الاب نوئيل كوركيس
اليوم لـدينا أكـثر مِن كـرسي بطريركي للكـنيسة التي كانت تسمى بـ (ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ) كـنيسة المشرق أو ــ ܥܕܬܐ ܕܦܪܣ ــ كـنيسة الـفـارس: ((كـرسي بابل عـلى الكـلـدان، كـرسي تـقـويم الـقـديم، كـرسي كـنيسة المشرق الآثورية، وكـرسي المطرابوليط ملابار في جـنوب الهـنـد).
تسمية كـنيسة المشرق:
في وقـتـنا الحاضر لا تصلح التسميّة ــ كـنيسة المشرق ــ إطلاقاً، لأن غالبـية رعاياها يعـيشون خارج البقـعة الجغـرافـية مِن شرق نهـر الـفـرات، وإنهم في طريقهم إلى الإنـقـراض من تلك البقعة إذا استمرت ظروف اليوم لمدة أطـول، مثـلما إنـقـرضت تـقـريـباً كـنيستـنا الكلدانية وبالتمام الكـنيسة النسطورية في تركـيا قـبل أكـثر من 100 عام، (أسميها بهـذه التسمية مع حـذر من الكـثير).
إن جميع التسميات الحالية محـترمة ومحل تقديرٍ عـندي، لأنها تـنبع من تأريخ وحـضارة وثـقافة وميراث تلك الشعـوب التي عاشت في تلك البقع الحـضارية عـلى إمتـداد التأريخ قـبل الميلاد وبعـده أيضاً.
إنّ ثـقافة هـذه الحضارات المدنية والكـنسية أرفعُ من بقعة جغـرافـية، كما أن حـدود الأرض اليوم “دول” وهي إمتـدادات للإنسان البابلي اليوم، كما تـقـول عـونيتا في سـهـدي: ((ܐܬܪܐ ܘܐܬܪܐ ܫܢܝܬܘܢ؛ ܘܡܢ ܡܪܟܘܢ ܠܐ ܫܢܝܬܘܢ؛ ܘܟܠ ܐܬܪܐ ܕܥܒܪܬܘܢ ܒܗ؛ ܣܝܡܬ ܚܝܐ ܣܡܬܘܢ ܒܗ أثرا وأثرا شـنّـيتـون، مِن مَرخـون لا شنّـيتـون، وكل اترا دعبرتون به، سيمت حي سمتون به)).
إنَّ كـلَّ واحـدٌ مِنَ الجالسين سعيدا عـلى تِلكَ الكـراسي يـدّعي بأنه هـو الأصيل، بينما المقابل ينعـت الآخـر بأنه منـشـق! لكـنـنا نـتساءل عـن الحـقـيقة التأريخـية، هل هـؤلاء أصلاء؟ (أقـبَـل بكل رحابة صدر جميع الآراء والـدراسات التي تخالف رأيي! وأترك ذلك للمؤرخـين أن يـبحـثوا في بطون المخـطوطات المطمورة تحـت التراب في الأرض وفـوق رفـوف المكـتبات والمتاحـف)، أم هـل أنّ الخـط الأصيل إنـقـرض؟ وليس له وريث بعـد إتحاد الثاني (مار يوحـنا هـرمز) من الخـط الأصيل (الوراثي بـيت أبونا)؟ الذي كان آخـرُ البطاركةِ من بـيت أبونا في إتحاده مع روما هو مار يوحـنا الثامن هـرمز الذي حـوّل كـرسيّه (مقـرّه) التأريخي من دير ربّان هـرمزد إلى مدينة الموصل وخـلـّـفه بطريرك غـريـب واحـد فـقـط هـو مار نـقـولا زيعا الذي تم تعـينه مِن قِـبَـل روما، هـرب فإسـتـقال ومات في المدينة التي وَلِـد فـيها ــ سلامس خسراوا ــ في إيران ولم يخلـفه بطريرك آخـر من خط مار يوحـنا هـرمز من بيت أبونا، بل سدة عـلى كـرسي بابل عـلى الكـلـدان مطران من خط الكـلـدان (بابل) الكاثوليك في آمد* ومرسوم مِن قِـبَـل مار يوسف الخامس هـنـدي (1781- 1828) في آمد بتاريخ 25 آذار 1825، ورغـم إتخاذه لقـب بطريرك بابل، إلّا أنه لم يحـصل عـلى تأيـيـد من روما والسبب على ما أظن أن روما لم تـرغـب أن يكـون للكـلـدان المتحـدين معها باطريركان (آمد وموصل).
ولكـن البطريرك الجـديد المنـتخـب مار يوسف أودو إتخـذ التسلسل السادس بعـد إنـتخابه بطريركاً لكـنيسة بابل عـلى الكـلـدان، أي أنه إعـتبر مار يوسف الخامس هـنـدي بطريركا رغم (أنف روما) عـدم تأيـيده مِن قِـبَـل روما.
(هـناك بطريرك واحـد فـقـط في سلسلة البطاركة كنيستنا تحـت إسم يوسف في سنة 551- 566 او 552- 567).
الخط البطريركي الجـديد في آمد “كـرسي” (دياربكـر مع كل أسف أن أكـتب هذه الكلمة اليوم في مقال والدموع في عـيني، لأنه لم يعـد في الوجـود كلمة “آمـد” العـظيمة عـلى الخارطة بعـد) يـؤسس له خـطاً جـديداً ام هو امتداد لخط آمد والذي لا يربط نفسه في كـنيسة بابل الكلدانية المشرقـية من البدء، أي في مار توما ومار أدي، مع أن (الكـنيسة الآثورية تضع مار شمعـون كـيـبا في المقـدمة، لا أعـرف من أين أتى به لكي يكـون هو الأول بـين سلسلة بطاركة كـنيستـنا بكل مسمياتها اليوم وليس هناك برهان تأريخي عـلى ذلك)، أقـبل وبكل إحـترام إذا أتى أي واحـد بدليل عـلى ذلك ما عـدا رسالة مار بطرس الثانية التي يقـول أنه كـتبها في بابل.
وجميع البطاركة الكلدان الذي يأتون بعـد مار يوسف السادس أودو، هم بطاركة من خـط آمد وحـتى بعـد ثلاث بطاركة يأتي الرابع ويتخـذ تسلسل السابع وهو مار يوسف غـنيمة.
هذا المقال أفكاره كان مؤجل لعـدة سنوات وظهـر تحـفـيزا بعـد سماع كـرازة البطريرك مار آوا الثالث روئيل في عـيد القـيامة حول إنعـقاد الإجـتماع بين كـنيسة الـتـقـويم الـقـديم وكـنيسته ، في شيكاغـو 9 اذار 2022 بعد وفات مثلث الرحمات البطريرك مار ادي الثاني في اريزونا، أتمنى مِن كل قـلبي أن يتم الرجـوع إلى بـيت واحـد بدون أن يقـول أي واحـد رجع إلى بـيتـنا. نا باوَرا “بالـقـورد”؟؟؟ نـنـتظر الخاتمة!!!
يعتبر مار يوسف السادس اودو واحد من أعظم بطاركة الكلدان في التاريخ الحديث!!!
*
خـط جـديد: بطاركة كـنيسة المشرق الرسولية منذ الإتحاد الأول حـتى يومنا هـذا 1552- 2020
