يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
الاسم موسى:
شخصية توراتية فذّة مشهورة جدا، والاسم الأكثر شهرة بالمجتمع اليهودي. وعن الشخصية “الرمبام ” {הרמב”ם من كبار المفسرين للتوراة} القول المأثور جدا: “من موسى {أي النبي} وحتى موسى {أي الرمبام} لم يقم مثل موسى”.
الكثير من الناس، يعلم ويقتبس النص التوراتي الذي يفسّر معنى الاسم، الخروج 10 :2 : “וַתִּקְרָא שְׁמוֹ מֹשֶׁה וַתֹּאמֶר כִּי מִן הַמַּיִם מְשִׁיתִהו _ وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».”.
إذا التسمية لأنه أُنتِشل من المياه، أي تم إخراجه من المياه.{ Folk etymology حسب التأثيل الشعبي}
الثلاثي “מש”י” لم يرد كثيرا في التوراة إلا بعض مرّات، في 2 صموئيل 17 :22 ومزمور 17 :18 : “יִשְׁלַח מִמָּרוֹם יִקָּחֵנִי יַמְשֵׁנִי מִמַּיִם רַבִּים” .
السؤال:إذا موسى تم انتشاله من المياه، فيجب ان تكون الصيغة ” منشول _מָשׁוּי” ووجب القول :” משה משוי היה” أي اسم مفعول وليس اسم فاعل ” مُنتَشِل”.
في كتاب “לקח טוב, أو פסיקתא זוטרתא”, تفسير للتوراة من القرن الحادي عشر “يقول:” الغاية من الاسم، ان بني إسرائيل انتشلهم موسى وأخرجهم من مصر لذا سُمي موسى لأنه انْتشل الآخرين”. من هنا ندرك غاية التسمية بصيغة “اسم الفاعل _ מֹשֶׁה النّاشل والمُنْتشِل لشعبه”.
وفي لغة الشعر القديمة استخدموا صيغة المجهول “منشول المياه_ المنشول من المياه’משוי מים’ أو ‘משוי ממים'”.
المؤرخ فيلون ويوسف ين متتياهو {فلافيوس} ربطوا الاسم باللفظة المصرية القديمة “مو” والتي تعني “المياه”.
وفي العصر الحديث، القرن التاسع عشر استخدم هذا التفسير كل من المفسرين شموئيل لوتساطو وتسفي هوفمان {ר’ שמואל דוד לוצאטו {الملقّب שד”ל} ור’ דוד צבי הופמן } كذلك المفسّر من العصور الوسطى ابن عزرا {ר’ אברהם בן עזרא רב”ע } تطرق للفظة المصرية رابطا المعنى “المي”.
القيمة العددية للاسم”משה” “Numerology” 345 والمجموع 12 عدد الأسباط والتلاميذ كذلك هو مجموع صلاة : “חזק חזק חזק” كنا قد نشرنا مادة بهذا الموضوع تحت عنوان : “قوّة _ ذينميس”
الاسم مريم _ מרים’
مصدر الاسم بالتوراة “מרים” الأخت البكر لموسى النبي هي التي بدهائها وحكمتها اهتمت لإعادة موسى من بنت فرعون لحضن امّه بذريعة إرضاع الطفل موسى {الخروج 2}.
بعد “قصيدة البحر” التي غنّاها أبناء إسرائيل، قادت مريم النسوة بالدف والغناء وحدهن {الخروج 20 :15 }.
يعود الفضل لمريم بوجود “بئر مريم” البئر العجيبة التي روت بني إسرائيل خلال الترحال بالصحراء واختفت البئر بموت مريم { من الجدير التنويه بالتقليد المسيحي الذي يربط عين العذراء وبئر السيدة بالمياه الخ}.
حسب التقليد اليهودي هذه البئر عبارة عن صخرة تتدحرج مع تنقلات الشعب الإسرائيلي وحين يقفون، تقف الصخرة ويجلس عليها الناس {راجع במדבר רבה, מהדורת וילנא, פרשה א’}.
في أصل الاسم، هناك السموّ والارتفاع وهذا يدل على القيادة والمثابرة والتحمّل {מרים_ רם} كذلك يشمل الاسم ” ماء _מרים_מים” كل سيرة حياة مريم يرتبط بالمياه، من النيل والبحر الأحمر وبئر مريم، ترمز المياه للطهارة والمعمودية حتى، والنقاوة والجريان والتجدد والحياة.
الاسم يعني “المرارة” مرارة معاملة فرعون لبني إسرائيل، قوّة مريم أنها تحوّل الألم والمرارة والحزن لفرح وقيامة وحياة، وكيف هذا؟ بحذف حرف الراء من الاسم نحصل ” مياه مريم _ ميم بالعبرية מרים _מים”.
مريم والدة الإله الم تنقذ البشرية بابنها الله المتجسد المنزّه عن كل خطيئة؟ وحزن مريم والسيف الذي جاز بصدرها ألما وبعدها فرح القيامة وعين العذراء بالناصرة وعين كارم في منحدر كنيسة الزيارة، وبئر مريم السيّدة في بيت ساحور العجيب الذي حسب التقليد شربت منه والدة الإله بطريقها لمصر، وما زال حتى يومنا هذا ومستوى المياه لا يزيد ولا ينقص مهما تمّ انتشال المياه منه بواسطة المضخة! الخ. {عن هذه الأماكن راجع كتابنا : “دليل الكنائس والأديرة}.