يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
مقدّمة
هل الترجمة العربية لنصّ متى دقيقة هي؟ 26 _ 8 :5 وتحديدا الآية:” لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.”
قبل ان نقف عند الآية، نتوقف عند النص بالكامل ” الموعظة على الجبل” : “ طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.
«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!“طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
توضيح:
” أنقياء” تعني النّقاوة والطّهارة والصدق والإخلاص، و” القلب “، وردت في التوراة أكثر من 855 مرّة وفي الإنجيل 105 مرات.
اللفظة ” قلب” تدل بالمعنى المجازي {Metaphor من اليونانية μεταφορά من كلمتين الأولى تعني بعد μετά والخاتمة يحمل φέρειν } كعضو يدلّ على شخص الإنسان وحكمته ووجهه وشخصه. ويدل القلب على الفكر والإرادة.
نضرب بعض من الأمثلة، القلب الحكيم الذكي، الملوك الأوّل 12 :3 والأمثال 23 : 16 والجامعة 5 :8 و 2 :10
“قلب حجريّ” حزقيال 19 :11 “القلب السيّئ الشّرير ” الأمثال 23 :26 و15 :22
و”القلب الساذج النزيه ” مزمور 80 :119 :” لِيَكُنْ قَلْبِي كَامِلًا فِي فَرَائِضِكَ لِكَيْلاَ أَخْزَى.{ יְהִי לִבִּי תָמִים בְּחֻקֶּיךָ לְמַעַן לֹא אֵבוֹשׁ ترجمة “كاملا” غير موفقة للفظة العبرية תָמִים،“תמים_ תם ،تعني اللفظة بلغة التوراة: التامّ الشامل دون نقصان، وخصوصا من الناحية الأخلاقية راجع أيوب 1 :1 :” كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ كَامِلًا وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. אִישׁ הָיָה בְאֶרֶץ עוּץ, אִיּוֹב שְׁמוֹ; וְהָיָה הָאִישׁ הַהוּא, תָּם וְיָשָׁר וִירֵא אֱלֹהִים—וְסָר מֵרָע” وقارن التكوين 27 :25 عن يعقوب ونشيد الانشاد 2: 5 .
وفي الأمثال 9 :10 تعني الاستقامة ومزمور 9 :7:” הוֹלֵךְ בַּתֹּם, יֵלֶךְ בֶּטַח; וּמְעַקֵּשׁ דְּרָכָיו, יִוָּדֵעַ. مَنْ يَسْلُكُ بِالاسْتِقَامَةِ يَسْلُكُ بِالأَمَانِ، وَمَنْ يُعَوِّجُ طُرُقَهُ يُعَرَّفُ. تُرْسِي عِنْدَ اللهِ مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ יְהוָה, יָדִין עַמִּים: שָׁפְטֵנִי יְהוָה; כְּצִדְקִי וּכְתֻמִּי }.
بكلمات أخرى، العبارة “حسن القلب مستقيم القلب، والقلب الشرّير والحجر” هي ألفاظ التي تدلّ على الشخص وحكمته.
السؤال، لماذا القلب النقي الطاهر هو من يستطيع معاينة الله؟
لأنه، فقط الإنسان الطاهر بدون خطيئة يستطيع الاقتراب لحضرة الاب المنزّه عن كل خطيئة.
المثال الرائع لذلك، طرد آدم وحوّاء من الفردوس فورا بعد عصيان الله وعدم الطاعة. والطرد لئلا يكون الخاطئ بمعيّة وحضور الله وبالتالي يكون الابتعاد عن الله بالخطيئة وعصيان الرب وأمر الملائكة المثول بسيوف لتحرس التعاليم الإلهية، التكوين 24 :3 إذا التعبير “القلب النقي” يخصّ الإنسان الذي لا يحمل الخطيئة وهو التائب والمتضرع للرب ” اغفر لي يا رب اغفر لي” لكي أتمكن من معاينة الله.
وكيف نحصل على “قلب نقيّ”؟
حسب ارميا 9 :17 ومزمور 10 :51 الله فقط القادر على تغيير القلوب وتحويل القلب لنقي وطاهر ومستقيم مزمور 12 ،7 :51 .
يعرف جيّدا الملك داود ان الإنسان بقلب معوجّ غير نقيّ حتّى وان وُلد كطفلٍ، والواحد الوحيد الذي يستطيع محو الخطية وسحقها هو الرب، لذا يتوجّه الملك داود لربّه متوسلا إليه متضرعا للرب: اخلق فيّ قلبا نقيًّا”.
فهم حزقيال الأمر وعلِم ان الله سيخلّص إسرائيل حين يقبل مخلّصه وعندها يحوّل وَيُغيِّر الرب قلب إسرائيل من قلب عنيد متمرّد قاسٍ إلى قلب مفعم بالإيمان والطاعة للرب. ويعلم حزقيال النبي ان القلب النقيّ هو نعمة إلهية من الله للإنسان حزقيال 29 _26 : 36 .
حسب حزقيال وداود الله هو الذي يخلق القلب النقي الطاهر، وبولس في الرسالة الثانية لكورنثوس 17 :5 فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ:.” إذا “القلب الجديد” الحياة الجديدة والحياة الطاهرة فقط مع المسيح وكما يقول بولس محو الخطية في المسيح وبالتالي نولد من جديد.
فقط بالمسيح نولد من جديد، وحين نتوجّه للمسيح: ” يا رب اغفر لي أنا الخاطئ” فنولد بقلب نقي طاهر ولا طريقة أخرى غير المسيح كما في أعمال الرسل 12 :4
وقول بولس والإنجيل يستند على نص ارميا النبي 4:4 ، فالرب المسيح هو الطريق والحق 6 :14 يوحنا .
السؤال: لماذا يشدّد الله على القلب النقي؟ الطاهر والمخلِص؟
غاية الله ان يكون الأولاد ونحن أولاده بالتبنّي، ان يكونوا على مثال الاب ومحبّة الله لمن خلقهم على صورته ومثاله وصفاته، ان نكون مثله بحياتنا ولهذا تجسّد هو بشكل إنسان، لان الإنسان أسمى المخلوقات كلّها، ويريد خلاص الإنسان وإنقاذه من النار والعذاب 1 ثيموتاوس 4 :2 ويوحنا 18 _16 :3 واشعياء 53 .
لكي نستطيع ان نكون على مثال وصورة الرب المحبّ المخلّص، يجب ان نكون كما يقول اللاويين 2 _1 : 19 :” تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ.“وكذلك 45 _44 :11 :” إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. ” ان نكون من المميّزين المنفصلين عن الآخرين وعن الخطيئة لكي نحافظ على ذواتنا بطهارتنا ونقاوة قلوبنا.
في الرسالة الثانية لكورنثوس 20 :5 : “ إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.
يستخدمنا الله كأبناء له، لنكون على مثاله وتجسّده لنتألّه ونكون ملح الأرض، لئلا يعثر احد كما استخدموا الملح في الهيكل متى 16 _13 :5، لنضيء أمام الناس وللناس ليعرفوننا أننا أبناء المخلِّص، ونعاين الله في الملكوت رومية 17 _14 :10 ومتى 20 _18 :28 وأعمال الرسل 9 _8 :1 .
كمؤمنين يجب ان نمثّل المسيح بأبهى صورة كسفراء مُخلِصين للرب المخلِّص.
بولس يرشدنا لذلك، افسس 32 _17 :4 كيف يكون هذا؟ 1 يوحنا 9 _7 :1 :”. وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، “بمعنى ان نسير بالنور أي مع المسيح وتعاليمه وعندما نبتعد عن الشر والخطيّة ويقول صاحب المزامير :” 10 :119 :” بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ” والأمثال 10 _1 :3 ويضيف المزمور 105 :119 : “سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.” والتثنية 9 _4 :6 نص الرسالة إلى رومية 12 يفسر ويشرح كيفية التعامل وأبناء الله مع بعضهم البعض
والرسالة الأولى ليوحنا 9 :1 ومتى 23 :5
“طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ”
ما معنى السّلام؟ وما القصد من اللفظة؟ وما غاية السلام بنظر الله؟
لفظة “السلام” وردت 429 مرّة في الكتاب المقدّس،وحسب النصوص المقدّسة يمكن جمع النصوص بمجموعات:
+ مزمور 14 _11 : 85 وعبرانيين 14 :12 ويعقوب 18 -17 : 3 واشعياء 22 :48 ومزمور 15 _12 : 34 .
إذا، ما غاية السلام بنظر الله؟ السلام الحقيقي يجب ان يشمل: الحقيقة والصدق والنقاوة والقداسة، وكل انحراف عن هذه العناصر تفقد وتفسد السلام المُبتغى والمنشود من الله. وفي حال الانحراف يجب طلب المغفرة من الرب: “يا يسوع ارحمني أنا الخاطئ”. والحل لننال السلام هو الابتعاد عن الخطيّة متى 17 _15 :18
من يغفر لنا؟
النصوص المقدّسة في غاية الوضوح، يسوع المسيح هو الدواء الشافي، اشعياء مثلا 6 _5 :53 ورسالة بولس، كولسي 20 -19 : 1 ورومية 1 :5 وافسس 15 -14 :2 والرسالة الثانية لتسالونيكي 16 :3 ودانيال 27 _24 :9 واللاويين 6 :26 والعدد 27 -24 :6 والملوك الأول 23 :2 ومزمور 11 :29 واشعياء 6 :9 وحزقيال 25 :34 ورومية 33 :15 والأولى لكورنثوس 33 :14 والثانية لتسالونيكي 16 :3.
هذه النصوص وغيرها في الكتاب المقدّس تثبت ان المسيح الرب هو الفادي والذي دفع الثمن وخلّصنا وهو على الصّليب ومنحني السلام بإيماني به.
هو تألّم ومنحني الحقّ والصّدق والبرّ والطهارة والقداسة.وكل من يسعى للسلام عليه ان يتمعّن بهذه النصوص متى 26 :5 والأولى لكورنثوس 32 _28 :11 وفيلبي 2 :4
من هو صانع السلام؟
كلام الله يعلّمنا ان كل من ينعم بسلام الله في المسيح يسوع يجب عليه ان يرشد الآخرين. في الرسالة الثانية لكورنثوس 19 _18 : 5 يتحدّث عن كلمة المصالحة هو كلام البشارة الذي يرشد كل فرد وصانع السلام الإلهي بحسب مشيئة الله يعلم كيفية إظهار السلام الإلهي بالمحبّة، فالحقيقة بدون محبة باطلة،والحقيقة بمحبة الله تليّن وتذوّب المعاصي افسس 15 :4 .
المحافظة على سلام الرب بحياتنا تكون دوما الاعتراف بالخطيئة والتوبة الملحّة من المسيح، افسس 6 _4 وكلّ من يعمل لإحلال السلام هو “ابن الله“ مزمور11 :29
الآيات 12 _10 : “طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.”
أتباع المسيح سيعانون، والبرّ الذي يعده المسيح لأتباعه هو نفسه أي المسيح هو البرّ لأنه يقول ” من اجلي”، أي طوبى لمن يتمسّك بالمسيح.
الأجر عظيم في السماوات
الأجر السماوي العظيم لإيماننا بالمسيح، ولماذا يكره العالم من يؤمن بالمسيح؟ لان الإيمان بالمسيح المخلِّص تذكِّر كل من لا يؤمن بالمسيح بخطيئته وعدم خلاصه لان المسيح سيخلّصنا. كل من يتّخذ المسيح مخلِّصا له لا يهاب ولا يخاف، أمّا الباقون فنعم، يرتابون لان إيماننا بالمسيح المخلّص هو المخلّص للإنسان لا غير له، يوحنا 21 _16 : 3 و 21 _18 : 15 سلوك الإنسان المؤمن بيسوع يظهر بدون كلام، لان المسيح يحيا بالإنسان ونكون النور للبشر يوحنا 12 :8.
علينا ان ندرك ان حياة المؤمن الذي اتخذ المسيح مخلّصا له، يسكن المسيح بداخله ويعمل من داخله حسب مشيئة الله افسس 14 _13 :1 ويوحنا 16 _14 وفيلبي 6 :1
وملاحقة المسيح ليست بجديدة واضطهاد أتباع المسيح ليس بأمر جديد أيضا، إيليا النبي لاحقه اخأب واشعياء وارمياء تعذّبوا بسبب اتّباعهم للرب.
كذلك الرسل كلهم ماتوا من اجل اتّباعهم المسيح، ولماذا؟ لأنهم عرفوا الحق والطريق الذي هو يسوع.
ملاحقة أتباع المسيح بسبب معرفة الحق، وكلّ من يلاحق الحق، هو بعيد عن الطريق والحق والحقيقة.
الرسالة الأولى لثيموتاوس 16 -6 :4 تعلّمنا هذا النهج : “تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، “وفي الرسالة الثانية لثيموتاوس 12 :3 : “ وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ”.
نص الأمثال 9 _1 :3 وارميا 9 _5 :17 أي في النقاوة والطهارة نعيش لكي نبتعد عن الرذيلة وبولس يقول 1 تسالونيكي 22 :5 : ” امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ.”
علينا على الدوام دون انقطاع ان نكون ونتبع المسيح ونعمل حسب تعاليمه وكل هذا يؤدّي لمعاناتنا من البشر كما عانى المسيح متى 25 -24 :10، كذلك كما علّم بولس تلميذه تيموثاوس كذلك بطرس قال عن الثمن الذي سيدفعه من يتبع المسيح، 1 بطرس 18 -13 :3 وفي الرسالة الأولى لبطرس 19 _12 :4 أيضا يخبرنا عن البلوى.
النصوص تثبت البلوى والملاحقة والاضطهاد للمؤمنين بيسوع هكذا كان بالسابق أيضا، اسطفانوس وارميا وزكريا ابن برخيا وإيليا النبي { متى 17}. ودانيال 12.
ولنتذكّر دوما وعد المسيح ان أجرهم بالسماء مع القديسين والأبرار.
لربّما من يسأل ما الدافع لإتّباع المسيح بالرغم من المضايقات والاضطهاد والاستمرار بالإيمان بالمسيح؟
الإيمان الثابت والراسخ بالرب يسوع لا يتزعزع ، والرب يحافظ على السلام الداخلي فينا، ويزداد فرحنا وثباتنا بالإيمان بيسوع، لأنه ساكن بداخلنا،نقرأ الرسالة إلى فيلبي 4 ويوحنا الأولى 4 :4 والملوك الثاني 16 :6 والخروج 14 :14 ونرى فاعلية هذه النصوص بترسيخ الإيمان بالرب.
ما جئت لأخلّ بالتعاليم
الفريسيون والكتبة رفضوا المسيح ولم يقبلوه، لان المسيح الرب سيفقدهم مكانتهم وسلطتهم وربحهم المادي، الناس سمعت المسيح وتعاليمه وقبلت التعاليم، إلا انّ الرئاسة الروحية من الفريسيين والكتبة رفضوا هذه التعاليم، وقالوا ان المسيح يرفض التوراة ولم يقبل التعاليم التوراتية، فكان جواب المسيح:” “لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.“.
المسيح لم يأت ليلغي التوراة ولا ليبطلها بتاتا أبدا، المسيح أتى ليحقق ما بالتوراة ويطبّق نصوص وتعاليم التوراة، فلو رجعنا لنص غلاطية 25 _23 : 3 نفهم ما نقول: “وَلكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ.”
يوضح المسيح بشكل قاطع حازم، انه يطبّق ويحقق كل تعاليم التوراة والأنبياء، فلو لم يطبّق ويحقق كل التعاليم التوراتية لكانت نصوص التوراة كاذبة ولم تتحدّث عن المسيح الله المتجسّد،بمعنى ان المسيح يقول ان التوراة أخبرت عن المسيح المتجسّد المخلّص ومجيئي وتجسّدي تحقيقا لأقوال موسى والأنبياء عنّي، فلو لم آت ولم أتجسّد فسيكون كلام التوراة كذب وتلفيق هو وتجسّدي هو إثبات لحقيقة أقوال الله في التوراة.
الله المسيح يشرعن التوراة وأقوال الأنبياء غلاطية 4 :4 : “وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ،” بعبارة أخرى، أنا الملح والنور للتوراة، أنا غاية وهدف التوراة والأنبياء، لذلك لم يأت المسيح ليعلّم البر الجديد والتعليم الجديد لا بل برّ التوراة والأنبياء، السامعون لم يفهموا ولم يعرفوا أنهم تركوا التوراة وأقوال الأنبياء وسمعوا من الفريسيين والكتبة أمورا مناقضة للتوراة وتفسيرهم خاطئ وليس كما أراد الله.
هل المسيح يسوع حقّق وطبّق التوراة؟
لن نسرد هنا كل النصوص، فهذا الموضوع بمثابة كتاب كامل شامل عن النبؤات التوراتية والتي تحقّقت بيسوع {والمادة متوفرة بجعبتنا}، فنسرد هنا بعض الشواهد فقط لنوضح الموضوع.
أوّلا: نص التكوين 15 :3 : “ وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».” فقط نسل المرأة {دون تدخّل الرجل} يسحق الشيطان ولو انتبهنا للفظة {נחש = משיח علم حساب الأرقام Numerology يكون مجموع الأحرف للفظتين 358 נחש 50+8 + 300 = 358 و لفظة משיח 40 +300 +10 +8 = 358}
ثانيا : نص التكوين 10 _8 :49 فيسوع من سبط يهوذا ونقارن اشعياء 10 :11 و 5 :51 و 4 :44 و 9 :60 وارميا 6 _5 :23 و 16 _14 :33 اشعياء 7 _6 :9 هذا تحقّق بالرب يسوع فقط.
ميخا 1 : 5{الآية الثانية بالترجمة العربية وبالعبرية الأولى} فقط يسوع وُلد في بيت لحم أفراتا {كنّا قد نشرنا مادة عن ميخا 5 والنص بالعبرية يتحدث بلغة المذكر وليس كما الترجمة العربية بالمؤنث عن مدينة أما النص الأصلي فيتحدث بالمذكر أي المخلص المسيح} سادسا” زكريا 9:9 مقارنة ويوحنا 12 دانيال 27 _24 :9 أي في شهر نيسان عبري سنة 32 _33 سيصلب الرب وتحققت نبؤة دانيال بالمسيح وقبل خراب الهيكل سنة 70 م اشعياء 3 _1 :61 مقابلة ولوقا 30 _16 : 4
ارميا 34 _31 :31 . هذه المقابلات الجزئية والناقصة من التوراة بخصوص المسيح، تبيّن ان المسيح حقّق وطبّق النص التوراتي، والمسيح هو الله المتجسّد أمثال 4 _1 :30 ومزمور 2. تجسّد الله لأنه يريد ان يخلص الإنسان، فكيف يخلّصه دون ان يتجسّد بصورته ومثاله؟ والإنسان أسمى ما خلق الرب، وكل هذا ليحقّق ويطبّق المسيح التوراة وأقوال الأنبياء وهو الوحيد الذي يستطيع ان يقول لم آت لأخلّ بتعاليم الناموس لا بل لأطبّق وأحقّق كل هذه التعاليم.
ما علاقة المسيح بالتوراة؟
المسيح كيهودي عليه الانصياع للتعاليم الناموسية التثنية 2 :4 و 26 :27 وغلاطية 4 :4.
على المسيح تنفيذ كل وصية من التوراة، فدانا بدمه على الصليب لكي نولد من جديد مع المسيح بعهد جديد كما يقول ارميا النبي 34 -31 : 31، مسيحيّة المسيح والوهة المسيح هي بتنفيذ كل وصايا التوراة، حكمة الله والتدبير ألخلاصي منذ البدء هو، والمسيح الواحد الوحيد الذي يستطيع ان يقوم بتنفيذ كل الوصايا والناموس وتحقيق الخلاص للإنسانية اشعياء15_ 13 :52 واشعياء 53 .
التوراة واضحة جدا وكلام الأنبياء كذلك، ان الخلاص فقط بيسوع المسيح وهو الوحيد الذي يغفر الخطايا كما ذكرنا أعلاه نص اشعياء 53 ومزمور 2 وارميا 34 -31 :31 . نصوص التوراة من التكوين حتى ملاخي النبي وصفت بدقّة المسيح مهامّه وولادته وتمّ بوصفه بشكل واضح ومباشر ما ذكرنا أعلاه وبرموز مثل : الأعياد والتقادم راجع النصوص التوراتية التالية: اللاويين 23 واشعياء 2 و11و61 و65 و66 وارميا 6 _5 :23 و 16 _14 :33 و2 كولوسي 17 -16 :2 وغلاطية 11 _9 :4 .
وكل من درس التوراة وفهم فحواها علم وعرف وأدرك ان المسيح غاية التوراة وغاية التوراة هي المسيح يسوع.
يقول بولس 2 كورنثوس 9 :3 : “لأَنَّهُ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ!”
فأتى المسيح ليخلّص البشرية ويطبّق التوراة وُلد من البتول لحملها بالروح الإلهي اشعياء 14 :7 قارن ومتى 23 :1 حامل الحمل خطايانا اشعياء 53.
بموت المسيح على الصليب انشقّ حجاب الهيكل الذي حجب الهيكل عن الناس لوقا 45 :23 بمعنى قبول الفداء والمخلّص الموعود من الله بحسب النصوص التوراتية كما وعد راميا أعلاه 34 _31 :31 .
بهذا لا حاجة بعد لذبيحة دمٍ ولا ذبيحة العجول لان الخلاص تمّ بيسوع، عبرانيين 10 _9 . فبالتالي المؤمن بيسوع ليس بحاجة بعد لرموز ولا وصايا لان كل هذا تحقق بيسوع أعمال الرسل 10 رومية 14 و 1 كورنثوس 8 فكل الرموز تحققت بالمسيح.
لذلك، ليست القضية الاختيار بين التوراة والإنجيل والأنبياء، من قبِل كلام الله قبِل المسيح لان يسوع حقّق التوراة والأنبياء.
كل من يرفض المسيح يثبت عدم قبول كلام الله غلاطية 25 _23 :3 الآية 18: “ فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.“ يثبت لنا يسوع هنا انه يخضع لكل كلام الله حتى اصغر آية. والتوراة وأقوال الأنبياء التي بين الناس تشمل كل ما سيحدث في المستقبل وسيتحقّق بالمسيح.
لم يأت يسوع ليخلّ بالتوراة، وهذا يعلّمنا انّ كل ما ورد بالتوراة تحقق بالمسيح. لذا نستطيع ان نكون بسلام مع الرب .
نص الأمثال 9 _1 :3 ، ونستشهد بالنص الأصلي لفهم الموضوع أكثر وضوحا : “يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ، وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً. لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اُكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ، فَتَجِدَ نِعْمَةً وَفِطْنَةً صَالِحَةً فِي أَعْيُنِ اللهِ وَالنَّاسِ. تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ، فَيَكُونَ شِفَاءً لِسُرَّتِكَ، وَسَقَاءً لِعِظَامِكَ. בְּנִי, תּוֹרָתִי אַל-תִּשְׁכָּח; וּמִצְוֹתַי, יִצֹּר לִבֶּךָ. כִּי אֹרֶךְ יָמִים, וּשְׁנוֹת חַיִּים– וְשָׁלוֹם, יוֹסִיפוּ לָךְ. חֶסֶד וֶאֱמֶת, אַל-יַעַזְבֻךָ:קָשְׁרֵם עַל-גַּרְגְּרוֹתֶיךָ; כָּתְבֵם, עַל-לוּחַ לִבֶּךָ. וּמְצָא-חֵן וְשֵׂכֶל-טוֹב– בְּעֵינֵי אֱלֹהִים וְאָדָם. בְּטַח אֶל-יְהוָה, בְּכָל-לִבֶּךָ; וְאֶל-בִּינָתְךָ, אַל-תִּשָּׁעֵן. בְּכָל-דְּרָכֶיךָ דָעֵהוּ; וְהוּא, יְיַשֵּׁר אֹרְחֹתֶיךָ. אַל-תְּהִי חָכָם בְּעֵינֶיךָ; יְרָא אֶת-יְהוָה, וְסוּר מֵרָע. רִפְאוּת, תְּהִי לְשָׁרֶּךָ; וְשִׁקּוּי, לְעַצְמוֹתֶיךָ. כַּבֵּד אֶת-יְהוָה, מֵהוֹנֶךָ; וּמֵרֵאשִׁית, כָּל-תְּבוּאָתֶךָ.”
لو قمنا بتبديل الحروف “י ي ” في كلمة ‘יהיה’ نحصل على لفظة جديدة ومعنى آخر ‘היה’ كذلك الأمر مع اسم الله “ ‘יהוה’” نحصل “הוה” فبالتالي أي تغيير ولو بحرف صغير مثل “الياء” فهو كارثة روحية.
في الآيات 20 _19 : “فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:
يريد ان يعلّمنا يسوع العمل حسب كلام الله، ولكل هرطوقي ملحد يدّعي ان هذه التعاليم لحقبة زمنية ماضية وبحاجة لتجديد وإنعاش فهو لا يفقه كلام الله بتاتا، لان كلام الله أزلي. لان الرب 2 كورنثوس 10 :5 : “لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.”
ما دام الفريسيون والكتبة يرفضون المسيح لن يدخلوا ملكوت الله رومية 33 _30 :9 .
الخلاص فقط مع يسوع وبيسوع : “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” يوحنا 6 :14 ورومية 5 و 10 _8 :10 وأعمال الرسل 12 :4 .
بما ان ابن الناس خلال حياته يخلّ بالوصايا ولا يعلّم دوما حسب الوصايا بالكامل لذلك ما إنسان يحيا يكون العظيم في ملكوت الله الجامعة 20 :7 ومزمور 7 :51 .المسيح المتجسّد المنزّه عن الخطيئة علّمنا كيفية الحياة بحسب تعاليم الله اشعياء 13 :52 : “هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا.” {للمزيد اشعياء 53 و2 كورنثوس 21 :5 }. ناهيك عن النصوص الكثيرة التي لا يمكن فهمها بالإنجيل المقدّس دون العودة لفهم التوراة، ومثالا بسيطا إنجيل احد العنصرة فيتحدث عن عيد المظال وعادة اليهود في الهيكل بسكب المياه وحلول الروح القدس ومن ثم نرى الاباء انتقلوا لنص يوحنا 12 :8 : “أنا نور العالم“ ولو لم نرجع لفهم التوراة وعيد المظال وعادة التطواف بالمشاعل لما فهمنا نص يوحنا والنور والمسيح هو النور، وفي نص آخر يقول: “انتم نور العالم“.
هذه فتات من كم هائل لآيات إنجيلية لا يمكن فهمها دون العودة للتوراة، والعادة التي كانت متّبعة وقتها عند اليهود في فترة الهيكل، ولنفكّر بعبارة متى البشير: ” أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.” فعن أي ملح الذي يطرح خارجا وما عادة اليهود بطرح الملح خارج الهيكل ومتى ولماذا؟