موفق السناطي
تكاثر الحديث في الآونة الاخيرة عن السينودس وقراراته الجديدة وعن تراث وحضارة الكلدان وعن الطقوس المستحدثة. وتراشقت الاقلام مابين مؤيد ومعارض مِن مَن يدافع عن هذا التاريخ وارثه والحفاظ عليه وبين فلاسفة البلاغة الداعين الى الحداثة.
ونحن في زمن العولمة والتكنلوجيا والتي يجب ان تربط هذا الارث بالحداثة دون المساس بجوهر الايمان…
انا شخصيا لست ضليعا بالمفاهيم الفقهية لمبدأ المسيحية ولكن تكويني العائلي وايماني الراسخ بمفهوم المحبة والسلام التي تشربتها على مر السنين جعلتني حريصا للدفاع عن هذا الارث من وجة نظري.
صحيح ان الحداثة مهمة ومطلوبة لمواكبة العصر ومتغيراته ولكن ليس على حساب الرسالة الحقيقية التي علق السيد المسيح على خشبة الصليب من اجلها والتي افهمها بكلمتين فقط … وهي المحبة والسلام وعلى هذا المنهاج ترعرعنا وثبتت اقدامنا في الايمان بهذه الرسالة..
ولو تمحصنا قليلا لما يجري في اروقة ودهاليز السياسة والمفهوم التحديثي الباطريركي لوجدنا ما لايسر المؤمن ولا ترتاح له عقول المسيحيين التابعين لهذه البطريركية وفرض مفاهيمها على العامة وسنلقي الضوء على حدث واحد من العشرات من الاحداث وعلى القارئ ان يستنبط الحكمة منه..
منذ عام ٢٠١٧ دخلت الى بعض مدارس الكنيسة الكلدانية افكار غريبة انطلاقا من مبدأ التعايش كما فسرها اصحاب الرأي الكنسي الا وهي اضافة درس القرآن الى منهج الدراسة … ياترى هل هذا المنهج فعلا يعزز المواطنة ويلغي الفرقة والتعصب ..؟؟! هل الدولة سمحت بالمقابل سواء في المركز او الاقليم درس للكتاب المقدس؟؟ الجواب كلا. اذن اين هي المواطنة والتعايش …؟
سيادة الباطريرك ..
هل يمكن ان يتعايش الذئاب مع النعاج في حظيرة واحدة..؟؟! ان ماتفعله داخل هذه المدارس وكأنك ترعى قطيعا من الاغنام تحت رحمة الذئاب..! والغريزة الحيوانية تقول ان الطبع يغلب التطبع والنتيجة محسومة بين فكي المفترس …
لااعلم من أين استقيت هذه الفلسفة؟؟ هل هى مفاهيمك المستقات من دكتوراه الفقه الاسلامي حصيلة جهودك الدراسية؟؟
سيدي الجليل الاحترام
لقد تبنت القاعدة هذه المناهج في باكستان وافغانستان لتخرج اجيالا من القتلة والارهابيين ليملأه العالم ببحار من الدم، ونحن في العراق داخل غابة موبوئة مليئة بالعنصرية وافكار الشواذ المنسوخة من صفحات القرآن الا تعتقد انك بهذا تبني مسوخا فكرية داخل عقول هذه الاجيال البريئة من ابنائنا …؟؟!
في مفهوم علم المنطق اذا اردت ان تدمر اجيال ماعليك الا ان تحشوا عقولها بالسموم والتفاهات، الا تعتقد ان هذه الافكار ستنعكس داخل مجتمعاتنا وعوائلنا بعد جيلين من هذا التاريخ؟؟
هل فاتك ان هذه الاجيال ستتربى على افكار مشوشة مابين رسالة المحبة والسلام للسيد المسيح وما بين نصل السيف الذي يريد فتح العالم بلغة الدم وجز الرقاب فالى اي من هذه الرسالتين ستجنح هذه الاجيال؟؟ هل كان فعلك بدون دراسة للواقع المزري لاجيال تشبعت عقولها من سموم الدين؟؟
اذا لم تولي هذا الامر اهتماما انها جريمة لاتغتفر اما اذا فعلت هذا عن دراية مسبقة انها كارثة الكوارث الكبرى. ان مافعلته هو من بنات مفاهيم الوهابية التي اعتنقته من اربعة عقود في باكستان وافغانستان لتقود العالم الى الدمار والموت والظلام لقد بشرت الوهابية به مدعومة بمليارات الدولارات لتغزو العالم وذلك ببناء المساجد في كافة اصقاع الدنيا واستحداث مؤسسات دينية مدعومة بصكوك البترول العربي لتدمير المجتمعات الغربية ونجحت الى حد كبير في القارة العجوز وجعلت مجموعة من دولها رهينة الارهاب والدم واخذت هذه البلدان تدفع ثمنا باهضا سواء بالارواح او الممتلكات او دفع الجزية من دماء الابرياء.
هل هذا هو السيد المؤتمن على رسالة المسيح يحمل هذه الافكار المسمومة …؟
نعم يافيلسوف الفقه الاسلامي لقد بدأ الغزو ينخر جسد المجتمعات الغربية وجعله يعيش في ضبابية مستغلين حقوق الانسان وحرية المعتقد والتي يمنعوها في بلدانهم تماما كما هي ممنوعة في بلدنا العراق.
انه عصر الحداثة لا استغلال مفهوم الديمقراطية .. وقد نالنا قسط منها هنا في اميركا ففي عام ١٩٩٢ كانت الهجمة الوهابية في اشرس اوقاتها كنت حينها مدير منظمة الهجرة ومساعدة الاجئين وبحكم عملي كنت على علاقة مباشرة مع الجهات المشرعة من الكونكرس سواء على المستوى الفدرالي او الحكومة المحلية ومع مؤسسات التعليم …
انتشر خبر مفاده ان هناك قرار يسمح بتدريس القرآن في مدارس مدينتنا الكهون. في سان دييكو …. لستة مدارس مابين الابتدائية والمتوسطة وكان الداعي والمخطط لهذا الامر احد مشايخ السلفية الذي استلم مبلغ ٨٠٠ الف دولار من مراجع وهابية سعودية وكانت لعبة ذكية معتمدا على بيانات التربية التي تحفظ في سجلات المدارس والتي تخص الطلاب تتضمن احدى فقراتها ان اللغة الدارجة في المنازل هي العربية عليه ان جميع الناطقين بالعربية هم مسلمين وبما ان الغالبية العظمى من طلاب هذه المدارس هم من الجالية العراقية وعملا بمبدأ حرية المعتقد تم اقرار القانون وهذا كان سينعكس ايضا على الطلاب من متحدثي اللاتينية والافارقة وهذه كانت اللعبة الكبرى وبهذا سيتم تدمير افكار الطلبة وتشويشها ومسح معتقداتهم التى تربو عليها …؟ فما كان مني انا العبد المؤمن البسيط ان اشمر عن ساعدي واعلن حربا شعواء ضد القرار بعد ان اثبت بالدليل القاطع ان نسبة الاسلام لايتعدى ٢./. وانه بمجرد تطبيق القرار ستشتعل النيران في جميع المدارس وعند استجوابي كيف ستحرق المدارس كان جوابي قاطعا سأكون اول من يشعل الفتيل الاول وعليكم تحمل تبعات قراركم الخاطئ وفعلا تم وهد الفتنة والغي القرار مما حدى بالشيخ السلفي الى تحويل الاموال لتأسيس الحزب الاسلامي الكردي في شمال العراق …
السوال الان الا يوجد في السنودس من يشعل الفتيل الاول لحرق هذه الافكار المسمومة الموسومة بالحداثة لتدمير اجيال بكاملها …؟
فعلا الشيطان هو نفسه ساكو الذي غرت به الدنيا وملذاتها