ” وكأنّ كـرسي البطريركية مُـلكا لأبـيه ، وأما دولياّ في روما بمساعـدة ــ أبو يعـﮕـوب ــ في الأردن الذي وكما يـبـدو له ثـقـله في دوائر الفاتيكان لمَكـرماته وتـبرعاته السخـية مدفـوعة الثمن (ماكـو شئ بلاش) وأيضاً تصل إكـراماته لكـرادلة ــ س ، ف ــ في أروقة الفاتيكان ، الذين يَـصطـفـَـون مع البطريرك ساكـو عـلماً أنّ أحـدهم عـدوّه الـلـدود الذي ضغـط عـلى ساكـو للـتـنحّي من كـثرة شكاوي المطارنة عـليه وإسـتهـزائه بقـرارات دائرته .

هذه المسرحـية المقـيتة تجعـل من كـنيسة بابل عـلى الكـلـدان في مّهـب الريح إن لم يتـنـبهـوا إخـوتـنا الأساقـفة للقادم من الآيام ويجعـلـوا أنفسهم خاتماً في أصبع أمير دولة الفاتيكان . نـذكـّـركم أيها الأساقـفة الكـلـدان أنـتم أمراء قـولوا كـلمتكم الأخـيرة بضمير حي أمام عرش الله وحـده وليس غـيره .

كادر الموقع